رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2898

الكاتب والباحث الفلسطيني..

محمد خير موسى لـ "الشرق": خاشقجي دفع حياته ثمناً للخروج من العباءة الجبرية

11 أكتوبر 2018 , 07:07ص
alsharq
حاوره- عبدالحميد قطب

عملية الاغتيال جزء من استهداف تركيا

السعودية صاحبة ماضٍ زاخر في اختطاف المعارضين

النظام السعودي لا يستطيع أن يسمع صوتًا مخالفًا له

القيادة السعودية تمارس دور المنفّذ للأجندة الأمريكيّة

العدوان على حياة الإنسان يستوجب تحرك الجميع للضرب على يد الجاني

ترامب قد يستثمر الحادثة لابتزاز بن سلمان أكثر

قنصليات الدول المستبدة أوكار مخابرات ومقرات تعذيب

تصفية خاشقجي رسالة لمعارضي الأنظمة القمعيّة الاستبداديّة

النّظام السّعودي اعتاد تقديم الرّشى وشراء المواقف الدولية

قال الكاتب والباحث الفلسطيني محمد خير موسى إن الكاتب الصحفي جمال خاشقجي دفع حياته ثمناً للخروج من العباءة الجبريّة، مؤكداً أن محمد بن سلمان دق أهم المسامير في نعش ملك عائلته بقتله خاشقجي. وأوضح في حواره مع «ء» أن عملية اغتيال خاشقجي جزء من استهداف تركيا، لافتاً إلى أن السعودية صاحبة ماضٍ زاخر في اختطاف المعارضين، وأن النظام السعودي لا يستطيع أن يسمع صوتًا مخالفًا له.

ورأى أن القيادة السعودية تمارس دور المنفّذ للأجندة الأمريكيّة، مضيفاً أن النّظام السّعودي اعتاد تقديم الرّشى وشراء المواقف الدولية. ونوه، إلى أن العدوان على حياة الإنسان يستوجب تحرّك الجميع للضرب على يد الجاني، معتبراً تصفية خاشقجي رسالة لمعارضي الأنظمة القمعيّة الاستبداديّة.

وإلى نص الحوار..

كيف ترى مقتل الصحفي جمال خاشقجي؟

في البداية، وقبل كلّ شيء فإن اغتيال الكاتب جمال خاشقجي فجيعة إنسانيّة؛ فهو استهداف إنسان أعزل لا يملك إلَّا قلمه وكلمته، انسان آثر ترك وطنه ليتنفّسَ شيئًا من الحريّة المحرّمة في بلاده.

ثمّ إنَّها جريمةٌ أخلاقيّةٌ؛ فهي استدراجٌ لإيقاع إنسان بريء في فخّ الإجرام بعد إيهامه بالأمان وبثّ الطّمأنينة في نفسه، وهي جريمةٌ سياسيّة؛ إذ تمارسها سلطةٌ قمعيّةٌ بحقّ أحد أبناء الشّعب، وكلّ جريمته أنّه انتقدَ بعضَ أفعال السّلطة وقرّر أن يخرج من العباءة الجبريّة، كما أنها جريمةٌ دبلوماسيّة؛ لانها تمثّل عدوانًا على دولةٍ أخرى بارتكاب جريمة الاختطاف والتّعذيب والقتل على أراضيها.

برأيك من الذي استهدفه.. ولماذا؟

لستُ في وارد تقديمِ لائحة اتّهام بحقّ أحدٍ؛ فهذا من عمل السّلطات التركيّة بعد أن تجري التّحقيقات، ولكن بناءً على ما يتمّ نشره من تسريبات من الإعلام التّركي الرّسمي وشبه الرّسمي، ومن تصريحات المسؤولين الأتراك؛ فإنّه يمكن القول بكلّ وضوح: إنَّ القنصليّة السّعوديّة هي المتّهمة، وإنَّ السّلطات السّعوديّة هي التي ارتكبت هذه الجريمة المروّعة، لا سيما وأنّها صاحبة ماضٍ زاخر باختطاف المعارضين من الدّول الأخرى ابتداء من ناصر السّعيد الذي اختطفته من بيروت عام 1979م مرورا بالعديد من المعارضين والأمراء الذين جرى اختطافهم من عدد من الدّول.

أمَّا لماذا يتمّ استهداف خاشقجي؟ فذلك لأنّ هذه السلطة لا تستطيع أن تسمع صوتًا مخالفًا لها، أو منتقدًا لسياساتها، وما يجري داخل السّعوديّة من اعتقال الكثيرين من الدّعاة والكتّاب والحقوقيين دليل صارخ على هذه الحقيقة المرّة، وكثيرٌ من هؤلاء جريمتهم ليست انّهم تكلّموا، بل جريمتهم أنّهم صمتوا؛ نعم صمتوا ولم ينطقوا بما يريده ولي العهد أو نطقوا على شكلٍ غير كافٍ وغير مُرضٍ؛ فما بالك بخاشقجي وقد بدأ يوجّه بعض الانتقادات إلى سياسات السّعوديّة في سوريا وفي اليمن وفي الدّاخل السّعودي؟!!

السياق الزمني

هل تعتقد ان الجاني أراد استهداف العلاقات التركية السعودية بقتل خاشقجي؟

من الطّبيعي جدًا أن تتعدّد الأهداف من الجريمة السياسيّة، فيكون الشّخص مستهدفًا بذاته، وكذلك يكون المكان مُرادًا أيضًا ليكون مسرحًا للجريمة لإيصال رسائل أو تنفيذ أجندات أو تطبيق أوامر.

