رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

جعفر عباس

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

8828

جعفر عباس

ديفيد الفاضي صار (قاضي)

07 ديسمبر 2021 , 03:00ص

ديفيد كينغ شخصية مرموقة، فقد كان مستشاراً للحكومة للشؤون العلمية لعدة سنوات، بحكم تخصصه الأكاديمي (في مجال العلوم الطبيعية) مما أهّله للانضمام إلى طبقة النبلاء، ثم الفوز بلقب «سير».. وهو عريض المنكبين وطوله طول النخلة و....بالضبط: «عقله عقل السخلة»، والسخلة لفائدة المستغربين من القراء هي بيبي المعزة/ العنزة، ويسميه العرب أيضا عتود! هل ظلمت الرجل؟، لتكن أيها القارئ الحكم المحايد: ديفيد كينغ هذا أشرف على أكثر من مائتي تقرير تتعلق بحقوق الإنسان. لا داعي للعجلة واستنتاج أن الرجل مستنير وذو ضمير طالما أنه مهتم بحقوق الإنسان، وياما نال كثيرون الشهرة والمجد لأنهم يتباكون على إهدار حقوق الإنسان هنا وهناك، ومن بين هؤلاء الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الثاني، الذي وباسم حقوق الإنسان بعث بجنوده الأشاوس شرقاً وغرباً وما زالت العراق وأفغانستان تنزفان لأن الأمريكان تحت قيادة بوش أهدرا فيهما دم الإنسان فجرى وما زال أنهاراً.

التقارير التي أعدها العالم النحرير ديفيد كينغ تتعلق بحقوق الإنسان الآلي.. الروبوت.. قالوا له: يا رجل انطسيت في عقلك ونافوخك؟ أي حقوق وأي بطيخ للروبوت؟ قال: من الوارد جداً أن تصبح الروبوتات ذات ذكاء فائق، ولابد من ثم من ضمان حقوقها كاملة بما في ذلك حق التصويت في الانتخابات وحرية الحركة، والمعونات المالية في حالة فقدان العمل، والضمان الصحي (حتى يتسنى لها شراء قطع الغيار ودفع نفقات إصلاح ما يلحق بها من أعطال).. ومعاش التقاعد! اقسم بالله أن ما أقوله على لسان الرجل ليست تخاريف جعفرية بل أنقلها بالمسطرة من عدد جريدة «التايمز» التي يؤمن غربيون كثيرون بمرجعيتها وموثوقيتها، ويمكن الرجوع إلى هذا العدد في الإنترنت لقراءة تقرير بعنوان:

Human Rights for Robots? We are getting carried away

والجملة الأخيرة في هذا العنوان تعني بالمصري أننا نحن البشر «زودناها حبتين».. يعني الصحيفة ذات الموثوقية ترى في الحديث عن حقوق الإنسان الآلي شطحاً ونطحاً في الفاضي. وقرأت عن الحقوق التي طالب بها ديفيد كينغ للروبوت وصحت: حسرة عليك يا أبو الجعافر.. حق التصويت الوحيد المكفول لي هو ان «أصوِّت»/أصيح: يا لهوي عندما تنتهك حقوقي. تقاعد؟ غير وارد ما لم أصبح من القواعد من الرجال! حرية الحركة؟ إجازة وجولة سياحية؟ هذه أمور بيد المدام والبركة في كوفيد - 19 الذي أرعبها ولم تطالب بإجازة في بلد أجنبي منذ نهاية عام 2019!.

لا أريد ان «أقلب» المسألة إلى قضية شخصية رغم أن ما قلته عن نفسي ينطبق على معظم القراء.. ولكن ما لم يتطرق له كينغ هو: من سيضمن حقوق الإنسان البشري إذا تغول عليها الإنسان الآلي.. في العراق الآن يتم استخدام روبوتات لاقتحام مواقع يخشى أن تكون فيها كمائن تستهدف القوات الأمريكية، (فما زال الأمريكان يرابضون في مفاصل الدولة العراقية) وهذه الروبوتات، مثل طائرات الدرون (التي تطير بلا طيار) لها قدرات قتالية، يعني إذا اشتمت رائحة الخطر فإنها تفتح النار وتدمر كل ما أمامها.. طيب ما الذي يضمن لأهل بغداد والبصرة والموصل والرمادي والأنبار –مثلاً– أن الروبوت المحارب سيميز بين عناصر جيش بدر وجيش الدعوة وجيش البعث وجيش رئيس الحكومة وجيش وزير الدفاع وجيش وزير الداخلية والجيوش الرسمية السرية الأخرى؟، السؤال في محله خاصة وقد بات معروفاً أن أسلحة الولايات المتحدة الذكية لا تقل غباء عن المسؤولين الذين أمروا باستخدامها.

وقد يكون ديفيد كينغ عالماً وحاملاً للقب "سير"، ولكنني أقول بقلب جامد إنه غبي، لأن الروبوت يستمد ذكاء من الناس الذين يصنعونه، ولا يمكن أبداً أن يكون "المصنوع" أفضل من "الصانع".. والروبوت أولاً وأخيراً جهاز مثل غسالة الملابس والمكنسة الكهربائية، يتعرض للعطل والتلف بل قد يصير كلش خراب بسبب عامل الزمن.

يا عمي ابن آدم يتلف بمرور الزمن ثم يدفن في قبر والروبوت على الأقل يوضع في مخزن أو يتم تفكيكه للاستفادة من بعض عناصره.. بالمصري يا ديفيد يا بتاع حقوق الروبوت: جالك كسر في حُقك.

[email protected]

مساحة إعلانية