رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قبل كل قول لابد ان نرفع رايات العزة والشموخ والشجاعة لأهلنا في جنين ومخيم اللاجئين، لصمودهم الشجاع المنقطع النظير وتصديهم بكل شجاعة لجحافل قوات العدو الإسرائيلي لأكثر من 48 ساعة تعرضوا خلالها لهجوم مسلح بقوات برية تعدادها اكثر من 3000 جندي إسرائيلي مدججين بأحدث الأسلحة واشدها فتكا واكثر من 200 آلية عسكرية وعشرات الطائرات الحربية الامريكية الصنع بما في ذلك طائرات الاباتشي الشهيرة، وطائرات مسيرة، حقا لهم منا التحية والاعتراف لهم بالزعامة والريادة.
(2)
أمس الإثنين طالعتنا وسائل الاعلام العربية والفلسطينية على وجه التحديد بنبأ يؤكد ان «حركة فتح» العباسية بعد معركة جنين راحت تستدعي كل من يقبض راتبا شهريا من ميزانيتها للم الصفوف، كما اعلنوا في كافة مناطق الضفة الغربية وخاصة الذين يقيمون في القرى والمخيمات بهدف تعزيز وتقوية التنظيم الفتحاوي، والحق ان الفرحة عمتنا جميعا نحن المنشغلين بالهم الفلسطيني لذلك الاجراء الذي اتخذته «حركة فتح الثانية» (فتح الأولى ياسر عرفات، والثانية محمود عباس) وازددنا فرحا حينما ذُكر ان قرارا رسميا من قيادتها يطلب من نشطاء «فتح الثانية» وأعضاء الحركة الحضور الميداني بشكل اكبر في الاحداث الميدانية. لكننا والحق يقال اننا اصبنا بخيبة امل واشمئزاز عندما طُلب من الكوادر العباسية «منع أي محاولة من أي جهة كانت للنيل من رموز الحركة وقادتها» كنا نظن ان الكوادر الفتحاوية العباسية تنادت للتصدي لقوى الامن والجيش الاسرائيليين وكذلك المستوطنين الذين ما برحوا يفتكون بالأهالي وممتلكاتهم ومزارعهم في فلسطين، الا اننا وجدنا وبمنطوق النص ان المستهدف هي حركات المقاومة الفلسطينية التي تتصدى للكيان الصهيوني وعلى وجه التحديد حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامية وذلك على اثر ما تعرض له بعض قيادات فتح من إهانة من قبل سكان مخيم جنين.
(3)
يقول عزام الأحمد احد اركان الدولة العباسية ان محاولة تطاول «بعض المرتزقة من حركة حماس في جنين على قيادة حركة «فتح» المشاركين في تشييع شهداء مخيم اليرموك لن يمر دون حساب»، أولا هذا اعتراف من الحركة العباسية ان حركة المقاومة حماس كانت في ميدان المعركة في جنين وانها تصدت للعدوان الصهيوني على المخيم، الامر الثاني اين كانت قوات السلطة المسلحة المكلفة بالامن في جنين عندما هاجمت إسرائيل المخيم ولماذا لم يتصدوا لهم بما لديهم من أسلحة؟ الامر الثالث يا سيد عزام أليس المرتزقة هم الذين يقتاتون من تبرعات وصدقات الاتحاد الاوروبي وما تجود به دول الخليج العربية من أموال ام الذين تحت الحصار في غزة منذ سنين عديدة؟.
كأني بسكان المخيم المقاومين الذين رفضوا مشاركة أعضاء الحكومة العباسية في تشييع شهدائهم يقولون أتيتم إلينا لتشهدوا احزاننا وخراب منازلنا وتدمير بنيتنا التحتية وقتل أطفالنا؟ اين كنتم عندما كانت المعركة حامية الوطيس ضدنا؟، والحق ان اهل المخيم يعرفون المقاومين فردا فردا ولا وجود لأي كادر من كوادر السلطة في المقاومة في جنين.
أصدرت حركة فتح الثانية بيانا جاء فيه «ان يد حركة فتح ستطال وتحاسب كل من تطاول، لتكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث في جبهتنا الداخلية» أحسب ان هذا البيان تتوعد به فتح الثانية إسرائيل واذا بها تتوعد حماس التي تعمل من اجل تحرير فلسطين من النهر الى البحر.
