رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

732

د. أحمد القديدي

محنة العلماء المسلمين: انتصارات العقول المهاجرة

11 أبريل 2022 , 01:30ص

يتذكر أبناء جيلي اغتيالات علماء العراق الذين اعتقدت المخابرات الإسرائيلية أنهم أوشكوا على تسليح العراق بالنووي، ومنذ وقت قريب اغتيل في تونس عالم المسيرات الشهيد محمد الزواري بحجة أنه هوالذي يساعد حماس على تصنيع (الدرونات)، وكان القتل هوالذي ينتظر كل علماء العرب والمسلمين الذين يتفوقون. ومنذ القدم قدم العالم الإسلامي العديد من الاختراعات والاكتشافات في القرون الوسطى ولم تعطل مسيرة الإسهامات الإسلامية في مختلف العلوم رغم التخلف السياسي والاجتماعي الذي أصاب المسلمين، فكانت علوم الفلك والجغرافيا والكيمياء والطب والرياضيات على مدى قرون تسمى بالعلوم الإسلامية وكانت أمبراطوريات الغرب المسيحي ترسل طلابها من النخب والعائلات المالكة إلى بغداد ودمشق والقيروان وغرناطة لدراسة اللغة العربية وعلومها، وتواصل المد العلمي إلى القرن الحادي والعشرين في علوم جديدة هي علوم الفضاء والتكنولوجيات المتطورة و(النانوتكنولوجي) و(الروبوتيك)، ولكن مع الأسف في عواصم أمريكا وأوروبا واليابان وليس في البلدان العربية ولوسألت قرائي الأعزاء: هل تعرفون الدكتور كمال الصنهاجي؟ ستجيبونني: "لا بالطبع، لأنه كذلك لا أحد كان يعرف منذ أعوام الدكتور أحمد زويل الحاصل بعد ذلك على جائزة نوبل. فنحن العرب والمسلمون مصابون منذ زمن الاستعمار بعقدة استنقاص الذات ونعتقد عن خطأ بأن الحضارة العالمية هي حضارة غيرنا حتى لو اعترف لنا الغرب ذاته بأننا ساهمنا في ماضيها. فنحن طرفٌ في الحضارة وطرفٌ في العولمة الى اليوم ولا يزال علماؤنا العاملون خارج حدودنا يتفوقون وينجحون، لكن في مختبرات أوروبا وأمريكا واليابان. وأذكر أنني في عام 1996 عندما نجحت وكالة الفضاء الأمريكية ( النازا) في إرسال سيارة (باثفايندر) الى سطح المريخ كتبتُ مقالاً عن رئيس قسم الرياضيات الفضائية في ذلك المشروع وهوالذي بفضله تحركت تلك السيارة في تضاريس المريخ... واسمه (محمد شيخ ديارا) شاب مسلم من جمهورية مالي الأفريقية تفوق في الرياضيات في مدارس باماكو واحتضنته السفارة الفرنسية في مالي ليكمل تعليمه الثانوي في معهد (لوي لوغران) الأرستقراطي الشهير ثم (اختطفته) وكالة الفضاء الأمريكية ليعمل فيها ـ بالطبع اختطاف الإغراء والجاذبيةــ وهولا يزال الى اليوم على رأس عمله. ولم يبلغني أن دولة مسلمة دعته أو كرمته من باب أضعف الإيمان.

