رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ظل سؤال العموم "من هو المثقف" بالنسبة لي يسبب ازعاجا، لأنه يقدم التعريف العام من دون التوصل إلى الخصخصة عبر البحث عن أبعاد المفهوم المحلية وامتداداتها التاريخية التي تشرح أكثر ماهية المثقف من المنظور المحلي وليست من باب التعميم بحسب النظرة السائدة لها. إذ تظل المسألة في هذه الحال عائمة ما بين الإشكالية والماهية، بين من هو المثقف وما يحمل معه من هموم. وتقف هنا الدوامة من دون أن يكون لها جذور تستطيع من خلالها أن تفسر المفهوم وتتعرف على أجزائه ومن ثم تبدأ بعمل المقارنات ما بين المفاهيم الأخرى. فلا لسؤال "ما الفرق بين المثقف والنخبة؟" أية جدوى إذا ما وجدنا لها أساسا بإمكاننا الاستناد عليه لفهم الحالة الراهنة وقياسها على المشهد الثقافي المتجدد، في دولة قطر بالتحديد.
وعلى هذا الأساس، خضت تجربة أعتبرها شمولية من حيث بناء المفهوم الثقافي والحرص على تطبيقه عبر التحليل المنهجي، والتطبيقي من خلال المشاريع الصغيرة. ولطالما ظلت الثقافة مهمة بالنسبة لي على المستوى الأدبي والتطبيقي عموماً. إلا انني وجدت نفسي أتدرج في بناء المفهوم من خلال البحث عن أبعاد جديدة للثقافة لا تنحصر على محور الأدب والكتابة والكتب فقط، إنما التوسع في النطاق لتشمل عناصر البناء بحسب طبيعة الأنظمة الخليجية عموماً وقطر خاصة وعلاقتها بالأدوار النخبوية في المشهد الثقافي. وهذا الجزء بالتحديد يعتبر الأكثر تشويقاً بالنسبة لي، لأنه تطرق للنظر في البناء النخبوي من محور صناعة الاعلام المحلي، دور البنية التعليمية وأثرها في تخريج طبقة وسطى بتزايد، الأنظمة التشريعية والأدوار التنفيذية في صناعة القرارات، الأحداث الطارئة. بالإضافة إلى الأدوات الافتراضية الجديدة التي عملت على نقل المفهوم ليصل إلى مرحلة الشعبوية وانقلاب المفاهيم.
لذلك، يأتي سبب بحثي الرئيسي خلال فترة دراسة الدكتوراه في علوم الاجتماع لإضافة دراسة أعتبرها جداً مهمة للتاريخ القطري من حيث توثيق المسار التاريخي والمنهج التحليلي الذي على أساسه نستطيع أن نجاوب على سؤال "من هو المثقف؟" من دون أن نشعر بدوامة الانزعاج مرة أخرى.
من خلال هذه السلسلة لموضوع أطروحة الدكتوراه والذي يختص بدور النخب الفكرية القطرية في الحراك الثقافي المحلي، سأقوم بتسليط الضوء على أبرز المحاور التي من شأنها أن تساهم في بناء المفهوم للنخبة الفكرية في المشهد الثقافي المحلي وبشكل خاص يوثق من خلالها أبرز النقلات المؤسسية والاجتماعية التي كان لها الدور الرئيسي والأثر في صقل المفهوم النخبوي القطري. ولكن قبل البدء في الجزئيات الرئيسية لهذا الموضوع الهام، لابد من التأكيد على عدة نقاط رئيسية يجب ألا يغفل عنها القارئ خلال قراءته لهذا الموضوع:
أولاً: الثقافة مفهوم متجدد بحسب الزمان والمكان، فلا تستطيع أن تستند على مفهوم كلاسيكي لا يواكب أدوات اليوم، لذلك وجب التنويه على ان الثقافة اختلفت وامتدت في مفاهيمها بين الأجيال. أما بالنسبة للنقطة الثانية وهي الأهم، حيث تكمن في مسألة الخصوصية القطرية: فلا يمكن أن تحصر مسألة التعميم الثقافي على كافة الأنظمة السياسية وقياسها بحسب توقعاتك لدور المثقف. فمن المستحيل أن تصل لأية نتيجة معتمدة وخط تاريخي متسلسل من دون أن تنظر بشكل داخلي للنمو والتحولات الاجتماعية في دولة قطر خاصة.