وبالنّظر إلى السّياق الزّمني والسّياسي لتنفيذ الجريمة؛ فقد جاء في وقت تعاني فيه تركيا من الاستهداف الاقتصاديّ بشكل متصاعد، وكذلك الاستهداف السياسي من قِبَل أمريكا التي تتّخذ من قضيّة القسّ ذريعة لإيقاع مزيد من العدوان على تركيا، وإنَّ أيّة أزمة في العلاقات بين السّعوديّة وتركيا ستكون مضرّةً بالبلدين معًا، وستكون جزءًا من عمليّة استهداف تركيا، وليس مستغربًا على الإطلاق أن يمارس محمد بن سلمان دور المنفّذ للأوامر والأجندة الأمريكيّة، وهو الذي يفعل كلّ شيءٍ هذه الأيّام لإرضاء الرّئيس الأمريكي ترامب، وقد وصل به الحال إلى أن يبرّر الإهانة المستمرّة من ترامب لوالده ويصفها بأنّها مجرّد انتقادات صديق!!

ما توقعك لردة فعل المجتمع الدولي؟

لقد بدأنا نرى بوادر حراك في المجتمع الدّولي سببه تحرّك الصّحافة والإعلام العالمي، وقد صدرت بيانات من هنا وهناك من عدد من الدّول والمنظّمات، غير أنّني لا أتوقّع ان تكون هناك فاعليّة حقيقيّة لهذه الدّول في مواقفها، وأعتقد أنّ ردّة الفعل ستكون عبر موجات إعلاميّة تتصاعد ثمّ ما تلبث أن تخبو، وذلك لأنّ النّظام السّعودي اعتاد تقديم الرّشى وشراء الأصوات والمواقف، وهذا سيضعف من التأثير الحقيقي للمواقف المبدئيّة في عالمٍ غارقٍ في المصلحيّة البحتة.

الظّلم والاستبداد

هل مقتل خاشقجي يمكن أن يكون نهاية لحكم بن سلمان؟

لا يمكن لعاقلٍ أن ينكر بأنَّ محمّد بن سلمان برعونته وعدوانيّته الغرائزيّة هو أكثر مَن ساهم في الإساءة للمملكة السّعوديّة، ويمكن أن يكون مقتل خاشقجي أحد أهم المسامير التي يدقّها بن سلمان في نعش ملك أبيه وجدّه.

فلا شك أنَّ الظّلم مؤذنٌ بخراب العمران؛ كما بيّن ابن خلدون، وهو قانون الله تعالى في الأمم والكيانات؛ بأنَّ الظلم يزيلها والتّرف يهلكها؛ فكيف إذا اجتمع الظّلم والاستبداد والتّرف كما لم يجتمع يوما في سياسة المملكة التي يقودها بن سلمان الذي تحرّكه نزوته الجامحة لامتلاك السلطة والسّيطرة بأيّ ثمنٍ كان؟!

ما حكّم اختطاف خاشقجي وقتله في الاسلام؟

أعتقد أنَّ هذا السّؤال بديهيّ للغاية؛ فليس هناك عاقلٌ فضلًا عن مسلمٍ يمكن أن يقبلَ هذه الجريمة، وهذا الاختطاف والتّعذيب والقتل هو من أعظم الجرائم التي جاء الإسلام لمنعها وردعها؛ فحقّ الإنسان في أن يحيا، وأن يكون حرًّا هو من أعظم مقاصد الإسلام.

وبالتالي، فإنَّ أيّ عدوان على حياة الإنسان أو حريّته هو من الجرائم التي تستوجب تحرّك الجميع للضرب على يد الجاني وردعه، بل إنَّها فطرةٌ إنسانيّة تجلّت في نخوة أهل الجاهليّة عندما تدَاعَوا لرفع الظّلم عن الرّجل الزبيدي القادم من اليمن إلى مكّة؛ فكان حلف الفضول الذي شهده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال فيه: «شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحبّ لو أنّ لي به حُمرَ النَّعَم، ولو أنّي دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت»، فهؤلاء الذين قاموا بهذه الجريمة النّكراء لا يعرفون من الإسلام تعاليمه ولا من الجاهليّة نخوتَها ولا من الإنسانيّة فطرتَها السّويّة.

أوكار مخابرات

يقال أن قتل خاشقجي رسالة للمعارضين السعوديين والمناصرين للثورات العربية.. هل تتفق مع ذلك؟

بكل تأكيد هي رسالةٌ واضحةٌ إلى كلّ معارضي الأنظمة القمعيّة الاستبداديّة مفادها؛ أنّكم لستم في مأمن في منافيكم، وأنَّ قنصليّات بلادكم هي أوكار مخابرات ومقرّات تعذيب وأقبية اعتقال ومسالخ بشريّة.وهذا الأسلوب الإجراميّ إنّما هو لبثّ الإرهاب ونشر الرّعب، ولكن الذين اختاروا درب الحريّة على الاستعباد، وكسروا قيود الرّضوخ للطاغية لا ترهبهم تهديدات ولا يرعبهم إجرام، ولكنّ الطّغاة لا يعقلون.

استثمار الحادثة للابتزاز

هل يمكن ان تتخذ امريكا أي إجراء ضد السعودية؟

هذا يعتمد على دفع محمد بن سلمان المزيد من الأموال لترامب؛ وأتوقّع أن يستثمر ترامب الحادثة لابتزاز بن سلمان أكثر، وتهديده برفع الحماية عنه للحصول على المزيد من المليارات التي لن تعفي ابن سلمان وأبيه من المزيد من المهانات العلنيّة.

مساحة إعلانية