رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

3383

د. أحمد القديدي

مستقبل العرب بالانتخاب لا بالإرهاب!

14 مارس 2022 , 01:00ص

دخل العالم العربي منذ يناير 2010 في دوامة التحول الجذري مع ميلاد السياسة بمعناها الحقيقي، أي عودة الوعي للإنسان العربي بأنه مواطن وله كما عليه من حقوق للوطن، فأصبح لأول مرة في تاريخه الحديث وبعد أكثر من نصف قرن من الغبن والقمع وبقايا الاستعمار الثقافي إنسانا يفكر ويعبر. هذا هو المكسب الثمين للحرية أما انعكاساتها الجانبية والسلبية وربما الطبيعية، فهي فقدان البوصلة الحضارية بعد سقوط منظومة القائد المستبد، حيث لم تولد بعد الدولة الجديدة العادلة الشفافة القوية من رحم صناديق الاقتراع بل انفتحت أبواب العنف بين المتنافسين على السلطة ودخل الساكتون على ظلم الأمس مطهرة الاغتسال للاستحمام في “طهارة كبرى” تبرئهم من لوثة الماضي وتؤهلهم للعب أدوار أخرى في عهد جديد وغير مسبوق لم يتوقعوا قدومه بتلك السرعة. فإذا بأغلب العرب يقولون “تحيا ثورتنا!” وكأن الملايين منهم كانوا في عهود ما قبل الربيع العربي يحملون السلاح في الجبال ويقاومون الظلم، بينما انكفأ البعض القليل من المقاومين الحقيقيين للطاغوت أيام الجمر والصبر ينظرون من بعيد لهذه التزويرات التاريخية بعيون المتعفف القنوع قائلين: “لا حول ولا قوة إلا بالله” و”اللهم سترك على هذه الأوطان”. وفي تونس التي تملك براءة اختراع الربيع العربي نكتشف أن الانطلاق في الإصلاح منذ الـ14 من يناير 2011 كان خطأ لأنه ثبت اليوم أن الشعب لم ينتخب إلا مجلسا تأسيسيا لتحرير الدستور فإذا به يجد أمامه حكومة بل حكومات متعاقبة ورئاسة جمهورية مؤقتة لا تعمل عمل الرئاسة وبرلمانا تفاجأ أعضاؤه أنفسهم بثقل المسؤولية حين طلب منهم أن يراقبوا عمل الحكومة وأن يكتبوا دستورا جديدا، وأن يشرعوا القوانين فإذا بهم يتحولون بشكل طبيعي إلى كتل حزبية تتصارع بدل أن تتحاور، وكما كان متوقعا تعطل مسار هذا المجلس ليهدد بفراغ دستوري من 2011 إلى اليوم.

وجاء الحدث المصري بإقالة الرئيس حسني مبارك فشعر الباقون من المصريين من حداثيين ومن أقباط أنهم مهددون بالإقصاء والتهجير لو نفذ الإخوان مشاريع إقصائهم، بينما هم نخبة مصرية فاعلة ووطنية منذ زمن سحيق! وفي تونس أطل شبح الإرهاب على شعب لم يعرف تلك الظاهرة، إلا من خلال شاشات الفضائيات في أفغانستان والعراق وسوريا مع ظهور داعش التي فاجأت الجميع ونجت تونس نسبيا من فوضى عارمة بسبب التجانس الطائفي والعرقي والثقافي للشعب التونسي؛ فإذا بنا نستفيق على جثث شهدائنا الأبرار مذبوحين وممثلا بها ثم على حركات فوضوية متطرفة تنادي باستنساخ التجارب الكارثية على الشعب التونسي، فظللنا قلة من الناس ننادي بفضيلة الانتخاب وبمخاطر الإرهاب والانقلاب حتى لو كانت المسالك المؤدية للديمقراطية والتوافق مسالك عسيرة مليئة بالأشواك والمؤامرات. فالحلول الجذرية هي دائما في التعايش السلمي مع مواطنك المختلف عنك في الرأي أو في العقيدة أو في المصلحة، ولا يتم ذلك إلا بإعلاء الوطن فوق الأحزاب ورفع المصالح العليا المشتركة على المصالح الشخصية والفئوية الضيقة.