يا للهول من امر «فتح الثانية»!! تتوعد وتهدد حركة حماس والكوادر المقاومين للاحتلال اينما كانوا بالويل والثبور وفي الوقت ذاته تتعاون مع إسرائيل امنيا بموجب اتفاق أوسلو المشؤوم الموقع مع فتح عام 1993م (أبو مدين ومحمود عباس وغيرهم) ضد كل ناشط فلسطيني يعمل لزلزلة الأرض الفلسطينية تحت أقدام الصهاينة.
(4)
يوم الجمعة المنصرم قامت حركة «فتح العباسية» بتنظيم مسيرة عسكرية لكوادرها «كتائب الأقصى» في مدينة رام الله وبثت وقائع تلك المسيرة على التلفزيونات التابعة لفتح العباسية وفي رواية صحفية تقول نقلا عن مسؤولين في تلك الحركة بأن تلك المسيرات ستنظم في مناطق أخرى بالضفة الغربية بما في ذلك شمال جنين ونابلس. ونقلا عن وسائل اعلام فتحاوية ان حسين الطيراوي عضو اللجنة المركزية لفتح ألقى خطابا في احد الحشود التنظيمية الفتحاوية قال: «يا كتائب الأقصى انهضوا احمو ابناءكم وقياداتكم وحركتكم في كل الضفة الغربية واحموا اجهزتكم الامنية» لكن الطيراوي لم يبين يحمونها ممن، لكن من سياق الخطاب يعني احمونا من حركتي الجهاد وحماس وليس من إسرائيل. أليست تلك خيانة وطن وفضيحة بجلاجل؟!.
(5)
لم تسلم فضائية الجزيرة ـ القطرية ـ من هجوم السلطة العباسية ممثلة بتوقيع ما يسمي «وزير الاعلام» لتغطيتها احداث العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين منذ اللحظة الأولى حتى تشييع الشهداء في موكب مهيب الى مأواهم الأخير، كنا نتوقع احتجاجا إسرائيليا على التغطية المهنية التي قامت بها الجزيرة الفضائية لتلك الاحداث الرهيبة، لكن مع الأسف كانت ابواق السلطة العباسية المحتج الوحيد على التغطية الإعلامية للجزيرة في كل ارض فلسطين ولا أستبعد ان تعمد سلطات رام الله بالتعاون مع جحافل دايتون في الضفة بمنع مراسلي الجزيرة او مضايقتهم من العمل في فلسطين المحتلة وبالتعاون مع إسرائيل. آخر القول: يا كتائب فتح الشرفاء ويا رجالها الشجعان أسقطوا العملاء والمندسين من بين صفوفكم ووحدوا كلمتكم ومواقفكم مع بقية إخوانكم في التنظيمات المجاهدة من اجل تحرير فلسطين وعزتكم وكرامتكم والله معكم ضد الطغاة والمرتزقة والمعتدين.
إنه لمن حسن الرؤى أن ترى معرض الكتاب كل عامٍ تشارك فيه مؤسسات المعرفة والمهتمة بالكتاب وتواجده وتحسن... اقرأ المزيد
129
| 16 مايو 2024
من الصور الجميلة التي لا تغيب تفاصيلها عن ذاكرتي.. ذكريات المدرسة، خاصة الأنشطة التي كنت أحرص على التسجيل... اقرأ المزيد
129
| 16 مايو 2024
تمر علينا ظروف ومواقف في الحياة نحتاج فيها إلى اتخاذ قرارات حكيمة وعقلانية، نحتاج فيها إلى التريث والاتزان... اقرأ المزيد
99
| 16 مايو 2024
