رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مَنْ مِنَ التونسيين لا يعرف السيد محمود بلحسين (رحمه الله) وهوسكرتير بورقيبة الخاص منذ سنة 1937 وهوالذي يعرف الزعيم أكثر من أي مسؤول مقرب من بورقيبة. هوالذي يسكن معه في قصر قرطاج ويسبح معه في البحر، ومنذ 1955 تاريخ عودة الزعيم من المنافي يتغدى ويتعشى معه يوميا بإرادة الزعيم وإصرار منه، ثم عندما وقع ما يسمى تحول 7 نوفمبر 87 أي يوم انقلب الجنرال زين العابدين بن علي الوزير الأول على بورقيبة حسب البند 57 من الدستور بحجة صحيحة، وهي أن الرئيس مدى الحياة بورقيبة لم يعد قادرا على مباشرة أعباء الرئاسة صحيا وأنه بلغ أرذل العمر، كان محمود بن حسين أول مَن وضعه بن علي في السجن (مع الهادي عطية ومنصور السخيري المشهورين بكونهما من خصوم بن علي ومن حرس الرئيس المعزول والمستعدين لإثارة البلبلة وحشد التونسيين لإجهاض الانقلاب الأبيض).
وبقي محمود بلحسين في سجن 9 أبريل عامين بلا محاكمة حقيقية لأن عميد قضاة التحقيق حسن بن فلاح كان يصنع التهم من لا شيء ويحيل بها من يأمر النظام بسجنه! ولأن زين العابدين يعتبره من ألد أعدائه الشخصيين وأنه (كما رواه لي شخصيا بن علي نفسه في فبراير 2000 وهورئيس جمهورية) يتعاون مع الجنرال لاكوست رئيس المخابرات الفرنسية ويبعث اليه بتقارير سرية عن كل ما يقوم به الزعيم وما ينوي فعله وخاصة تقارير موجهة ضد بن علي لمنعه من الوصول للحكم! وعندما أطلق سراح محمود بلحسين عام 89 بتدخل من الحكومة الفرنسية عاد الى فرنسا (التي يحمل جنسيتها ووسام الشرف منها) واستقر في بيت زوجته الفرنسية أم أبنائه الثلاثة (مادلين) وهي امرأة أصيلة كان بورقيبة يسميها (لا سنت...أي القديسة) لأخلاقها العالية وبعدها عن عصابات نساء الحاشية ومناورات وسيلة زوجته وسعيدة ساسي بنت أخته). المهم سكن محمود في جواري بالصدفة في ضاحية باريسية ريفية اشتريت فيها منزلي وأصبحنا صديقين لا نتفارق إلا ليلا، وكنت مغرما بجمع التاريخ وتدوين الحقائق والأسرار من تاريخ تونس لأن محمود بلحسين (المولود عام 1918 يعتبر الصندوق الأسود لخفايا القصر وحياة بورقيبة منذ 1937، وطبعا كنا أنا وهو من دائرة الزعيم بورقيبة؛ كل في موقعه، فأسرَّ لي على مدى 12 سنة من صداقتنا أسرارا غريبة عن الزعيم ومواقفه مع وزرائه و"الماجدة" زوجته وسعيدة بنت أخته ويوما سألته: يا سي محمود يا خويا بالله هل صادف أن ارتكبت أنت خطأ أو زلة مع بورقيبة وندمت عليها؟ فقال لي: مرة واحدة شعرت أني جرحته وتجرأت عليه وأبلغته شيئا أغضبه علي إلى حد أنه ألقى علي مزهرية كريستال كانت على مكتبه الحمد لله أنها أخطأت رأسي فسألته كيف ذاك؟ وحكى لي هذه الحكاية: "ذات ليلة كنا في بيت الهادي نويرة وزيره الأول في السبعينيات، ومعنا بعض الوزراء نلعب لعبة الرامي (لعبة كوتشينة تونسية معروفة)، كالعادة وأحيانا يعزف لنا جليسنا الموسيقار صالح المهدي على العود قطعة مالوف (من التراث الأندلسي)، ولكن في تلك السهرة قطع نويرة اللعبة وقال لنا: "إن الرئيس يفكر في اتباع النمط الأمريكي للحكم الذي أقنعه به الرئيس كارتر والذي يقتضي تعيين نائب لرئيس الجمهورية من باب الاحتياط من الدهر والمرض والفراغ الدستوري على رأس السلطة! وأضاف الهادي نويرة أنا لا أرى غير الحبيب بورقيبة الابن (وهوالابن الوحيد للزعيم المكنى بيبي) نائبا لوالده، فهو من صلبه وأقرب الناس اليه! ويجنبنا مفاجآت قدوم غريب عنا يستولي على السلطة ويقيلنا جميعا! ووافق الحاضرون خشية دخول عنصر مفاجئ الى أعلى هرم السلطة تفرضه وسيلة أو سعيدة! وواصل محمود بلحسين يروي لي القصة ثم التفت نويرة الى سي محمود وقال له: لا نرى غيرك يا محمود تقدم اقتراحنا الى "المجاهد الأكبر" فتردد بلحسين و"شمها قارسة" كما يقول المثل التونسي أي "توجس منها خيفة" لأنه أعرف الحاضرين بالزعيم ومزاجه العصبي، ثم تحت إلحاح الجميع وإجماعهم قبل المهمة صاغرا مضطرا. وهنا أترك الكلام لسي محمود الذي قال: "بعد إفطار الصباح ونحن في مكتب الرئيس استجمعت شجاعتي وقلت له: سيدي الرئيس إن أعضاء الحكومة وعلى رأسهم وزيركم الأول الهادي نويرة طلبوا مني ليلة أمس إبلاغ فخامتكم اقتراحهم ! فاهتم الرئيس بالموضوع وسألني: خير إنشالله؟ وأجبت متلعثما: فخامة الرئيس يقترحون عليكم تعيين بيبي (أي بورقيبة الإبن) نائبا لرئيس الجمهورية فهو من صلبكم ومحل ثقتكم! وهنا يقول بلحسين قام بورقيبة بإلقاء المزهرية في وجهي مستهدفا رأسي وهو في ثورة غضب كبيرة صارخا في غضبة من غضباته الشهيرة: أغرب عن وجهي أنت وأعضاء الحكومة فولدي "خاطيه الحكم" أي ليس مؤهلا للمنصب مضيفا: "النار تخلف الرماد"، وأعادها بورقيبة "النار تخلف الرماد". قل لهم "ما يدبر علي حد!".
وسأواصل في مناسبات قادمة سرد هذه الذكريات معكم حتى تعرفوا بواطن الحكم لا ما يظهر على السطح، والله على ما أقول شهيد!
يتعرض الإسلام لعدوان غاشم يستخدم الكثير من الوسائل والأسلحة، وسأركز اليوم علي الدعاية التي يقوم بها أنصاف الجهلاء... اقرأ المزيد
126
| 12 مايو 2024
السؤال المهم هل هناك خلافات بين إدارة الرئيس بايدن وحكومة الحرب الإسرائيلية المتطرفة بقيادة نتنياهو في حرب الإبادة... اقرأ المزيد
117
| 12 مايو 2024
تعد الأخبار المضللة من أخطر التحديات التي تواجه الرأي العام المحلي في مختلف المجتمعات المعاصرة، وذلك لما تحمله... اقرأ المزيد
90
| 12 مايو 2024
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
للأسف صرنا نسمع عن تلك القضايا التي تم القبض فيها على أشخاص خانوا الأمانة التي وُكِّلَت لهم في العمل وهو في خدمة الوطن الذي وفر لهم الراتب المناسب والمعيشة الطيبة والسكن المريح وكل أنواع الترفيه في البلاد وأهم من ذلك كله الأمن والأمان الذي نعيشه في هذا الوطن والعين الساهرة على ذلك. هؤلاء الأشخاص الذين وضعوا ضميرهم في ثلاجة الموتى وتغافلوا عن رب يراقبهم ويتابع أعمالهم