رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يتذكر أبناء جيلي اغتيالات علماء العراق الذين اعتقدت المخابرات الإسرائيلية أنهم أوشكوا على تسليح العراق بالنووي، ومنذ وقت قريب اغتيل في تونس عالم المسيرات الشهيد محمد الزواري بحجة أنه هوالذي يساعد حماس على تصنيع (الدرونات)، وكان القتل هوالذي ينتظر كل علماء العرب والمسلمين الذين يتفوقون. ومنذ القدم قدم العالم الإسلامي العديد من الاختراعات والاكتشافات في القرون الوسطى ولم تعطل مسيرة الإسهامات الإسلامية في مختلف العلوم رغم التخلف السياسي والاجتماعي الذي أصاب المسلمين، فكانت علوم الفلك والجغرافيا والكيمياء والطب والرياضيات على مدى قرون تسمى بالعلوم الإسلامية وكانت أمبراطوريات الغرب المسيحي ترسل طلابها من النخب والعائلات المالكة إلى بغداد ودمشق والقيروان وغرناطة لدراسة اللغة العربية وعلومها، وتواصل المد العلمي إلى القرن الحادي والعشرين في علوم جديدة هي علوم الفضاء والتكنولوجيات المتطورة و(النانوتكنولوجي) و(الروبوتيك)، ولكن مع الأسف في عواصم أمريكا وأوروبا واليابان وليس في البلدان العربية ولوسألت قرائي الأعزاء: هل تعرفون الدكتور كمال الصنهاجي؟ ستجيبونني: "لا بالطبع، لأنه كذلك لا أحد كان يعرف منذ أعوام الدكتور أحمد زويل الحاصل بعد ذلك على جائزة نوبل. فنحن العرب والمسلمون مصابون منذ زمن الاستعمار بعقدة استنقاص الذات ونعتقد عن خطأ بأن الحضارة العالمية هي حضارة غيرنا حتى لو اعترف لنا الغرب ذاته بأننا ساهمنا في ماضيها. فنحن طرفٌ في الحضارة وطرفٌ في العولمة الى اليوم ولا يزال علماؤنا العاملون خارج حدودنا يتفوقون وينجحون، لكن في مختبرات أوروبا وأمريكا واليابان. وأذكر أنني في عام 1996 عندما نجحت وكالة الفضاء الأمريكية ( النازا) في إرسال سيارة (باثفايندر) الى سطح المريخ كتبتُ مقالاً عن رئيس قسم الرياضيات الفضائية في ذلك المشروع وهوالذي بفضله تحركت تلك السيارة في تضاريس المريخ... واسمه (محمد شيخ ديارا) شاب مسلم من جمهورية مالي الأفريقية تفوق في الرياضيات في مدارس باماكو واحتضنته السفارة الفرنسية في مالي ليكمل تعليمه الثانوي في معهد (لوي لوغران) الأرستقراطي الشهير ثم (اختطفته) وكالة الفضاء الأمريكية ليعمل فيها ـ بالطبع اختطاف الإغراء والجاذبيةــ وهولا يزال الى اليوم على رأس عمله. ولم يبلغني أن دولة مسلمة دعته أو كرمته من باب أضعف الإيمان.
ونعود الى الدكتور كمال الصنهاجي وهو طبيب مغاربي يعمل في مختبرات (لويس ماريوت) بمدينة ليون الفرنسية وبمشاركة أستاذ في الطب فرنسي هود. جون لويس توران وتوصل كمال الى اكتشاف طريقة للحد من استشراء فيروس الإيدز في الجسم بوضع خلية تُشكل حداً فاصلاً بين الفيروس وبقية الخلايا وتمت التجربة على الفئران وسلطت معاهد البحوث الطبية ووسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية الأضواء على هذا الاكتشاف المبشر بإمكانية مقاومة وباء الإيدز. وقد أسعدني أن اتصلت بكمال الصنهاجي إحدى الفضائيات العربية (الجزيرة) وتحدث هو بلسان عربي فصيح عن اكتشافه، وقد أثبت عفوياًَ بأن اللغة العربية يمكن أن تعود لسالف إشراقها كلغة علم... وأعظم من ذلك بأن العرب قوم علم يمكن أن يستعيدوا بناء الجسور المنهارة بينهم وبين حضارة العلم. تكلم كمال للفضائية عن اكتشافه بتحفظ العلماء الذي هو تواضعهم، لكنه كان مصدر إكبار الذين شاهدوه، فقد رفع رؤوسنا نحن العرب، ولكنه تحديداً قدم لنا ــ نحن العرب الذين نعيش في فرنساــ خدمة جليلة حتى يخفف المجتمع الفرنسي بعضاً من ممارساته العنصرية ضد شبابنا العربي، حيث تحول العرب في فرنسا إلى بضاعة سياسية في الانتخابات الرئاسية الراهنة فيتعلم ذلك المجتمع قيم التسامح والاعتراف بفضل العلماء العرب في رفع راية فرنسا وأوروبا في مجالات الطب وغيرها.
