رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
اختتمت فعاليات الموسم الثقافي لندوات وزارة الثقافة القطرية في الفترة من 17- 31 مارس 2022، والذي تضمن مجموعة من الندوات تعلقت باللغة العربية ومكانتها المجتمعية، والعلاقة بين العربية الفصحى والعامية المحلية، ونحن والغرب، والشعر العربي والأغاني، والنخب الثقافية القطرية والدور التفاعلي المأمول، وغيرها من الندوات التي انتهت بندوة "ملتقى قطر للتواصل الاجتماعي" حيث أخذت كل ندوة مكانها في جدول الندوات من حيث الزمان والمكان، فقد أقيمت هذه الندوات في جامعة قطر، ومعهد الدوحة للدراسات العليا. وقد نشطت الساحة الثقافية في هذه الفترة، وتوفرت أجواء تفاعلية بين المحاضرين والجمهور ومثقفي المجتمع، وتلاقحت الأفكار وتبُودلت الآراء في قضايا المجتمع الثقافية التي تناولتها الندوات، ليأتي دور الإعلام المحلي ووسائله المرئية والمقروءة والمسموعة لتغطية الحدث بشكل موضوعي وشامل حيث طالعتنا جريدة الشرق بتقارير صحفية ووصف كامل لما دار من عرض وحوار ومداخلات حول كل هذه الندوات.
ونظرا لتعدد اهتمامات الجمهور، وفيما يخص ندوة اللغة العربية ومكانتها في مجتمعها، فقد طالعتنا جريدة الشرق القطرية في عدد الثلاثاء 22 مارس 2022 بتقرير حول ندوة "هل تراجعت مكانة اللغة العربية في مجتمعاتها؟" التي تحدث فيها كل من د. على أحمد الكبيسي، والشاعر القطري عبدالرحمن الدليمي، والإعلامية الجزائرية أمل عراب. وتولى تقرير جريدة الشرق تغطية شاملة لما ورد في الندوة من أفكار وتفاعلات ومداخلات بالرأي في توافقه وتعارضه مع ما تم طرحه في الندوة. ووفقا للتقرير، فقد أشار د. الكبيسي إلى تعذر الحكم على تراجع اللغة العربية في مجتمعها في ظل غياب ما يسند هذا الرأي من دلائل ومؤشرات ناتجة عن دراسات وبحوث علمية في هذا الشأن. وتوصيفا لما أورده المتحدث، ورغم تريثه في الحكم على تراجع مكانة اللغة العربية، إلا أنه صنف الآراء في هذا التراجع إلى ثلاثة تصنيفات أو آراء شخصية أولها يفيد بأن هذا التراجع كان عارضاً وله أسباب وحيثيات، وسرعان ما يزول بزوال هذه الأسباب. أما الرأي الثاني، فيشير إلى أن هناك تراجعاً واضحاً في مكانة اللغة العربية في مجتمعها، مما يثير القلق، ويرفع درجة الحذر منه ومن تداعياته على الفرد أولا، وعلى المجتمع والأمة بأكملها ثانيا. أما الفريق الثالث الذي أشار إليه المحاضر، فيرى أنه لا تراجع لمكانة اللغة العربية في المجتمعات العربية استنادا إلى حفظها بنص القرآن الكريم وحكم الدستور.
وبالنظر إلى مجتمع الندوة وجمهورها باختلاف تياراتهم الفكرية وتخصصاتهم العلمية بين اللغة والإعلام وعلم الاجتماع وباقي التخصصات العلمية والأكاديمية بجامعة قطر وغيرها من التيارات الفكرية، وتعقيباً على ما ورد في الطرح بشأن صحة تراجع مكانة اللغة العربية من عدمه، فمن المنطق والموضوعية وفقا لرأي الكاتب ترجيح كفة الرأي المؤيد للتراجع في مكانة اللغة على الآراء الأخرى المعارضة، والشواهد على ذلك كثيرة. ولذا، فماذا يُسمى الدفاع عن اللغة الإنجليزية وليست العربية في كل الأحوال والمناسبات من قبل الكثير من طلبة الجامعات، وبعض مثقفي المجتمعات العربية وخريجي الجامعات الأجنبية، والغربية على وجه الخصوص، وتبرير التحدث باللغة الإنجليزية بمناسبة وبغير مناسبة. وليس هذا فحسب، ولا يُكتفى بالهوس بالتحدث بلغة الغير، بل يقابله التشدد وعدم التواني بالطعن في اللغة العربية، ونقدها في كيانها وطبيعتها وخصوصيتها وأحكامها وقواعدها ونحوها، ونعتها بالتأخر والتخلف عن الركب الحضاري، وعدم مسايرة التطور، وعدم صلاحيتها للاستخدام في عصر التكنولوجيا. كما تُنعت العربية في الكثير من الأحيان بأنها ليست لغة العلم والتقدم، وغيرها من الطعون والانتقادات من قبل متحضري العصر، ورافعي راية التحضر والتقدم غير المبني على أساس علمي ومنطقي.