ونعود الى الدكتور كمال الصنهاجي وهو طبيب مغاربي يعمل في مختبرات (لويس ماريوت) بمدينة ليون الفرنسية وبمشاركة أستاذ في الطب فرنسي هود. جون لويس توران وتوصل كمال الى اكتشاف طريقة للحد من استشراء فيروس الإيدز في الجسم بوضع خلية تُشكل حداً فاصلاً بين الفيروس وبقية الخلايا وتمت التجربة على الفئران وسلطت معاهد البحوث الطبية ووسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية الأضواء على هذا الاكتشاف المبشر بإمكانية مقاومة وباء الإيدز. وقد أسعدني أن اتصلت بكمال الصنهاجي إحدى الفضائيات العربية (الجزيرة) وتحدث هو بلسان عربي فصيح عن اكتشافه، وقد أثبت عفوياًَ بأن اللغة العربية يمكن أن تعود لسالف إشراقها كلغة علم... وأعظم من ذلك بأن العرب قوم علم يمكن أن يستعيدوا بناء الجسور المنهارة بينهم وبين حضارة العلم. تكلم كمال للفضائية عن اكتشافه بتحفظ العلماء الذي هو تواضعهم، لكنه كان مصدر إكبار الذين شاهدوه، فقد رفع رؤوسنا نحن العرب، ولكنه تحديداً قدم لنا ــ نحن العرب الذين نعيش في فرنساــ خدمة جليلة حتى يخفف المجتمع الفرنسي بعضاً من ممارساته العنصرية ضد شبابنا العربي، حيث تحول العرب في فرنسا إلى بضاعة سياسية في الانتخابات الرئاسية الراهنة فيتعلم ذلك المجتمع قيم التسامح والاعتراف بفضل العلماء العرب في رفع راية فرنسا وأوروبا في مجالات الطب وغيرها.

ولعلّه من المفارقات أن نتجاهل نحن العرب عبقرياتنا ــ الراهنة والماضيةــ وأن يعترف لنا بها الغرب وينكب علماؤهم عليها بالبحث والدرس والإكبار. مثل هذا وقع حين كتب المتخصص العلمي في جريدة (لوفيجارو) الفرنسية الكبرى السيد (ألبار ديكروك) بحثاً مطولاً بعنوان (الرياضيات الإغريقية كما أحياها العرب)، وينتهي فيه الى خلاصة طريفة وهي أنه لولا موازنات (الالجورتم) لما توصل الإنسان الى اكتشاف الكمبيوتر. ويفسر السيد ديكروك لقرائه أصل كلمة (الالجورتم) فيقول للذين لا يعلمون وهم كثر إن عبارة (الالجورتم) ما هي إلا تحريف لاسم العالم المسلم الخوارزمي الذي كان أول من وضع استنتاج المجموعات الجبرية وأول من قنن علم الجبر بانتهاج طريقة التجديد واستخراج الأصول الجبرية من رقم صفر الى اللانهاية. ويقول الباحث الفرنسي إن هذه النظرية هي التي أخذها العالم الرياضي فيبوناتشي الإيطالي وطورها عندما رحل مع والده الى مدينة عنابة الجزائرية سنة 1200م، حيث تضلع في علم الجبر وعلم الرياضيات الفضائية. وبالطبع فقد كاد الباحث المنصف يقول إن الخوارزمي هوالأب الأول للكمبيوتر وما نشأ عنه من كل العلوم الرقمية التي تسير الاقتصاد والمعرفة في العالم اليوم ونحن في سنة 2022... ثم انقطع الأصل العربي المسلم لكي تقوم الفروع الأوروبية منذ عصر النهضة بمسؤولية تطوير العلوم. ونلاحظ اليوم أن علماءنا العرب العاملين في دول الغرب أخذوا يحتلون مواقعهم هناك في بيئة توفر لهم الحرية والكرامة والأمن وأدوات البحث في حين ظللنا في العالم العربي نتخبط في قضايا معيقة للحريات أي طاردة للكفاءات وقاتلة للمواهب... وتلك آفة الآفات.

اقرأ المزيد

alsharq قطر المساندة الدائمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة

* هل وصلنا إلى نهاية حرب إبادة؟ ** رغم الخطوة الإيجابية التي اتخذتها حركة حماس بإبلاغ الوسيطين القطري... اقرأ المزيد

192

| 10 مايو 2024

alsharq حقاً طفل مختلف

طفلي مختلف، لكنه يتمتع بمواهب تختفي وراء سلوكه الذي يراه الجميع مزعج، يتحرك كثيرا لكن عقله مبدع ويفكر... اقرأ المزيد

117

| 10 مايو 2024

alsharq داء الاستحقاق !

انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح تساءلت حوله كثيرا هو ارتفاع سقف الثقة عند البعض “الاستحقاق العالي» لدرجة أنهم... اقرأ المزيد

138

| 10 مايو 2024

مساحة إعلانية