رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

2040

د. بثينة محمد الجناحي

القطري الجديد

20 ديسمبر 2022 , 08:35ص

الصورة النهائية تحدثت عن نفسها بالتفاصيل، وبرضا من الشاهد المحلي ورسائله التي وصلت للعالمي بالكامل، شعورك بأن الثقافة أصبحت مروراً على بقية الثقافات يكفي أن تطمئن بأنك استطعت أن تترك بصمة في ذكرى كل من كان على أرض قطر خلال فترة المونديال.

تهم أمور كثيرة في المونديال من رمزيات وأنساق ثقافية وانتماءات جماعية تارة قطرية – محلية، وتارة محلية – خليجية، وأخرى خليجية – عربية. ولكن ما يهم أكثر، أن سلوك المحلي أصبح جزءا من السائح (المشجع) العالمي الذي أصبح قادراً على أن يكون جزءاً من العادات والتقاليد، غير مكتفٍ بصورة مؤقتة تجسد له عادات وتقاليد الآخرين لوهلة قصيرة ومن خلال عدسة كاميرا توثق له حضوره الشعبي المؤقت، إنما أصبح حضوره انعكاساً فورياً وبصورة تناقلها في لحظتها مع الآخر في الخارج.

وكل تلك الانطباعات أصبحت تفاعلية ما بين المحلي والسائح. المحلي من حيث مدى استعداده وعطائه للسائح، متمنياً أن يقدم له المزيد بحسب ما استطاع، ومن السائح من حيث رسم الحدود مع المحلي والتعايش مع السلوكيات بدلاً من معاداتها أو التعالي عليها.

ولا سيما أن ختام المونديال أضاف الكثير من المعاني، وأترك لكم تفسيرها بحسب ما تهوى أنفسكم وتطيب بالإيجابية من تحليل الانطباعات. ولكن، أظل في هذه الحال ومع ختام المونديال أجد أن الخطاب الثقافي لا يزال مركزاً على انطباع الآخر من المحلي، ورأي الآخر من المحلي، بالإضافة إلى نظرة الآخر من المحلي. لاحظنا التركيز الكبير ما قبل المونديال وخلاله على الاهتمام لنظرة الآخر من حيث التصور، التفاعل، الانطباع والتأثر، وهذا الأمر ضروري من حيث ترك الأثر وكسر الصور النمطية بعد رحيلهم، ولكنه لا يكفي، لأنه لا يعبر عن تصور المحلي عن المحلي حتى، خاصة ونحن نتحدث عن حجم حدث مثل المونديال أقيم وسط مجتمع خشي كثيراً على حدوده الأخلاقية والدينية والاجتماعية ما قبل انطلاقة أولى صفارات اللعب، كما تفاوتت الآراء ووجهات النظر. وهذا في اعتقادي يعتبر الجزء الأهم خلال رحلة المونديال بالكامل.

المحلي واكب النقلات النوعية الكبيرة، وصارع منذ البداية أول مشاريع حفر البنية التحتية والمنشآت الجديدة والاختناق المروري وغيرها من العقبات التي كانت عوامل للوصول إلى إنجاز اليوم بكافة تفاصيله التي غيرت من مجرى المعاناة نحو الشعور بالفخر والانسيابية من حيث تغيير في نمط الحياة ولربما التفكير حتى. كما أن المحلي كان له رأي في عدة مواضيع وانطباع حول السائح كونه دخيلا خارجيا على مجتمع محافظ، حيث ظهر عليه الخوف من حيث التأثر من الآخر الغريب، عدم الشعور بالأمان وانطباعات في لحظتها كانت تشكل قلقاً، وفي واقعها بينت بأنها مبالغات لا أكثر.

لا ننكر أن المجتمع تعرض في هذه الحال لعدة مخاوف لم يستطع مواجهتها إلا عبر القلق من القادم وما يترتب عليه من تأهب بداية من منزله. وسرعان ما استطاع المحلي وبشكل انسيابي أن يكون جزءاً من الاستقبال واستضافة الغريب الآخر وتفاعله معه في كل المحافل. شعور مغاير عما كان يشكل توتراً في السابق.

ولا يلام المحلي على كل تلك المشاعر والمخاوف والتذمرات، لأن المحلي باختصار استقدم سماته الخاصة من حيث الاحتواء والانتماء والحرص على التجانس في المبادئ والقيم والتي تعتبر ركيزة وسمة مهمة للمجتمع المحلي، وليس سهلاً حضور ما يختلف معه المحلي أو يستنكره من دون أن يكون له رأي من المد الخارجي عليه.

خلاصة: هذه مجرد مقدمة، متمنية أن تفتح المجال لدراسة أثر كأس العالم بنسخته القطرية على المجتمع المحلي في حقبة العشر سنوات وصولاً إلى شهر واحد من كل سنوات التخطيط نحو التفاعل الثقافي وتطبيق مشاريع المونديال بالكامل، والأهم التركيز على أثر المحلي من العالمية بمنظور جديد.

مساحة إعلانية