بناء على تاريخنا المتنوع، والطفرات الكبيرة التي غيرت من مجريات الحياة في المنطقة، لا بد وأن تكون لك نظرة مغايرة تماماً عندما تطرح سؤالك الموسمي حول ماهية المثقف وأدواره. لذلك، وجب النظر إلى الحالة القطرية بشكل خاص وضرورة النظر إلى التاريخ الخليجي عموماً باعتباره تاريخاً تراكمياً وليس قطائعيا، إذ لا يمكن اختزاله في التقابل كأمثلة ما قبل/وما بعد، وقس هذا الأمر أيضاً على سؤال المثقف: توجد نخب ولا توجد نخب.
ونظراً لشح المصادر لهذا الموضوع على الرغم من أهميته، أتمنى أن تكون هذه الدراسة بداية لدراسات تفصيلية أخرى، قادرة على التركيز في الجزئيات المفقودة. كما أتمنى أن تكون إضافة قيمة لأرشيف قطر التاريخي العريق.
وأخيراً: لنتفق ألا نستمر في دوامة الإجابة العامة عن سؤال من هو المثقف بعد اليوم!.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تمر علينا ظروف ومواقف في الحياة نحتاج فيها إلى اتخاذ قرارات حكيمة وعقلانية، نحتاج فيها إلى التريث والاتزان قبل الاستعجال بالحكم أو النتيجة، فالرشد في اللغة تعنى: بلاغ كمال العقل وحسن التصرف وهي عكس الضلال وسوء التدبير. فالقرآن الكريم هو منهج دينى حياتى متكامل يرشدنا ويوجهنا، ونتعلم منه كيف نسترشد في حال شعرنا بالضياع وسط متاهة الظروف في منعطفات الحياة، وهنا استشهد منه بالسؤال الذي طلبه أصحاب الكهف حين أووا للكهف كملجأ لهم وهم في شدة البلاء والملاحقة ؟ إنهم سألوا اللّه “الرُشد ” دون أن يسألوه النصر أو النجاة أو التمكين !!! “ ربنا آتنا من لدُنكَ رحمة وهيئ لنا من أمرِنا رشدا ” إذاً فهم طلبوا الرشد والتوجيه نحو الصواب في ظل محنتهم. وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة؟ طلبوا “الرشد” فقالوا (إنّا سمِعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرُشد فآمنا به) وفي قوله تعالى “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”. فالرشد هنا اصابة عين الحقيقة والتوجيه لسير في الاتجاه الصحيح، فمن يرشده الله إلى الخير فقد أوتي خيراً عظيماً وظفر بأسباب الفلاح، فنحن حينما ندعي الله عز وجل نطلب الارشاد والتوجيه نحو ما يراه مناسباً لنا فنقول ربي اختر لي ولا تخيرنى، فأنت اعلم منى بما فيه خيراً لي ونطلب المعونة والإرشاد الإلهي. وحين بلغ سيدنا موسى الرجل الصالح في سورة الكهف لم يطلب منه إلاّ أمرا واحدا وهو: “ هل أتبعك على أن تُعلِـّمَن ِمِمّا عُلَِّمت َرُشداً ” فقط رُشداً فإن الرشد أصل الهداية في الإنسان، فالإنسان مفطور في سعيه بالحصول على الاجابات حيال بعض الأمور الدنيوية والتي لربما لا يجد لها تفسيرا في بعض الأحيان، فيتضرع بالسؤال والطلب من الله الرشد والصواب نحو الخير ونحو الأفضل فرب الخير لا يأتى إلا بالخير. خاطرة،،، اللّهـُمّ هيئ لنا من أمرِنا رشداً، اللهم أَرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعلنا يا ربنا ممن قلت فيهم (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا). صدق الله العظيم.
