رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1286

الشرق تنشر أبرز مائة مقال لجمال خاشقجي : تحاشوا السجن ما استطعتم..(8) 

31 ديسمبر 2018 , 07:30ص
alsharq
الدوحة - الشرق

الطغاة يستسقون من بئر مسمومة واحدة والسجن جزء من أدوات حكمهم

 

تقارير الخارجية الأمريكية السنوية عن حقوق الإنسان مجرد عتاب بدون أفعال

 

ماذا لو فاز بيرني ساندرز عضو الكونغرس اليساري بالانتخابات الرئاسية ؟

 

المصالح تجعل رئيسا يهتم بحقوق الإنسان في دولة ويتجاهلها في أخرى

 

أصحاب المبادئ الدستورية في مصر انهاروا ولحقوا بدبابة الانقلاب

 

شعار الديكتاتوريات "أنا الوطن والوطن أنا" ولا تفهم أن معارضة الحكومة لا تعني خيانة الوطن

 

19 في المائة من الحقوقيين يعانون من PTSD " اضطراب حاد ما بعد صدمة عنيفة "

 

اعتقال الأبرياء لمجرد تخويف بقية الشعب جريمة لا يدركها السياسيون

 

أي حركة سياسية تتبنى قرارات تودي بشبابها إلى السجن هي حركة غير مسؤولة

 

أتمنى أن تتوقف الحركات الإسلامية عن تمجيد السجن وتجربته وأن يبحثوا عن صيغة لا تقود للاعتقال

 

«قل كلمتك وامش»، بهذه الكلمات سطر الراحل جمال خاشقجي أروع كلمات التاريخ ومضى شامخا بين المناضلين، شاهدا على دولة تكون فيها الكلمة الحرة جريمة عظمى، الوقوف على تفاصيل الرحيل المفجع لجمال يؤكد الى أي مدى كانت كلماته قاطعة في حمل رسالة الحقيقة التي بين ثنايا حروفها ما يبعث على الحرية والديمقراطية والكرامة الانسانية، ما يجعلها رسالة خالدة ينبغي أن تسطر لتلهم أحرار العالم في أي زمان كانوا وفي أي مكان، ووفاء له وكفاحه جمع حساب الشهيد جمال خاشقجي 100 مقالة كتبها الراحل مخاطبا عقول أحرار العالم وتنشرها الشرق في حلقات... نشرت هذه المقالة بتاريخ 10 اكتوبر 2018

 

بعد يومين طويلين أمضيتهما في منتدى أوسلو للحرية، في العاصمة النرويجية، الأسبوع الماضي، في ظل موجة حرّ تفوق سخونة معتقلات العالم الجنوبي الذي أتى منه معظم المناضلين "البؤساء" المشاركين، سألت نفسي وأنا أستمع إلى كلماتهم وقصصهم مع معركة الحرية في توغو، كمبوديا، فيتنام، أذربيجان، اليمن، إيران، ليبيا، ومصر... هل ما أسمعه يعزز إيماني بالحرية أم يدعو إلى الاكتئاب؟

 

 

الخلاصة التي انتهيت إليها هي الاحتمال الثاني. المحبط هنا ليس فقط تكرار وتشابه القصص، وكأن الطغاة يستسقون من بئر مسمومة واحدة، وإنما لا مبالاة العالم. الخارجية الأمريكية تصدر كل عام تقريراً عن حقوق الإنسان، وآخر عن حالة الحريات الدينية حول العالم، وقد صدر الأخير الأسبوع الماضي، ولا تقل معلوماته دقة وألماً عما تقوله منظمات حقوق الإنسان المستقلة، ولكنها لم تعد تفعل شيئاً. فقط قليل من العقوبات والعتب. لقد سيّست قضية الحقوق. تتذكر انتهاكات إيران فتوقع عليها أقصى العقوبات وتنسى مصر وزيمبابوي.

 

ماذا لو فاز بيرني ساندرز، عضو الكونغرس اليساري والحقوقي الذي يشبه بخطابه رئيس تونس السابق والمناضل حالياً المنصف المرزوقي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة عوضاً عن دونالد ترامب؟ هل كان سيرفع راية الحقوق؟ أم سيذكّره رئيس السي آي إيه بأن هذا الشعار "سيُضعف حلفاءنا في المنطقة"؟ هل ستتراجع أهمية تحقيق مصالح شركات النفط والأسلحة وتحل محلها أولوية حقوق الإنسان؟ هل يستطيع الطغاة مقاومة يد أمريكا الغليظة؟ لعلهم يستعينون حينها بشعوبهم المغيّبة ويحوّلون كتبتهم إلى مناضلين للوقوف أمام الهجمة الإمبريالية الأمريكية الجديدة. سيناريو يصلح لرواية عالم افتراضي، لا لمقال سياسي أو جلسة بمنتدى أوسلو القادم.

