رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

محمد جابر سلطان الجابر

مساحة إعلانية

مقالات

4693

محمد جابر سلطان الجابر

أغلى دواء في العالم.. يا سبحان الله !

30 مارس 2021 , 02:00ص

خلال الفترة الماضية استوقفني خبر ورد في إحدى الصحف العربية من حقن طفل مصري بأغلى دواء في العالم ثمنه 34 مليون جنيه مصري أي ما يعادل 2.125 مليون دولار أمريكي، هذا الدواء الذي يتم إعطاؤه للأطفال المصابين بمرض ضمور العضلات الشوكي وهو العلاج الجيني الأول من نوعه في العالم الذي يعطى للمريض عن طريق الحقن الوريدي لمرة واحدة، وهذا الدواء الذي أجازته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في شهر مايو عام 2019 وهو ما يسمى بدواء ZOLGENSMAL وهي عبارة عن حقنة وريدية تعطى لمرة واحدة بحيث يعمل على استجابة الخلايا العصبية الحركية للطفل وحيث تبلغ نسبة الإصابة بمرض ضمور العضلات الشوكي وهو من الامراض النادرة عالمياً ( 5 ) حالات لكل 100 ألف شخص عالمياً.

فقلت سبحان الله.. والحقيقة أني دهشت وكنت غير مصدق في أن يكون سعر دواء بهذه القيمة المالية الخرافية، وكنت أتساءل عن سر هذا الدواء الذي توصلت إليه هذه الشركة الأمريكية المتخصصة في مثل هذا العلاج الجيني وهذا التقدم العلمي المذهل في مجال الطب الجيني وعلوم الوراثة.. فسبحان الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم.. وسبحان الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم.. هذا التقويم الذي يشمل الأسرار والعجائب في الخلق البديع والمتقن للجسد البشري في كل خصائصه ووظائفه والتي أشار إليها سبحانه وتعالى مخاطباً الإنسانية بقوله " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " الآية (( 21 )) سورة الذاريات.. إن هذا الخبر وقفة لنا جميعاً على أن نعرف نعم الله علينا، وأن نعرف قيمة الصحة والعافية في أجسادنا وأبداننا وعبر كل خلية من خلايانا البشرية التي وهبنا الله سبحانه وتعالى وأعطانا إياها وأن نحمد الله ونشكره على ما وهبنا إياه من نعمة الصحة والعافية.. فكم سمعنا عن عمليات زرع لأعضاء بشرية مثل عمليات زرع كبد أو كلية وغيرها كلفت أصحابها المرضى مئات الألوف من الدولارات.. وكم سمعنا عن مرضى قضوا سنوات أعمارهم في البحث عن علاجات وأدوية لأمراض اصابتهم وقد كلفتهم الآلاف من المبالغ من أجل الحصول على الشفاء والتمتع بنعمة الصحة والعافية.. اننا مغبوطون حقاً بأسماعنا بنعمة السمع.. وأبصارنا بنعمة البصر.. وإدراكنا وشعورنا بنعمة القلب والعقل بل وبكل عضو من أعضائنا.. وبكل خلية من خلايا أجسادنا وهي تشق لنا طريق الحياة بكل ما فيها من لحظات السعادة.. والحب.. والصحة والاستمتاع بطيباتها ونعمها.. وبشتى أنواعها وصنوفها.. إننا مغبوطون بنعم الله شئنا أم أبينا.. فما نحن فيه من نعم فمن الله.. وتبقى مسألة الصحة والعافية من أقدار الله.. وأقدار الله لا يمكن إلا نواجهها إلا بسلاح المؤمنين وهي إن أصابتنا ضراء صبرنا.. وإن أصابتنا سراء شكرنا.. وفي كلتا الحالتين خير وهذا هو مصداق الحديث الشريف في الصحيح عن صهيب رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له... الحديث.. وفي حديث آخر أيضاً يدور حول هذا المعنى من حديث عبيدالله بن محصن قال، قال رسول الله ﷺ " من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.. رواه الترمذي في صحيحه. فيا سبحان الله جرعة دواء بمقدار أنبوبة حقنة تحتويها ويحملها كل جسد بشري سليم صحيح معافى بقيمة 2.125 مليون دولار وتلك هي معجزة الله الذي خلق الانسان في أحسن تقويم.

وختاماً:

دعواتنا للطفل المصري ريان من محافظة الإسكندرية الذي يتم عامه الثاني بأن يمن الله عليه بالشفاء بفضل هذا الدواء الذي أنتجته وتوصلت اليه مختبرات الطب الإنسانية لعلاج الإنسان من كونه أغلى دواء في العالم.. نعم.. وتلك هي أيضاً المعجزة الحقيقية !!

آخر الكلمات:

اعتذر للقارئ الكريم عن عدم استكمال سلسلة مقالات الإنسانية بين الذكاء الاصطناعي والفطري مقال رقم (( 13 )) لهذا الأسبوع وذلك لكتابة المقال أعلاه والأسبوع القادم إن شاء الله سنكمل ما بدأنا به.

[email protected]

مساحة إعلانية