2004
| 16 مايو 2024
يحكى انه كان هناك إمبراطور، يقوم بإلقاء قطعة نقدية قبل كل حرب يخوضها، فإن جاءت «صورة» يقول للجنود: سننتصر، وإن جاءت «كتابة» يقول لهم: سوف نُهزم. واللافت في الأمر أن هذا الرجل لم يكن حظه يوماً كتابة، بل كانت دوماً القطعة تأتي على الصورة، وكان الجنود يقاتلون بحماس حتى ينتصروا، مرت السنوات وهو يحقق الانتصار تلو الآخر، حتى تقدم به العمر فجاءت لحظاته الأخيرة وهو يحتضر، فدخل عليه ابنه الذي سيكون إمبراطوراً من بعده وقال له: يا أبي، أريد منك تلك القطعة النقدية، لأواصل وأحقق الانتصارات. فأخرج الإمبراطور القطعة من جيبه، فأعطاه إياها فنظر الابن إلى الوجه الأول فكان صورة، وعندما قلبه للوجه الآخر تعرض لصدمة كبيرة، فقد كان صورة أيضا! وقال لوالده: أنت خدعت الناس طوال هذه السنوات! ماذا أقول لهم الآن! أبي البطل مخادع؟، فرد الإمبراطور قائلا: لم أخدع أحدا. هذه هي الحياة، عندما تخوض معركة يكون لك خياران: الخيار الأول: الانتصار، والخيار الثاني: الانتصــار! فالهزيمة تتحقق اذا فكرت بها، والنصر يتحقق اذا وثقت به. العبرة من القصة (لا نتغلب على هموم الحياة بالحظ، ولكن بالإرادة، والعمل، والثقة بالنفس. وفكر دائما فيما يسعدك وابتعد دائما عما يقلقك. * الحياة مليئة بلحظات السعادة ومليئة أيضا بلحظات الحزن واليأس، وقد أصبحت هموم الحياة مؤخرا وفي عصرنا الحديث جزءا لا يتجزأ من روتين حياتنا والعجز عن السيطرة على هذه الهموم يحرمنا من مشاعر السعادة وتصبح أيامنا متشابهة ومملة لا معنى وقيمة لها، ولابد من التغلب على هذه الهموم ببعض المعالجات المتاحة لدى كل شخص منا ولا تحتاج الى جهود كبيرة، وأولها القناعة وصدق من قال بأن (القناعة كنز لا يفنى) كأن تضع خطة لتحقيق أحد طموحاتك والعمل بجد لتحقيقه وعندها فقط ستتمكن من أن تحسن وضعك وستلاحظ ان هموم الحياة عند لم تكن موجودة، والأمر الثاني: لابد ان تعتبر بأن الماضي اصبح في طي النسيان ولا تفكر فيه ولا تضيع وقتك في التفكير فيه، والأمر الثالث أن تضع لحياتك خططا للتخلص من هموم الحياة وبالخطط ستتمكن من مواجهة الصعوبات والعقبات، الأمر الرابع أن تتخلص من أي أفكار سلبية خاصة التي تجلب لك الهموم وتسيطر على افكارك والبعد عن العبارات السلبية بقدر الإمكان واحلالها بالعبارات التحفيزية كأن تقول يمكنني ان افعل كذا وكذا وهذه الأفكار ستمنحك طاقة كبيرة لمحاربة الهموم، الأمر الخامس أن تحاول بقدر الإمكان ممارسة هوايتك المفضلة لتعديل المزاج وتحسين الحالة النفسية وينصح الخبراء بضرورة ممارسة الهوايات بشكل يومي لأنها تعيد للإنسان توازنه وتشحنه بالطاقات الإيجابية، الأمر السادس: تحلَّ بصفة التسامح والتخلص من الحقد لأنه يقتل صاحبه والضغينة والكره يجلبان لك المزيد من الهموم، سامح الناس وانس اساءاتهم للتخلص من مشاعر الغضب، الأمر السابع والأخير: لا تتردد في طلب المساعدة في حال تكثر عليك الهموم ويصبح من الصعب مواجهتها أو حلها، واطلب هذه المساعدة من شخص عزيز تثق به صديق او أحد افراد عائلتك فقد يكون له نظرة أخرى مختلفة ويضع لك حلولا سريعة لهمومك. * لم يغفل ديننا الحنيف عن أي مشكلة او معضلة الا وأوجد لها الحلول الشرعية، إن الهموم والأحزان قد تفشت في هذا الزمان الذي تكالب فيه الناس على الدنيا وركزوا فيه على راحة الجسد وأهملوا جانب الروح، ولا شك أن أهل الإيمان في عافية كبيرة من هذه الأمراض، وإن حصل وأصيبوا بها فإنها سرعان ما تزول لإيمانهم بالله وحرصهم على ذكره وطاعته وتلاوة