رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

1200

د. بثينة محمد الجناحي

استشراقية الأمومة العربية!

13 ديسمبر 2022 , 12:26ص

على قدر ملاحظة كم المشاعر حول التفاعل الثقافي تجاه تغير نظرة الغربي للعربي ولو كانت في حدود كأس العالم ومعطياته الثقافية التقليدية والسياحية الجاذبة للآخر. إلا أنني أظل في موقف المراقبة لا زلت، لأنه لم يحن الوقت بعد لتحليل الحدث، ولم تظهر تبعات الصحفيين المشحونين من تجميع لآراء الشارع وإثارتهم للجدل. وأظل أؤمن في قطر بأن بصمتها سباقة لكأس عالم، ولكن يظل هذا الحدث إتماماً للمهمة بعلامة الصح العريضة لمشروع ثقافي كبير تمكن من كسر النظرات الريبية وتغيير الموازين لحراك تصحيحي جديد.

وبالتأكيد تستمر في هذه الحال مسألة الاستشراق حضور المشهد الحماسي والعاطفي والاهتمام بذاك الغربي للتأكد من تغيير توجهاته وانطباعاته عن العربي، وهنا من وجهة نظري ألاحظ ظهور المشاعر المختلطة والحماس والعاطفة نحو الانتصار على الظاهرة فقط، والأولى أن نستحضر منطقية كسر تركيبة الظاهرة نفسها. فالمشاعر حالة مؤقتة ومتقلبه، إنما يظل المنطق قائماً ولو تغيرت الحالة العاطفية.

يتناسى الكثير بأن ظاهرة الاستشراق تظل قديمة ولا يمكن أن تستمر على نفس السياق، كما هو الحال مع الإسلاموفوبيا على سبيل المثال، الأيديولوجيا وغيرها من الظواهر. ولكن يظل الاستشراق عند البعض كامنا في الوراء من حيث التصور والعودة لأصل المفهوم والعناصر التي شوهت من أجل استضعاف طرف على حساب سيطرة آخر عليه. إنما علينا أن نبدأ بتغيير مسار الخطاب الجديد للاستشراق، وإعادة قياسه من عدة جوانب. ومن الضروري ألا ننكر وجود الشوائب على أبرز العناصر. إنما لا بد وأن يكون لنا اليوم صورة تصحيحية للنظرة الاستشراقية وتفسير أبرز الظواهر التي ساهمت في عملية الإصلاح هذه.

ولنكن أكثر شفافية ولا ننكر بأن عناصر المستشرقين لا تزال بارزة وجاذبة في المشهد الثقافي العربي عموماً، فالغربي جاء إلى الأرض العربية ورأى ما يريد أن يراه من حيث التعايش مع عنصر السكن كالخيمة، والتطبع بالتقاليد العربية كالملابس التقليدية، والجلوس في أجواء الليالي العربية وسط المعالم الحضارية وناطحات السحاب. اليوم أصبح الغربي أكثر قرباً للواقع العربي بظواهره الأساسية من لبس ومأكل وعادات. ولكن يكمن الفرق المهم والمفاعل الرئيسي لمسألة التصحيح في المشروع الكبير نفسه، مشروع كسر النمطية العربية وتوقيته المناسب لمركزية التعددية في أرض عربية. لذلك، التعايش مع العناصر ليس تشويهاً كما كانت في النظرة الغربية، إنما أعتبرها في هذه الحال تصحيحا للنظرة الاستشراقية والتي تضمن المعايشة بصورتها الأكثر منطقية والأقرب للمجتمع.

صحيح أن لا تزال هناك عناصر استشراقية ظلت عند الغربي وتضخيمه لها عبر استضعاف الآخر العربي في وسائل الاعلام. إلا أنه من المنظور المحلي والخليجي، قد تكون أبرز الهجمات الغربية المتصدرة على دولة قطر لكأس العالم متصلة من وجهة نظري ببرميل البترول بنفوذه الاقتصادي كعنصر لا يزال مثيراً عند الغرب. أجد أن أصعب ما لا يستطيع الوصول له الغربي يكمن في ضيق فهمه لخصوصية المجتمع الخليجي وفهم مقومات السيادة والدين التي تقلق الغربي أكثر من قلقه على التيارات الثقافية المتضاربة في بلده، وهذا الجانب بالتحديد ما يجعل الهجمات الغربية غير منصفه لأنه من الصعب الدخول في المجتمع المحافظ حتى ولو لبس الغربي الثوب والغترة وتعايش مع العناصر التقليدية الرئيسية.

لا نستطيع في هذه الحال، فك عقد الاعلام الغربي المتضخم، لأنها ستظل حلقة مفرغة من الدلائل ومشوارا طويلا لهم في فهم خصوصية المجتمعات. إنما نستطيع في هذه الحال أن نعيد فهم الحاجة لبناء صور جديدة لأبعاد القضايا الاجتماعية كحقوق العمال، قضايا المرأة وملفات الجندر والتي من خلالها نستطيع بناء عناصرها الأكثر منطقية، بدلاً من استقبال صورها الاستشراقية المشوهة من الآخر.

خلاصة: اتركوا عنكم العاطفية، لأنها سمة استشراقية قديمة انهزامية. ولننتقل من الآن لمرحلة المنطقية في إبراز سمات التعايش مع العناصر المهمة، فلتكن الأم العربية أول تلك العناصر!.

اقرأ المزيد

alsharq البحث عن الكنز

ترى ماذا كان شعور «كليفورد مايكل» وهو يحزم حقائبه في عام 1972، بعد أن أقنع زوجته ماري أن... اقرأ المزيد

162

| 20 مايو 2024

alsharq سلامة قبل الندامة

كنت قد تعمدت أن أنتظر انعقاد القمة العربية لأقول شيئا بما أنني مواطنة عربية تندرج ضمنيا وموضوعيا تحت... اقرأ المزيد

168

| 20 مايو 2024

alsharq معارض الكتب.. ليست كتباً وحسب!

الذي لا يزال مُصرا على أن العرب لا يقرأون لا بد أنه لا يزور معارض الكتب العربية الدولية... اقرأ المزيد

162

| 20 مايو 2024

مساحة إعلانية