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في عالم الثقافة ما زلت أحتفظ بعقلي. أقرأ كتبا مهمة بقدر ما تتيح لي الظروف، ولا أتأخر عن الإشارة إليها أو الكتابة عنها، وأشعر أحيانا بالتقصير لأني لا أستطيع، وهذا طبيعي جدا، أن أقرأ كل ما يصدر من كتب عظيمة. أنشر ما أكتبه على صفحتي في الفيسبوك أو تويتر من باب الحفظ لها، فأغلب العابرين على السوشيال ميديا ليس لديهم الوقت الكافي، بينما يقفون كثيرا عند التغريدات قليلة الكلمات. هذا طبيعي فالسوشيال ميديا بنت عصر السرعة، وتظل المقالات وقراءتها للذين لديهم الوقت، ولمن ينشغلون بالقضايا الحقيقية، قد يبدون فيها رأيا يثريها حتى ولو بالاختلاف. لكن في السوشيال ميديا ظاهرة هي «الترند». وهو ما يأخذ القارئ أو المشاهد إذا كان الأمر يتعلق ببعض الصور، إلى اتجاه يزدحم بالحاضرين أو المحتفلين، فيسعد صاحب الترند بالكم الكبير وغير العادي ممن يعلقون على كلامه، ويصدق أن ما يراه اهتمام حقيقي، وليس زفة مثل زفة المولد، لا يبقى منها لدى المحتفلين ما يصنع ثقافة حقيقية. الترند قد يشهد انتقادات كثيرة جدا أيضا، ولا يعلم من ينتقد أن صاحب الترند يريد ذلك، فلقد صار في مركز الحدث. مركزا للتفاهة ستدخل في النسيان بعد دقائق. كنت دائما بعيدا عن هذه الظاهرة وما أسهلها. لم أفكر أن أفعلها، ولم أساهم حتى بالتعليق على إحداها، فهي بالونة طائرة تنفجر ولا يخرج منها غير الهواء لدقائق، بينما الهواء الحقيقي حولنا في القضايا الكبرى. لا ألوم من يساهم في الترند، فليس كل الناس ولا كل الأعمار على طريقة واحدة في الحياة، فالذين يقرأون القصص البوليسية مثلا أضعاف من يقرأون الأدب الحقيقي. في الأيام الأخيرة انفجرت السوشيال ميديا بترند سببه سؤال ليوسف زيدان للمفكر السوري فراس السواح، وهو صاحب أعمال عظيمة في تاريخ الأديان والميثولوجيا. كان السؤال في ندوة أقامتها مؤسسة جديدة تسمي نفسها «تكوين» مهمتها تجديد الفكر الديني كما يقولون. بدأوا ندواتهم بلقاء مع مفكر يستحق القراءة والاحتفاء، لكن تبدد اللقاء بسبب «الترند» التافه. ما شاع على الميديا سؤال من يوسف زيدان لفراس السواح هل أنت أفضل أم طه حسين، وإجابة الرجل أنه هو ويوسف زيدان أفضل. انفجرت الميديا بالانتقاد وبصفة خاصة ليوسف زيدان وأعماله مقارنة بطه حسين. المئات دافعوا عن طه حسين وهو يستحق كل ذلك عملا وفكرا، والحديث عنه يحتاج الى مقالات وكتب. اعتذر الاثنان عما حدث وكيف كان الأمر دعابة، وقال السواح إن زيدان ورطه بالسؤال. لكن صار الأمر « ترند» بدا لي مقصودا من صاحب السؤال، فأضاع الندوة وأضاع ما قدمه فراس السواح من أفكار. صار التجديد الديني على الهامش وشاعت الكوميديا والمسخرة. ومن ثم أقول لكم إن هذه بداية منذرة - لا أقول مبشرة من فضلك- بقيمة ما ستقدمه هذه المؤسسة التي لا أتوقع لها دور في التجديد بل لها دور في الترند! ولا أعتقد سيخيب ظني. بعيدا عن ذلك كله أحب أن أضحك مع تعليق واحدة من أجمل من يعلقون على الأحوال الثقافية، هي نجوان ماهر عامر التى تعمل في صفحة « مكتبة وهبان» وهي من أجمل الصفحات الثقافية، والتي لم يعجبها طبعا ما فعله زيدان، قائلة بعد إعلان لشخص آخر تكوين مؤسسة مقابلة لدحض مؤسسة تكوين. قالت نجوان ماهر مع صورة للرئيس السادات «تم تدشين مؤسسات ثقافية في ست ساعات» ولن أزيد من تعليقاتها التي تستحق مقالا ربما أكتبه يوما من فرط الفهم والجمال.