ولعلّه من المفارقات أن نتجاهل نحن العرب عبقرياتنا ــ الراهنة والماضيةــ وأن يعترف لنا بها الغرب وينكب علماؤهم عليها بالبحث والدرس والإكبار. مثل هذا وقع حين كتب المتخصص العلمي في جريدة (لوفيجارو) الفرنسية الكبرى السيد (ألبار ديكروك) بحثاً مطولاً بعنوان (الرياضيات الإغريقية كما أحياها العرب)، وينتهي فيه الى خلاصة طريفة وهي أنه لولا موازنات (الالجورتم) لما توصل الإنسان الى اكتشاف الكمبيوتر. ويفسر السيد ديكروك لقرائه أصل كلمة (الالجورتم) فيقول للذين لا يعلمون وهم كثر إن عبارة (الالجورتم) ما هي إلا تحريف لاسم العالم المسلم الخوارزمي الذي كان أول من وضع استنتاج المجموعات الجبرية وأول من قنن علم الجبر بانتهاج طريقة التجديد واستخراج الأصول الجبرية من رقم صفر الى اللانهاية. ويقول الباحث الفرنسي إن هذه النظرية هي التي أخذها العالم الرياضي فيبوناتشي الإيطالي وطورها عندما رحل مع والده الى مدينة عنابة الجزائرية سنة 1200م، حيث تضلع في علم الجبر وعلم الرياضيات الفضائية. وبالطبع فقد كاد الباحث المنصف يقول إن الخوارزمي هوالأب الأول للكمبيوتر وما نشأ عنه من كل العلوم الرقمية التي تسير الاقتصاد والمعرفة في العالم اليوم ونحن في سنة 2022... ثم انقطع الأصل العربي المسلم لكي تقوم الفروع الأوروبية منذ عصر النهضة بمسؤولية تطوير العلوم. ونلاحظ اليوم أن علماءنا العرب العاملين في دول الغرب أخذوا يحتلون مواقعهم هناك في بيئة توفر لهم الحرية والكرامة والأمن وأدوات البحث في حين ظللنا في العالم العربي نتخبط في قضايا معيقة للحريات أي طاردة للكفاءات وقاتلة للمواهب... وتلك آفة الآفات.
* هل وصلنا إلى نهاية حرب إبادة؟ ** رغم الخطوة الإيجابية التي اتخذتها حركة حماس بإبلاغ الوسيطين القطري... اقرأ المزيد
192
| 10 مايو 2024
طفلي مختلف، لكنه يتمتع بمواهب تختفي وراء سلوكه الذي يراه الجميع مزعج، يتحرك كثيرا لكن عقله مبدع ويفكر... اقرأ المزيد
117
| 10 مايو 2024
انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح تساءلت حوله كثيرا هو ارتفاع سقف الثقة عند البعض “الاستحقاق العالي» لدرجة أنهم... اقرأ المزيد
138
| 10 مايو 2024
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
للأسف صرنا نسمع عن تلك القضايا التي تم القبض فيها على أشخاص خانوا الأمانة التي وُكِّلَت لهم في العمل وهو في خدمة الوطن الذي وفر لهم الراتب المناسب والمعيشة الطيبة والسكن المريح وكل أنواع الترفيه في البلاد وأهم من ذلك كله الأمن والأمان الذي نعيشه في هذا الوطن والعين الساهرة على ذلك. هؤلاء الأشخاص الذين وضعوا ضميرهم في ثلاجة الموتى وتغافلوا عن رب يراقبهم ويتابع أعمالهم ويحصيها عليهم كل ثانية من حياتهم، رب يدركون ويعلمون أنه البصير والسميع والعالِم بكل الخفايا في النفوس