رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

1349

د. أحمد القديدي

إسرائيل العنصرية على نفس طريق أفريقيا الجنوبية

10 مايو 2021 , 04:00ص

تتواصل ليالي الغضب المشروع حول المسجد الأقصى ويتواصل القمع العنصري الصهيوني لكن هذه المرة تغيرت مواقف الدول المساندة لإسرائيل من واشنطن إلى الاتحاد الأوروبي لتندد بانتزاع أراضي الفلسطينيين وسياسات التمييز العنصري، وتذكر العالم أن المجتمع الدولي منذ السبعينيات أدان نظام الفصل العنصري الذي حكمت من خلاله الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا من عام 1948 حتى تم إلغاء النظام بين الأعوام 1990 - 1993 وأعقب ذلك انتخابات ديمقراطية عام 1994. كان هدف نظام (الأبارتايد) خلق إطار قانوني يحافظ على الهيمنة الاقتصادية والسياسية للأقلية ذات الأصول الأوروبية وقامت قوانين (الأبارتايد) بتقسيم الأفراد إلى مجموعات عرقية - كانت أهمها هم: السود، البيض، "الملونون"، والآسيويون (المكونة من هنود وباكستانيين - تم الفصل بينهم، وبحسب قوانين التمييز العنصري اعتبر أفراد الأغلبية السوداء مواطني بانتوستانات (أوطان) ذات سيادة اسمية لكنها كانت في الواقع أشبه بمحميات الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية. عمليا، منع هذا الإجراء الأفراد غير البيض - حتى لو أقام في جنوب أفريقيا البيضاء. وحين تفاقم وضع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة منذ 1967 أصبح لدى المنظمات الأوروبية الحقوقية واضحا أن سلطات إسرائيل بدأت تتجه إلى نفس الإدانات الدولية لجنوب افريقيا عن التمييز العنصري على أساس الأصول العرقية والدين باعتبار العربي المسلم أو المسيحي من صنف أقل وأحط من اليهودي المستوطن ! منذ إعلان إسرائيل أنها دولة لليهود دون سواهم ونتذكر جميعا أن العالم بأسره بلا استثناء تحالف ضد سياسات التمييز العنصري في افريقيا الجنوبية، وأعلنت أغلب دول العالم حصارها المستمر على تلك الدولة العنصرية الى جانب إدانات متعاقبة من مجلس الأمن وسائر القوى والتكتلات الإقليمية والدولية استنادا الى القانون الدولي إلى أن انتصرت إرادة المجتمع الدولي وهزمت العنصرية، وقامت دولة ديمقراطية شاءت الأقدار أن يرأسها زعيم فذ هو نيلسن مانديلا. اليوم بدأت إسرائيل تواجه نفس مصير جنوب افريقيا بعد أن أعلنت محكمة لاهاي للجنايات مشروعية النظر في جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الفلسطينيين وقبلت محاكمة المتورطين في هذه الجرائم. هذا الأسبوع تعززت ظاهرة الإدانات الدولية حين دعت باريس وبرلين ولندن وروما ومدريد الخميس الماضي حكومة إسرائيل إلى "إنهاء سياستها في توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة" التي وصفتها بأنها "غير قانونية"، ووقف عمليات الإخلاء في القدس الشرقية على ضوء العدوان على سكان حي الشيخ جراح وانتزاع بيوتهم منهم بالقوة الغاشمة وحثت الدول الأوروبية الخمس الحكومة الإسرائيلية على "التراجع عن قرارها بالمضي قدما في بناء 540 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "هار حوما" التي

شيّدتها عام 1997 في الضفة الغربية المحتلة و"إنهاء سياستها في توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة"

وأشارت هذه الدول الغربية إلى أن قرار زيادة المستوطنات في هار حوما "يضاف إلى تسارع الاستيطان في غفعات هماتوس واستمرار عمليات التهجير في القدس الشرقية لا سيما في الشيخ جراح".

وشدد الموقعون على البيان بأن "المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل تهديدا لآفاق التسوية السلمية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، داعين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "الامتناع عن أي مبادرة أحادية الجانب" و"استئناف حوار حقيقي وموثوق من أجل المضي قدما على طريق حل الدولتين" وحددت المحكمة العليا الإسرائيلية موعدا قريبا لجلسة جديدة في قضية العائلات الفلسطينية المهددة بالإخلاء لصالح المستوطنين الإسرائيليين في القدس الشرقية، حيث تشهد التظاهرات اليومية اشتباكات مع الشرطة ومن المقرر تنظيم مسيرة جديدة مساء الخميس احتجاجا على الطرد المحتمل لنحو30 فلسطينيا في حي الشيخ جراح القريب من المدينة القديمة والذي يمثل نقطة احتكاك بين اليهود والفلسطينيين، ومن جهتها أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن نحو200 فلسطيني أصيبوا في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية. وأفادت الشرطة باعتقال 150 متظاهرا "بتهمة الإخلال بالنظام العام ومهاجمة الشرطة.

مع العلم أن المنازل تسكنها عائلات فلسطينية تتمسك بحقوقها في أملاك جدودها بمقتضى وثائق ملكية أردنية تعود الى ما قبل النكبة وأصدرت محكمة منطقة القدس في وقت سابق من هذا العام قرارا لصالح عائلات يهودية مستوطنة مهاجرة من بلدان بعيدة تطالب بحقوق الملكية في هذا الحي من القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها. يوم الجمعة الماضي 7 مايو أدان البيت الأبيض مواصلة مصادرة أراضي الشعب الفلسطيني في حي الشيخ جراح واستعمال القوة الغاشمة لتفريق مظاهرات الشباب في بيت المقدس! نعم هي خطوة ولكن من واشنطن تعتبر تاريخية وتؤشر الى مزيد من عزل الدولة العبرية أمريكيا. الإنسانية تعاونت في الثمانينيات على عزل جنوب افريقيا وقلب موازين الشر وستوفق أيضا في مقاومة عنصرية الصهيونية قريبا.

[email protected]  

اقرأ المزيد

alsharq البحث عن الكنز

ترى ماذا كان شعور «كليفورد مايكل» وهو يحزم حقائبه في عام 1972، بعد أن أقنع زوجته ماري أن... اقرأ المزيد

99

| 20 مايو 2024

alsharq سلامة قبل الندامة

كنت قد تعمدت أن أنتظر انعقاد القمة العربية لأقول شيئا بما أنني مواطنة عربية تندرج ضمنيا وموضوعيا تحت... اقرأ المزيد

114

| 20 مايو 2024

alsharq معارض الكتب.. ليست كتباً وحسب!

الذي لا يزال مُصرا على أن العرب لا يقرأون لا بد أنه لا يزور معارض الكتب العربية الدولية... اقرأ المزيد

99

| 20 مايو 2024

مساحة إعلانية