رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

جعفر عباس

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

9035

جعفر عباس

لا تحسدونا على الصياعة

04 يناير 2022 , 02:00ص

أكثر ما يضايق عيالي هو أنني إنسان أليف أي بيتوتي، لا أحب مغادرة البيت إلا للشديد القوي، كالعمل وعيادة مريض ومواساة مكلوم بفقد عزيز أو حضور ندوة او محاضرة عليها القيمة، أي أنني لا أمارس الخروج من البيت بغرض تمضية وقت مع هذا أو ذاك في أمر لا طائل وراءه، ولا أحب السوق ولا السوقة ولا السوقيين، وأعتقد أن سر صمود زواجي بأم الجعافر هو أننا لم نعد نذهب إلى السوق سويا، فحتى في الحقبة الرومانسية من الزواج، والتي كنت خلالها أحاول ان أبدو كزوج عصري، كنت أذهب الى السوق (بمبادرة منها طبعا)، وكان الأمر ينتهي بدخولي في حالة هستيريا بمجرد دخولها أكثر من دكانين بحثا عن شيء واحد معين. وهكذا صارت مشاوير اصطحاب المدام إلى السوق في رقبة أولادي أو أنسبائها. بل تنازلت لها طوعاً واختياراً عن حقي في اختيار وشراء ملابسي، واكتشفت أن ذلك يسعدها لأنها أصلا تعتقد أن «ذوقي فاسد».

عيالي لا يتضايقون من ضيقي بالسوق والتسوق، بل أن ولديّ الإثنين صارا مثلي تماما يتجنبان الأسواق ولا يغشيانها إلا لأقصر وقت للحصول على ما يريدان بأسرع ما يمكن، ولكن عيالي يتضايقون من كوني أضيق بالمطاعم والأماكن العامة. وسبحان الله، ما أكلت وجبة في مطعم، مهما كان عدد نجومه، إلا وأحسست باضطرابات هضمية؛ وبصفة عامة لا أحب الأكل في الزحمة أي حيث يكثر الناس، وبالتالي لا أحب الولائم الكبيرة. وبالطبع فإنني ألبي الدعوات المتعلقة بحفلات الزواج، ولكنني أغشاها كالإعصار، فووووو أقوم بجولة خاطفة خلال الحفل كي يراني المعنيون بالأمر، ثم فوووو أخرج دون استئذان، وهل تدعونني لأجلس في حديقة عامة أو مقهى في موقع يهبل؟ إنسَ الموضوع!! بعض قريباتي يقلن عني إنني «مش وِش نعمة»، هن يعتبرن أن تمتعي (ولو نظريا) كرجل بحرية وحق الخروج والدخول والتجول في كل مكان نعمة، وأن تفريطي في ذلك الحق «ركل للنعمة»؛ وهذا فهم عام- أو سوء فهم- عند معظم النساء العربيات، وهو أمر أتفهمه. فالنفس السوية تهوى الترويح وتنفر من الرتابة، والعمل المنزلي قد يصبح رتيباً ومملاً، مما يجعل البيت ثقيلاً على النفس كما هو الحال مع أي مكان عمل، فالرجل –مثلا– لن يطيق البقاء في المكتب لثلاثة أيام متتالية في دوام بلا نهاية، حتى لو لم يكن يؤدي مهمة معينة، ومن ثم تكون النساء أكثر ميلاً ومطالبة بالخروج من البيت الى أي مكان، لأن الانحباس بين الجدران ممل والنفس السوية تحب الترويح.

ولا أعتقد أنه من العقل والحكمة أن تحسد النساءُ الرجالَ لكونهم يتحركون بحرية دون أن يتعرض معظمهم للسين والجيم: أين كنت؟ وإلى أين أنت ذاهب؟ ولماذا تأخرت في العودة؟ فليس في الصرمحة والتسكع وإضاعة الوقت فيما لا طائل من ورائه امتياز، بل أعتقد أن الله وهب النساء امتيازات بلا حصر: الرقة والحنان والقدرة على الحب والعطاء والإحساس بالمسؤولية، و... الأمانة.. سأظل أردد ما حييت أن النساء أكثر عفة في اليد واللسان من الرجال. نسبة ضئيلة جدا من النساء قد يتلفظن بعبارات غير لائقة في مكان عام، أما الرجال فإنك لا يمكن ان تجتاز خمسة كيلومترات بسيارتك دون سماع عشرة منهم يتشاتمون عبر نوافذ سياراتهم، وأخفُّ الشتائم تكون من نوع: حرام تركب سيارة، والحمار خسارة فيك!! وفي كل الدول ستجد مقابل كل 1000 موظف حرامي يختلس الأموال موظفة أنثى واحدة تجاريهم؛ ذلك لأن النساء يملكن حسا اجتماعيا أرقى مقارنة بالرجال وبالتالي يخشين العيب، وهن عموما أكثر وفاء وولاء.. ولا تغرنك الشوارب واللحى يا سيدتي، بعدين حتى حكومات الأمريكان متعاطفة مع النساء، فعلى اتساع السجون في باغرام وقندهار وغوانتنامو لم تفكر في استضافة امرأة واحدة فيها. لماذا؟ لأنه لم تكن هناك امرأة واحدة محل اشتباه في عمل تعتبره أمريكا «إرهابا».

 

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq افهم عقلية عدوك تهزمه

من تعلم لغة قوم أمن مكرهم. وعلى رغم أن العبارة تعارف الناس عليها أنها حديث نبوي، إلا أنها... اقرأ المزيد

138

| 09 مايو 2024

alsharq ماذا بعد التخرج يا خريج؟

أصدق وأجمل فرحة تلك التي تتوج سنوات تعب وسهر وقهر للظروف، ومواجهة الصعاب وسنوات صبر…للوصول ليوم التخرج وجني... اقرأ المزيد

108

| 09 مايو 2024

alsharq حل الأزمة السودانية يبدأ من دارفور

يقول علماء الإدارة إذا استعصت عليك مشكلة فاعمل على تجزئتها حتى يمكنك حلها. شهد عام الحرب الذي تعيش... اقرأ المزيد

75

| 09 مايو 2024

مساحة إعلانية