ومن ناحية أخرى، فبم تُبرر الرغبة في إدخال مصطلحات ومرادفات إنجليزية في سياق الحديث باللغة العربية للتفسير والتوضيح بحجة وبدون حجة كنوع من التباهي والتفاخر بلغة الغير وليست لغة الذات والهوية والقومية. وكيف يُفسر تهافت اولياء أمور الطلبة وسعيهم الحثيث إلى إدخال أبنائهم وبناتهم في مدارس أجنبية، مع يقينهم التام بعدم اهتمام هذه المؤسسات التعليمية بلغة المجتمع والأمة، وإن وجد بعض الاهتمام باللغة العربية في هذه المدارس، فهو اهتمام ضيق وصغير جدا لا يكاد يذكر، وذلك من باب الاستحياء والتغني بوجود بعض الاهتمام باللغة العربية لطمأنة الجمهور، ذر الرماد في العيون. وبم يُفسر إصرار بعض مؤسسات الدولة بالتحدث بلغة الغير وإهمال اللغة العربية في التخاطب والمراسلات بين أقسامها وإداراتها، واعتبار اللغة الإنجليزية لغة التخاطب والتفاهم بين منتسبي هذه المؤسسات؟ وماذا عن الجيل الناشئ من أطفالنا الذين لا يتخاطبون ولا يتفاهمون إلا باللغة الإنجليزية، فهل يُنتظر من هذا الجيل أن يعتز ويتفاخر بلغته الأم.. اللغة العربية التي لم يتحدث بها ولم يمارسها في حياته حتى في بيته ومع والديه؟ والسؤال الختامي هنا هو: أليس في كل هذه الأمثلة والنماذج والمواقف الواقعية الحية تراجعاً لمكانة اللغة العربية في مجتمعها؟ ولذا، فيرجى التفكر والتأمل في وضع اللغة العربية بعد 10 سنوات من الآن.
كلية التربية – جامعة قطر
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تمر علينا ظروف ومواقف في الحياة نحتاج فيها إلى اتخاذ قرارات حكيمة وعقلانية، نحتاج فيها إلى التريث والاتزان قبل الاستعجال بالحكم أو النتيجة، فالرشد في اللغة تعنى: بلاغ كمال العقل وحسن التصرف وهي عكس الضلال وسوء التدبير. فالقرآن الكريم هو منهج دينى حياتى متكامل يرشدنا ويوجهنا، ونتعلم منه كيف نسترشد في حال شعرنا بالضياع وسط متاهة الظروف في منعطفات الحياة، وهنا استشهد منه بالسؤال الذي طلبه أصحاب الكهف حين أووا للكهف كملجأ لهم وهم في شدة البلاء والملاحقة ؟ إنهم سألوا اللّه “الرُشد ” دون أن يسألوه النصر أو النجاة أو التمكين !!! “ ربنا آتنا من لدُنكَ رحمة وهيئ لنا من أمرِنا رشدا ” إذاً فهم طلبوا الرشد والتوجيه نحو الصواب في ظل محنتهم. وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة؟ طلبوا “الرشد” فقالوا (إنّا سمِعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرُشد فآمنا به) وفي قوله تعالى “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”. فالرشد هنا اصابة عين الحقيقة والتوجيه لسير في الاتجاه الصحيح، فمن يرشده الله إلى الخير فقد أوتي خيراً عظيماً وظفر بأسباب الفلاح، فنحن حينما ندعي الله عز وجل نطلب الارشاد والتوجيه نحو ما يراه مناسباً لنا فنقول ربي اختر لي ولا تخيرنى، فأنت اعلم منى بما فيه خيراً لي ونطلب المعونة والإرشاد الإلهي. وحين بلغ سيدنا موسى الرجل الصالح في سورة الكهف لم يطلب منه إلاّ أمرا واحدا وهو: “ هل أتبعك على أن تُعلِـّمَن ِمِمّا عُلَِّمت َرُشداً ” فقط رُشداً فإن الرشد أصل الهداية في الإنسان، فالإنسان مفطور في سعيه بالحصول على الاجابات حيال بعض الأمور الدنيوية والتي لربما لا يجد لها تفسيرا في بعض الأحيان، فيتضرع بالسؤال والطلب من الله الرشد والصواب نحو الخير ونحو الأفضل فرب الخير لا يأتى إلا بالخير. خاطرة،،، اللّهـُمّ هيئ لنا من أمرِنا رشداً، اللهم أَرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعلنا يا ربنا ممن قلت فيهم (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا). صدق الله العظيم.
