رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1194

أكدوا أن المواءمات السياسية تبدو ضعيفة في مواجهة غضب الرأي العام..

محللون سياسيون للشرق: حلفاء السعودية غير مستعدين للتورط بقضية خاشقجي

20 أكتوبر 2018 , 07:30ص
alsharq
عبدالحميد قطب

المصري: المملكة اليوم أمام أزمة حقيقية وغير مسبوقة
القاعود: جريمة تصفية خاشقجي روّعت الضمير العالمي
منظومة الحكم في السعودية وحدها أمام تحدي الخروج من المأزق
النظام السعودي أكبر داعم لإسرائيل والأنظمة الديكتاتورية
ابن سلمان شخصية سيكوباتية واغتيال خاشقجي أوقعه في المصيدة
الرياض عاقبت الشعب اليمني بعاصفة الحزم لأنه أطاح بعلي صالح
 
 
قال محللون سياسيون ان حلفاء السعودية غير مستعدين لتلويث أنفسهم بقضية خاشقجي، مؤكدين أن المواءمات السياسية في هذه القضية تبدو ضعيفة في مواجهة غضب الرأي العام الدولي. وأوضحوا أن المملكة اليوم أمام أزمة حقيقية وغير مسبوقة، خاصة أن جريمة تصفية خاشقجي روّعت الضمير العالمي، معتبرين أن منظومة الحكم في السعودية، تبدو الآن وحدها أمام تحدي الخروج من المأزق.
 
وأكد اوّاب المصري الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، ان أزمة اختفاء الصحفي جمال خاشقجي لن تكون كغيرها من الأزمات التي واجهت السعودية منذ وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الحكم وتعيين ابنه محمد ولياً للعهد، موضحاً أن التطورات الدراماتيكية التي شهدتها القضية منذ الإعلان عن اختفاء خاشقجي وتوالي المعلومات الصادمة حولها، جعل منها قضية رأي عام عالمي لا يمكن تجاوزها، أو غض النظر عنها، كما حصل في قضايا أخرى سبقتها، هذا بالإضافة إلى عوامل تتعلق بالضحية نفسها التي نجحت بنسج شبكة علاقات واسعة مع مراكز الأبحاث والصحفيين ووسائل الإعلام الأمريكية.
 
المحطة الوحيدة
 
ورأى المصري في تصريحات خاصة للشرق ان الاعتقالات التي وجّه بها ابن سلمان بحق الأمراء ورجال الأعمال وكذلك الدعاة وزجّهم في السجون وابتزازهم لسلبهم أموالهم لم تأخذ أي بعد دولي، فدفن من يعنيهم الأمر رؤوسهم في الرمال، واعتبروا ما حصل شأناً داخلياً سعودياً، معتبراً أن المحطة الوحيدة التي كادت تأخذ بعداً دولياً كانت اعتقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإرغامه على تقديم استقالته من الرياض، لكن مسارعة الرئيس الفرنسي للتدخل لإطلاق سراح الحريري حال دون ذلك.
 
وشدد المصري على أن المملكة اليوم أمام أزمة حقيقية وغير مسبوقة، ومن الواضح أنها لم تكن مستعدة لها ولم تكن تتوقعها. ومن الواضح كذلك أن أصدقاء المملكة وحلفاءها –في مقدمتهم الولايات المتحدة والإمارات- الذين اعتادت أن يحملوا معها وعنها أعباءها وأزماتها، غير مستعدين لتلويث أنفسهم بقضية تفوح منها رائحة الدم والإجرام في حال صحّت تسريبات وسائل الإعلام التركية حول ظروف قتل خاشقجي.
 
وأضاف: لذلك تقف منظومة الحكم في السعودية وحدها أمام تحدي الخروج من المأزق، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن منظومة الحكم في خطر، فتقليم الأظافر الذي قام به ولي العهد للأمراء الأقوياء وعلى رأسهم ولي العهد السابق محمد بن نايف وحفلة الرعب التي رافقتها، إضافة إلى تدجين وترويض الآخرين، يجعل من الصعب أن تكون لقضية خاشقجي مخاطر داخلية على المنظومة القائمة.
 