ويحصيها عليهم كل ثانية من حياتهم، رب يدركون ويعلمون أنه البصير والسميع والعالِم بكل الخفايا في النفوس والصدور، وضيعوا الأمانة التي كان لابد من أدائها بكل إخلاص وصدق وإنهاء معاملات المواطن والمقيم الذي يضع أمله في أن تنتهي في أقصر وقت ولكنهم لم يصدقوا في ذلك مما أخَّرَ هذه المعاملات، بل إنهم يتناسون تلك الأعمال ويغفلون عنها لسنوات، وتضيع حقوق أناس بسبب ذلك وهم يلهون ويلعبون ويقضون أوقاتاً سعيدة خلال ساعات العمل التي يحاولون بشتى الطرق والوسائل أن يجدوا المخرج منها حتى لو كانت تلك الطرق غير سليمة وتخالف التعليمات، وهؤلاء للأسف يفعلون ذلك دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو تأنيب ضمير، وقد يكون هناك من يساعدهم على ذلك من القائمين على العمل وممن تهاونوا في أداء الواجب. ألا يشعر هؤلاء وهم يستلمون الراتب آخر الشهر أنهم لا يستحقونه لأنهم لم يؤدوا العمل الذي يتوجب أن يحصلوا على هذا الراتب بسببه؟!، ألم يسألوا أنفسهم ولو لمرة واحدة هل لديهم فكرة عن العمل الذي تم أداؤه، وكيف سيطعمون أهلهم من هذا المال الذي أخذوه من غير وجه حق؟! وغيرهم من استحلَّ المال العام وبدأ يستنزف منه ويغرف بدون أي إحساس بالذنب ولا تأنيب ضمير عندما يعلن عن مبالغ لم تستخدم فيما أُعْلن عنه من خدمات وأدوات لم تكُن موجودة ولم يتم شراؤها ألا على ورق مُلطخ بأيدٍ ملوثة بالسرقة والخيانة للوطن والاستيلاء على أموال الدولة لمصالح خاصة أثروا من ورائها بدون وجه حق، ولا نعتقد أنهم لا يعلمون أن ما يفعلون سرقة ونصب يستحقون عليه قطع اليد كما هو الحكم الشرعي للسارق قال تعالى (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). إن هذا الأمر لا شك أنه لا يحتاج إلى رقابة من الدولة ومن الهيئات المسؤولة أكثر ما يحتاج إلى رقابة ذاتية تنبع من نفس طاهرة نقية ترفض الحرام وتنوء عن اتباع طريق الخطأ والاستيلاء على حقوق العباد من أموال الدولة التي تنفقها في سبيل خدمتهم وسعادتهم وما يقومون به من عمل مخلص من أجل الوطن، وقبل كل شيء نفس تخشى الله وتخاف عقابه الذي لا شك أنه أشد وأقوى من عقاب الدنيا. إن ما يفعله هؤلاء هو وقوف في وجه التنمية والتطور ومحاولة القضاء على أمن وأمان البلاد وخيانة للوطن الذي أعطى ولم يبخل، فيجب مراعاة الله عز وجل في كل أمور حياتنا وصيانة الأمانة التي عجزت عن حملها السماوات والأرض والجبال وحملها الإنسان الذي كان ظلوما جهولا، والأمانة الذي حملها الإنسان (هي التعفف عما يتصرف فيه الإنسان من مال وغيره، وما يوثق به من الأعراض والحرم مع القدرة عليه، ورد ما يستودع إلى مودعه). ولكن الإنسان لم يستطع صيانة الأمانة وخان القيام بها لجهله وظلمه. يجب أن توضع إستراتيجية من أجل الرقابة الدائمة على المال العام والمحاسبة أولا بأول على كل ما يخص هذا المال، والله يحفظ البلاد والعباد من كل من تُسول له نفسه الخيانة وخاصة أمن البلاد وأمانه.
