رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3028

محررة بـ"واشنطن بوست" تكشف أول رسالة من خاشقجي لها ولماذا كان يشعر بالاكتئاب

20 أكتوبر 2018 , 09:16ص
alsharq
الدوحة – بوابة الشرق

قبل ساعات من اعتراف الرياض رسمياً الليلة الماضية، تحت الضغط الدولي وقوة الأدلة، بقتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، كشفت كارين عطية المحررة المسؤولة عن صفحات الرأي في الشؤون الدولية بصحيفة "واشنطن بوست" عن فحوى أول رسالة إلكترونية تلقتها من الصحفي السعودي وسر اكتئابه وحزنه فيما بعد.

وكانت مصادر تركية مطلعة كشفت في وقت سابق لقناة الجزيرة أن عملية قتل خاشقجي بقنصلية بلاده في اسطنبول قد إستغرقت 7 دقائق، وقام مدير الطب الشرعي بالأمن العام السعودي العقيد صلاح الطبيقي بتقطيع جثته، وطلب الطبيقي من زملائه بالإستماع إلى الموسيقى خلال عملية تقطيع الجثة، فيما خرجت الرياض بعد أكثر من أسبوعين على الإنكار برواية يراها المراقبون أنها "ساذجة وغبية"، زاعمة أن خاشقجي قُتل بالقنصلية بسبب شجار واشتباك بالأيدي!

وأعلنت السعودية الليلة الماضية أن "التحقيقات الأولية في موضوع المواطن جمال خاشقجي أظهرت وفاته -رحمه الله- والتحقيقات مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصاً، جميعهم من الجنسية السعودية"، كما أقالت 4 مسؤولين كبار هم أحمد عسيري نائب الاستخبارات العامة من منصبه، وسعود القحطاني المستشار برتبة وزير في الديوان الملكي، واللواء رشاد بن حامد المحمادي مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة، واللواء الطيار محمد بن صالح الرميح مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات.

ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر مسؤول أن الاشتباك بالأيدي أدى إلى وفاة خاشقجي "ومحاولتهم التكتم على ما حدث والتغطية على ذلك"، مضيفاً أن السلطات اتخذت الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة وأنها ستحاسب المتورطين.

 

كما قالت المصادر التركية إن هناك تسجيلات تظهر الإقدام على قتل خاشقجي فور دخوله القنصلية بغرفة القنصل وبحضوره ولم يجر أي تحقيق معه، حيث تظهر التسجيلات تعرض خاشقجي للشتم والضرب وكان يرفع صوته ويتحدث عن محاولة حقنه محاولا منعهم ثم انقطع صوته وتم قتله وطلب الطبيقي بعد ذلك من القنصل مغادرة الغرفة لتكملة عملية تقطيع الجثة.

 

وقالت كارين عطية في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" إنها من أقنعت خاشقجي ليكتب في الصحيفة، كاشفة عن جوانب من شخصية الصحفي السعودي.

وأوضحت، بحسب "الجزيرة نت" أنهم كانوا خلال العام الماضي يرون كثيراً من الأخبار عن تضييق محمد بن سلمان على الناس في السعودية وخارجها، وكان يتم أحيانا اقتباس آراء لخاشقجي في التقارير الواردة حول ما يجري بالمملكة، لكنها لم تشاهد أي مقال كامل له.

وبعد ذلك حصلت عطية على رقم خاشقجي على الواتساب، وتضمنت أول رسالة إلكترونية منه الشكر على دعوتها له للكتابة، لكنه أوضح أنه يتعرض لضغط كبير من أسرته وأصدقائه من أجل أن يلزم الصمت.

وأشارت إلى أن خاشقجي كان حزيناً على منع أفراد أسرته من السفر، وكان سعيداً بالكتابة في الصحيفة ويستعين بمترجمين لإعداد مقالاته باللغة الإنجليزية، كما كان متحمساً لإنشاء قسم باللغة العربية في "واشنطن بوست".

وقال خاشقجي لعطية إن لديهم ما يكفي من الدول الفاشلة في العالم العربي، ولا يريد أن تصبح بلاده هي الأخرى فاشلة، لذلك سيكتب رغم الضغوط التي تدعوه للصمت.

وأشارت إلى أن مقاله الأول اجتذب كثيرا من القراء، وأنهم في الصحيفة تيقنوا منذ تلك اللحظة بوجود قوة لها اعتبارها بين أيديهم، وطلبوا منه الاستمرار في الكتابة وكان سعيداً بذلك، إذ قال إنه على يقين بأن كلماته ستكون أقوى على صفحات "واشنطن بوست"، وكان فخورا بالنشر على صفحاتها.

وذكرت عطية أن لغة خاشقجي الإنجليزية لم تكن جيدة تماماً، فكان يستعين بمترجمين لإعداد مقالاته، مضيفة أنه كان يفكر بالعربية ويكتب بالإنجليزية.

كما كشفت أنه خلال الأسابيع الأخيرة كان متحمساً لإنشاء قسم عربي في الصحيفة، وكان يرسل الكثير من رسائل الواتساب والبريد الإلكتروني ليسأل عن المواعيد.

وقالت إنه أثناء ذلك كتب لها مرة أنه حزين ومكتئب لأن سلطات بلاده منعت أفراد أسرته من السفر وتحاول الوصول إليه.

وأوضحت أنه كان يسافر كثيراً إلى أوروبا، وكانت هي تفكر فيما إذا كان سفره أمراً جيداً له، وتتساءل أحياناً عما إذا كانت هذه الأسفار تتسبب في خلق مشاكل أمنية له، ولم يخطر على بالها أن هذه المشاكل الأمنية يمكن أن تتضمن أضراراً جسدية.

وعندما سألتها "نيويورك تايمز" عن السبب في أن تغريداتها عن خاشقجي بعد اختفائه كانت وفية وصريحة ومثيرة لإعجاب مؤيديه، قالت عطية إنها لا تتذكر وقتاً هزها فيها الغضب والحزن بالمستوى الذي هزها على خاشقجي.

وقالت إذا كانت كلماته في "واشنطن بوست" هي التي عرضته للخطر، فإنها شخصياً تشعر بمسؤولية عما جرى له، موضحة أن شعورها هذا غريب لأنها مجرد محررة، لكنها في الوقت نفسه تشعر بأن دور المحرر هو حماية الكاتب.

وأكدت كارين عطية أن ما جرى لخاشقجي أرهقها نفسياً وتسبب في صعوبة نومها وجعلها منتبهة لقضية الأمن، وتفكر كثيراً "مع من تتحدث" وضرورة تأمين نفسها على الإنترنت.

وقالت إنها بحاجة إلى إجازة لاستعادة توازنها، مضيفة أن أكثر ما يعيد إليها الشعور بالحزن والاشمئزاز بشكل كامل هو تفاصيل القتل والتقطيع.

مساحة إعلانية