رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

1695

د. بثينة محمد الجناحي

على قدر الإحساس تأتي الشعائر!

21 مارس 2023 , 02:00ص

سبق وذكرنا عن استحضار الإحساس لبناء وقياس المنطق عند ابن خلدون، كما حاولنا أيضاً أن ندعم هذا الأمر باستحضار الجوانب الاجتماعية التي تحتاج بشكل كبير للحس كي تصل للحاجة الإنسانية المطلوبة بشكلها المنطقي والبنائي العميق، والذي يعكس حاجة مجتمع بغض النظر عن ماهية الحاجة، فما يهم أن تصل بكل صورها التي تساهم في عملية تحريكها وتحسينها والنظر فيها حتى بأشكال وسبل مختلفة، إذ إن النظر في الجزئيات وما هو حاضر يصلح لفهم الأمور الاجتماعية بدلاً من قياسها العمومي.

ومن بين تلك الجزئيات، لا يستثنى شهر رمضان من المحسوسات إطلاقاً، لأنه الاستحضار الحسي للمنطق في تبني الروحانية والأجواء المراد إحياءها وإعادتها لجيل يتبعه جيل بزمان مختلف وتطلعات متقدمة. ولربما هذا جانب نتحمله نحن كمسؤولية كبيرة لا يمكن للمعرفة بمحدودية الطرح والأسلوب أن تكون الإطار الوحيد اليوم للأجيال لفهم شعائر رمضان أو تقدير هذه الأيام التي لا تتكرر إلا مرة في السنة. فصعب الاعتماد على وسيلة واحدة بينما تتنوع الوسائل اليوم لسبل الفهم والتعبير وإيصال الرسائل والمعاني. وهذا الأمر نتطرق له دائماً على الصعيد الإبداعي والاجتماعي والافتراضي حتى من حيث تنوع سبل التعبير اليوم، ومواكبة العصرنة لبناء مجتمع قائم على المعرفة في الأزمنة المعاصرة. فما بالك لو طبقنا تنوع الوسائل حتى في شهر رمضان المبارك؟.

ولا تختلفوا معي في الكم الذي يحمله هذا الشهر من روحانية شعائر تختلف عن بقية الأشهر. ولكن قد نتفاوت في هذه الحال على تطويع إمكانياتنا الحسية بالتأكيد في مدى الإسهام لأداء الشعائر وإبرازها للشهر الفضيل وما يليه من احتفالات عيد في ذاكرة أجيال لابد وأن نحقق من خلالها هدف فهم الشعائر الإسلامية التي تتسم بالروحانية من الجانب الديني والإلهام من الجانب الجمالي والتكميلي، ولا داعي للمقارنة بالأعياد الأخرى في هذه الحال، على قدر محاولة خصخصة الرزنامة لدينا من حيث استحضار الروحانية والجمال الحسي والتكميلي لشهر رمضان.

المسألة لا يكفيها المنطق لاستكمال صورة خارجية وداخلية تنمي الروحانيات وتقوي العقيدة وتكمل جمالية الصورة، على قدر ما تحتاج وبشكل كبير للحس الذي يجب أن يكون يقظاً في عملية تحريك هذه المقومات بشكل مستمر في المجتمع. إذ يظل المجتمع الأولى للترحيب بهذا الشهر وأعياده. وهذه مساهمة لفهم حاجة المجتمع لتكريس سبل الإبداع لديهم وتطويعها للجوانب التي تحتاج إلى إعادة انتاج وإعادة إحياء لخصخصة فكرة وتقوية سبل العبادة. للفكرة، من حيث بناء الصورة المتجددة والحية في روح الأجيال الجديدة، والعبادة من حيث الحفاظ على شعائر الشهر والتأكيد على فضائلها بشكل مستمر.

فعلى قدر الإحساس تأتي الشعائر، على وزن شعر المتنبي أختم مقالي بإحساس مختلف لهذا الشهر الفضيل عن بقية الأشهر.

مساحة إعلانية