1869
| 05 مايو 2024
شهدت أوروبا في عصر التنوير حركة فكرية وثقافية كبيرة قادها مثقفون مثل فولتير، وديدرو، وروسو، والعديد من الفلاسفة والكتاب والمفكرين. هؤلاء المثقفون التنويريون شككوا في السلطات التقليدية، ودافعوا عن العقلانية والحرية الفكرية، ودعوا إلى إصلاح المجتمع وتحريره من قيود الجهل والخرافات. في الوقت نفسه، شهد العالم العربي في القرن التاسع عشر حركة نهضة فكرية وثقافية مماثلة، قادها رواد مثل: (رفاعة الطهطاوي، وخير الدين التونسي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وقاسم أمين)، وغيرهم. هؤلاء الرواد دعوا إلى التحرر من التقاليد الجامدة، واعتماد العقلانية والعلم، وتحديث المجتمعات العربية، واستلهام المنجزات الغربية في مجالات المعرفة والتقدم. يمكن تعريف المثقفين التنويريين الغربيين بأنهم: (مجموعة من المفكرين، والفلاسفة الذين اتخذوا دورًا مهمًا في نهضة أوروبا. وكانوا يدافعون عن التغيير والتحديث والإصلاح من خلال الكتابة والنقد والتدوين. وقدموا آراءهم حول العلوم، والفلسفة، والسياسة، والاجتماع). في حين يعرف رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر بأنهم: (مجموعة من المفكرين والشعراء، والقادة العرب الذين اتخذوا دورًا مهمًا في النهضة العربية في القرن التاسع عشر. وقدموا أفكارهم، وآراءهم حول الثقافة، والسياسة، والاجتماع، والعلم. وقاموا بتشكيل مؤسسات للتنمية والتطوير والتعميق في الثقافة العربية). على الرغم من أن هناك العديد من أوجه التشابه بين دور المثقفين التنويريين الغربيين ورواد النهضة العربية. فكلاهما سعى إلى تحرير العقول من القيود التقليدية، ونشر أفكار التنوير والتقدم، وإحداث تغيير جذري في المجتمعات التي عاشوا فيها. كما حملوا مشعل العقلانية والعلم في مواجهة الجهل والخرافات السائدة. إلا أن هناك اختلافات في السياق التاريخي والثقافي الذي عمل فيه كل منهما. فالمثقفون التنويريون الغربيون كانوا جزءًا من حركة فكرية أوسع في أوروبا، مدعومين بالتطورات العلمية والفلسفية والسياسية في ذلك الوقت. أما رواد النهضة العربية، فقد كانوا أصواتًا منفردة في بيئة محافظة، وواجهوا معارضة شديدة من السلطات الدينية والسياسية القائمة. في الوقت الحاضر، هناك حاجة ماسة لدور مماثل للمثقفين العرب في قيادة نهضة فكرية وثقافية جديدة في العالم العربي. فالمنطقة تواجه تحديات كبيرة مثل الصراعات، والتطرف، والتخلف العلمي والتقني، وضعف الحريات والديمقراطية. ويُنتظر من المثقفين العرب أن يكونوا صوتًا للتنوير والإصلاح، وأن يدفعوا بمجتمعاتهم نحو الأمام باعتماد العقلانية والعلم والانفتاح على الآخر. وعليه يجب على المثقفين العرب أن يدركوا السياق المعقد للعالم العربي الحديث، وأن يستلهموا الدروس من تجارب رواد النهضة السابقين. عليهم أن يكونوا حذرين من الوقوع في فخ النزعة الاستعلائية الغربية، وأن يحافظوا على الهوية الثقافية العربية مع الانفتاح على الآخر. كما يجب عليهم أن يكونوا واقعيين في توقعاتهم، ويدركوا أن التغيير الحقيقي يتطلب الصبر والمثابرة على المدى الطويل. في النهاية، إن دور المثقفين في قيادة النهضة هو دور حيوي ومصيري للمجتمعات. وعلى المثقفين العرب أن يستلهموا من تجارب الماضي، ويواجهوا تحديات الحاضر بشجاعة وعزم، لصياغة مستقبل أفضل لشعوبهم والإنسانية جمعاء.