 

التوريث شائع

 

هكذا هي جمهوريات عالمنا. اكتشفت خلال المنتدى أن توريث الحكم شائع في إفريقيا أيضاً وأمريكا اللاتينية، دون أن ننسى جمهورية كوريا الشمالية التي توارثها أب وحفيد رغم أنها "شيوعية ديمقراطية"!

 

إنها المصالح التي تجعل رئيسا يهتم بحقوق الإنسان في دولة ويتجاهلها في دولة أخرى.

 

 

 

ذكرت هذه المفارقة كي أشرح كيف تقهر المصالح والبراغماتية قضايا حقوق الإنسان بغض النظر عن عدالتها، حقيقة بات يدركها كل مَن أمضى ردحاً في مجال المعارضة والحقوق.

 

 

 

تخلى كثيرون عن توقع النتائج العاجلة، ويعملون على المدى البعيد على طريقة "اغرس شجرة لمَن سيأتي بعدك يستظل بها أو يبني منها قوساً ونشاباً"، فتراجع اهتمامهم بالنضال السياسي وباتوا يقدّمون نشر التعليم، التثقيف الذاتي، القيم الديمقراطية، ثقافة احترام القانون، وبالطبع "المبادئ فوق الدستورية"، وهو مصطلح سمعته لأول مرة في مصر عام 2012، إذ طرحها عدد من القانونيين والليبراليين المتخوفين من نوايا الإسلاميين، وعارضها الإخوان الذين كانوا مؤمنين أكثر بقوة الصندوق. ويبدو الآن أنه حتى أصحاب "المبادئ الدستورية" لم يعودوا مؤمنين بصدق بها، إذ سرعان ما انهاروا ولحقوا بدبابة الانقلاب حيث لا دستور يُحترم ولا صندوق ناهيك عن "مبادئ فوق دستورية".

 

أنا الوطن

 

اعتُقلت سيدة معارضة واتهمت بخيانة وطنها وطعنه في الظهر لأنها اعترضت على استضافة بلادها الالعاب الاوروبية بينما تقمع حقوق الانسان. قدّمت الدولة موقفها على أنه ضد الوطن وليس ضد الحكومة. هي بالتأكيد تعشق وطنها، ولكنها لا تحب الحكومة. مَن يشرح ذلك للزعيم وإعلامه الذي يروّج لمفهوم "أنا الوطن، والوطن أنا"؟ إنها مثالية. عاشت عمرها تطالب بسيادة القانون ليكون وطنها لأهله، لا لديكتاتور يحكم شعباً خانعاً له مسبّحاً بحمده، قوماً لا يرون وطناً بدون الزعيم.

 

انتهت المرأة إلى السجن رغم سنها المتقدم، ولحق الشر زوجها أيضاً. انهارت صحتها في المعتقل فأطلق سراحها وزوجها بعد عام ونيف. تعيش الآن لاجئة في هولندا... أكاد أسمع مواطناً يسبّح بحمد زعيمه ليل نهار أو منهزم من الداخل يقول "وماذا استفادت؟". يوماً ما، سيقول آخر بوطن حر، لا يحكمه الابن أو الحفيد، ونحن نتمتع بحريتنا بفضل هذه المرأة.

 

الفكرة الأخيرة تحرّك التسترون، وتعيد التفاؤل، ولكن مجمل المنتدى مثير للاكتئاب. اكتشفت أنني لست وحدي مَن يعاني من الضيق، كنت دوماً أحسبه بسبب فقدان الوطن، والحنين إليه، ولكني اكتشفت خلال محاضرة لاحقة أن 19 في المائة من الناشطين الحقوقيين يعانون من PTSD أي "حالة اضطراب حاد ما بعد صدمة عنيفة" وأن هناك مؤسسة بحثية معنية بذلك وتحاول تطوير أدوية وبرامج علاجية لهذا المرض الذي يدفع بعضهم للتفكير في الانتحار أو الانعزال التام وحتى المخدرات. السياسي لا يدرك مدى الضرر الذي يقع على " ابن الناس" الكاتب، أو إمام المسجد، الصحفي، المثقف، الاقتصادي عندما يلقي به في السجن دون سبب، لمجرد تخويف بقية الشعب، بل حتى في سجن انفرادي لشهرين أو ثلاثة. سيكون ذلك كابوساً يلاحقه حتى لو لم يتعرض لتعذيب قاس عندما يخرج من السجن.

 

أخبرني أحد مَن مرّوا بهذه التجربة أنه فكر بالانتحار مرتين. يكون منشغلاً وسط ناس أو في أوتوبيس مواصلات فيداهمه "فلاش باك" ينقله إلى الزنزانة ومشاعر اليأس والوحدة والخوف التي عاشها.

