رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
اللهم ارحم مجاهد الجزائر وأحد بناة دولتها الحرة عبدالعزيز بوتفليقة، واحم الجزائر من الهزات والعواصف واهد شعبها إلى طريق الرشد والوعي وأبلغها شاطئ الأمان في عالم متقلب لا يرحم وإقليم مغاربي هش وعلى ضفاف بحيرة المتوسط الرابطة بين شمال أفريقيا والاتحاد الأوروبي اليوم بعد أن كنا على مدى عامين نشاهد على القنوات جماهير الشباب والكهول تنزل الى شوارع الجزائر ووهران وقسنطينة وسطيف رافضة منطق الجمود والغموض وحالة استمرار الوصاية الأحادية تحت شعار العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولفت نظري مؤشر رمزي عميق يتمثل في مشاركة المجاهدة الجزائرية الرمز الخالد لثورة جيش التحرير الجزائري في هذه المظاهرات وهي جميلة بوحيرد التي عرفناها منذ طفولتنا وسمعنا ببطولاتها ونقلت لنا السينما المصرية بعض ملحمة تعذيبها وصمودها حين مثلت ماجدة دورها فرسخت قصة جميلة بوحيرد في ذاكرتنا رمزا للمقاومة ورفض الاستعمار وفرض أقدار الحرية لشعب المليون شهيد.
نعم جميلة شاركت فيما تعتقده اليوم تحريرا ثانيا للشعب من أجل تحقيق حريته بعد أن ساهمت في تحقيق استقلاله والحمد لله نجت الجزائر من الانقلابات والانحرافات وأمسك الرئيس تبون بمقاليدها.
عادت بي الذاكرة إلى سنوات 95 و 96 في الدوحة وكنت أنا نفسي لاجئا فيها بفضل مروءة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، الذي استجرت به فأجارني بعد أن حصلت على اللجوء السياسي من فرنسا وأسعدتني الصدف وعلاقاتي الطيبة بالإخوة القطريين أن ألتقي عديد المرات بالمناضل الجزائري الكبير وصانع الدبلوماسية الجزائرية وأحد أنجع مؤسسي التضامن الأفرو-آسيوي وحركة عدم الانحياز عبد العزيز بوتفليقة هو ذاته الذي تظاهرت ضد عهدته الرئاسية الخامسة رفيقة كفاحه وجهاده جميلة بوحيرد!.
تذكرت الأحاديث التي دارت بيننا حين كان بعيدا عن الشأن السياسي يعمل مستشارا لرئيس دولة الإمارات الشيخ زايد رحمة الله عليه، ويعيش في أبوظبي يتابع من بعيد تطور أحداث العشرية السوداء في وطنه بمرارة وعمق تفكير.
كان يتردد على الدوحة بدعوات أخوية من أصدقائه القطريين وهم لا شك يذكرون ما كان يدور بيننا وبينه من حديث مشحون بالتاريخ واستشراف المستقبل وكانت تجمعنا سهرات طويلة في بيت الشيخ علي بن جاسم صديقه يحضرها شقيقاه الشيخ حمد بن جاسم رئيس غرفة التجارة والصناعة والشيخ خليفة بن جاسم الذي تسلم رئاسة الغرفة من بعده، كما اجتمعنا حول غداء سمك الهامور والصافي والكنعد في بيت السفير محمد آل خليفة، وقد تحمل أمانة سفير لدولة قطر في الجزائر وتعرف عن كثب على وزير الخارجية المقتدر النشيط عبد العزيز بوتفليقة، وكان يحضر معنا دبلوماسي عماني يجمع بين الأدب والإعلام والسياسة هو الصديق علي بن مسعود المعشني المقيم آنذاك في الدوحة.