1854
| 07 مايو 2024
في عالم الثقافة ما زلت أحتفظ بعقلي. أقرأ كتبا مهمة بقدر ما تتيح لي الظروف، ولا أتأخر عن الإشارة إليها أو الكتابة عنها، وأشعر أحيانا بالتقصير لأني لا أستطيع، وهذا طبيعي جدا، أن أقرأ كل ما يصدر من كتب عظيمة. أنشر ما أكتبه على صفحتي في الفيسبوك أو تويتر من باب الحفظ لها، فأغلب العابرين على السوشيال ميديا ليس لديهم الوقت الكافي، بينما يقفون كثيرا عند التغريدات قليلة الكلمات. هذا طبيعي فالسوشيال ميديا بنت عصر السرعة، وتظل المقالات وقراءتها للذين لديهم الوقت، ولمن ينشغلون بالقضايا الحقيقية، قد يبدون فيها رأيا يثريها حتى ولو بالاختلاف. لكن في السوشيال ميديا ظاهرة هي «الترند». وهو ما يأخذ القارئ أو المشاهد إذا كان الأمر يتعلق ببعض الصور، إلى اتجاه يزدحم بالحاضرين أو المحتفلين، فيسعد صاحب الترند بالكم الكبير وغير العادي ممن يعلقون على كلامه، ويصدق أن ما يراه اهتمام حقيقي، وليس زفة مثل زفة المولد، لا يبقى منها لدى المحتفلين ما يصنع ثقافة حقيقية. الترند قد يشهد انتقادات كثيرة جدا أيضا، ولا يعلم من ينتقد أن صاحب الترند يريد ذلك، فلقد صار في مركز الحدث. مركزا للتفاهة ستدخل في النسيان بعد دقائق. كنت دائما بعيدا عن هذه الظاهرة وما أسهلها. لم أفكر أن أفعلها، ولم أساهم حتى بالتعليق على إحداها، فهي بالونة طائرة تنفجر ولا يخرج منها غير الهواء لدقائق، بينما الهواء الحقيقي حولنا في القضايا الكبرى. لا ألوم من يساهم في الترند، فليس كل الناس ولا كل الأعمار على طريقة واحدة في الحياة، فالذين يقرأون القصص البوليسية مثلا أضعاف من يقرأون الأدب الحقيقي. في الأيام الأخيرة انفجرت السوشيال ميديا بترند سببه سؤال ليوسف زيدان للمفكر السوري فراس السواح، وهو صاحب أعمال عظيمة في تاريخ الأديان والميثولوجيا. كان السؤال في ندوة أقامتها مؤسسة جديدة تسمي نفسها «تكوين» مهمتها تجديد الفكر الديني كما يقولون. بدأوا ندواتهم بلقاء مع مفكر يستحق القراءة والاحتفاء، لكن تبدد اللقاء بسبب «الترند» التافه. ما شاع على الميديا سؤال من يوسف زيدان لفراس السواح هل أنت أفضل أم طه حسين، وإجابة الرجل أنه هو ويوسف زيدان أفضل. انفجرت الميديا بالانتقاد وبصفة خاصة ليوسف زيدان وأعماله مقارنة بطه حسين. المئات دافعوا عن طه حسين وهو يستحق كل ذلك عملا وفكرا، والحديث عنه يحتاج الى مقالات وكتب. اعتذر الاثنان عما حدث وكيف كان الأمر دعابة، وقال السواح إن زيدان ورطه بالسؤال. لكن صار الأمر « ترند» بدا لي مقصودا من صاحب السؤال، فأضاع الندوة وأضاع ما قدمه فراس السواح من أفكار. صار التجديد الديني على الهامش وشاعت الكوميديا والمسخرة. ومن ثم أقول لكم إن هذه بداية منذرة - لا أقول مبشرة من فضلك- بقيمة ما ستقدمه هذه المؤسسة التي لا أتوقع لها دور في التجديد بل لها دور في الترند! ولا أعتقد سيخيب ظني. بعيدا عن ذلك كله أحب أن أضحك مع تعليق واحدة من أجمل من يعلقون على الأحوال الثقافية، هي نجوان ماهر عامر التى تعمل في صفحة « مكتبة وهبان» وهي من أجمل الصفحات الثقافية، والتي لم يعجبها طبعا ما فعله زيدان، قائلة بعد إعلان لشخص آخر تكوين مؤسسة مقابلة لدحض مؤسسة تكوين. قالت نجوان ماهر مع صورة للرئيس السادات «تم تدشين مؤسسات ثقافية في ست ساعات» ولن أزيد من تعليقاتها التي تستحق مقالا ربما أكتبه يوما من فرط الفهم والجمال.
1791
| 09 مايو 2024