كتابه، وقد أحسن قائل السلف عندما قال: «عجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله تعالى: (أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)[الأنبياء:87]، فإني وجدت الله يعقبها بقوله: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء:88]، فهي ليست لنبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولكنها للمؤمنين في كل زمان ومكان إذا ذكروا الله بهذا الذكر المبارك: (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)، وعجبت لمن ضاق صدره ولم يفزع إلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:97-99]، ولا عجب فإن التسبيح والذكر يطردان الشيطان والسجود يغيظه فيعتزل ويبكي ويقول: أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فلم أسجد فلي النار، وهناك الكثير من الأدعية القرآنية التي تعالج كل هم من هموم حياتنا اليومية يمكن أن يلجأ اليها المؤمن. *كسرة أخيرة* غالبيتنا لديه هموم في حياته اليومية والخاصة، ويحتاج كل منا مساعدته في التغلب على هذه الهموم ليعيش في سعادة، وإذا علم المؤمن أن الدنيا هي جنة الكافر وسجن المؤمن وأنها دار ابتلاء هان عليه ما يلاقي من العناء، وإذا تذكر لذة الثواب نسي ما يجد من آلام، وإذا أصيب المؤمن بمصيبة فإنه يتذكر مصيبة الأمة في النبي صلى الله عليه وسلم فتهون عنده مصائبه. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية
1389
| 15 مايو 2024
جاءت المباحثات الرسمية التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع دولة الدكتور أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا، بالديوان الأميري أمس، تأكيدا للرغبة المشتركة لكلا البلدين في تعزيز التعاون الثنائي، وتوسيع الشراكة القائمة بين دولة قطر وماليزيا لتشمل مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين، وهو ما جرى خلال الجلسة التي ركّزت على بحث سبل تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية في مختلف مجالات التعاون، إضافة إلى تناول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. لقد أعرب صاحب السمو عن أمله في أن تسهم المباحثات في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بما يحقق مصالح البلدين الصديقين، كما أعرب دولة رئيس وزراء ماليزيا عن الحرص ذاته، مؤكدا أهمية المباحثات مع سمو الأمير في فتح آفاق واعدة للشراكة الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات والأصعدة، مشيدا بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين على مدى خمسين عاما من الصداقة والتعاون البناء والمثمر. إن العلاقات بين قطر وماليزيا تشهد نموا وازدهارا مطردا في مختلف المجالات، بفضل الارادة السياسية القوية للقيادتين في تطويرها، وهو ما ساهم في نقل علاقات التعاون إلى مراحل جديدة، خصوصا وأن قطر وماليزيا تجمعهما رؤى ومواقف موحدة بشأن العديد من الملفات الإقليمية والدولية، فضلا عن القواسم في العقيدة والرؤى المشتركة للوحدة والتضامن بين الدول الإسلامية. إن الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين المسؤولين في كلا البلدين، وخصوصا بين قادة البلدين شكلت قوة دفع للعلاقات القطرية الماليزية، وأتاحت لها الفرص للتعاون بشكل أفضل في العديد من مجالات الاهتمام المشترك بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، الأمر الذي يفتح أمامها آفاقا واسعة للقفز بالشراكة إلى مستويات جديدة.
1191
| 14 مايو 2024