أحاديث تبدأ عادة من تحليل ضاف ورصين يقدمه لنا بوتفليقة عن الحالة الجزائرية بعد تفاقم الإرهاب وتشعب الصراع بين ما بقي من جبهة الإنقاذ الإسلامي وفرعها المسلح وبين ما بقي من جبهة التحرير الوطني وفرعها العسكري، فيؤكد لنا بوتفليقة أنه يؤمن بأن حلا سلميا مدنيا وطنيا ما يزال ممكنا بل هو الحل الوحيد إذا ما اقتنع الجزائريون بأن نفق القتال المسلح بات مسدودا وإذا ما استطاع كل فصيل من الفصيلين المتقاتلين أن يعتبر الخصم مواطنا جزائريا له حقوق وعليه واجبات فيتغير نوع العلاقة بينهما من عداء دموي الى نقاش أخوي، وبدأ بوتفليقة منذ ذلك الزمن يهيأ في ذهنه الحل الذي يتضمن العفو التشريعي المشروط والقاء السلاح وإعلان الهدنة التي تتحول الى وفاق، وطي صفحة الماضي وكنت أنا ألح عليه في قبول بعض المناشدات التي تصله من رفاق دولة الاستقلال ليتولى هو مهمة الوفاق والسلم المدني وهو كما يذكر الإخوة يرفض قطعيا أن يعود للعمل السياسي بعد الذي جرى ثم أقول له أنا مبتسما: "قال بعض الحكماء إن الرجل السياسي لا يموت إلا بموت حقيقي أما إذا كتب الله له الحياة فهو كالبركان يظنه الآخرون منطفأ ميتا لكنه هادئ إلى حين ثم ينفجر حمما ويبعث من جديد"، فلا يجيبني إلا بحركة رأسه الرافضة وبحيرة ترتسم في عينيه الخضراوين ثم أواصل ضاحكا: "نتصور أنك يوما ما ستمسك بخيوط السلطة فأرجوك ابدأ بحل قضية الصحراء والبوليزاريو لأن المغرب العربي معطل بسبب هذا الخلاف بين الجزائر والمغرب، فيجيبني "إن ملف الصحراء ملف الهواري بومدين رحمه الله وهو سيجد حلا بين الأشقاء والجيران إذا ما وصل للحكم رجل يتحرر من وطأة الجنرالات!. وأعطاني بوتفليقة رقم هاتف والدته لكي أتصل به إذا ما عاد للجزائر ثم حدث ما أصر بوتفليقة على رفضه بعد سنوات قليلة ولم تحل قضية الصحراء وبالطبع لم أتصل به في الهاتف لأن الوضع غير الوضع ولله في خلقه شؤون!.
كاتب تونسي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كلمة مشهورة لدى أهل الخليج تقال للوجيه (من كلمة وجاهة أي ذي جاه، أو سلطة، أو كبير قوم، أو ذي منصب، أو مركز اجتماعي مرموق يتوجه له الناس لقضاء حاجاتهم)، ومعنى تكفى «أي أنا طالبك تفزع لي على إنهاء أمر معين». وهؤلاء الوجهاء يأتيهم عامة الناس من كل مكان أملاً في أن يساعدوهم في أمور عجزوا عن إنهائها بأنفسهم، بل إن بعض الناس يقطع مسافة طويله لهذا الوجيه لعله يساعده في قضاء حاجته. في الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، رواه مسلم. وهذا فضل من الله على عباده بأنه سبحانه يكافئ من أعان أخاه المسلم على حاجة بالعون يوم القيامة. فالدين أمرنا أن نقوم بمساعدة الناس وقضاء حاجاتهم واحتساب الأجر عند الله. فكلنا في حاجة بعضنا البعض مهما كانت مناصبنا أو مراكزنا الاجتماعية. فالطبيب بحاجة للفراش لتنظيف عيادته، والتاجر بحاجة للمحاسب، والغني بحاجة للحلاق، والوزير بحاجة لمن يحضر له اجتماعاته، وهكذا، وهو مصداق قوله تعالى ﴿وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ﴾. فالذي أكرمه الله بأن يكون وجيها فعليه أن يساعد كل من يأتيه ويقوم بحاجته حتى تنقضي ويحتسب الأجر، فليس له الحق في اختيار من يساعد من الناس. واعلم أن هذا الشخص الذي قصدك واختارك من بين عباده لتقضي حاجته، قد أرسله الله لك لتقضيها له وتكسب الأجر، فإنه قد جاءك وهو متوكل على الله ومتفائل بأنك ستقضي حاجته فلا تخيب رجاءه. ولتعلم انه قد يأتي يوم تحتاج له ولغيره، فلا تحقرن من المعروف شيئا. فلا