1983
| 16 مايو 2024
يعتبر النقل الجوي من الضرورات التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث إنه يعد الوسيلة الفعالة للحفاظ على وقت المسافرين، وربط دول العالم بعضها ببعض مما يسهم في دفع عجلة التنمية، كما أنه يمثل واجهة حضارية لأي دولة؛ فإذا ما كانت خدمات النقل الجوي مزدهرةً ومتطورةً في دولة ما ذلك يدل على ازدهار وتطور تلك الدولة. وتعتبر هذه العقود من عقود الإذعان حيث إن شركات الطيران هي من يحدد العقد وشروطه وما على المسافر الا الإذعان لهذه الشروط حيث لا يسمح بتعديلها أو مناقشتها، كما وتعتبر عقود النقل الجوي من العقود الرضائية والتي لا يتطلب فيها القانون شكلاً معيناً لإفراغها فيه، إنما يتم انعقاده بمجرد تلاقي الإيجاب والقبول بين المسافر وشركة الطيران، وبالرغم من أنها من عقود الاذعان الا أن ذلك لا يجردها من كونها عقودا رضائية، نظراً لأن المساواة المطلقة بين المتعاقدين تكاد أن تكون أمراً مستحيلاً. وفي هذا السياق نجد أن المشرع القطري عرف النقل الجوي في المادة 217 من قانون التجارة رقم 27 لسنة 2006 بأنه يقصد بالنقل الجوي نقل الأشخاص أو الأمتعة أو البضائع بالطائرات مقابل أجر. وقيد الحرية التعاقدية ببطلان شروط الإعفاء او الحد من المسؤولية وذلك في النص الوارد في المادة 227 من أنه يقع باطلاً كل شرط يقضي بإعفاء الناقل الجوي من المسؤولية أو بتحديدها بأقل من الحدود القصوى للتعويض المنصوص عليها في المادة (224) من هذا القانون. وذلك تماشياً مع اتفاقية شيكاغو 1944 والتي صادقت عليها دولة قطر في سنة 2007 ومن بعدها وتحديداً في العام 2008 انضمت دولة قطر الى بروتوكولات مونتريال الخاصة بتعديل اتفاقية شيكاغو. إن مسؤولية شركات الطيران تجاه ركابها تندرج تحت أساس المسؤولية المدنية سواءً كانت عقدية أم تقصيرية، بدايةً بتسهيل كافة إجراءات السفر للمسافر، مروراً بكفالة سلامته وراحته أثناء السفر وانتهاءً بضمان وصوله الى وجهته في الزمن المعلن والمتفق عليه مع أغراضه الشخصية وما صاحبها. ويتحقق الإخلال في ذلك بمجرد عدم تنفيذ ما التزم به الملتزم بغض النظر عن مسلكه، أي بمجرد حدوث الضرر للمسافر، وبالتالي فإن مسؤولية شركات الطيران هي مسؤولية شخصية قائمة على أساس الخطأ المفترض، ذلك أن المسافر غير ملزم بإثبات خطأ شركة الطيران إلاّ أنّه يبقى لشركة الطيران الحق في دفع المسؤولية عنها وذلك بنفي الخطأ بمعنى اثبات أن الضرر الذي حصل للمسافر لا يرجع إلى خطأ ناتج منها أو من أحد تابعيها بل إلى سبب آخر وانها اتخذت خلال عملية النقل والسفر جميع الاحتياطات اللازمة لتفادي وقوع الضرر أو أنه استحال عليها اتخاذها. وهو ما يحيلنا إلى القول إلى أن مسؤولية شركات الطيران تجاه الركاب ذات طبيعة موضوعية تتحمل فيها ما قد ينتج عن أي خطأ أو ضرر للمسافر، الا ما كان بسبب أجنبي أو لا يد لها فيه. وفي هذا الصدد قد مرت قضايا مشابهة ترافع فيها مكتبنا، وذلك بقيام إحدى