رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

فيصل محمد

فيصل محمد

مساحة إعلانية

مقالات

11541

فيصل محمد

معلمون وطلاب في طي النسيان

23 فبراير 2022 , 01:00ص

لا يخفى علينا جميعاً ما يعانيه بعض المعلمين اليوم، أصبح بعض الطلبة للأسف يتطاولون على المعلمين والمعلمات، قرأت تقريرا في موقع الشرق الإلكتروني يوضح معاناة المعلمين والمعلمات بسبب ما يسمعونه من بعض الطلبة الذين لا يحسنون الأدب مع المعلمين "أصلحهم الله"، لكن يبقى السؤال لماذا يحدث ذلك مع المعلمين والمعلمات؟ مهنة التدريس مهنة عظيمة ومسؤوليتها كبيرة فأنت تقابل العديد من الطلبة والعديد من الشخصيات المختلفة، يستحق المعلمون والمعلمات اهتماماً أكبر من تحسين جودة الحياة لهم وتوفير مكافآت أعلى نظير مجهودهم، وفوق كل ذلك ينبغي إعطاء المعلمين والمعلمات صلاحيات من شأنها أن تضع رادعا لبعض ممن لا يحسنون الأدب مع معلميهم على سبيل المثال أنه عندما تكون هناك ردة فعل من قبل معلم أو معلمة على الطلبة الذين لا يحسنون الأدب بشكل عفوي دون إيذاء للطالب إذا ارتفع صوت المعلم أو المعلمة بسبب الغضب من سلوك بعض الطلبة ينبغي أن يتفهم أولياء الأمور ذلك ويكون لديهم دور رئيسي في تعزيز احترام المعلم والمعلمة من قبل أبنائهم بمعنى أن يتم إفهام الأبناء أن المعلم والمعلمة فضلهم كبير وعظيم وينبغي احترامهم وتقديرهم فهم يبذلون مجهوداً من أجلهم، ثانياً ينبغي على المعلمين والمعلمات معرفة أسباب السلوك المشاغب لبعض الطلبة والجلوس معهم وإعطاؤهم الاهتمام وتكليفهم بأن يكونوا قدوة لزملائهم الطلبة بتشجيعهم واحتوائهم بذلك تكسب الطالب والطالبة ويحاولون تحسين سلوكهم لأن المعلم والمعلمة استبدلوا التوبيخ اللفظي الذي لا قيمة له، بالتشجيع والأهم الإظهار للطلبة أنهم مهمون بالنسبة لكم، الحياة أسلوب بأسلوبك الجميل تكسب الجميع، أما الانفعال مع الطلبة لا يؤدي إلى نتيجة وهذا لا يجعلنا نضع اللوم على المعلمين والمعلمات "معاذ الله" ولكن ينبغي عليهم مداراة الطلبة والصبر عليهم وتشجيعهم، بعض الطلبة والطالبات لديهم مشاكل عائلية ونفسية لا سمح الله ويأتي إلى المدرسة باحثاً عن تسكين خواطرهم وإذا رأوا أسلوباً جافاً من المعلمين ستكون ردود فعلهم غير مرضية للمعلمين والمعلمات وهذا بسبب الضغوطات التي يواجهونها في منازلهم، أو ربما مع أصدقائهم وهذه حقيقة يتجاهلها الكثيرون للأسف، كيف لنا أن نلوم الطالب على عدم انضباط سلوكه دون أن نعرف أسباب ردود فعلهم الغاضبة، لذلك لا ينبغي أن نعمم أن جميع الطلبة عندما لا يحسنون الأدب أو تظهر منهم ردود فعل غير مرضية وكلمات ليست إيجابية تجاه معلميهم أن نحكم عليهم بأنهم غير قابلين للتحسين، كل أبنائنا بهم الخير والبركة والصلاح ولله الحمد، ولكن الاحتواء والاهتمام بهم شيء أساسي وضروري وينبغي عدم التهاون بالحالة النفسية للطلاب، وحصص الترفيه ينبغي أن تكون حاضرة، لكي ترفه عن نفسية الطلبة وتخفف من ضغوطاتهم الاجتماعية، الرياضة المدرسية والحصص الرياضية اليومية ضرورية لجميع الطلاب من مراحل الروضة إلى الجامعة، عندما تكون كل اللحظات محاضرات ودروسا دون حصص رياضية وترفيه يوميا يسبب ذلك روتينا مملا للطلبة، يجعل البعض منهم يفقدون السيطرة ويتلفظون بألفاظ غير مقبولة وأنا هنا لا أؤيد ردود فعل الطلبة غير المقبولة ولكن أوضح أسبابها، هل المعلم والمعلمة أعداء الطلبة؟ بالتأكيد لا، الطلبة يأتون إلى المدرسة رغم كل شيء وإذا كان هناك يوميا حصص رياضية تخفف عنهم تلك الضغوط النفسية والمعاناة ويتم تعويضهم بالرياضة والترفيه سيأتي الطلبة إلى المدرسة بكل حب وسعادة واستمتاع واستماع للدروس الشفوية أو الواجبات العملية ويعلم الطلبة بأنه بعد ذلك يوجد حصص رياضية وترفيهية يفرغون الطاقة السلبية بسبب الروتين الممل، بالإضافة إلى حصص لاكتشاف مواهبهم، هذه الأفعال البسيطة ستجعلنا نرى الطلبة مبتسمين وسعيدين ومستمتعين في مدارسهم، يأتون إلى المدرسة وهم يعلمون بأنها لحظات علم وترفيه ورياضة وسعادة وليست مجرد روتين كتاب واقرأ واحفظ واستمع وواجبات فقط، هذا الروتين لا يؤدي إلى نتيجة وعندما لا يوجد استماع للطلبة أو تنمية مواهبهم وتوفير حصص ترفيهية ورياضية يومية لهم تنتج عنهم ردود الفعل السلبية، لا سمح الله، بذلك لن يحتاج المعلم إلى أي عقوبات أو ردع للطالب لأنهم يأتون بكل حب إلى المدرسة، فالجدول يوجد به يوميا حصة رياضة وحصة ترفيه باكتشاف المواهب وتنميتها وحصة استماع للطلبة كفيلة بأن تغير وتحسن من نفسية الطلاب، هذه أحد الحلول السريعة والممكنة لكي يشعر الطلبة بأنهم ليسوا تحت ضغط وتوتر وكل شيء يكون بالرسميات وروادع لا قيمة لها، رسالتي إلى المعلمين والمعلمات "نعلم ونقدر جهودكم ونسأل الله أن يعينكم ويقويكم ويحفظ أبناءنا وبناتنا ويصلحهم" ولكن الأسلوب وتغيير الروتين للطلبة والاقتراب منهم والاستماع إليهم يساعدهم بالتحسين المستمر، جميعهم أبناؤنا إن لم نهتم بهم فمن سيهتم بهم، قرأت من يرغب بالاستقالة من المعلمين والمعلمات ومن استقال، كيف ذلك ولو أن الجميع تنحى وتخلى فلمن نترك أبناءنا؟ بارك الله فيكم جميعا ينبغي أن يكون احتواؤنا لأبنائنا الطلبة أكبر من كل شيء وأن نكون عونا لهم رغم كل شيء ومراعاة ظروفهم وأحوالهم النفسية والاجتماعية والاهتمام بهم وتخصيص حصص رياضية وترفيهية لاكتشاف مواهبهم طوال الأسبوع ليس يوما أو يومين "طوال الأسبوع"، ورغم كل شيء أيها الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات انقلوا هذه القصة لأبنائنا وتأملوها، في احترام المعلم، نُقل عن محمد اليزيدي قوله: «كنت أؤدب المأمون وهو في كفالة سعيد الجوهري، فجئت دار الخلافة وسعيد قادم إليها، فوجهت إلى المأمون بعض خدمه يُعْلِمه بمكاني، فأبطأ عليَّ، ثم وجهت آخر فأبطأ، فقلت لسعيد: إن هذا الفتى ربما تشاغل بالبطالة وتأخر، فقال: أجل، ومع هذا فإنه إذا فارقك تعدّى على خدمه، ولقوا منه أذى شديدًا، فقوِّمه بالأدب، فلما خرج المأمون تناولته ببعض التأديب، فإنه ليدلُك عينيه من البكاء حتى إذ قيل: جعفر بن يحيى الوزير قد أقبل، فأخذ المأمون منديلًا فمسح عينيه وجمَع ثيابه، وقام إلى فراشه فقعد عليه متربعًا، ثم قال: ليدخلْ، فقمتُ عن المجلس وخفت أن يشكوني إليه فألقى منه ما أكره، قال: فأقبل المأمون عليه بوجهه وحدَّثه حتى أضحكه وضحك إليه، فلما همَّ بالحركة، دعا المأمون بدابة جعفر ودعا غلمانه فسعوا بين يديه، ثم سأل عني فجئتُ، فقلت: أيها الأمير، أطال الله بقاءك، لقد خفت أن تشكوني إلى جعفر بن يحيى، ولو فعلتَ لتنكر لي وعاقبني، فقال: أتُراني، يا أبا محمد، كنتُ أُطلع الرشيد على هذه؟ فكيف بجعفر بن يحيى حتى أطلعه على أنني أحتاج إلى أدب؟! أهذا طنّك بي؟! خُذْ في أمرك، عافاك الله، فقد خطر ببالك ما لا تراه أبدًا ولو عدت إلى تأديبي مائة مرة!»..

@fyicl

 

اقرأ المزيد

alsharq قطر وأمريكا.. صداقة عميقة وشراكة راسخة

يعكس استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمس، عددا من أصحاب... اقرأ المزيد

105

| 13 مايو 2024

alsharq يسّروا ولا تُعسّروا

الإسلام دينُ اليسر والتيسير، وهو قائم على الرحمة، ورفع المشقة والحرج؛ ابتداءً من العقيدة وانتهاءً بأقل أمور التكاليف... اقرأ المزيد

351

| 13 مايو 2024

alsharq الأجساد على التروس

(1) يصل ماريو سافيو إلى عالمنا في الثامن من الشهر الأخير لعام 1942، والداه المتدينان يحلمان بأن يصبح... اقرأ المزيد

117

| 13 مايو 2024

مساحة إعلانية