رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لا يخفى علينا جميعاً ما يعانيه بعض المعلمين اليوم، أصبح بعض الطلبة للأسف يتطاولون على المعلمين والمعلمات، قرأت تقريرا في موقع الشرق الإلكتروني يوضح معاناة المعلمين والمعلمات بسبب ما يسمعونه من بعض الطلبة الذين لا يحسنون الأدب مع المعلمين "أصلحهم الله"، لكن يبقى السؤال لماذا يحدث ذلك مع المعلمين والمعلمات؟ مهنة التدريس مهنة عظيمة ومسؤوليتها كبيرة فأنت تقابل العديد من الطلبة والعديد من الشخصيات المختلفة، يستحق المعلمون والمعلمات اهتماماً أكبر من تحسين جودة الحياة لهم وتوفير مكافآت أعلى نظير مجهودهم، وفوق كل ذلك ينبغي إعطاء المعلمين والمعلمات صلاحيات من شأنها أن تضع رادعا لبعض ممن لا يحسنون الأدب مع معلميهم على سبيل المثال أنه عندما تكون هناك ردة فعل من قبل معلم أو معلمة على الطلبة الذين لا يحسنون الأدب بشكل عفوي دون إيذاء للطالب إذا ارتفع صوت المعلم أو المعلمة بسبب الغضب من سلوك بعض الطلبة ينبغي أن يتفهم أولياء الأمور ذلك ويكون لديهم دور رئيسي في تعزيز احترام المعلم والمعلمة من قبل أبنائهم بمعنى أن يتم إفهام الأبناء أن المعلم والمعلمة فضلهم كبير وعظيم وينبغي احترامهم وتقديرهم فهم يبذلون مجهوداً من أجلهم، ثانياً ينبغي على المعلمين والمعلمات معرفة أسباب السلوك المشاغب لبعض الطلبة والجلوس معهم وإعطاؤهم الاهتمام وتكليفهم بأن يكونوا قدوة لزملائهم الطلبة بتشجيعهم واحتوائهم بذلك تكسب الطالب والطالبة ويحاولون تحسين سلوكهم لأن المعلم والمعلمة استبدلوا التوبيخ اللفظي الذي لا قيمة له، بالتشجيع والأهم الإظهار للطلبة أنهم مهمون بالنسبة لكم، الحياة أسلوب بأسلوبك الجميل تكسب الجميع، أما الانفعال مع الطلبة لا يؤدي إلى نتيجة وهذا لا يجعلنا نضع اللوم على المعلمين والمعلمات "معاذ الله" ولكن ينبغي عليهم مداراة الطلبة والصبر عليهم وتشجيعهم، بعض الطلبة والطالبات لديهم مشاكل عائلية ونفسية لا سمح الله ويأتي إلى المدرسة باحثاً عن تسكين خواطرهم وإذا رأوا أسلوباً جافاً من المعلمين ستكون ردود فعلهم غير مرضية للمعلمين والمعلمات وهذا بسبب الضغوطات التي يواجهونها في منازلهم، أو ربما مع أصدقائهم وهذه حقيقة يتجاهلها الكثيرون للأسف، كيف لنا أن نلوم الطالب على عدم انضباط سلوكه دون أن نعرف أسباب ردود فعلهم الغاضبة، لذلك لا ينبغي أن نعمم أن جميع الطلبة عندما لا يحسنون الأدب أو تظهر منهم ردود فعل غير مرضية وكلمات ليست إيجابية تجاه معلميهم أن نحكم عليهم بأنهم غير قابلين للتحسين، كل أبنائنا بهم الخير والبركة والصلاح ولله الحمد، ولكن الاحتواء والاهتمام بهم شيء أساسي وضروري وينبغي عدم التهاون بالحالة النفسية للطلاب، وحصص الترفيه ينبغي أن تكون حاضرة، لكي ترفه عن نفسية الطلبة وتخفف من ضغوطاتهم الاجتماعية، الرياضة المدرسية والحصص الرياضية اليومية ضرورية لجميع الطلاب من مراحل الروضة إلى الجامعة، عندما تكون كل اللحظات محاضرات ودروسا دون حصص رياضية وترفيه يوميا يسبب ذلك روتينا مملا للطلبة، يجعل البعض منهم يفقدون السيطرة ويتلفظون بألفاظ غير مقبولة وأنا هنا لا أؤيد ردود فعل الطلبة غير المقبولة ولكن أوضح أسبابها، هل المعلم والمعلمة أعداء الطلبة؟ بالتأكيد لا، الطلبة يأتون إلى المدرسة رغم كل شيء وإذا كان هناك يوميا حصص رياضية تخفف عنهم تلك الضغوط النفسية والمعاناة ويتم تعويضهم بالرياضة والترفيه سيأتي الطلبة إلى المدرسة بكل حب وسعادة واستمتاع واستماع للدروس الشفوية أو الواجبات العملية ويعلم الطلبة بأنه بعد ذلك يوجد حصص رياضية وترفيهية يفرغون الطاقة السلبية بسبب الروتين الممل، بالإضافة إلى حصص لاكتشاف مواهبهم، هذه الأفعال البسيطة ستجعلنا نرى الطلبة مبتسمين وسعيدين ومستمتعين في مدارسهم، يأتون إلى المدرسة وهم يعلمون بأنها لحظات علم وترفيه ورياضة وسعادة وليست مجرد روتين كتاب واقرأ واحفظ واستمع وواجبات فقط، هذا الروتين لا يؤدي إلى نتيجة وعندما لا يوجد استماع للطلبة أو تنمية مواهبهم وتوفير حصص ترفيهية ورياضية يومية لهم تنتج عنهم ردود الفعل السلبية، لا سمح الله، بذلك لن يحتاج المعلم إلى أي عقوبات أو ردع للطالب لأنهم يأتون بكل حب إلى المدرسة، فالجدول يوجد به يوميا حصة رياضة وحصة ترفيه باكتشاف المواهب وتنميتها وحصة استماع للطلبة كفيلة بأن تغير وتحسن من نفسية الطلاب، هذه أحد الحلول السريعة والممكنة لكي يشعر الطلبة بأنهم ليسوا تحت ضغط وتوتر وكل شيء يكون بالرسميات وروادع لا قيمة لها، رسالتي إلى المعلمين والمعلمات "نعلم ونقدر جهودكم ونسأل الله أن يعينكم ويقويكم ويحفظ أبناءنا وبناتنا ويصلحهم" ولكن الأسلوب وتغيير الروتين للطلبة والاقتراب منهم والاستماع إليهم يساعدهم بالتحسين المستمر، جميعهم أبناؤنا إن لم نهتم بهم فمن سيهتم بهم، قرأت من يرغب بالاستقالة من المعلمين والمعلمات ومن استقال، كيف ذلك ولو أن الجميع تنحى وتخلى فلمن نترك أبناءنا؟ بارك الله فيكم جميعا ينبغي أن يكون احتواؤنا لأبنائنا الطلبة أكبر من كل شيء وأن نكون عونا لهم رغم كل شيء ومراعاة ظروفهم وأحوالهم النفسية والاجتماعية والاهتمام بهم وتخصيص حصص رياضية وترفيهية لاكتشاف مواهبهم طوال الأسبوع ليس يوما أو يومين "طوال الأسبوع"، ورغم كل شيء أيها الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات انقلوا هذه القصة لأبنائنا وتأملوها، في احترام المعلم، نُقل عن محمد اليزيدي قوله: «كنت أؤدب المأمون وهو في كفالة سعيد الجوهري، فجئت دار الخلافة وسعيد قادم إليها، فوجهت إلى المأمون بعض خدمه يُعْلِمه بمكاني، فأبطأ عليَّ، ثم وجهت آخر فأبطأ، فقلت لسعيد: إن هذا الفتى ربما تشاغل بالبطالة وتأخر، فقال: أجل، ومع هذا فإنه إذا فارقك تعدّى على خدمه، ولقوا منه أذى شديدًا، فقوِّمه بالأدب، فلما خرج المأمون تناولته ببعض التأديب، فإنه ليدلُك عينيه من البكاء حتى إذ قيل: جعفر بن يحيى الوزير قد أقبل، فأخذ المأمون منديلًا فمسح عينيه وجمَع ثيابه، وقام إلى فراشه فقعد عليه متربعًا، ثم قال: ليدخلْ، فقمتُ عن المجلس وخفت أن يشكوني إليه فألقى منه ما أكره، قال: فأقبل المأمون عليه بوجهه وحدَّثه حتى أضحكه وضحك إليه، فلما همَّ بالحركة، دعا المأمون بدابة جعفر ودعا غلمانه فسعوا بين يديه، ثم سأل عني فجئتُ، فقلت: أيها الأمير، أطال الله بقاءك، لقد خفت أن تشكوني إلى جعفر بن يحيى، ولو فعلتَ لتنكر لي وعاقبني، فقال: أتُراني، يا أبا محمد، كنتُ أُطلع الرشيد على هذه؟ فكيف بجعفر بن يحيى حتى أطلعه على أنني أحتاج إلى أدب؟! أهذا طنّك بي؟! خُذْ في أمرك، عافاك الله، فقد خطر ببالك ما لا تراه أبدًا ولو عدت إلى تأديبي مائة مرة!»..