وأشار المصري إلى أن التحدي الآن أمام المملكة هو أن تقدم روايتها الخاصة حول ما حصل، وأن تنجح في إخراج نفسها من المسؤولية وحصر وزر ارتكاب جريمة قتل خاشقجي بـ"بعض المارقين" على حد وصف الرئيس الأمريكي، الذين تصرفوا من تلقاء أنفسهم، ودون علم من الملك أو ولي عهده، لافتاً إلى أن هذا الأمر طبعاً يتوقف على المعلومات الاستخبارية التي تملكها السلطات التركية وكذلك الأمريكية، فإذا تأكد وجود معلومات بأن ولي العهد أمر أو وجه أو كان يعلم بما سيحصل لجمال خاشقجي، فتلك ستكون قصة أخرى.
 
الضمير العالمي
 
من جانبه أكد المحلل السياسي المصري محمود القاعود أن الاسرة المالكة في السعودية ما قبل 2 أكتوبر 2018 ليست كما بعد 2 أكتوبر، معتبراً أن جريمة تصفية الصحفي جمال خاشقجي والتنكيل بجثمانه وتقطيعه بالمنشار الكهربائي داخل مقر القنصلية السعودية بإسطنبول، روّعت الضمير العالمي من الشرق إلى الغرب، وجعلت المواءمات السياسية تبدو ضعيفة في مواجهة الغضب الذي انتاب الرأي العام الدولي.
 
الأسرة الحاكمة
 
وعن مستقبل الاسرة الحاكمة رأى القاعود أن النظام السعودي الحالي هو أكبر داعم لإسرائيل والأنظمة الديكتاتورية في الشرق الأوسط، وهذا ما يجعل إسرائيل حريصة كل الحرص من خلال ما يتسرب عبر وسائل الإعلام أن تحافظ عليه، باعتباره ينفذ اجندتها في المنطقة ويمول الحروب والصراعات ويتآمر على الربيع العربي.
 
شخصية سيكوباتية
 
ووصف القاعود محمد بن سلمان بأنه شخصية سيكوباتية، والسيكوبات في ميزان علم النفس لا يتورع عن اقتراف أي جريمة مهما كانت، وفي هذا السياق تأتي حربه ضد الشعب اليمني تحت مسمى عاصفة الحزم والتي ارتكب من خلالها عشرات المجازر بحق الأطفال والنساء وقصف المدارس والمستشفيات وانتشار المجاعة والكوليرا نتيجة هذه الحرب الشعواء ضد شعب كل ذنبه أنه أطاح بعلي عبدالله صالح.
 
وأضاف: كما لا ننسى أنه حاصر قطر وطالب بإغلاق قناة الجزيرة تمهيدا لصفقة القرن وتطبيع العلاقات بصورة علنية مع إسرائيل، لكن يبدو كما يقول المثل، ليست كل مرة تسلم الجرة، فجريمة خاشقجي أوقعت ابن سلمان في المصيدة. وشدد القاعود على أن صراعات القصر ستزداد كما حدث سابقا في خلع الملك سعود واغتيال الملك فيصل، لأن تأثير جريمة تصفية خاشقجي خلخل كيان الأسرة السعودية، ودفع الأمراء الطامعين في تولي العرش إلى نشر أتباعهم في وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لهم وتسريب أخبار عما يحدث في الكواليس ليشكل ذلك ضغطا على سلمان وابنه.
 
وتابع: أيا ما يكن الأمر فإن معيار اختيار من يخلف سلمان سيكون هو مدى قوة الولاء لإسرائيل، وفي كل الأحوال أرى أن آل سعود بدأت علامات زوال حكمهم الاستبدادي الدموي الديكتاتوري المعادي للحريات والشعوب تظهر. ورأى القاعود ان النظام السعودي نظام وظيفي خدمي يؤدي مهمة معينة، وعندما تنتهي هذه المهمة ستكتب شهادة وفاته كما حدث مع كل الأنظمة الديكتاتورية المشابهة له.

مساحة إعلانية