2001
| 09 مايو 2024
كلمة مشهورة لدى أهل الخليج تقال للوجيه (من كلمة وجاهة أي ذي جاه، أو سلطة، أو كبير قوم، أو ذي منصب، أو مركز اجتماعي مرموق يتوجه له الناس لقضاء حاجاتهم)، ومعنى تكفى «أي أنا طالبك تفزع لي على إنهاء أمر معين». وهؤلاء الوجهاء يأتيهم عامة الناس من كل مكان أملاً في أن يساعدوهم في أمور عجزوا عن إنهائها بأنفسهم، بل إن بعض الناس يقطع مسافة طويله لهذا الوجيه لعله يساعده في قضاء حاجته. في الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، رواه مسلم. وهذا فضل من الله على عباده بأنه سبحانه يكافئ من أعان أخاه المسلم على حاجة بالعون يوم القيامة. فالدين أمرنا أن نقوم بمساعدة الناس وقضاء حاجاتهم واحتساب الأجر عند الله. فكلنا في حاجة بعضنا البعض مهما كانت مناصبنا أو مراكزنا الاجتماعية. فالطبيب بحاجة للفراش لتنظيف عيادته، والتاجر بحاجة للمحاسب، والغني بحاجة للحلاق، والوزير بحاجة لمن يحضر له اجتماعاته، وهكذا، وهو مصداق قوله تعالى ﴿وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ﴾. فالذي أكرمه الله بأن يكون وجيها فعليه أن يساعد كل من يأتيه ويقوم بحاجته حتى تنقضي ويحتسب الأجر، فليس له الحق في اختيار من يساعد من الناس. واعلم أن هذا الشخص الذي قصدك واختارك من بين عباده لتقضي حاجته، قد أرسله الله لك لتقضيها له وتكسب الأجر، فإنه قد جاءك وهو متوكل على الله ومتفائل بأنك ستقضي حاجته فلا تخيب رجاءه. ولتعلم انه قد يأتي يوم تحتاج له ولغيره، فلا تحقرن من المعروف شيئا. فلا تتردد أو تقول (على خير) وأنت لن تفعل شيئا. فإن الرجل ذا المنصب أو المركز أو الجاه يكون مثل الرأس في الجسد، ولهذا يذكر عن رجل أوصى ابنه فقال: يا بني، لا تكن رأسا فإن الرأس كثير الآفات أو الأوجاع، فعليك أن تتحمل ما يحمله هذا المنصب من تكلف أو تعب فلذة خدمة الناس لا تعادلها لذة. وكلمة جزاك الله خيرا عندما تنهي حاجته، هي أبلغ الثناء. فإذا قال شخص لآخر (تكفى يا فلان أبيك تخلص لي موضوعي) قال له (ابشر بسعدك) ومشى معه حتى يقضى حاجته، وهذه من مكارم الأخلاق، لان كلمة تكفى عند اللي يعرفون معناها تهز الرجال. قال الشاعر: جيتك بكلمة كنها صقعة الويل وإن قلت تكفى لا تـهـاون بـتـكـفـى تكفى تراها كلـمـة تـقـطـم الـحـيـل لا بالله إلا تنسف الـحـيـل نـسـفـا تكفى ترا تكفى لـهـا هـدرة الـسـيـل في صدر حرٍ ينتف الطيـب نـتـفـا تكفى ترا تكفى لها تـسـرج الـخـيـل إن كان لك في مجمع الخيل عسفا تكفى ترى تكفى تهز الرجاجيل ولولا صروف الوقت ما قلت تكفى نسال الله أن يكتب الأجر لمن قام مع أخيه المسلم في حاجته حتي يقضيها له.
