اقتصاد

4029

أكبر مزرعة للتمور في العالم.. وعود السيسي أحلام وأوهام

منذ فجر التاريخ ظلت مصر "سلة غذاء العالم" وقد وصفها القرآن الكريم بـ"خزائن الأرض"، لكن حال "هبة النيل" تبدل سوءا بعد حسن، خلال العقود الماضية فتحولت تدريجياً إلى استيراد نحو 70% من غذائها، نتيجة التدهور السريع في الزراعة خاصة المحاصيل الإستراتيجية.

وبعد مرور أكثر من 5 سنوات على الانقلاب العسكري في مصر، وأكثر من ثلاث سنوات على مؤتمر "مصر المستقبل" الذي حشد له ساسة ورجال الاقتصاد، فإن الوعود التي أطلقها عبد الفتاح السيسي بالرفاه والنهضة لا تزال مجرد أحلام لدى المتفائلين، ويراها غيرهم محض أوهام.

واليوم قال السيسي على هامش افتتاح مشروع للصوب الزراعية بمدينة العاشر من رمضان، إنه جار إنشاء أكبر مزرعة للتمور في العالم، مشيراً إلى أنها ستضم 2.5 مليون نخلة لأفخر أنواع التمور، ومن المتوقع ان تنضم هذه المزرعة إلى مثيلاتها من الوعود التي لم ينجز منها شيئًا على أرض الواقع.

ويتساءل المصريون عن الوعود التي ساقها السيسي في خطابه الشهير في الثالث من يوليو 2013 ويتسابقون لمقارنتها بواقعهم المعيش في وقتنا الراهن، فبعد أن أطاح السيسي ومعه المجلس العسكرية، بالرئيس محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب، وألغى الدستور المستفتى عليه، وعين رئيسا مؤقتا للبلاد، قال السيسي إن الجيش ليس راغباً في سلطة، لكنه سرعان ما خلع بزته العسكري وظهرت حملات تطالب بترشحه للرئاسة حتى صار رئيسا في انتخابات غاب عنها الشباب، وشككت منظمات حقوقية في نزاهتها.

كما تعهد السيسي "باتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة"، غير أنه دمج الشباب في السجون، ولم يفرق بين إخواني أو يساري أو شيوعي، وحقق مساواة في الاعتقال بين الجميع، وعلى عكس وعده "ببناء مجتمع مصري قوي ومتماسك لا يقصي أحدا من أبنائه وتياراته، وينهي حالة الصراع والانقسام"، انسد أفق العمل السياسي في مصر وضاعت مكتسبات ثورة يناير، وجرمت المظاهرات وغاب الحديث تماما عن الحريات.

وإضافة إلى ذلك، انتهاك حرمة الدم وإزهاق أرواح آلاف إما في السجون أو خلال فض مظاهرات واعتصامات، كما تعمقت أسباب الانقسام السياسي والمجتمعي، وضربت الخلافات السياسية البيت الواحد، ووصلت إلى مستوى مقلق تمثل في القطيعة بين الجيران وزملاء العمل، بل والوشاية بينهم

وفي حين كان الوعد "وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية"، شهد عصر السيسي إغلاق الفضائيات المعارضة له، وحجب العشرات من المواقع.

وعلى المستوى الاقتصادي، لم تفلح المنح الإماراتية والسعودية في إنعاش الاقتصاد، واختل ميزانه وصار منهكا بعدما أثقلته قرارات السيسي بتعويم الجنيه، وضياع مليارات الدولارات في مشاريع لم تجن أرباحا حتى الآن كتفريعة قناة السويس، وهو الوضع الذي أجبر السيسي على فرض مزيد من الضرائب على المواطنين ورفع أسعار السلع والوقود.

ووفقا لمراقبين فإن اختزال كل السلطات في يد السيسي، وتقزيم دور مؤسسات الدولة كمؤسسة القضاء التي ضرب بأحكامها عرض الحائط، يعد أخطر ما شهده عهد الرئيس العسكري، في حين صادق ليلة عيد الفطر 2017 على اتفاقية نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، في خضم اتهامات لنظامه بالخيانة والتفريط في التراب الوطني.

ويعد حصاد السنوات الخمس لنظام السيسي مخيباً لآمال عدد من مؤيديه قبل معارضيه، وبات الكثيرون ممن التفوا حوله في بداياته يرون أن المبررات التي ساقها للانقلاب صارت من أبرز سياساته الآن.

اقرأ المزيد

15 تريليون دولار لسد الفجوة في تمويل البنى التحتية

قال رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية د. محمد الجاسر إن العالم بحاجة إلى 15 تريليون دولار لسد الفجوة... اقرأ المزيد

156

| 30 أبريل 2024

الين الياباني يقفز مقابل الدولار

ارتفعت العملة اليابانية مقابل الدولار في التعاملات الآسيوية امس، وأشار متعاملون إلى تدخل مكثف لبيع الدولار من قبل... اقرأ المزيد

40

| 30 أبريل 2024

"الصناديق المتداولة" يفصح عن بياناته المالية

أفصح صندوق مؤشر بورصة قطر للصناديق المتداولة عن بياناته المالية للفترة المنتهية في 31 مارس 2024. أظهرت البيانات... اقرأ المزيد

26

| 30 أبريل 2024