تتردد أو تقول (على خير) وأنت لن تفعل شيئا. فإن الرجل ذا المنصب أو المركز أو الجاه يكون مثل الرأس في الجسد، ولهذا يذكر عن رجل أوصى ابنه فقال: يا بني، لا تكن رأسا فإن الرأس كثير الآفات أو الأوجاع، فعليك أن تتحمل ما يحمله هذا المنصب من تكلف أو تعب فلذة خدمة الناس لا تعادلها لذة. وكلمة جزاك الله خيرا عندما تنهي حاجته، هي أبلغ الثناء. فإذا قال شخص لآخر (تكفى يا فلان أبيك تخلص لي موضوعي) قال له (ابشر بسعدك) ومشى معه حتى يقضى حاجته، وهذه من مكارم الأخلاق، لان كلمة تكفى عند اللي يعرفون معناها تهز الرجال. قال الشاعر: جيتك بكلمة كنها صقعة الويل وإن قلت تكفى لا تـهـاون بـتـكـفـى تكفى تراها كلـمـة تـقـطـم الـحـيـل لا بالله إلا تنسف الـحـيـل نـسـفـا تكفى ترا تكفى لـهـا هـدرة الـسـيـل في صدر حرٍ ينتف الطيـب نـتـفـا تكفى ترا تكفى لها تـسـرج الـخـيـل إن كان لك في مجمع الخيل عسفا تكفى ترى تكفى تهز الرجاجيل ولولا صروف الوقت ما قلت تكفى نسال الله أن يكتب الأجر لمن قام مع أخيه المسلم في حاجته حتي يقضيها له.
1887
| 10 مايو 2024
يعتبر النقل الجوي من الضرورات التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث إنه يعد الوسيلة الفعالة للحفاظ على وقت المسافرين، وربط دول العالم بعضها ببعض مما يسهم في دفع عجلة التنمية، كما أنه يمثل واجهة حضارية لأي دولة؛ فإذا ما كانت خدمات النقل الجوي مزدهرةً ومتطورةً في دولة ما ذلك يدل على ازدهار وتطور تلك الدولة. وتعتبر هذه العقود من عقود الإذعان حيث إن شركات الطيران هي من يحدد العقد وشروطه وما على المسافر الا الإذعان لهذه الشروط حيث لا يسمح بتعديلها أو مناقشتها، كما وتعتبر عقود النقل الجوي من العقود الرضائية والتي لا يتطلب فيها القانون شكلاً معيناً لإفراغها فيه، إنما يتم انعقاده بمجرد تلاقي الإيجاب والقبول بين المسافر وشركة الطيران، وبالرغم من أنها من عقود الاذعان الا أن ذلك لا يجردها من كونها عقودا رضائية، نظراً لأن المساواة المطلقة بين المتعاقدين تكاد أن تكون أمراً مستحيلاً. وفي هذا السياق نجد أن المشرع القطري عرف النقل الجوي في المادة 217 من قانون التجارة رقم 27 لسنة 2006 بأنه يقصد بالنقل الجوي نقل الأشخاص أو الأمتعة أو البضائع بالطائرات مقابل أجر. وقيد الحرية التعاقدية ببطلان شروط الإعفاء او الحد من المسؤولية وذلك في النص الوارد في المادة 227 من أنه يقع باطلاً كل شرط يقضي بإعفاء الناقل الجوي من المسؤولية أو بتحديدها بأقل من الحدود القصوى للتعويض المنصوص عليها في المادة (224) من هذا القانون. وذلك تماشياً مع اتفاقية شيكاغو 1944 والتي صادقت عليها دولة قطر في سنة 2007 ومن بعدها وتحديداً في العام 2008 انضمت دولة قطر الى بروتوكولات مونتريال الخاصة بتعديل اتفاقية شيكاغو. إن مسؤولية شركات الطيران تجاه ركابها تندرج تحت أساس المسؤولية المدنية سواءً كانت عقدية أم تقصيرية، بدايةً بتسهيل كافة إجراءات السفر للمسافر، مروراً بكفالة سلامته وراحته أثناء السفر وانتهاءً بضمان وصوله الى وجهته في الزمن المعلن والمتفق عليه مع أغراضه الشخصية وما صاحبها. ويتحقق الإخلال في ذلك بمجرد عدم تنفيذ ما التزم به الملتزم بغض النظر عن مسلكه، أي بمجرد حدوث الضرر للمسافر، وبالتالي فإن مسؤولية شركات الطيران هي مسؤولية شخصية قائمة على أساس الخطأ المفترض، ذلك أن المسافر غير ملزم بإثبات خطأ شركة الطيران إلاّ أنّه يبقى لشركة الطيران الحق في دفع المسؤولية عنها وذلك بنفي الخطأ بمعنى