رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

مساحة إعلانية

مقالات

2635

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

كم في هذه الحياة!

14 يونيو 2021 , 03:00ص

من معارك ومشاغبات وتوافه وحضيض! ولكن هل تستحق كل هذا والانشغال بها؟، وكم في الحياة من معالي الأمور ومباهج، فهي تستحق هذا والسعي لها، يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله " إن أصحاب الهمم العالية إذا هبطوا الجبل من جانب قاموا يحاولون صعوده من الجانب الاخر، لأنهم لا يطيقون البقاء في الحضيض بل يبتغون المعالي أبداً ".

فهذا يشد وذاك يُرخي، وذاك يُفوّت وذاك كالمسطرة يحصي ويُعد عليه، وذاك يتغاضى وغيره أبداً أنا قاعد أترصد له، وذاك أراح نفسه وأراح غيره، وغيره أتى لنفسه المتاعب وكذلك لمن حوله، وذاك سوء الظن مقدم عنده في كل موقف، والآخر يعذر ويلتمس له العذر ويقبله، وذاك متعب أنامله مع منصات التواصل الاجتماعي نهاره متابعة وليله كذلك، والآخر يعرف كيف يدير وقته مع هذه المنصات الحية. وذاك يزعل ويغضب على أي شيء توافه الأمور، والآخر صدره متسع آخذ بوصية معلم الناس الخير والفضائل صلى الله عليه وسلم "لا تغضب..."، وذاك يحتفي برقمه المميز (هاتفه وسيارته) وبكثرة أسفاره وكأن حياته فقط للمظاهر (شوفوني) يقيّم الناس بما عندهم من مظاهر وزخارف ومناصب ومكان العمل، والآخر رزق القيم والمعاني فهو يتحلى بها بقدر استطاعته لا بالصور. وأجاد كاتب هذه الكلمات " والرجال لا تُعرف بصفات الجسد، وإنما تتمايز بما تصنع من أحداث (في مجتمعها وفي وطنها وأمتها وإنسانيتها) وإذا اردت أن تعرف قدر الرجال فانظر إلى البون الشاسع بين المعنيين". فانظر أين مقامك منهما!؟ وصدق القائل:

مع الأيامِ حُسنك سوف يمضي ولن يبقى على ما كان جِسمُ

فتمّم صالحَ الأخلاقِ وازرع بــذورَ الــخــيرِ إنَّ الـخـيرَ يـنــمـو

ويأتيك من يقول لك في أي عصر تعيش أنت؟ كفاك مثاليات المدينة الفاضلة!؟ صغار العقول حجتهم واهية وتبريراتهم معوجة، ونسوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ليكمل الأخلاق والقيم فهي التي تجعل للحياة معنى وجمالاً ورونقاً وحركة وراحة، إذ قال " إنما بعثتُ لأُتمم صالحَ الأخلاق"،" إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، فأي مثاليات في هذا التوجيه والإرشاد النبوي الكريم الحي في حركة حياة الناس يا هذا!.

"ومضة"

كم في هذه الحياة!...

الدَهرُ يَومانِ ذا أَمنٌ وَذا خَطَرُ وَالعَيشُ عَيشانِ ذا صَفوٌ وذا كَدَرُ

ولكن كيف التعامل معهما؟!

[email protected]

مساحة إعلانية