رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كلما أردت أن ابتعد عن تناول حال الوطن العربي في هذه الزاوية أجد نفسي مدفوعا نحو تناول حالها فلعل كلمة تصل إلى صانع قرار فيستجيب لما يطرح من أفكار تعود بالنفع على أمتنا العربية. إن أمتنا تواجه أحداثا جساما وقلاقل ومحنا وتواطؤا مع الأعداء وتحالفات مشبوهة وفسادا سياسيا وماليا وثقافيا وهدرا للمال العام فيما لا ينفع أمتنا المستهدفة بالتجزئة والتفكيك ومؤامرات عربية ــ عربية.
(2)
ثالوث رهيب يمتد من ليبيا الجنرال المتقاعد (خليفة حفتر) مرورا بالسودان (الجنرال محمد حمدان حميدتي) وأخيرا وصولا إلى اليمن (عبد الملك الحوثي) هذا الثالوث ينعم بتمويل أطراف عربية وأخرى غير عربية لزعزعة وتفكيك وحدة هذه الأقطار. الجنرال المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا يؤجج الفتن والنزاعات القبلية وإثارة العصبيات لا من أجل نفع الشعب الليبي ووحدة اراضيه والمحافظة على سيادته وثرواته وإنما من اجل تحقيق مصالح ذاتية تعود بالنفع لصالح قوى خارج حدود القطر الليبي ومنافع ذاتية. في الطرف الاخر قوى وطنية ليبية تقول "لا" لاي مشروع يرهن سيادة الوطن وثرواته لصالح الغير من اجل تحقيق مصالح ذاتية والضحية هنا الشعب الليبي الوفي لأمته العربية الخالدة ويصر الطرف الأول على موقفه الهدام مستخدما قوى خارجية ومنظمات مسلحة تتشكل من مرتزقة دوليين تحارب على أرض ليبيا وتطول نيرانها ومرتزقتها أراضي السودان وتعين الجنرال حميدتي على تخريب السودان وزعزعة استقراره والاسراع في تجزئته وتفكيك وحدته.
(3)
يواجه السودان الشقيق كارثة امنية وسياسية واقتصادية وانسانية انه يحتاج الى جهود صادقة وحريصة على إنقاذه من الفتنة التي حلت به بقيادة محمد حمدان حميدتي ومعاونة اطراف أخرى من خارج الحدود السودانية طبقا لتأكيدات اوثق المصادر وأكثرها اطلاعا على ما يجري في السودان. تشير كل الدلائل السودانية والدولية على ان هناك تنسيقا بين جنرال ليبيا خليفة حفتر المنشق والمدعوم من عصابات فاغنر الروسية ودول عربية وأجنبية ومحمد حمدان حميدتي في السودان المسنود والممول من تلك الجهات المذكورة أعلاه بهدف إضعاف السودان الشقيق ليتسنى لتلك القوى المتربصة بالأمن القومي العربي من الانتصارعليه والاستئثار بثروات السودان وما أعظمها.
ليدرك الجميع ان إطالة زمن الحالة التي يعيشها السودان اليوم ليس في صالح السودان وجواره العربي مصر والجزيرة العربية على وجه الخصوص والأفريقي بشكل عام، ان المحاولات الجارية اليوم في جدة والقاهرة من أجل وقف اطلاق النار بين الجيش الوطني الشرعي والمليشيات الخارجة عليه ليس حلا ما لم يسنده قرار عربي وافريقي يردع الخارجين على سلطة الجيش الوطني السوداني وإخراج قوات المليشيات من المدن ونزع سلاحها ولا سيادة لحمل السلاح إلا للقوات المسلحة الرسمية في أي دولة عربية. إن التباطؤ في حل الازمة السودانية التي يشكلها محمد حمدان حميدتي في ايامها الأولى سيؤدي الى صعوبة الحل ويطول بها الزمن وتتشعب وتتمدد عبر الجغرافيا السودانية وليس من السهل حل هذا الاشكال ما لم تتضافر الجهود العربية لانها الازمة اعني بذلك ان على الوسطاء وأصحاب المبادرات إيجاد وسيلة لحل الازمة من جذورها وليس بالتقسيط. ان الحل الأمثل عندي هو وقف التمويل الخارجي لمثل هذه القوى الممانعة لاستمرار حياة طبيعية في مجتمعاتنا العربية.