1869
| 10 مايو 2024
يعتبر النقل الجوي من الضرورات التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث إنه يعد الوسيلة الفعالة للحفاظ على وقت المسافرين، وربط دول العالم بعضها ببعض مما يسهم في دفع عجلة التنمية، كما أنه يمثل واجهة حضارية لأي دولة؛ فإذا ما كانت خدمات النقل الجوي مزدهرةً ومتطورةً في دولة ما ذلك يدل على ازدهار وتطور تلك الدولة. وتعتبر هذه العقود من عقود الإذعان حيث إن شركات الطيران هي من يحدد العقد وشروطه وما على المسافر الا الإذعان لهذه الشروط حيث لا يسمح بتعديلها أو مناقشتها، كما وتعتبر عقود النقل الجوي من العقود الرضائية والتي لا يتطلب فيها القانون شكلاً معيناً لإفراغها فيه، إنما يتم انعقاده بمجرد تلاقي الإيجاب والقبول بين المسافر وشركة الطيران، وبالرغم من أنها من عقود الاذعان الا أن ذلك لا يجردها من كونها عقودا رضائية، نظراً لأن المساواة المطلقة بين المتعاقدين تكاد أن تكون أمراً مستحيلاً. وفي هذا السياق نجد أن المشرع القطري عرف النقل الجوي في المادة 217 من قانون التجارة رقم 27 لسنة 2006 بأنه يقصد بالنقل الجوي نقل الأشخاص أو الأمتعة أو البضائع بالطائرات مقابل أجر. وقيد الحرية التعاقدية ببطلان شروط الإعفاء او الحد من المسؤولية وذلك في النص الوارد في المادة 227 من أنه يقع باطلاً كل شرط يقضي بإعفاء الناقل الجوي من المسؤولية أو بتحديدها بأقل من الحدود القصوى للتعويض المنصوص عليها في المادة (224) من هذا القانون. وذلك تماشياً مع اتفاقية شيكاغو 1944 والتي صادقت عليها دولة قطر في سنة 2007 ومن بعدها وتحديداً في العام 2008 انضمت دولة قطر الى بروتوكولات مونتريال الخاصة بتعديل اتفاقية شيكاغو. إن مسؤولية شركات الطيران تجاه ركابها تندرج تحت أساس المسؤولية المدنية سواءً كانت عقدية أم تقصيرية، بدايةً بتسهيل كافة إجراءات السفر للمسافر، مروراً بكفالة سلامته وراحته أثناء السفر وانتهاءً بضمان وصوله الى وجهته في الزمن المعلن والمتفق عليه مع أغراضه الشخصية وما صاحبها. ويتحقق الإخلال في ذلك بمجرد عدم تنفيذ ما التزم به الملتزم بغض النظر عن مسلكه، أي بمجرد حدوث الضرر للمسافر، وبالتالي فإن مسؤولية شركات الطيران هي مسؤولية شخصية قائمة على أساس الخطأ المفترض، ذلك أن المسافر غير ملزم بإثبات خطأ شركة الطيران إلاّ أنّه يبقى لشركة الطيران الحق في دفع المسؤولية عنها وذلك بنفي الخطأ بمعنى اثبات أن الضرر الذي حصل للمسافر لا يرجع إلى خطأ ناتج منها أو من أحد تابعيها بل إلى سبب آخر وانها اتخذت خلال عملية النقل والسفر جميع الاحتياطات اللازمة لتفادي وقوع الضرر أو أنه استحال عليها اتخاذها. وهو ما يحيلنا إلى القول إلى أن مسؤولية شركات الطيران تجاه الركاب ذات طبيعة موضوعية تتحمل فيها ما قد ينتج عن أي خطأ أو ضرر للمسافر، الا ما كان بسبب أجنبي أو لا يد لها فيه. وفي هذا الصدد قد مرت قضايا مشابهة ترافع فيها مكتبنا، وذلك بقيام إحدى شركات الطيران بمنع مسافرة من الصعود الى الطائرة رغم استيفائها لجميع الإجراءات القانونية والفنية المطلوبة، الا أن موظفة شركة الطيران رفضت للمسافرة إكمال إجراءاتها بصعود الطائرة بحجة تأخرها في إكمال الإجراءات رغم حضورها مبكراً واكتمال إجراءاتها، مما تسبب للمسافرة في فوات رحلتها بجانب الأضرار المادية والأدبية التي لحقت بها جراء هذا الفعل؛ فتمت مقاضاة تلك الشركة عما اقترفته من ضرر تجاه هذه المسافرة، وقد صدر الحكم جابراً لضرر المسافرة وملزماً لشركة الطيران بتعويض المسافرة تعويضاً مجزياً تم سداده كاملاً للمسافرة. إننا وإذ نسرد مثل هكذا قضايا - على قلتها إنما تعكس الواقع العملي والتطبيق القانوني السليم على أرض الواقع، وبدورنا نرسل صوت إشادة بمثل هذه الممارسات القضائية العادلة والتي تنصف المسافر وتعيد إليه الحق، فالحق هو ما قام عليه الدليل وهو أحق أن يتبع.
1524
| 13 مايو 2024