رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

2050

د. بثينة محمد الجناحي

عقد الثقافة أم ثقافة العقد!

04 مايو 2021 , 04:00ص

هل يعاني المثقف من عقد عند مقارنته بالسياسي الذي يعمل من أجل المصلحة، وبين أفق المثقف الحالم؟ سؤال قد ينتصفه الفراغ والفجوة التي تعلق الإجابة لفترة، ولكن تظل الأسئلة الفرعية من هذا السؤال تعتمد على إجابتك بواقعية وبحسب ما شهدته من تغييرات عبر التاريخ بشكل عام.

كما أود التنويه إلى ان الإجابة عن هذا السؤال يجب أن تسبقها الإجابة عن سؤال أهم: أين مكانة المثقف بين المجتمع، حجماً، ووزناً، اثراء وفاعلية؟!. يصعب على الكثير أن يصنف المثقف من ضمن الفاعلية وتقديم الجودة، وقد لا تكون بالضرورة جودة على قدر كونها أثراً يقدمه المثقف من خلال انعكاساته وهواجسه للوصول إلى رؤيته الثقافية المطلقة!.

وهنا إشكالية يقع فيها المثقف بشكل مستمر، إذ نظل نشاهد ونترقب ما سيحصل لتصور المثقف ومدى فاعليته في تحقيق أحلامه، مقارنة بالسياسي الذي يحمل بشكل أكثر نظامية وبإشهار إعلامي يتمكن من خلاله التأثير واضفاء القرارات التي يسعى إلى أن يحققها على صعيد المجتمع.

وفي كل الأحوال هل يلتقي السياسي والمثقف في نقطة تحقق وحدة نسيج وطنية كهدف رئيسي للسياسي، وبالحلم والإصلاح للمثقف؟! هل يتطلب هذا الالتقاء الوطني منصة تدعم الصورة والاشهار الإعلاني، لفهم علاقة المثقف بالجمهور، هذه العلاقة التي من الصعب تفسيرها من حيث الرؤية، إنما لا تزال تفسر على انها كسب ثقة مجتمع لمن لديه نفس نظرة زرقاء اليمامة من المثقفين، أي انهم محصورون في البعد الفكري ومحدودون في آلية الانخراط في البعد الإصلاحي مع السياسي.

هناك عدة وقفات لم ننظر إليها بعد لفهم احتياجات المجتمع للمثقف، كما نلاحظ الحاجة للسياسي ومدى فاعليته، من حيث تطبيق وتنفيذ عدة قرارات تساهم في طياتها التغييرات التي تتماشى مع رؤية نظام، فإذا عدنا إلى منصة الاشهار، ففكرة الإعلان والصورة بالتأكيد لن تكون جزءا شاذاً عن المثقف، ولكن أيضاً هناك جهد أكبر على المثقف أن يسيطر على التشعبية الحاصلة في مسألة الشهرة الواسعة دون اختصاص معين وارتباط مباشر في إصلاحات محددة يعمل من أجلها وبإخلاص.

هنا يكمن دوره في ابراز ثقافته فيما يقدم، إذ يظل المثقف محركاً اجتماعياً وقادراً على أن يساهم في تغيير نمطية الصورة بما يعكسه من محتوى ابداعي عميق، قد يكون خيالياً أو واقعياً، ولكنه منفتح على التعمق الفكري، ومتطلع على الشخصنة الخيالية التي تعكس واقعاً بشكله التجريدي، فهل تظل المسألة معقدة على الثقافة، أم انه لا تزال هناك عقد تعرقل المثقف وتعرقل الوصول إلى حلمه حتى ولو كان بيد السياسي الفاعل! وكلاهما في هذه الحال يخدم نفس فئة المجتمع التي تنظر للمستقبل بعين المثقف، وتترقب التغييرات التي تصدر من السياسي!.

على ان للمثقف دورا ساميا وإيمانا بأنه يحمل مسؤولية الإصلاح والسعي وراء العدل والتطلع إلى وطن ديمقراطي، يظل محبوساً بين هواجسه عندما يتجرد من الواقعية وينغلق على أحلامه البعيدة التي لم تتحقق على مر التاريخ إلا بتدخلات سياسية وثورات عسكرية وشعبية قامت بالدور الانتقالي المتوقع وغير المتوقع.

بالتالي، يظل المثقف في هذه الحال مستمراً في الانغماس في أحلامه التي تبدو معقدة وغير واضحة على منصة الاشهار والصورة، بينما يعمل السياسي على مواكبة التغييرات والانتقال إلى مراحل مختلفة باسم الوطن.

[email protected]

مساحة إعلانية