(4)
اكرر القول ان حل المشكلة السودانية ليس بدعوة الأطراف ( قادة الجيش الوطني ــ وقادة جيوش المليشيات المنفلتة من عقالها ) بوقف اطلاق النار وجلوس كلا الطرفين على طاولة المفاوضات انها دعوة تؤسس سابقة في تاريخنا العربي الى جانب السوابق الأخرى كحال اليمن ان المساواه بين الطرفين ظلم للشرعية الوطنية والتي يمثلها الجيش في هذه الحالة لان الجيش هو درع الوطن وحاميه مهما اختلفنا مع قياداته ان جهود الوسطاء يجب أن تنصب على قطع مصادر التمويل الخارجي لمليشيات قوات التدخل السريع، ان المعلومات تؤكد ان شركة المرتزقة الروسية ( فاغنر ) تقدم أسلحة ومعدات وذخائر لقوات حميدتي المنشق عن الحكومة الشرعية (سي ان ان ) عن طريق يمر من ليبيا عبر منطقة دارفور كما ان هناك اطرافا اخرى تقدم الدعم المالي والغذائي لتلك المليشيات ويقيني بان الوسطاء يعلمون ذلك جيدا كما انهم يعلمون جيدا بان مليشيات التدخل السريع اخلت المنازل الاهلية من سكانها في الخرطوم العاصمة وام درمان واستولت عليها وتحصنت بها الامر الذي قد يصعب على القوات المسلحة القضاء على فلول تلك العصابات لان ذلك سيستوجب على الجيش تدمير تلك المنازل والدوائر الحكومية التي تحصنت بها قوات حميدتي.
آخر القول: يا عرب انقذوا السودان من هيمنة المليشيات قبل ان يستفحل الامر وتلحق بكم الشرور ومن ثم تكونون من الخاسرين.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يعتبر النقل الجوي من الضرورات التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث إنه يعد الوسيلة الفعالة للحفاظ على وقت المسافرين، وربط دول العالم بعضها ببعض مما يسهم في دفع عجلة التنمية، كما أنه يمثل واجهة حضارية لأي دولة؛ فإذا ما كانت خدمات النقل الجوي مزدهرةً ومتطورةً في دولة ما ذلك يدل على ازدهار وتطور تلك الدولة. وتعتبر هذه العقود من عقود الإذعان حيث إن شركات الطيران هي من يحدد العقد وشروطه وما على المسافر الا الإذعان لهذه الشروط حيث لا يسمح بتعديلها أو مناقشتها، كما وتعتبر عقود النقل الجوي من العقود الرضائية والتي لا يتطلب فيها القانون شكلاً معيناً لإفراغها فيه، إنما يتم انعقاده بمجرد تلاقي الإيجاب والقبول بين المسافر وشركة الطيران، وبالرغم من أنها من عقود الاذعان الا أن ذلك لا يجردها من كونها عقودا رضائية، نظراً لأن المساواة المطلقة بين المتعاقدين تكاد أن تكون أمراً مستحيلاً. وفي هذا السياق نجد أن المشرع القطري عرف النقل الجوي في المادة 217 من قانون التجارة رقم 27 لسنة 2006 بأنه يقصد بالنقل الجوي نقل الأشخاص أو الأمتعة أو البضائع بالطائرات مقابل أجر. وقيد الحرية التعاقدية