والصدور، وضيعوا الأمانة التي كان لابد من أدائها بكل إخلاص وصدق وإنهاء معاملات المواطن والمقيم الذي يضع أمله في أن تنتهي في أقصر وقت ولكنهم لم يصدقوا في ذلك مما أخَّرَ هذه المعاملات، بل إنهم يتناسون تلك الأعمال ويغفلون عنها لسنوات، وتضيع حقوق أناس بسبب ذلك وهم يلهون ويلعبون ويقضون أوقاتاً سعيدة خلال ساعات العمل التي يحاولون بشتى الطرق والوسائل أن يجدوا المخرج منها حتى لو كانت تلك الطرق غير سليمة وتخالف التعليمات، وهؤلاء للأسف يفعلون ذلك دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو تأنيب ضمير، وقد يكون هناك من يساعدهم على ذلك من القائمين على العمل وممن تهاونوا في أداء الواجب. ألا يشعر هؤلاء وهم يستلمون الراتب آخر الشهر أنهم لا يستحقونه لأنهم لم يؤدوا العمل الذي يتوجب أن يحصلوا على هذا الراتب بسببه؟!، ألم يسألوا أنفسهم ولو لمرة واحدة هل لديهم فكرة عن العمل الذي تم أداؤه، وكيف سيطعمون أهلهم من هذا المال الذي أخذوه من غير وجه حق؟! وغيرهم من استحلَّ المال العام وبدأ يستنزف منه ويغرف بدون أي إحساس بالذنب ولا تأنيب ضمير عندما يعلن عن مبالغ لم تستخدم فيما أُعْلن عنه من خدمات وأدوات لم تكُن موجودة ولم يتم شراؤها ألا على ورق مُلطخ بأيدٍ ملوثة بالسرقة والخيانة للوطن والاستيلاء على أموال الدولة لمصالح خاصة أثروا من ورائها بدون وجه حق، ولا نعتقد أنهم لا يعلمون أن ما يفعلون سرقة ونصب يستحقون عليه قطع اليد كما هو الحكم الشرعي للسارق قال تعالى (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). إن هذا الأمر لا شك أنه لا يحتاج إلى رقابة من الدولة ومن الهيئات المسؤولة أكثر ما يحتاج إلى رقابة ذاتية تنبع من نفس طاهرة نقية ترفض الحرام وتنوء عن اتباع طريق الخطأ والاستيلاء على حقوق العباد من أموال الدولة التي تنفقها في سبيل خدمتهم وسعادتهم وما يقومون به من عمل مخلص من أجل الوطن، وقبل كل شيء نفس تخشى الله وتخاف عقابه الذي لا شك أنه أشد وأقوى من عقاب الدنيا. إن ما يفعله هؤلاء هو وقوف في وجه التنمية والتطور ومحاولة القضاء على أمن وأمان البلاد وخيانة للوطن الذي أعطى ولم يبخل، فيجب مراعاة الله عز وجل في كل أمور حياتنا وصيانة الأمانة التي عجزت عن حملها السماوات والأرض والجبال وحملها الإنسان الذي كان ظلوما جهولا، والأمانة الذي حملها الإنسان (هي التعفف عما يتصرف فيه الإنسان من مال وغيره، وما يوثق به من الأعراض والحرم مع القدرة عليه، ورد ما يستودع إلى مودعه). ولكن الإنسان لم يستطع صيانة الأمانة وخان القيام بها لجهله وظلمه. يجب أن توضع إستراتيجية من أجل الرقابة الدائمة على المال العام والمحاسبة أولا بأول على كل ما يخص هذا المال، والله يحفظ البلاد والعباد من كل من تُسول له نفسه الخيانة وخاصة أمن البلاد وأمانه.
