رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

مساحة إعلانية

مقالات

2798

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

ورحل الشيخ هاشم المشهداني.. رحمه الله

31 مايو 2021 , 04:00ص

في يوم الثلاثاء الثالث عشر من شهر شوال 1442 من الهجرة، الموافق الخامس والعشرين من شهر مايو 2021 من الميلاد، تَرَجَّلَ فارس الدعوة عن فرسه الأصيل الذي كان دائماً يمتطيه بقوة، الشيخ الدكتور هاشم محمد علي المشهداني الفقيه والعالم العامل والداعية إلى الله الرباني والناصح، وصُلي عليه، رحمه الله، عصر يوم الأربعاء ودفن بمقبرة مسيمير بمدينة الدوحة، بعد عمر حافل قضى فيه مع الدعوة إلى الله محباً ومتفانيا لها بعطائه حركة ونصحاً وإرشاداً ودفاعاً وغيرة على قضايا الأمة الإسلامية، وعلى رأسها قضية المسلمين الأولى الأرض المباركة فلسطين، إذ قال رحمه الله "الاعتراف باليهود وحقهم في الاغتصاب لأرض فلسطين ذل ليس بعده ذل، لأن فيه إقرارا للغاصب على ما اُغتصب"، وكان رحمه الله جريئاً في قول كلمة الحق.

وقد كان مولده رحمه الله بالعراق - حفظه الله من كل سوء - في بغداد وما أدراك ما بغداد؟ عاصمة التاريخ والحضارة والنهضة والعلماء والفتوحات والقادة، ثم انتقل إلى دولة الكويت - حفظها الله - بلد المحبة والسلام أرض العمل الخيري والعلماء والدعاة والمصلحين، وبعد ذلك استقر به المقام بدولة قطر - حفظها الله - أرض الخير والأمن والأمان والعز والعلماء والدعاة إلى أن غادر هذه الدنيا رحمه الله.

وعرف عن الشيخ هاشم محمد المشهداني، رحمه الله، التواضع ومحبة الناس له، فقد جمع رحمه الله بين الفقه والتربية وربانية المنهج والفكر الأصيل من كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال التوجيه والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والرقي في التعامل مع كل من يعاشره ويجلس معه ويُسلم عليه ويصافحه رحمه الله، فقد حباه الله تعالى بصوت مميز يجذب كل من يسمعه في خطبه ودروسه، وكان يدعو "إلى تكوين الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم الذي يشيع فيه الخير وتعمه الفضيلة، وتنمو فيه براعم الإيمان وتعلو به كلمة الحق وترتفع فيه راية التوحيد وتسوده الوحدة والألفة والتعاون، والتعاطف والمحبة والأخوة". وما أكثر دروسه وخطبه بالمسجد وبرامجه على شاشات الفضائيات بحسن العرض والتشويق والأداء، وله أسلوب خاص في الدعوة إلى الله، فهو رحمه الله تعالى "يجمع ولا يفرق ويبشر ولا يُنفر"، فقد أجرى الله تعالى على يده الخير، فكانت محبة الناس له لا توصف، وكانت له رحلات دعوية في الأقطار العربية والإسلامية والأقطار العالمية رحمه الله.

فمن روائع الشيخ هاشم المشهداني رحمه الله:-

* "المسؤولية في إسلامنا تكليف لا تشريف، ولا يتنافس عليها إلا الغافلون أو المغفلون".

* " السر أمانة لا يقوى على حملها المهازيل".

* "أدعياء الإصلاح كثيرون فالكلام صنعة يتقنها الصادق كما يتقنها الكاذب، بل إن المفسدين لا يتحرجون من أن يصفوا فسادهم وإفسادهم بالصلاح والإصلاح بلا حياء ولا خجل".

* "لكل صاحب هم لكل صاحب قلب مكلوم ألا يلتفت قلبه إلا الله عز وجل".

* "اعلم أن وجودك في طريق الله تعالى مِنة من الله عليك".

* "في إسلامنا أكرم ما في المرأة عفتها، أكرم ما في المرأة حياؤها، أعز ما في المرأة شرفها".

*"فمن الإهدار لكرامة الإنسان أن يتعبد بما خلق لأجله".

* "ويوم أن يخطر ببالك ترك الطريق فاعلم أن الله تعالى قد هيأ من يحل محلك".

* "وعلامة صحوة المسلمين أو غفلتهم، موتهم أو حياتهم، وهو المسجد الأقصى".

رحم الله شيخنا وحبيبنا وأستاذنا ومعلمنا المربي الفاضل الدكتور هاشم المشهداني رحمة واسعة، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وهنيئاً لك محبة الناس، وجعل مرضك الذي أصابك رفعاً لدرجاتك، وهنيئاً لك هذه البشارة من الرحمة للعالمين إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا"، وجعلك (مع الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا). وجزاك الله الكريم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

"ومضة"

وصدق القائل:

ما ماتَ من زرعَ الفضائلَ في الورى بل عاشَ عُمراً ثانياً تحت الثّرى

[email protected]

مساحة إعلانية