اثبات أن الضرر الذي حصل للمسافر لا يرجع إلى خطأ ناتج منها أو من أحد تابعيها بل إلى سبب آخر وانها اتخذت خلال عملية النقل والسفر جميع الاحتياطات اللازمة لتفادي وقوع الضرر أو أنه استحال عليها اتخاذها. وهو ما يحيلنا إلى القول إلى أن مسؤولية شركات الطيران تجاه الركاب ذات طبيعة موضوعية تتحمل فيها ما قد ينتج عن أي خطأ أو ضرر للمسافر، الا ما كان بسبب أجنبي أو لا يد لها فيه. وفي هذا الصدد قد مرت قضايا مشابهة ترافع فيها مكتبنا، وذلك بقيام إحدى شركات الطيران بمنع مسافرة من الصعود الى الطائرة رغم استيفائها لجميع الإجراءات القانونية والفنية المطلوبة، الا أن موظفة شركة الطيران رفضت للمسافرة إكمال إجراءاتها بصعود الطائرة بحجة تأخرها في إكمال الإجراءات رغم حضورها مبكراً واكتمال إجراءاتها، مما تسبب للمسافرة في فوات رحلتها بجانب الأضرار المادية والأدبية التي لحقت بها جراء هذا الفعل؛ فتمت مقاضاة تلك الشركة عما اقترفته من ضرر تجاه هذه المسافرة، وقد صدر الحكم جابراً لضرر المسافرة وملزماً لشركة الطيران بتعويض المسافرة تعويضاً مجزياً تم سداده كاملاً للمسافرة. إننا وإذ نسرد مثل هكذا قضايا - على قلتها إنما تعكس الواقع العملي والتطبيق القانوني السليم على أرض الواقع، وبدورنا نرسل صوت إشادة بمثل هذه الممارسات القضائية العادلة والتي تنصف المسافر وتعيد إليه الحق، فالحق هو ما قام عليه الدليل وهو أحق أن يتبع.
1536
| 13 مايو 2024
جاءت المباحثات الرسمية التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع دولة الدكتور أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا، بالديوان الأميري أمس، تأكيدا للرغبة المشتركة لكلا البلدين في تعزيز التعاون الثنائي، وتوسيع الشراكة القائمة بين دولة قطر وماليزيا لتشمل مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين، وهو ما جرى خلال الجلسة التي ركّزت على بحث سبل تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية في مختلف مجالات التعاون، إضافة إلى تناول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. لقد أعرب صاحب السمو عن أمله في أن تسهم المباحثات في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بما يحقق مصالح البلدين الصديقين، كما أعرب دولة رئيس وزراء ماليزيا عن الحرص ذاته، مؤكدا أهمية المباحثات مع سمو الأمير في فتح آفاق واعدة للشراكة الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات والأصعدة، مشيدا بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين على مدى خمسين عاما من الصداقة والتعاون البناء والمثمر. إن العلاقات بين قطر وماليزيا تشهد نموا وازدهارا مطردا في مختلف المجالات، بفضل الارادة السياسية القوية للقيادتين في تطويرها، وهو ما ساهم في نقل علاقات التعاون إلى مراحل جديدة، خصوصا وأن قطر وماليزيا تجمعهما رؤى ومواقف موحدة بشأن العديد من الملفات الإقليمية والدولية، فضلا عن القواسم في العقيدة والرؤى المشتركة للوحدة والتضامن بين الدول الإسلامية. إن الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين المسؤولين في كلا البلدين، وخصوصا بين قادة البلدين شكلت قوة دفع للعلاقات القطرية الماليزية، وأتاحت لها الفرص للتعاون بشكل أفضل في العديد من مجالات الاهتمام المشترك بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، الأمر الذي يفتح أمامها آفاقا واسعة للقفز بالشراكة إلى مستويات جديدة.
1164
| 14 مايو 2024