شركات الطيران بمنع مسافرة من الصعود الى الطائرة رغم استيفائها لجميع الإجراءات القانونية والفنية المطلوبة، الا أن موظفة شركة الطيران رفضت للمسافرة إكمال إجراءاتها بصعود الطائرة بحجة تأخرها في إكمال الإجراءات رغم حضورها مبكراً واكتمال إجراءاتها، مما تسبب للمسافرة في فوات رحلتها بجانب الأضرار المادية والأدبية التي لحقت بها جراء هذا الفعل؛ فتمت مقاضاة تلك الشركة عما اقترفته من ضرر تجاه هذه المسافرة، وقد صدر الحكم جابراً لضرر المسافرة وملزماً لشركة الطيران بتعويض المسافرة تعويضاً مجزياً تم سداده كاملاً للمسافرة. إننا وإذ نسرد مثل هكذا قضايا - على قلتها إنما تعكس الواقع العملي والتطبيق القانوني السليم على أرض الواقع، وبدورنا نرسل صوت إشادة بمثل هذه الممارسات القضائية العادلة والتي تنصف المسافر وتعيد إليه الحق، فالحق هو ما قام عليه الدليل وهو أحق أن يتبع.
1635
| 13 مايو 2024
يحكى انه كان هناك إمبراطور، يقوم بإلقاء قطعة نقدية قبل كل حرب يخوضها، فإن جاءت «صورة» يقول للجنود: سننتصر، وإن جاءت «كتابة» يقول لهم: سوف نُهزم. واللافت في الأمر أن هذا الرجل لم يكن حظه يوماً كتابة، بل كانت دوماً القطعة تأتي على الصورة، وكان الجنود يقاتلون بحماس حتى ينتصروا، مرت السنوات وهو يحقق الانتصار تلو الآخر، حتى تقدم به العمر فجاءت لحظاته الأخيرة وهو يحتضر، فدخل عليه ابنه الذي سيكون إمبراطوراً من بعده وقال له: يا أبي، أريد منك تلك القطعة النقدية، لأواصل وأحقق الانتصارات. فأخرج الإمبراطور القطعة من جيبه، فأعطاه إياها فنظر الابن إلى الوجه الأول فكان صورة، وعندما قلبه للوجه الآخر تعرض لصدمة كبيرة، فقد كان صورة أيضا! وقال لوالده: أنت خدعت الناس طوال هذه السنوات! ماذا أقول لهم الآن! أبي البطل مخادع؟، فرد الإمبراطور قائلا: لم أخدع أحدا. هذه هي الحياة، عندما تخوض معركة يكون لك خياران: الخيار الأول: الانتصار، والخيار الثاني: الانتصــار! فالهزيمة تتحقق اذا فكرت بها، والنصر يتحقق اذا وثقت به. العبرة من القصة (لا نتغلب على هموم الحياة بالحظ، ولكن بالإرادة، والعمل، والثقة بالنفس. وفكر دائما فيما يسعدك وابتعد دائما عما يقلقك. * الحياة مليئة بلحظات السعادة ومليئة أيضا بلحظات الحزن واليأس، وقد أصبحت هموم الحياة مؤخرا وفي عصرنا الحديث جزءا لا يتجزأ من روتين حياتنا والعجز عن السيطرة على هذه الهموم يحرمنا من مشاعر السعادة وتصبح أيامنا متشابهة ومملة لا معنى وقيمة لها، ولابد من التغلب على هذه الهموم ببعض المعالجات المتاحة لدى كل شخص منا ولا تحتاج الى جهود كبيرة، وأولها القناعة وصدق من قال بأن (القناعة كنز لا يفنى) كأن تضع خطة لتحقيق أحد طموحاتك والعمل بجد لتحقيقه وعندها فقط ستتمكن من أن تحسن وضعك وستلاحظ ان هموم الحياة عند لم تكن موجودة، والأمر الثاني: لابد ان تعتبر بأن الماضي اصبح في طي النسيان ولا تفكر فيه ولا تضيع وقتك في التفكير فيه، والأمر الثالث