رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. أحمد موفق زيدان

@ahmadmuaffaq

مساحة إعلانية

مقالات

24731

د. أحمد موفق زيدان

أردوغان وبوتين.. وما بعد سوتشي

05 أكتوبر 2021 , 03:00ص

شكل لقاء سوتشي بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، خيبة أمل لكثير من المراقبين والمتابعين، وربما للرئيس التركي ذاته، إذ لم يُسفر اللقاء عن شيء ملموس بالنسبة لتركيا، عزّزه عدم صدور بيان مشترك مع اختتام المباحثات، وعدم ظهورهما في مؤتمر صحفي مشترك، مما عكس مدى الهوّة بينهما في المسائل والملفات العالقة.

المحادثات التي جرت لثلاث ساعات بحضور مترجمين فقط، ليست بالطويلة ما دام وقت الترجمة يستغرق ربما نصف اللقاء أو أكثر، وجاء وصف بوتين للمحادثات بالمفيدة، ووصفها أردوغان بالبناءة، ليعكس أنهما لم يتوصلا لشيء، فترجمة اللغة الديبلوماسية لهذه الأوصاف، تعني أنهما لم يتفقا على شيء، وما تزال الخلافات بلا تجسير.

أتى الرئيس التركي للمحادثات من أمريكا غاضباً على رئيسها جو بايدن، وانتقده بشكل واضح، فلم يكن مستعداً للتراجع عن صفقة إس 400 الروسية التي تطالبه واشنطن بالتراجع عنها، وزاد من غضبه من واشنطن رفضها تزويدها تركيا بطائرات إف 35 التي دفعت تركيا ثمنها من قبل، كما لم تُعدْ قيمة الصفقة المدفوعة لتركيا، وهو الأمر الذي ذكرني بصفقة طائرات إف 16 الباكستانية، التي كان الرئيس الباكستاني الجنرال الراحل ضياء الحق قد اشتراها من أمريكا، لكن ماطلت في التسليم، وبعد رحيله وتصاعد التوتر الذي حصل على خلفية تفجير باكستان لقنبلتها النووية عام 1998، متحدية طلب واشنطن بعدم التفجير، رفضت واشنطن تسليمها صفقة الطائرات، وعرضت بديلاً عنها شحنة قمح، فرفضت باكستان، فكان أن عرضت واشنطن أن تسمح للأردن ببيعها طائراتها المنسّقة من إف 16 التي غدت قديمة مقارنة بالتحديثات التي طرأت على الطائرة ذاتها، وقبلت باكستان مرغمة.

الرئيس الروسي بوتين يبدو أنه حقق كثيراً مما كان يطمح إليه بعلاقاته مع تركيا خلال الفترة الماضية، فقد استطاع إبعادها عن الناتو، وخلق شرخاً بينها وبين أمريكا، أما على صعيد الغاز الطبيعي الروسي فجعل منه شريان حياة للاقتصاد التركي، وبأسعار أغلى مما يبيعه للدول الأوروبية، ويأتي احتياج السوق التركي لـ 8 ملايين متر مكعب من الغاز الروسي، ليعزز اعتماد الاقتصاد التركي على الغاز الروسي، ولم يتعهد بوتين في مباحثاته مع أردوغان بتخفيض سعر الغاز، كما كانت تركيا ترغب، وإنما اكتفى باستعداده العمل على توفيره، ويأتي ارتفاع سعر الغاز الروسي مع ازدياد طلب السوق الصيني الضخم له.

حديث الرئيس أردوغان مع اختتام الزيارة بالسعي لشراء بوارج حربية، ومحطتي وقود تعملان بالوقود النووي من روسيا، بالإضافة إلى النسخة الثانية المتطورة من صواريخ إس 400 وهو الأمر الذي قد يجلب لتركيا مزيداً من العقوبات الأميركية، وبالمقابل سيشعر بوتين أن لا بديل لتركيا عنه.

التحدي التركي الحقيقي اليوم هو الواقع في الشمال السوري المحرر، وتحديداً في إدلب حيث الحديقة الخلفية للأمن القومي التركي، وهي التي تتعرض لغارات شبه يومية من قبل الطيران الروسي، الذي طال في الفترة الأخيرة حتى مناطق ضمن الحماية التركية في عفرين وغيرها، ومع الإصرار الروسي على تنفيذ عمليات اقتحام لإدلب، فهذا سيعني أن أكثر من 3 ملايين يقيمون هناك سيتدفقون إلى تركيا، التي تعاني من غضب المعارضة التركية لوجود المهاجرين السوريين فيها، الأمر الذي بدأ منذ الآن يلعب دوراً في اتجاه الرأي العام التركي بشأن الانتخابات المقبلة، ولذلك فقد صعّد الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن من رده بشكل واضح على التصريحات الروسية المتعددة، عن ضرورة انسحاب القوات التركية من سوريا، بالقول: "إن لتركيا حقاً بالوجود مثل الحق الأميركي"، الأمر الذي سيبقي المنطقة على وقع ترانزيت سياسي يدفع ثمنه السوريون وجيرانهم وتحديداً تركيا.

اقرأ المزيد

alsharq أمريكا تعاقب منتقدي إسرائيل بمعاداة السامية.. وتقيّد حريات مواطنيها!!

ختمت مقالي البوصلة الأسبوع الماضي على صفحات الشرق: «احتجاجات طلبة جامعات أمريكا... صحوة الوعي وسقوط سردية الصهاينة»، بانتقادي... اقرأ المزيد

174

| 05 مايو 2024

alsharq الإنسانية الخالية من التصهين

هل تعرفون أننا وصلنا لمرحلة أننا ندافع عن قضيتنا الأولى وهي فلسطين أمام من يمثلون لنا إخوة في... اقرأ المزيد

237

| 05 مايو 2024

alsharq السودان.. ما سر ضوضاء الفاشر؟

مع تراجع أخبار المعارك بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع المتمردة، لا سيما في منطقة العاصمة المثلثة ووسط... اقرأ المزيد

249

| 05 مايو 2024

مساحة إعلانية