رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

706

د. أحمد القديدي

القرآن ألهم الآباء المؤسسين للنهضة الغربية

21 مارس 2022 , 01:00ص

كثير من المسلمين وقعوا منذ القرن التاسع عشر في فخ المنظرين العنصريين من أهل الفكر الفرنسي والبريطاني، وهوفخ مخطط بإتقان ودقة كانت (وما تزال) غايته إشعار المسلمين بالاحتقار الذاتي وتلذذهم بجلد حضارتهم وإنكار أمجادها، وهي غاية ليست فكرية جدلية وحسب، بل هي التمهيد النفسي لابتلاع المشرق الإسلامي باستعمار تنصيري فج واستباحة خيرات الشرق لسد حاجيات أوروبا من المواد الأولية والخام والاستيلاء على أراضي المشرق الزراعية لفائدة الشتات الأوروبي القادم منذ حملة نابليون إلى بلدان هذا الشرق الثري والاستيطان فيه. وفي كل فرصة تتاح لي لكشف سر تاريخي لا أتردد في إطلاع قرائي الكرام عليه إذا ما تعلق بدور الإسلام كعقيدة وكأخلاق في بلورة الأنظمة الدستورية الغربية في العالم وحتى في إلهام الآباء المؤسسين للدستور والدولة الفيدرالية للولايات المتحدة كما بينت الباحثة الأمريكية الأمينة (دينيس سبيلبرغ)، حيث كشفت الكاتبة مسائل قد تكون مجهولة لدى المثقفين والسياسيين العرب تتصل بدور النص القرآني وتعاليم الإسلام في النقاش الذي دار بين الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية خلال وضع الدستور وتحديد المبادئ الأساسية في شأن حقوق المواطن الأمريكي وسائر الأقليات الدينية والإثنية الموجودة على الأرض الأمريكية. احتل القرآن موقع سجال بين مؤيد لاستلهام بعض مبادئه وبين معارض له من موقع عداء ديني كان سائداً ضد الأديان غير المسيحية خصوصاً البروتستانتية منها. لذا يشكل الكتاب وثيقة مهمة في مرحلة زمنية كانت الحروب الدينية مندلعة في الأقطار الأوروبية وتحصد مئات الآلاف من أبنائها باسم الدين "الحق" الذي تحتكره هذه الفئة أوتلك وباسم الهرطقة والكفر اللذين تتسم بهما المذاهب والطوائف كافة فقد كشف امتلاك (جيفرسون) الأب المؤسس للولايات المتحدة نسخةً من القرآن مدى اهتمامه بالدين الإسلامي، وقبل ذلك كان قرأ عن الحقوق المدنية الإسلامية في أحد أعمال الفيلسوف الإنكليزي (جون لوك) الذي كان دعا إلى التسامح مع المسلمين واليهود. وجيفرسون هوأحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، والكاتب الرئيسي لإعلان الاستقلال كان متحدثاً باسم الديمقراطية نادى بمبادئ الجمهورية وحقوق الإنسان وكان له تأثير عالمي.

عارض جفرسون آدمز وكتب بالاشتراك مع ماديسون في الخفاء قرارات كنتاكي وفرجينيا، والتي كانت محاولة لإبطال قوانين الهجرة والتمرد.

أُنتخب رئيساً فيما أطلق عليه جفرسون ثورة 1800، وأشرف على شراء أراضي لويزيانا الشاسعة من فرنسا (1803)، وأرسل حملة لويس وكلارك (1804–1806) لاستكشاف الغرب الجديد. يعتبر جفرسون المهندس للتوسعة الأمريكية حيث تضاعفت مساحة الولايات المتحدة مرتين في عهده. وخلال وضع الدستور الأمريكي كان المسلمون جزءاً من النقاش الأمريكي حول الدين وحدود المواطنة، كان المؤسسون الأمريكيون من المذهب البروتستانتي يتناقشون حول محاور دينية وفلسفية، وكان نقاشهم يتمحور حول حكومة الدولة الجديدة وما إذا كانت ستصبح بروتستانتية في شكل حصري أم حكومة توافق ديني، وهوالموضوع الذي كان يشغل حيزا كبيرا في المجتمعات والجامعات الأوروبية (ألمانية وبريطانية وفرنسية وإيطالية)، إضافة إلى ذلك فإن الدستور الذي سينص على الحقوق المتساوية بين المواطنين سيعني بداهة بحق أي منتسب إلى دين بالوصول إلى الرئاسة الأمريكية ما يعني إمكان وصول مسلم إلى هذه الرئاسة! وهي نقطة استوجبت جدلاً واسعاً خلال مرحلة التأسيس هذه، بل إن فكرة مقاومة المواطنية الإسلامية كانت حاضرة بقوة ولها جمهورها الواسع الذي يرث تاريخاً من الصراع القديم بين المسلمين والمسيحيين في أوروبا، لكن جيفرسون كان مقاتلاً رئيسياً من أجل حقوق جميع المجموعات الدينية التي لا تنتسب إلى البروتستانتية. وثبت لي من خلال دفتر النقاشات أن جيفرسون كان يقرأ لزملائه آيات من القرأن ليؤكد لهم أن الإسلام ليس الكفر والتطرف والحرب.

[email protected]

مساحة إعلانية