@fyicl
يعكس استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمس، عددا من أصحاب... اقرأ المزيد
105
| 13 مايو 2024
الإسلام دينُ اليسر والتيسير، وهو قائم على الرحمة، ورفع المشقة والحرج؛ ابتداءً من العقيدة وانتهاءً بأقل أمور التكاليف... اقرأ المزيد
351
| 13 مايو 2024
(1) يصل ماريو سافيو إلى عالمنا في الثامن من الشهر الأخير لعام 1942، والداه المتدينان يحلمان بأن يصبح... اقرأ المزيد
117
| 13 مايو 2024
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
شهدت أوروبا في عصر التنوير حركة فكرية وثقافية كبيرة قادها مثقفون مثل فولتير، وديدرو، وروسو، والعديد من الفلاسفة والكتاب والمفكرين. هؤلاء المثقفون التنويريون شككوا في السلطات التقليدية، ودافعوا عن العقلانية والحرية الفكرية، ودعوا إلى إصلاح المجتمع وتحريره من قيود الجهل والخرافات. في الوقت نفسه، شهد العالم العربي في القرن التاسع عشر حركة نهضة فكرية وثقافية مماثلة، قادها رواد مثل: (رفاعة الطهطاوي، وخير الدين التونسي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وقاسم أمين)، وغيرهم. هؤلاء الرواد دعوا إلى التحرر من التقاليد الجامدة، واعتماد العقلانية والعلم، وتحديث المجتمعات العربية، واستلهام المنجزات الغربية في مجالات المعرفة والتقدم. يمكن تعريف المثقفين التنويريين الغربيين بأنهم: (مجموعة من المفكرين، والفلاسفة الذين اتخذوا دورًا مهمًا في نهضة أوروبا. وكانوا يدافعون عن التغيير والتحديث والإصلاح من خلال الكتابة والنقد والتدوين. وقدموا آراءهم حول العلوم، والفلسفة، والسياسة، والاجتماع). في حين يعرف رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر بأنهم: (مجموعة من المفكرين والشعراء، والقادة العرب الذين اتخذوا دورًا مهمًا في النهضة العربية في القرن التاسع عشر. وقدموا أفكارهم، وآراءهم حول الثقافة، والسياسة، والاجتماع، والعلم. وقاموا بتشكيل مؤسسات للتنمية والتطوير والتعميق في الثقافة العربية). على الرغم من أن هناك العديد من أوجه التشابه بين دور المثقفين التنويريين الغربيين ورواد النهضة العربية. فكلاهما سعى إلى تحرير العقول من القيود التقليدية، ونشر أفكار التنوير والتقدم، وإحداث تغيير جذري في المجتمعات التي عاشوا فيها. كما حملوا مشعل العقلانية والعلم في مواجهة الجهل والخرافات السائدة. إلا أن هناك اختلافات في السياق التاريخي والثقافي الذي عمل فيه كل منهما. فالمثقفون التنويريون الغربيون كانوا جزءًا من حركة فكرية أوسع في أوروبا، مدعومين بالتطورات العلمية والفلسفية والسياسية في ذلك الوقت. أما رواد النهضة العربية، فقد كانوا أصواتًا منفردة في بيئة محافظة، وواجهوا معارضة شديدة من السلطات الدينية والسياسية القائمة. في الوقت الحاضر، هناك حاجة ماسة لدور مماثل للمثقفين العرب في قيادة نهضة فكرية وثقافية جديدة في العالم العربي. فالمنطقة تواجه تحديات كبيرة مثل الصراعات، والتطرف، والتخلف العلمي والتقني، وضعف الحريات والديمقراطية. ويُنتظر من المثقفين العرب أن يكونوا صوتًا للتنوير والإصلاح، وأن يدفعوا بمجتمعاتهم نحو الأمام باعتماد العقلانية والعلم والانفتاح على الآخر. وعليه يجب على المثقفين العرب أن يدركوا السياق المعقد للعالم العربي الحديث، وأن يستلهموا الدروس من تجارب رواد النهضة السابقين. عليهم أن يكونوا حذرين من الوقوع في فخ النزعة الاستعلائية الغربية، وأن يحافظوا على الهوية الثقافية العربية مع الانفتاح على الآخر. كما يجب عليهم أن يكونوا واقعيين في توقعاتهم، ويدركوا أن التغيير الحقيقي يتطلب الصبر والمثابرة على المدى الطويل. في النهاية، إن دور المثقفين في قيادة النهضة هو دور حيوي ومصيري للمجتمعات. وعلى المثقفين العرب أن يستلهموا من تجارب الماضي، ويواجهوا تحديات الحاضر بشجاعة وعزم، لصياغة مستقبل أفضل لشعوبهم والإنسانية جمعاء.
