رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

محمد إبراهيم الحسن المهندي

 [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

1425

محمد إبراهيم الحسن المهندي

حروب الفساد الخاسرة

05 أبريل 2021 , 02:00ص

إذا كان للبشر أمراض مزمنة لا شفاء منها، يصابون بها وتؤثر فيهم تأثيراً بالغاً على مختلف أجهزة الجسم الحيوية، وتصاب بالعطب وتفقد وظيفتها بصورة كاملة أو جزئية، وتهدد حياتهم الصحية بصورة عامة، وقد يُصبح الإنسان بسببها معاقا وعاجزا عن القيام بواجباته المختلفة، ويظل طبعاً تحت رحمة الله أولا، ومن ثم الأدوية التي يصفها له الطبيب، والتي في كثير من الأحيان ضررها أكثر من نفعها؟! وما أكثرها لدرجة أنه يُصاب بالحيرة؛ ماذا يأكل وماذا يترك، وكم هي مصيبة كبرى إذا اجتمعت هذه الأمراض في الجسد الواحد.

كذلك الدول حالها كحال البشر هي الأخرى لها أمراض مزمنة، لربما غير قابلة للشفاء تصاب بها وتؤثر عليها وعلى مختلف مجالاتها المعروفة، وأخطرها داء الفساد الذي لا دواء له، والذي ينتشر في مختلف مفاصلها ويجعلها معاقة تئن من أوجاعها الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، وهذا الداء تَوطن في كثير من المجتمعات في العالم العربي بصورة خاصة، وفي العالم الثالث بصورة عامة الذي يقولون فيه بأنهم يكافحون هذا الداء الخبيث بكافة الوسائل المتاحة، ولكن علمتنا التجارب أن هذه المكافحة في معظمها عبارة عن شعارات ليس لها وجود على أرض الواقع، فالواقع يقول عكس ما يقولون.

لقد نشأت الطبقية المجتمعية بسبب ذلك وأصبح ناس فوق وناس تحت وناس لهم الأفضلية في كل شيء ويأخذون كل شيء من الدول، وقد تحور الفساد كحال كوفيد 19 الذي كل فترة له شكل؟!.

وأصبح هناك فساد تحت مظلة القانون وفساد على نوافذه مخفي داكن لا يُرى ما في داخله، وكثرت سلالات الفساد في بعض الدول لدرجة أن أصبح عيني عينك لا يخجلون من ممارسته، وهو حلال عليهم وحرام على غيرهم؟! بل في بعض الدول العربية المنوط بهم مكافحة الفساد هم من المفسدين، يمارسونه على أوسع نطاق وفي الظاهر لهم كلام عن مكافحته وفي الخافي شيء مُغاير للواقع!.

فلو كان الفساد غير موجود لما رأيت حال العالم العربي والثالث بهذا الحال السيئ وهذا التخلف في مختلف المجالات، فالأفكار هي نفسها لم تتغير منذ سنين طويلة، والبيئة هي كما كانت لا تدعو لا للإبداع ولا هم يحزنون. والعقلية كما هي، حتى الأشخاص هم أنفسهم تدور المسؤولية في فلكهم برغم أنهم لم يقدموا شيئا ذا فائدة لا من قبل ولا من بعد.

[email protected]

مساحة إعلانية