أن تضع لحياتك خططا للتخلص من هموم الحياة وبالخطط ستتمكن من مواجهة الصعوبات والعقبات، الأمر الرابع أن تتخلص من أي أفكار سلبية خاصة التي تجلب لك الهموم وتسيطر على افكارك والبعد عن العبارات السلبية بقدر الإمكان واحلالها بالعبارات التحفيزية كأن تقول يمكنني ان افعل كذا وكذا وهذه الأفكار ستمنحك طاقة كبيرة لمحاربة الهموم، الأمر الخامس أن تحاول بقدر الإمكان ممارسة هوايتك المفضلة لتعديل المزاج وتحسين الحالة النفسية وينصح الخبراء بضرورة ممارسة الهوايات بشكل يومي لأنها تعيد للإنسان توازنه وتشحنه بالطاقات الإيجابية، الأمر السادس: تحلَّ بصفة التسامح والتخلص من الحقد لأنه يقتل صاحبه والضغينة والكره يجلبان لك المزيد من الهموم، سامح الناس وانس اساءاتهم للتخلص من مشاعر الغضب، الأمر السابع والأخير: لا تتردد في طلب المساعدة في حال تكثر عليك الهموم ويصبح من الصعب مواجهتها أو حلها، واطلب هذه المساعدة من شخص عزيز تثق به صديق او أحد افراد عائلتك فقد يكون له نظرة أخرى مختلفة ويضع لك حلولا سريعة لهمومك. * لم يغفل ديننا الحنيف عن أي مشكلة او معضلة الا وأوجد لها الحلول الشرعية، إن الهموم والأحزان قد تفشت في هذا الزمان الذي تكالب فيه الناس على الدنيا وركزوا فيه على راحة الجسد وأهملوا جانب الروح، ولا شك أن أهل الإيمان في عافية كبيرة من هذه الأمراض، وإن حصل وأصيبوا بها فإنها سرعان ما تزول لإيمانهم بالله وحرصهم على ذكره وطاعته وتلاوة كتابه، وقد أحسن قائل السلف عندما قال: «عجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله تعالى: (أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)[الأنبياء:87]، فإني وجدت الله يعقبها بقوله: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء:88]، فهي ليست لنبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولكنها للمؤمنين في كل زمان ومكان إذا ذكروا الله بهذا الذكر المبارك: (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)، وعجبت لمن ضاق صدره ولم يفزع إلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:97-99]، ولا عجب فإن التسبيح والذكر يطردان الشيطان والسجود يغيظه فيعتزل ويبكي ويقول: أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فلم أسجد فلي النار، وهناك الكثير من الأدعية القرآنية التي تعالج كل هم من هموم حياتنا اليومية يمكن أن يلجأ اليها المؤمن. *كسرة أخيرة* غالبيتنا لديه هموم في حياته اليومية والخاصة، ويحتاج كل منا مساعدته في التغلب على هذه الهموم ليعيش في سعادة، وإذا علم المؤمن أن الدنيا هي جنة الكافر وسجن المؤمن وأنها دار ابتلاء هان عليه ما يلاقي من العناء، وإذا تذكر لذة الثواب نسي ما يجد من آلام، وإذا أصيب المؤمن بمصيبة فإنه يتذكر مصيبة الأمة في النبي صلى الله عليه وسلم فتهون عنده مصائبه. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية
1368
| 15 مايو 2024