1893
| 07 مايو 2024
في عالم الثقافة ما زلت أحتفظ بعقلي. أقرأ كتبا مهمة بقدر ما تتيح لي الظروف، ولا أتأخر عن الإشارة إليها أو الكتابة عنها، وأشعر أحيانا بالتقصير لأني لا أستطيع، وهذا طبيعي جدا، أن أقرأ كل ما يصدر من كتب عظيمة. أنشر ما أكتبه على صفحتي في الفيسبوك أو تويتر من باب الحفظ لها، فأغلب العابرين على السوشيال ميديا ليس لديهم الوقت الكافي، بينما يقفون كثيرا عند التغريدات قليلة الكلمات. هذا طبيعي فالسوشيال ميديا بنت عصر السرعة، وتظل المقالات وقراءتها للذين لديهم الوقت، ولمن ينشغلون بالقضايا الحقيقية، قد يبدون فيها رأيا يثريها حتى ولو بالاختلاف. لكن في السوشيال ميديا ظاهرة هي «الترند». وهو ما يأخذ القارئ أو المشاهد إذا كان الأمر يتعلق ببعض الصور، إلى اتجاه يزدحم بالحاضرين أو المحتفلين، فيسعد صاحب الترند بالكم الكبير وغير العادي ممن يعلقون على كلامه، ويصدق أن ما يراه اهتمام حقيقي، وليس زفة مثل زفة المولد، لا يبقى منها لدى المحتفلين ما يصنع ثقافة حقيقية. الترند قد يشهد انتقادات كثيرة جدا أيضا، ولا يعلم من ينتقد أن صاحب الترند يريد ذلك، فلقد صار في مركز الحدث. مركزا للتفاهة ستدخل في النسيان بعد دقائق. كنت دائما بعيدا عن هذه الظاهرة وما أسهلها. لم أفكر أن أفعلها، ولم أساهم حتى بالتعليق على إحداها، فهي بالونة طائرة تنفجر ولا يخرج منها غير الهواء لدقائق، بينما الهواء الحقيقي حولنا في القضايا الكبرى. لا ألوم من يساهم في الترند، فليس كل الناس ولا كل الأعمار على طريقة واحدة في الحياة، فالذين يقرأون القصص البوليسية مثلا أضعاف من يقرأون الأدب الحقيقي. في الأيام الأخيرة انفجرت السوشيال ميديا بترند سببه سؤال ليوسف زيدان للمفكر السوري فراس السواح، وهو صاحب أعمال عظيمة في تاريخ الأديان والميثولوجيا. كان السؤال في ندوة أقامتها مؤسسة جديدة تسمي نفسها «تكوين» مهمتها تجديد الفكر الديني كما يقولون. بدأوا ندواتهم بلقاء مع مفكر يستحق القراءة والاحتفاء، لكن تبدد اللقاء بسبب «الترند» التافه. ما شاع على الميديا سؤال من يوسف زيدان لفراس السواح هل أنت أفضل أم طه حسين، وإجابة الرجل أنه هو ويوسف زيدان أفضل. انفجرت الميديا بالانتقاد وبصفة خاصة ليوسف زيدان وأعماله مقارنة بطه حسين. المئات دافعوا عن طه حسين وهو يستحق كل ذلك عملا وفكرا، والحديث عنه يحتاج الى مقالات وكتب. اعتذر الاثنان عما حدث وكيف كان الأمر دعابة، وقال السواح إن زيدان ورطه بالسؤال. لكن صار الأمر « ترند» بدا لي مقصودا من صاحب السؤال، فأضاع الندوة وأضاع ما قدمه فراس السواح من أفكار. صار التجديد الديني على الهامش وشاعت الكوميديا والمسخرة. ومن ثم أقول لكم إن هذه بداية منذرة - لا أقول مبشرة من فضلك- بقيمة ما ستقدمه هذه المؤسسة التي لا أتوقع لها دور في التجديد بل لها دور في الترند! ولا أعتقد سيخيب ظني. بعيدا عن ذلك كله أحب أن أضحك مع تعليق واحدة من أجمل من يعلقون على الأحوال الثقافية، هي نجوان ماهر عامر التى تعمل في صفحة « مكتبة وهبان» وهي من أجمل الصفحات الثقافية، والتي لم يعجبها طبعا ما فعله زيدان، قائلة بعد إعلان لشخص آخر تكوين مؤسسة مقابلة لدحض مؤسسة تكوين. قالت نجوان ماهر مع صورة للرئيس السادات «تم تدشين مؤسسات ثقافية في ست ساعات» ولن أزيد من تعليقاتها التي تستحق مقالا ربما أكتبه يوما من فرط الفهم والجمال.