 

صعوبات التأقلم

 

تذكرت زميلة صحافية استقرت الآن في واشنطن ومرّت بتجربة السجن. لا تكاد تخرج من بيتها رغم أنها الآن في أمان. لم أفهم أسبابها لذلك. ربما ظلمتها واعتقدت أنها تبالغ، كانت تقول لي: "لا استطيع أن أفعل شيئاً. أنا لا أزال هناك". أتفهّم حالها الآن أفضل، وزاد أساي عليها، بعدما جلست مع ريك دوبلن الذي يقود مؤسسة غير ربحية لتوفير علاج لهؤلاء. حدثني عن صعوبات التأقلم التي يعيشونها وسط عدم فهم واقتناع مَن حولهم.

 

تضاءل ضيقي من "الضيق" الذي أستيقظ به أحياناً، بعدما اخترت الغربة والسلامة بعيداً عن الوطن، بالمقارنة مع ما سمعت عن معاناة غيري ممَّن مرّ بتجربة السجن، ولكن زاد غضبي على أولئك الذين يتشفون من "زملائهم" ومواطنيهم الذين تعثر بهم الحظ وانتهوا مظلومين في سجن كئيب.

 

المثقف ليس مجرما

 

أصعب شيء أن تُسجن دون سبب. المثقف ليس مجرماً، لذلك تجده دوماً غير مستعد للسجن. اتصل بي شقيق صديق انتهى إلى السجن في سبتمبر الماضي، بعدما سمح له بزيارته. قال لي: "كسره السجن الانفرادي، لن تعرفه عندما تلتقي به".

 

لمَ تفعل هذا أيها الزعيم بخيرة أبناء شعبك؟ يوماً ما، ستأمر بإطلاق سراح صديقي ورفقته، سيخرجون أحراراً بأجسادهم، ولكن بعضهم سيبقى هناك في السجن، سيلاحقه ذلك الفراغ الزماني الهائل ما حيي. أشعر بالأنانية عندما أكتب الآن "الحمد لله أنني لم أدخل السجن" وأنا أعلم كيف يعيشون الآن في السجن، وأعرف مقدار الحرمان والألم الذي يعيشه أهلهم، والخوف الذي يجثم على مَن حولهم، الأحرار بأجسادهم والمعتقلون بأرواحهم وتطلعاتهم.

 

لا تمجدوه

نحن في زمن بات السجن جزءاً من أدوات الحكم والسيطرة على "العامة". لم يعد يحتكم إلى قانون وأنظمة. بات سلاحاً في يد الزعيم وحزبه وجيشه وطبقته الحاكمة. لذلك أتمنى أن تتوقف الحركات الإسلامية خاصة عن تمجيد السجن وتجربته. لا تنشدوا بعد الآن قصيدة سيد قطب "أخي أنت حر وراء القيود" في جلساتكم السرية المغلقة، هذا إذا كنتم تجرؤون على عقدها حتى الآن. ابحثوا عن صيغة ما للمعارضة لا تودي إلى السجون والمواجهة. أعلم أن هذا من السهل قوله، ومن الصعب فعله، فالسجن في عالمنا ليس إجراء عقابياً أو احترازياً دوماً. إنه جزء من التفاوض السياسي وأدوات الضغط، ومهارات التحكم في العامة.

 

إن أي حركة سياسية تتساهل في قرارات تودي بشبابها إلى السجن هي حركة غير مسؤولة وكذلك معارضو الخارج الذين يحرّضون مَن في الداخل على الغضب والتحرك ومناكفة الحاكم. لذلك أقول دوماً للشباب في بلدي: لا تستمعوا لهم وتحاشوا السجن ما استطعتم، كل ما ستحصلون عليه هو كلمة في منتدى أوسلو للحرية، وقدر كبير من الاكتئاب.      

اقرأ المزيد

alsharq قطر وتركيا.. شراكة استراتيجية ودعم متبادل ورؤى سياسية متطابقة

تأكيدا للعلاقات الأخوية الوطيدة بين دولة قطر والجمهورية التركية والشراكة الاستراتيجية الوثيقة والسعي للدفع بها خطوات للأمام نحو... اقرأ المزيد

380

| 04 ديسمبر 2023

alsharq جوجل تعلن عن تحديث تطبيق خدمة التخزين السحابي درايف في هواتف آيفون

أعلنت شركة جوجلعن تحديث تطبيق خدمة التخزين السحابي /درايف/ لهواتف آيفون وأجهزة آيباد، ليتيح للمستخدمين إمكانية مسح المستندات... اقرأ المزيد

520

| 01 ديسمبر 2023

alsharq العلاقات بين دولة قطر وجمهورية البرازيل.. آفاق واسعة للشراكة والتعاون

تتطلع دولة قطر لتمتين علاقاتها مع الدول المؤثرة عالميا شرقا وغربا، ومنها جمهورية البرازيل الاتحادية أبرز دول قارة... اقرأ المزيد

404

| 30 نوفمبر 2023

مساحة إعلانية