ببطلان شروط الإعفاء او الحد من المسؤولية وذلك في النص الوارد في المادة 227 من أنه يقع باطلاً كل شرط يقضي بإعفاء الناقل الجوي من المسؤولية أو بتحديدها بأقل من الحدود القصوى للتعويض المنصوص عليها في المادة (224) من هذا القانون. وذلك تماشياً مع اتفاقية شيكاغو 1944 والتي صادقت عليها دولة قطر في سنة 2007 ومن بعدها وتحديداً في العام 2008 انضمت دولة قطر الى بروتوكولات مونتريال الخاصة بتعديل اتفاقية شيكاغو. إن مسؤولية شركات الطيران تجاه ركابها تندرج تحت أساس المسؤولية المدنية سواءً كانت عقدية أم تقصيرية، بدايةً بتسهيل كافة إجراءات السفر للمسافر، مروراً بكفالة سلامته وراحته أثناء السفر وانتهاءً بضمان وصوله الى وجهته في الزمن المعلن والمتفق عليه مع أغراضه الشخصية وما صاحبها. ويتحقق الإخلال في ذلك بمجرد عدم تنفيذ ما التزم به الملتزم بغض النظر عن مسلكه، أي بمجرد حدوث الضرر للمسافر، وبالتالي فإن مسؤولية شركات الطيران هي مسؤولية شخصية قائمة على أساس الخطأ المفترض، ذلك أن المسافر غير ملزم بإثبات خطأ شركة الطيران إلاّ أنّه يبقى لشركة الطيران الحق في دفع المسؤولية عنها وذلك بنفي الخطأ بمعنى اثبات أن الضرر الذي حصل للمسافر لا يرجع إلى خطأ ناتج منها أو من أحد تابعيها بل إلى سبب آخر وانها اتخذت خلال عملية النقل والسفر جميع الاحتياطات اللازمة لتفادي وقوع الضرر أو أنه استحال عليها اتخاذها. وهو ما يحيلنا إلى القول إلى أن مسؤولية شركات الطيران تجاه الركاب ذات طبيعة موضوعية تتحمل فيها ما قد ينتج عن أي خطأ أو ضرر للمسافر، الا ما كان بسبب أجنبي أو لا يد لها فيه. وفي هذا الصدد قد مرت قضايا مشابهة ترافع فيها مكتبنا، وذلك بقيام إحدى شركات الطيران بمنع مسافرة من الصعود الى الطائرة رغم استيفائها لجميع الإجراءات القانونية والفنية المطلوبة، الا أن موظفة شركة الطيران رفضت للمسافرة إكمال إجراءاتها بصعود الطائرة بحجة تأخرها في إكمال الإجراءات رغم حضورها مبكراً واكتمال إجراءاتها، مما تسبب للمسافرة في فوات رحلتها بجانب الأضرار المادية والأدبية التي لحقت بها جراء هذا الفعل؛ فتمت مقاضاة تلك الشركة عما اقترفته من ضرر تجاه هذه المسافرة، وقد صدر الحكم جابراً لضرر المسافرة وملزماً لشركة الطيران بتعويض المسافرة تعويضاً مجزياً تم سداده كاملاً للمسافرة. إننا وإذ نسرد مثل هكذا قضايا - على قلتها إنما تعكس الواقع العملي والتطبيق القانوني السليم على أرض الواقع، وبدورنا نرسل صوت إشادة بمثل هذه الممارسات القضائية العادلة والتي تنصف المسافر وتعيد إليه الحق، فالحق هو ما قام عليه الدليل وهو أحق أن يتبع.