1854
| 09 مايو 2024
كلمة مشهورة لدى أهل الخليج تقال للوجيه (من كلمة وجاهة أي ذي جاه، أو سلطة، أو كبير قوم، أو ذي منصب، أو مركز اجتماعي مرموق يتوجه له الناس لقضاء حاجاتهم)، ومعنى تكفى «أي أنا طالبك تفزع لي على إنهاء أمر معين». وهؤلاء الوجهاء يأتيهم عامة الناس من كل مكان أملاً في أن يساعدوهم في أمور عجزوا عن إنهائها بأنفسهم، بل إن بعض الناس يقطع مسافة طويله لهذا الوجيه لعله يساعده في قضاء حاجته. في الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، رواه مسلم. وهذا فضل من الله على عباده بأنه سبحانه يكافئ من أعان أخاه المسلم على حاجة بالعون يوم القيامة. فالدين أمرنا أن نقوم بمساعدة الناس وقضاء حاجاتهم واحتساب الأجر عند الله. فكلنا في حاجة بعضنا البعض مهما كانت مناصبنا أو مراكزنا الاجتماعية. فالطبيب بحاجة للفراش لتنظيف عيادته، والتاجر بحاجة للمحاسب، والغني بحاجة للحلاق، والوزير بحاجة لمن يحضر له اجتماعاته، وهكذا، وهو مصداق قوله تعالى ﴿وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ﴾. فالذي أكرمه الله بأن يكون وجيها فعليه أن يساعد كل من يأتيه ويقوم بحاجته حتى تنقضي ويحتسب الأجر، فليس له الحق في اختيار من يساعد من الناس. واعلم أن هذا الشخص الذي قصدك واختارك من بين عباده لتقضي حاجته، قد أرسله الله لك لتقضيها له وتكسب الأجر، فإنه قد جاءك وهو متوكل على الله ومتفائل بأنك ستقضي حاجته فلا تخيب رجاءه. ولتعلم انه قد يأتي يوم تحتاج له ولغيره، فلا تحقرن من المعروف شيئا. فلا تتردد أو تقول (على خير) وأنت لن تفعل شيئا. فإن الرجل ذا المنصب أو المركز أو الجاه يكون مثل الرأس في الجسد، ولهذا يذكر عن رجل أوصى ابنه فقال: يا بني، لا تكن رأسا فإن الرأس كثير الآفات أو الأوجاع، فعليك أن تتحمل ما يحمله هذا المنصب من تكلف أو تعب فلذة خدمة الناس لا تعادلها لذة. وكلمة جزاك الله خيرا عندما تنهي حاجته، هي أبلغ الثناء. فإذا قال شخص لآخر (تكفى يا فلان أبيك تخلص لي موضوعي) قال له (ابشر بسعدك) ومشى معه حتى يقضى حاجته، وهذه من مكارم الأخلاق، لان كلمة تكفى عند اللي يعرفون معناها تهز الرجال. قال الشاعر: جيتك بكلمة كنها صقعة الويل وإن قلت تكفى لا تـهـاون بـتـكـفـى تكفى تراها كلـمـة تـقـطـم الـحـيـل لا بالله إلا تنسف الـحـيـل نـسـفـا تكفى ترا تكفى لـهـا هـدرة الـسـيـل في صدر حرٍ ينتف الطيـب نـتـفـا تكفى ترا تكفى لها تـسـرج الـخـيـل إن كان لك في مجمع الخيل عسفا تكفى ترى تكفى تهز الرجاجيل ولولا صروف الوقت ما قلت تكفى نسال الله أن يكتب الأجر لمن قام مع أخيه المسلم في حاجته حتي يقضيها له.
1821
| 10 مايو 2024