رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

جعفر عباس

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

10128

جعفر عباس

هل المرأة بعد الزواج غير شكل؟

18 يناير 2022 , 01:51ص

يوم الـ 25 من نوفمبر من كل عام هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، ويُعد هذا الضرب من العنف واحدا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا واستمرارًا وتدميرًا في عالم اليوم، ولم يزل يمارس في معظم البلدان ومسكوتا عليه بسبب ما يحيط به من ظواهر الإفلات من العقاب والصمت والوصم بالعار.

ويتمثل العنف ضد المرأة في نواح جسدية وجنسية ونفسية، وتشمل حسب تعريف الأمم المتحدة، عنف العشير (الضرب، الإساءة النفسية، القتل)؛ والعنف والمضايقات الجنسية (الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، التحرش غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، التحرش في الشوارع، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية)؛ الاتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي)؛ تشويه الأعضاء التناسلية للإناث؛ وزواج الأطفال.

ولا سبيل لإنكار أن العنف ضد النساء مستفحل في مجتمعاتنا، وفي 25 نوفمبر من كل عام أتذكر ما قاله الشيخ عبد الرحمن شيبان (رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر) بأن هناك دراسات تؤكد أن المرأة تتلذذ بتلقي الضربات من الزوج! ولدي سؤال: هل تتغير تركيبة المرأة الجينية والنفسية والعضوية بعد الزواج؟ لأن نفس الزوجة التي قال شيخنا شيبان إنها تتلذذ بتلقي الضربات من الزوج، كانت بالتأكيد تتألم وتتعذب عند تلقي الضربات (قبل الزواج) من الأب أو الأم أو الأخ او معلمة المدرسة، فما الذي يستجد في تكوينها العام حتى تستمتع بأن تكون مضروبة بعد الزواج؟ وهناك بالفعل نساء يتلذذن بالتعرض للعنف والألم البدني، وهؤلاء مريضات نفسيا ويعانين من الماسوكية masochism ولكن عدد الرجال الماسوكيين في كل المجتمعات يفوق عدد النساء اللواتي يعانين من هذا المرض.

وبإمكان المراقب العادي غير الدارس للطب النفسي أن يدرك أن زيدا او زبيدة تعاني من الماسوكية. فقد تجد امرأة يمارس زوجها العنف بحقها بانتظام ولا تجد سبيلا لمعاتبته عندما تكتشف أن الزوجة تستدرجه لضربها، ربما بـ«طول اللسان» وربما بالسير في الاتجاه المعاكس. والماسوكية قد تظهر عند البعض في سن مبكرة، وكثيرون يعرفون طفلا أو أكثر لا يستمع إلى النصح ويقع دائما في الغلط ولديه راتب يومي من الضربات، وأولياء أمر مثل هذا الطفل الذي لا يردعه العنف، يشكون فقط من أنه يعاني من «نشفان الرأس».. وقد يصفونه بأنه حمار لا يؤثر فيه الضرب، مع أن الحمار مثل كل الكائنات ذات الروح تتألم من الضرب.. ويفوت عليهم أن الشخص الذي يكرر الوقوع في الخطأ الذي يعود عليه بالعقاب المتكرر، شخص غير طبيعي وغير سوي.

وفي أوساط الرجال تجد نوعا من الماسوكية يتمثل في أن يكون الشخص الذي يعاني منها عرضة للشتائم ومجالس التأديب ولكنه لا يرعوي بل قد يتعمد إتيان السلوك او الكلام الذي ترتد عليه شتائم وعقوبات قاسية.

وعلى العموم، فالمرأة السوية لا تتلذذ بضربات الزوج، والرجل السوي لا يضطر أبدا لضرب زوجته أو حتى قطة الجيران التي «تقلب إبريق الشاي».. باختصار؛ فالإنسان السوي الطبيعي لا يلجأ للعنف إلا دفاعا عن النفس والعرض والأرض والعقيدة مع من يبادئون بالعدوان. والمرأة ليست «كائنا» ذا تكوين يختلف عن الرجل في المشاعر والأحاسيس حتى تخرج حوله «النظريات» المختبرية. ولي سؤال للذين يجاهرون بالقول بأن المرأة «ما تجي إلا بالضرب»: ما شعورك لو رأيت أباك يضرب أمك المرة تلو الأخرى؟ ما موقفك من زوج بنتك الذي يضطرها أن تلجأ إليك عدة مرات وهي مصابة بالكدمات والأورام؟

من التجارب الفريدة التي مررت بها في حياتي المهنية أنني عملت مدرسا بمدارس البنات الثانوية في السودان لنحو أربع سنوات، وعملت أيضا 4 سنوات مدرسا في مدارس البنين.. ولا أذكر قط ان طالبة اضطرتني الى معاقبتها بأكثر من الزجر والتأنيب.. وهناك طالبات كنت أندم على تأنيبهن لأنهن شديدات الحساسية ويتألمن من التأنيب اللفظي أكثر من تألم الطلاب الذكور من الضرب.. وقضيت حياتي المهنية كلها في بيئات مختلطة، وأستطيع أن اقول بضمير مستريح ان النساء اكثر تهذيبا و«حنيَّة» وأدبا من الرجال.. ولو أخطأت الواحدة منهن فقد تكفي بضع كلمات لردعها وردها إلى جادة الصواب.

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq نصرة القضايا العربية

جاءت مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع إخوانه أصحاب الجلالة... اقرأ المزيد

123

| 17 مايو 2024

alsharq تكامل الأجيال لا صراع الأجيال

كم نحن مأزومون في تناول المصطلحات الجديدة، كثيرًا ما نتلقفها ونمررها دون إدراك لمغزاها، وبلا تحرير لمعناها، فتغدو... اقرأ المزيد

375

| 17 مايو 2024

alsharq كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟

كانت أبرز سردية كل المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي بالدوحة هذه الأيام هي الإرادة على رفض ما سمي... اقرأ المزيد

471

| 17 مايو 2024

مساحة إعلانية