رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3344

د.خالد الجابر لـ الشرق: توجه قطر لبناء ذاتها هو الجانب الإيجابي للأزمة الخليجية

06 يناير 2019 , 07:10ص
alsharq
أبوبكر الحسن

د.خالد الجابر مدير مركز دراسات الخليج الدولى في الدوحة لـ الشرق (2-2)

تبدل الأدوار ودخول لاعبين جدد في السياسة الخليجية أدى إلى تعميق الخلاف

التحكيم الدولي لن يحل الأزمة ولكن يظل أحد وسائل الضغط

الأزمة أسهمت في خلق الوعي وأطلقت دافع الانجاز لدى القطريين

العقدة التاريخية أحد الأسباب الرئيسية في أزمات دول الخليج خلال حقب مختلفة

صفقة القرن ستواجه العديد من التحديات ولن تمر بسهولة

تغير النظرة تجاه القضية الفلسطينية أحد الإفرازات السلبية للأزمة الخليجية               

 

اعتبر د.خالد الجابر مدير مركز دراسات الخليج الدولى فى الدوحة أن قصور النظام الأساسى لمجلس التعاون الخليجى، أحد أهم الأسباب التى أدت إلى تعقيد الأزمة الخليجية الحالية، مؤكدا أن توجه قطر لبناء ذاتها هو الجانب الإيجابى للأزمة الخليجية.

واستعرض د. الجابر في الجزء الثاني من حواره مع الشرق أسباب مراوحة الأزمة الخليجية مكانها، وأسباب لجوء قطر للتحكيم الدولى لمقاضاة الإمارات على خلفية الأضرار المترتبة على الحصار المفروض على الدولة، إلى جانب الدروس المستفادة من هذه الأزمة...

* هل تعتقد أن قصور النظام الأساسى للمجلس فى تحديد خطوط فاصلة ما بين القرارات المشتركة والقرارات السيادية الخاصة بكل دولة هو السبب وراء الأزمة الحالية؟

إحدى الصعوبات التى أدت لتعقيد الأزمة هو الخلط ما بين القرارات المشتركة واحتفاظ كل دولة بسيادة قرارها، وما حدث هو محاولة فرض إرادات سياسية من قبل السعودية وانضمام الامارات لها ساعد كثيرا على ممارسة ضغوط على دول الخليج الأخرى ليتوافقوا معهم، هذه احدى الاشكاليات الكبيرة فالدول الصغيرة بحكم الجغرافيا دائما تشعر أن سيادتها مهددة ودائما تمارس عليها ضغوط.

* ما هى أسباب مراوحة الأزمة الخليجية مكانها لأكثر من عام، رغم أن الجميع خاسرون بلغة الاقتصاد؟

هناك أكثر من سبب، أولا الأزمة بدأت مبكرا فى 2014، وكانت هناك قيادات للمنطقة، تغيرت الآن، ووصلت قيادات جديدة للحكم كما هو الحال فى السعودية، وتوافقت رؤيتهم مع بعض قادة الامارات بأن الفرصة اصبحت سانحة امامهم، لحمل قطر على تبنى أجندتهم وسياساتهم الداخلية والخارجية بشكل كامل، على مستوى إقليمى هم ايضا استمالوا مصر إلى جانبهم، وحاولوا الوصول إلى رئيس اكبر دولة بالعالم وهي الولايات المتحدة عن طريق مستشاريه وأقنعوه بوجهات نظرهم وأزمات وصراعات في منطقة الشرق الاوسط، والرئيس ترامب بحكم ضعف خبرته السياسية اقتنع بوجهة نظرهم، واعتقدوا ان هذه فرصتهم الحقيقية لتحجيم قطر ورهن قرارها السياسى، وكانت لديهم قناعة راسخة بأن حصار قطر لابد أن يؤتى أكله، وستأتى قطر طائعة وتسلمهم جميع المفاتيح ولكنهم صدموا فيما بعد، بعد أن رأوا قطر تشق طريقها بخطوات واثقة.

* لجوء قطر للتحكيم الدولى لتسوية أزمة الحصار، هل هى مقدمة لحل الأزمة ام إحكام عقدتها فى نظرك؟

التحكيم الدولى لن يحل أزمة بهذا التعقيد، ولكن هو أحد وسائل الضغط التى لجأت إليها قطر وقد نجحت فى أن تجعل قضية الحصار دولية، خاصة أن الكثير من الدول الكبرى قد تشعر بتهديد مصالحها مثل دول أوروبا، بريطانيا، فرنسا والمانيا، والتى كان موقفها أصلا واضحا من الأزمة، وكذلك الولايات المتحدة التى وجدت نفسها فى موقف محرج، لأن دول المنطقة تعتبر حليفا استراتيجيا لها ووجود خلافات بهذا العمق قد يؤدى الى زعزعة الاستقرار فى المنطقة.

* ما هى الدروس المستفادة من أزمة حصار قطر بالنسبة للشعب القطرى خاصة، والشعوب الخليجية عموما؟

تسبب الحصار الجائر على قطر فى قطيعة بين الاسر الممتدة فى الخليج، وهذا شيء مؤلم جدا، والتداعيات مازالت مستمرة نظرا لوجود خوف من التواصل بين الأسر المتصاهرة وأصحاب القرابات بسبب قوانين منع التعاطف التى تم إقراراها فى دول الحصار.