1545
| 13 مايو 2024
تمر علينا ظروف ومواقف في الحياة نحتاج فيها إلى اتخاذ قرارات حكيمة وعقلانية، نحتاج فيها إلى التريث والاتزان قبل الاستعجال بالحكم أو النتيجة، فالرشد في اللغة تعنى: بلاغ كمال العقل وحسن التصرف وهي عكس الضلال وسوء التدبير. فالقرآن الكريم هو منهج دينى حياتى متكامل يرشدنا ويوجهنا، ونتعلم منه كيف نسترشد في حال شعرنا بالضياع وسط متاهة الظروف في منعطفات الحياة، وهنا استشهد منه بالسؤال الذي طلبه أصحاب الكهف حين أووا للكهف كملجأ لهم وهم في شدة البلاء والملاحقة ؟ إنهم سألوا اللّه “الرُشد ” دون أن يسألوه النصر أو النجاة أو التمكين !!! “ ربنا آتنا من لدُنكَ رحمة وهيئ لنا من أمرِنا رشدا ” إذاً فهم طلبوا الرشد والتوجيه نحو الصواب في ظل محنتهم. وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة؟ طلبوا “الرشد” فقالوا (إنّا سمِعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرُشد فآمنا به) وفي قوله تعالى “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”. فالرشد هنا اصابة عين الحقيقة والتوجيه لسير في الاتجاه الصحيح، فمن يرشده الله إلى الخير فقد أوتي خيراً عظيماً وظفر بأسباب الفلاح، فنحن حينما ندعي الله عز وجل نطلب الارشاد والتوجيه نحو ما يراه مناسباً لنا فنقول ربي اختر لي ولا تخيرنى، فأنت اعلم منى بما فيه خيراً لي ونطلب المعونة والإرشاد الإلهي. وحين بلغ سيدنا موسى الرجل الصالح في سورة الكهف لم يطلب منه إلاّ أمرا واحدا وهو: “ هل أتبعك على أن تُعلِـّمَن ِمِمّا عُلَِّمت َرُشداً ” فقط رُشداً فإن الرشد أصل الهداية في الإنسان، فالإنسان مفطور في سعيه بالحصول على الاجابات حيال بعض الأمور الدنيوية والتي لربما لا يجد لها تفسيرا في بعض الأحيان، فيتضرع بالسؤال والطلب من الله الرشد والصواب نحو الخير ونحو الأفضل فرب الخير لا يأتى إلا بالخير. خاطرة،،، اللّهـُمّ هيئ لنا من أمرِنا رشداً، اللهم أَرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعلنا يا ربنا ممن قلت فيهم (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا). صدق الله العظيم.
1449
| 16 مايو 2024
جاءت المباحثات الرسمية التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع دولة الدكتور أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا، بالديوان الأميري أمس، تأكيدا للرغبة المشتركة لكلا البلدين في تعزيز التعاون الثنائي، وتوسيع الشراكة القائمة بين دولة قطر وماليزيا لتشمل مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين، وهو ما جرى خلال الجلسة التي ركّزت على بحث سبل تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية في مختلف مجالات التعاون، إضافة إلى تناول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. لقد أعرب صاحب السمو عن أمله في أن تسهم المباحثات في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بما يحقق مصالح البلدين الصديقين، كما أعرب دولة رئيس وزراء ماليزيا عن الحرص ذاته، مؤكدا أهمية المباحثات مع سمو الأمير في فتح آفاق واعدة للشراكة الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات والأصعدة، مشيدا بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين على مدى خمسين عاما من الصداقة والتعاون البناء والمثمر. إن العلاقات بين قطر وماليزيا تشهد نموا وازدهارا مطردا في مختلف المجالات، بفضل الارادة السياسية القوية للقيادتين في تطويرها، وهو ما ساهم في نقل علاقات التعاون إلى مراحل جديدة، خصوصا وأن قطر وماليزيا تجمعهما رؤى ومواقف موحدة بشأن العديد من الملفات الإقليمية والدولية، فضلا عن القواسم في العقيدة والرؤى المشتركة للوحدة والتضامن بين الدول الإسلامية. إن الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين المسؤولين في كلا البلدين، وخصوصا بين قادة البلدين شكلت قوة دفع للعلاقات القطرية الماليزية، وأتاحت لها الفرص للتعاون بشكل أفضل في العديد من مجالات الاهتمام المشترك بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، الأمر الذي يفتح أمامها آفاقا واسعة للقفز بالشراكة إلى مستويات جديدة.
1170
| 14 مايو 2024