وفي ليبيا نشهد استفحال الشقاق القبلي ببلوغه درجة الانفصال عن دولة تحاول أن تكون مركزية وأن تجمع فصائل المجتمع الليبي في وحدة وطنية، كما نشهد عدم عودة المقاتلين إلى مواقعهم وعدم تسليم أسلحتهم، بل نرى اليوم تصدير الكلاشنكوف وحامليه للدول المجاورة أمام عجز السلطات عن ردع الإرهاب ومحاصرة الإرهابيين فتحول القطر الليبي إلى حالة اللادولة بعد أن كانت ليبيا في عهد العقيد أيضا لا دولة.

هكذا كتب على المواطن العربي أن يختار اليوم بين السيء والأسوأ وبين المأساة والكارثة وبين الطوفان والزلزال باقتناعه التدريجي أن العرب ليسوا أهلا للحرية والديمقراطية، وبأن العرب شعوب تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا وبأن نخبهم الحاكمة والمعارضة على السواء لا تمثل سوى رؤوس أينعت وحان قطافها، وبأن العرب كتبت عليهم الأقدار أن يظلوا على هامش التاريخ الحديث لا يصنعون حضارة ولا يرتفعون عن بدائية أحقادهم ولا يدركون الفرق بين المهم والأهم ولا بين الصالح والطالح ولا بين الاستعجالي من القرارات وبين المؤجل من الاستحقاقات. فالانقلاب على الشرعية مهما كانت الشرعية هشة هو فتح لباب المجهول والحلقة الأولى في مسلسل الانقلابات كما كانت الحال في سوريا عام 1949 على أيدي حسني الزعيم ثم في مصر عام 52 على أيدي محمد نجيب وعبد الناصر ثم العراق عام 58 ضد الملك الهاشمي فيصل، وهكذا دواليك، ما بين الخمسينيات والتسعينيات والألفين: عسكري (أو مدني معسكر) يأتي بالبيان رقم واحد فيقتل ويسحل "الخونة السابقين" ويعلن أن فلسطين ستحرر، وأن الشعب سيأكل البسكويت، وأن البلاد تحررت من الطاغوت ثم يليه زعيم ملهم أو ركن مهيب، فيقتل القاتل ويعلن الحداد على ضحاياه، معلنا الانتقام لهم من السفاح، وهكذا دواليك، والشعب العربي يصفق لهذا وذاك حائرا كالشرق الحائر أمام مهزلة التاريخ. إننا في تونس وفي العالم العربي قلة من الناس البعيدين عن التحزب والتطرف ندعو للتوافق مهما كان صعبا، حتى نأمن شرور اللادولة، حين بلغ الأمر ببعض السياسيين إلى الدعوة إلى عصيان فوضوي بالامتناع عن دفع الضرائب وفواتير الكهرباء والماء والهاتف ووسائل النقل! اللهم عفوك وسترك.

اقرأ المزيد

alsharq قطر وعمان.. علاقات أخوية راسخة

تتميز العلاقات القطرية العمانية التي تمتد جذورها في عمق التاريخ، بالرسوخ مسنودة بالدعم الشعبي والتداخل القبلي والمصاهرة والأخوة،... اقرأ المزيد

123

| 10 مايو 2024

alsharq لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة

«رمتْني بدائها وانسلّت»، مثل عربي سائر، يُشهَر في كل من يرمي الآخرين بعيبٍ هو فيه، وإنه في إطار... اقرأ المزيد

744

| 10 مايو 2024

alsharq قطر المساندة الدائمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة

* هل وصلنا إلى نهاية حرب إبادة؟ ** رغم الخطوة الإيجابية التي اتخذتها حركة حماس بإبلاغ الوسيطين القطري... اقرأ المزيد

216

| 10 مايو 2024

مساحة إعلانية