الجانب الايجابى للأزمة هو أن قطر توجهت نحو بناء ذاتها فى جميع الجوانب، وربما الجانب الاقتصادى كان هو الأكثر بروزا.

وضمن الدروس المستفادة داخل قطر بدأنا نرى تبنى للرؤية بعيدة المدى سواء فى المشهد السياسى او الاقتصادى والاستثمارى، وأهم جانب من جوانب الأزمة هو أن الانسان القطرى اصبح لديه وعى كبير، بما يدور حوله، واصبح يتابع الأحداث والتطورات بصورة لصيقة.

ولم يقتصر الأمر على توفير الاحتياجات الأساسية، حتى المشهد الثقافى تأثر بالأزمة إيجابا، وقد تفاجأت فى معرض الدوحة للكتاب الأخير بوجود 5 دور نشر قطرية، وإنتاج قطرى يقرب من 50 الى 60 كتابا خلال عام ونصف العام من حصار قطر وهذا الانتاج يعطى مؤشرا على ان الازمة الخليجية اسهمت فى خلق الوعى واطلقت الرغبة فى الانجاز لدى المواطنيين القطريين.

*هل التحالفات التى نراها الآن داخل المجلس (السعودية، الامارات، البحرين)، لديها جذور تاريخية، أم هى تحالفات طارئة؟

العقدة التاريخية موجودة وهي أحد الأسباب الرئيسية في الأزمات التي تعرضت لها دول الخليج في حقب مختلفة، والكتاب الذى اصدره مركز دراسات الخليج الدولى فى الدوحة بعنوان "الأزمة الخليجية" مؤخرا يدور حول هذا السؤال الذى طرحتموه، وقد قام مجموعة من الباحثين بدراسة الازمة الخليجية من جميع النواحى، مع التركيز على قضية اعادة التحالفات، ومن الواضح أن الخليج بعد الأزمة بات مختلفا عما كان عليه الوضع قبل الأزمة، اليوم تركيا موجودة فى الخليج ولها قواعد وتفاهمات عسكرية ليس مع قطر فحسب، بل مع الكويت وعمان وذلك لم يكن موجودا قبل الأزمة وهناك الحديث حول تواجد عسكري وشراء صفقات أسلحة من روسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها وهو الأمر الذي لم يكن بهذه الحدة من قبل.

* هل تعتقد بأن الأزمة الخليجية الحالية تعود فى جزء منها للتغيرات التى حدثت فى قيادات بعض الدول الأعضاء؟

بالتأكيد، هذا أحد أهم الأسباب، فالسياسات دائما وراءها شخوص، وأنا أعتقد انه فى وجود الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) أو فى وجود سعود الفيصل (رحمه الله) كوزير خارجية للسعودية لم نكن نصل إلى ما وصلنا إليه الآن، فهؤلاء القادة نجحوا فى 2014 فى التوصل الى علاج للخلاف الخليجى فى بداياته، ولكن تبدلت أدوار اللاعبين، ودخول لاعبين جدد فى السياسة الخليجية أدى الى تعميق الخلاف، ومن ثم اتخاذ قرار محاصرة قطر.

* هل تعتقد ان للحليف الاميركى المشترك بين الدول الأعضاء أى دور فى تأجيج الازمة وتأخير الحل؟

على عكس من ذلك تصوراتي بان الولايات المتحدة لا تريد تصعيد الخلاف الخليجى، وليس فى مصلحتها القيام بهذا الدور، ولكن هناك مؤسسات مستفيدة من هذا الوضع، واكبر المستفيدين هم لوبى السلاح والمصالح الضيقة ومؤسسات وشركات العلاقات العامة، ولكن يمكن القول إن المؤسسات الاميركية الكبرى والرأى العام الاميركى غير مرتاح لما يحدث ولا يريد أن يرى منطقة أخرى فى الشرق الأوسط تنضم الى بؤرة التوتر والاضطرابات.

* مجلس التعاون كان الأكثر دعما للقضية الفلسطينية فى السابق، واصبحنا نرى الآن خطابا مختلفا بشأن هذه القضية، ما الذى تغير فى رأيك؟

هذا شئ مؤسف، حقيقة أنا حزين للوضع الذى آلت اليه القضية الفلسطينية، للأسف الخليج كان موحدا فى السابق فى دعم القضية الفلسطينية حتى مع وجود الخلافات بين الفرقاء، وربما نعتبر تغير النظرة تجاه القضية الفلسطينية من الافرازات السلبية للازمة الخليجية، فقد اصبحت هناك خلافات حقيقية بالنظر الى القضية الفلسطينية الآن.

واضح ان علاقة دول الحصار مع الرئيس الاميركى ترامب تشوبها مصالح مشتركة، فالرئيس الاميركى يتبنى صفقة القرن، وهم يريدون دعمه ليدعم اجندتهم، وبالتالى فان المصالح والأجندات العلنية والمخفية تضر بالمصالح العربية فى نصرة القضية الفلسطينية، وقد تعلمنا من حركة التاريخ أن عدم وجود تقسيم عادل للحقوق سيؤدى الى اشعال ثورات.

لكن أجزم أن صفقة القرن ستواجه العديد من التحديات ولن تمضى كما كان مخططا لها بسهولة خصوصا أن وسائل الاعلام الدولية فتحت عيونها على ما يدور خلف الكواليس الآن.           

مساحة إعلانية