رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

2634

د. بثينة محمد الجناحي

مقهى الموظفين: إشكالية بطالة أم بناء!

21 فبراير 2023 , 02:00ص

دور النخب الفكرية القطرية في الحراك الثقافي المحلي – الجزء الثالث

كما سبق وذكرنا عن النخبة بأنه مفهوم لا ينحصر في سياق واحد واختصاص واحد. بل يتشعب لعدة فئات تتفاوت أطيافها وتتفرع في كافة المجالات. وهذا أمر يعكس مسألة التخطيط الاستراتيجي والرؤية التنموية الشاملة. وبحسب هذا المنظور، نشمل في التصنيفات النخب الإدارية أيضاً والتي تنعكس على أكبر طبقة اجتماعية حيوية، كالطبقة الوسطى.

نحن لا نتحدث اليوم عن الطبقة الوسطى لكونها مجرد طبقة ثانية ورئيسية من ضمن الطبقات الاجتماعية، كما ندرك تماماً مميزات هذه الطبقة وأنها مخرجات لعجلة تنموية اقتصادية – اجتماعية وتعليمية أسهمت بشكل كبير في البناء المتزايد. ولكننا أيضا يجب أن ننظر إلى هذه الطبقة من منظور آخر، منظور العلاقات وبناء الفرص التطويرية والإدارية العليا، والأهم من هذا كله، تطلعات وتأملات هذه الشريحة المتزايدة في المستقبل.

النخب الإدارية لها أدوارها الفاعلة التي تقوم على خطط التنفيذ بناء على رؤية صناع القرار للعمل على الخطط الاستراتيجية من حيث ركائزها التي تنعكس على الرؤية. وعلى هذا الأساس المختصر، يأتي دور النخب الإدارية في عملية الدعم وتحقيق الهدف المطلوب. ولكن تظل هناك عدة عوائق وإشكاليات تربك هذه الطبقة المتزايدة وأحياناً تلاحظ الخلل البنائي فيها بدلاً من البناء تطويري الواضح الذي ينعكس على الفرد نفسه وعلى الرؤية أيضاً.

أحد الإشكاليات الرئيسية في هذه الحال ترتكز في الفائض الإداري، وزيادة عدد الشريحة في الطبقة الوسطى عندما تتشابه في التخصصات وتتكرر الشواغر، إذ يتحول الأمر إلى بطالة مقنعة أو تضخم إداري يثبط النمو ويحد من الأداء. وهذا الأمر ينعكس بشكل كبير على أداء الفرد داخل المؤسسة وقياس مدى كفاءة الفرد بحسب محدودية الأداء المقدم له. وهذا النمط بحد ذاته يحد بشكل كبير جداً من جودة أداء الموظف الذي يعتبر مخرجا رئيسيا للتنمية البشرية وإضافة للطبقة الوسطى التي منحت جميع الفرص والتخصصات كي تكون عجلة فاعلة. ولكن تظل الفاعلية في هذه الحال محدودة جداً، لدرجة ابتعادها أحياناً عن التطوير إلى التضييق. التضييق بحسب حدود العمل، وأسس بناء الكفاءات فيها.

ومن البديهي أن يأتي في بالك مسألة سياسة التوطين، ولكن لا تعتبرها اشكالية، إنما تسليط الضوء عليه يجب أن يكون بحسب ما هو متوفر وما المتوفر أساساً من فرص عمل متنوعة تستطيع من خلاله الطبقة الوسطى أن تكون فيه أكثر فاعلية بدلاً من الفرص الوظيفية والإدارية المتكررة. فالإطار المهني يدعم التوطين بالتأكيد لتحقيق أعلى نسبة من الأمن الوظيفي والاجتماعي المطلوب، ولكنه في نفس الوقت لا يحقق الرؤية المطلوبة خاصة عندما تلاحظ زيادة الوظائف كفائض بلا سلم وظيفي واضح.

أين الخل؟ سؤال قد تحلل وتبحث عن اجابته ولو بشكل أولي في وسط المقاهي خلال فترة ذروة العمل. ولا أعمم مسألة الخلل من المقاهي بالتأكيد، ولكن لنعتبر الأمر تعميماً اجتماعياً وواقعاً نستجمع من خلاله القصص من موظف إلى آخر ممن لديه مكتب بلا وظيفة.

لا تزال الفرص متاحة لبناء شريحة في الطبقة الوسطى أكثر فاعلية وحضوراً في الأسواق المحلية والعالمية، وكذلك أكثر فاعلية ونشاطا في القطاعي الخاص والحكومي. المسألة تتطلب تصليح الخلل البنائي في الاقتصاد والنظر في حاجة السوق اليوم وحاجة السوق أيضا إلى كادر إداري أو نخب إدارية فاعلة وبنائية من حيث الأداء الخدمي المرجو، بالإضافة إلى توسيع نطاق زيادة كفاءة هذه الطاقة من خلال التوسع في فرص العمل على المستويات المختلفة وفهم طبيعة وسلاسة العمل اليوم مقارنة بالأمس. بالإضافة إلى ريادة الأعمال التي لاتزال تنتظر فرصتها بشكل أفضل من دون عبء التضييقات العقارية. وهذا بحد ذاته محور آخر.

مساحة إعلانية