1857
| 05 مايو 2024
شهدت أوروبا في عصر التنوير حركة فكرية وثقافية كبيرة قادها مثقفون مثل فولتير، وديدرو، وروسو، والعديد من الفلاسفة والكتاب والمفكرين. هؤلاء المثقفون التنويريون شككوا في السلطات التقليدية، ودافعوا عن العقلانية والحرية الفكرية، ودعوا إلى إصلاح المجتمع وتحريره من قيود الجهل والخرافات. في الوقت نفسه، شهد العالم العربي في القرن التاسع عشر حركة نهضة فكرية وثقافية مماثلة، قادها رواد مثل: (رفاعة الطهطاوي، وخير الدين التونسي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وقاسم أمين)، وغيرهم. هؤلاء الرواد دعوا إلى التحرر من التقاليد الجامدة، واعتماد العقلانية والعلم، وتحديث المجتمعات العربية، واستلهام المنجزات الغربية في مجالات المعرفة والتقدم. يمكن تعريف المثقفين التنويريين الغربيين بأنهم: (مجموعة من المفكرين، والفلاسفة الذين اتخذوا دورًا مهمًا في نهضة أوروبا. وكانوا يدافعون عن التغيير والتحديث والإصلاح من خلال الكتابة والنقد والتدوين. وقدموا آراءهم حول العلوم، والفلسفة، والسياسة، والاجتماع). في حين يعرف رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر بأنهم: (مجموعة من المفكرين والشعراء، والقادة العرب الذين اتخذوا دورًا مهمًا في النهضة العربية في القرن التاسع عشر. وقدموا أفكارهم، وآراءهم حول الثقافة، والسياسة، والاجتماع، والعلم. وقاموا بتشكيل مؤسسات للتنمية والتطوير والتعميق في الثقافة العربية). على الرغم من أن هناك العديد من أوجه التشابه بين دور المثقفين التنويريين الغربيين ورواد النهضة العربية. فكلاهما سعى إلى تحرير العقول من القيود التقليدية، ونشر أفكار التنوير والتقدم، وإحداث تغيير جذري في المجتمعات التي عاشوا فيها. كما حملوا مشعل العقلانية والعلم في مواجهة الجهل والخرافات السائدة. إلا أن هناك اختلافات في السياق التاريخي والثقافي الذي عمل فيه كل منهما. فالمثقفون التنويريون الغربيون كانوا جزءًا من حركة فكرية أوسع في أوروبا، مدعومين بالتطورات العلمية والفلسفية والسياسية في ذلك الوقت. أما رواد النهضة العربية، فقد كانوا أصواتًا منفردة في بيئة محافظة، وواجهوا معارضة شديدة من السلطات الدينية والسياسية القائمة. في الوقت الحاضر، هناك حاجة ماسة لدور مماثل للمثقفين العرب في قيادة نهضة فكرية وثقافية جديدة في العالم العربي. فالمنطقة تواجه تحديات كبيرة مثل الصراعات، والتطرف، والتخلف العلمي والتقني، وضعف الحريات والديمقراطية. ويُنتظر من المثقفين العرب أن يكونوا صوتًا للتنوير والإصلاح، وأن يدفعوا بمجتمعاتهم نحو الأمام باعتماد العقلانية والعلم والانفتاح على الآخر. وعليه يجب على المثقفين العرب أن يدركوا السياق المعقد للعالم العربي الحديث، وأن يستلهموا الدروس من تجارب رواد النهضة السابقين. عليهم أن يكونوا حذرين من الوقوع في فخ النزعة الاستعلائية الغربية، وأن يحافظوا على الهوية الثقافية العربية مع الانفتاح على الآخر. كما يجب عليهم أن يكونوا واقعيين في توقعاتهم، ويدركوا أن التغيير الحقيقي يتطلب الصبر والمثابرة على المدى الطويل. في النهاية، إن دور المثقفين في قيادة النهضة هو دور حيوي ومصيري للمجتمعات. وعلى المثقفين العرب أن يستلهموا من تجارب الماضي، ويواجهوا تحديات الحاضر بشجاعة وعزم، لصياغة مستقبل أفضل لشعوبهم والإنسانية جمعاء.
