رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

فيصل محمد

فيصل محمد

مساحة إعلانية

مقالات

3010

فيصل محمد

رحماء بينهم

30 مارس 2022 , 01:30ص

خير ما أبدأ به مقالي قول الله عز وجل في أمتنا «رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ»، إن من تمام الإحسان والمروءة أن نُعلّم أنفسنا وأبناءنا وكل من حولنا بأن نكره الخطيئة لا المخطئ، أن ندعو لهم بالهداية لا بالهلاك، أن نتأمل بهم خيراً ونساعدهم على استدراك أخطاء الماضي بإصلاحها في حاضرهم وتكون درساً وعبرة لهم، أن يكونوا فاعلين في المجتمع مصلحين ومتحابين ومتراحمين، قال رسولنا عليه الصلاة والسلام: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة»، لا أحد في هذا الكون منزه عن الخطأ، ولا أحد غير قابل للإصلاح، البعض لا يعرف خطأه إلا متأخراً ويعود إلى طريق الصواب، والبعض يكابر بذلك الخطأ ويستمر به إلى أن يلهمه الله سبيل الرشاد ربما يسمع لقول أحد ما أو يقرأ كلماته ويتأثر بأفعاله ويشجعه ذلك لأن يتغير للأفضل، أو يرى موقفاً يجعله يعود إلى الصواب، تلك سنة يقدرها الله في وقتها المناسب، لكل منا فُرص للتحسين يسخرها الله لنا من حيث لا نعلم، قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «مثل أمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خير أم آخره». وفي قصة بها عبرة وخير مثال للرسالة التي أرغب في إيصالها كان سهيل ابن عمرو قبل دخوله الإسلام من المشركين وكان أحد خطباء قريش وساداتهم، أُسر يوم بدر كافراً، وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان سهيل في الأسر: «انزع ثنيتيه، فلا يقوم عليك خطيباً أبدا؟ فقال رسولنا عليه الصلاة والسلام» دعه يا عمر، فعسى أن يقوم مقاماً تحمده عليه»، وكان ذلك المقام بعد أن توفي الرسول ﷺ، كان من قريش ارتداد بعض العرب عن طريق الحق، فقال سهيل» يا معشر قريش، لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد، والله إن هذا الدين ليمتدن امتداد الشمس والقمر من طلوعها إلى غروبها، وثبتت قريش على الإسلام وقد أسلم سهيل بن عمرو رضي الله عنه وحسن إسلامه.

العبرة من القصة أن الدعاء للمخطئين من أبنائنا وبناتنا وأمتنا بالهداية والصلاح يكون نعمة، ونرى ثمار ذلك عندما يكتب الله لهم الهداية والتوبة من أخطائهم ويصلح بالهم ويكونون عونا لمجتمعهم.

ويقول الله عز وجل «لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً»، وعلينا أن نعين أبناءنا وبناتنا على فعل الخير وننصحهم بالحسنى إذا رأينا هفواتهم ونعفو ونغض الطرف عن زلاتهم.

رسالتي في النصح أو العتب في لحظات الفرح أو الغضب لا تقسوا على من حولكم في كل الأحوال، عندما ترى المخطئ لا تشمت به ولا تسخر منه بل ادع له وساعده إن استطعت، لولا لطف الله وعنايته بك لكنت مكانه «لا سمح الله»، ووصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، درس ومبدأ أخلاقي في النصح، وأسأل الله أن ينفع بنا وبكم كلاً في مجاله.

فلنراع من حولنا ونتذكر دائما قول الله عز وجل «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» وقوله عز وجل «إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ»، أتمنى ألا نسخر من معاناة الآخرين، خاصة أبنائنا وبناتنا فإن ديننا وأخلاقنا ومروءتنا علمتنا ألا نشمت بهم وبحالهم ونساعدهم بقدر استطاعتنا ونحسن لأنفسنا ولمن حولنا «إن الله يحب المحسنين».

وقد قيل: لا تذكر الناس إلا في فضائلهم.. إياك إياك أن تذكر عيوبهم

كل الخلائق خطّاء طبائعهم.. التائبون بشرع الله خيرهم.

 

مساحة إعلانية