1803
| 07 مايو 2024
لماذا يضطر الموظفون في محيط الوزارات أو المؤسسات إلى طرق أبواب مديري مكاتب الوزراء ومن ينوب عنهم ممن يتعاملون مع طلبات المتضررين أو المتظلمين في تلك المؤسسات بطريقة تشعرهم أن مجرد إبلاغهم بالموافقة على طلبهم مقابلة سعادته يعد مكرمة وطنية كبرى؟! وقبل ذلك لماذا يصل الحال بأحد منسوبي الوزارات الموظفين على اختلاف مهامهم ودرجاتهم الوظيفية إلى التردد على مكتب الوزير أو وكيل الوزارة مرارا وتكرارا، كي يحظى بمجرد رد السلام عليه من مديري مكاتبهم أو سؤالهم عما أتى بهم إلى تلك المكاتب الوثيرة والتماس النظر في مطلبه، دون الحصول على إجابات شافية تكفيهم عناء المراجعات وضياع الأوقات في انتظار تلقي رد مقنع، وإعادة شرح الموضوع محل النظر، علما بأن أغلب الموظفين الذين يلجؤون إلى مكاتب الوزراء وكبار المسؤولين هم من قدامى الموظفين المواطنين ذوي الخبرة والخدمة الطويلة وممن أفنوا جل أعمارهم في أداء رسالتهم الوظيفية الوطنية بجد ومثابرة، وقد سبق كثير منهم أولئك الوزراء في عملهم في الوزارات والمؤسسات بسنوات عديدة مما يشعرهم بالغبن ونقص التقدير، إلى أن يتلقى أحدهم خطابا رسميا من جهة عمله تفيده ببلوغ السن القانونية والإحالة إلى التقاعد؟!. ألم يكن ممكنا أن يقوم رؤساء الأقسام والمديرون والوكلاء المساعدون بتيسير أمور الموظفين المتضررين وكل من يقدم إليهم مقترحا أو يصرح بتحفظه على بعض القرارات أو الإجراءات من واقع خبراته وحرصه على أداء واجبه، أو يلتمس تصحيح أوضاعه المادية أو الوظيفية وما يتصل بها من حقوق أدبية ومالية. وكان في مقدورهم أن يتجاوبوا مع مطالب وحالات موظفيهم بكل أريحية قبل إلجائهم إلى طلب مقابلة الوزير، ثم ينقم هذا المسؤول أو المسؤولة على ذلك الموظف الذي اضطر الى رفع أمره لمكتب الوزير، وقد يتخذون بحقه إجراءات تأديبية! ولابد هنا من توضيح مفهوم نصحح به أسلوبا شائعا لدى مديري مكاتب الوزراء ومن يقوم مقامهم بأن مجرد موافقة أصحاب السعادة هؤلاء على مقابلة من يطلب مقابلتهم ليس هدفا في حد ذاته، وليس مكسبا أو فوزا ثمينا يستحق أن يتوسل الموظف أو صاحب الحاجة ويستجدي بعض موظفي مكاتب الوزراء ليسمحوا له بتقديم طلب مقابلة الوزير، إن لم تكن نتيجة المقابلة مع سعادته محققة لما انتظره طالب المقابلة لأسابيع أو أشهر بل سنوات كي يبت هذا الوزير أو ذاك في أمره برفع الظلم عنه ومنحه كافة حقوقه أو رد اعتباره بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى، وإلا فما جدوى تحديد يوم وساعة وجلسة يستمع فيها الوزير لشكاوى ومطالب موظفي وزارته، ناهيكم عن مطالبات ومناشدات الجمهور المستهدف من خدماتها؟!. نعم لست أعمم الحكم في ذلك على كافة الوزارات والوزراء، لكن هذه الحالة المثيرة للامتعاض والرفض تشيع وتتكرر في وزارات عدة تضيع معها أوقات وجهود يتردد خلالها موظفون وآخرون غيرهم على مكتب مدير الوزير ومساعديه. وإلى كل وزير أو رئيس تنفيذي في كل وزارة ومؤسسة نقول: من حقك علينا أن نلقي عليك السلام حينما نراك في أي مناسبة أو مكان، وأن نوصيك بتقوى الله وأداء الأمانة الموكلة إليك، أما إذا أتيحت لنا فرصة مقابلتك بعد استنفاد كافة الحلول والمحاولات فلن تكون غاية آمالنا ومنتهى مطالبنا أن ترد علينا السلام متبسما أو تستمع إلينا بينما يشير لنا مدير مكتبك بإنهاء المقابلة والتحجج بالتزامات سعادتك وازدحام جدولك، دون أن نحصل منك على إجابة شافية كافية وتوجيها عمليا يثبت لنا حقوقنا الوظيفية والمادية التي حرمنا منها أو تم انتقاصها، ولولاها لما طرقنا أبواب سعادتك، وهل يرضيك أن يرفع الموظفون القضايا ضد الوزارات في المحاكم الإدارية كي تنصفهم وترد مظالمهم؟. لذلك فلا أستبعد أن ينقلب الحال ليكون الموظف المتضرر هو من يقدم اعتذاره عن مقابلة سعادة الوزير. قبل أن يستلم الموظف المتظلم رسالة اعتذار عن مقابلته من مكتب سعادته فلا يجد لشكواه بعد الله إلا اللجوء للمحاكم ليصبح الموظف خصما للجهة التي يعمل لديها. اللهم بلغت اللهم فاشهد، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
1656
| 07 مايو 2024