رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1891

نظام السيسي: قيمة المواطن المصري المتوفي في كارثة محطة مصر 16 الف ريال

28 فبراير 2019 , 07:12م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

80 ألف جنيه (نحو 4500 آلاف دولار .. 16 ألف ريال).. و25 ألفاً (نحو 1200 دولار) للمصابين .. هذه هي مبالغ التعويضات التي قررت الحكومة المصرية صرفها للمتوفين في واحدة من أبشع حوادث العصر التي احترقت بسببها أجساد المصريين وتفحمت تماماً إثر انفجار قطار اصطدم بإحدى أرصفة محطة مصر أمس فخلف أشلاء جثث  وليس حتى جثث تدفن وتكرم .

السيناريو الأكثر تطويراً للتعامل مع الكوارث المتلاحقة على المصريين منذ عهد "مينا نارمر" موحد مصر وحتى الساعة مما ابتدعته "أم الدنيا"، هو صرف التعويضات لأهالي المتوفين والمصابين بعجز ثم المصابين بغير عجز، بجانب محاسبة "المقصرين" الذين لن يخرجوا عن عمال وموظفين صغار أوقعهم شظف العيش وقلة الحيلة والوعود البراقة في الخطأ والتقصير فتناسوا أنهم مسؤولون عن أرواح بشر.

فالموت بين نيران وحديد القطار وإن كان أكثر بشاعة .. هو الموت الذي ينتظر أيضاً على الإسفلت وتحت خرسانات العمارات المتهالكة وبين مكونات الأكل المسرطن والشراب والهواء الفاسدين .. لكن الحكومة المصرية هي من تحدد مبالغ التعويضات وهي من تحدد الآن المقصرين إذ لا مساءلة من برلمان أو قضاء .

في الصباح ومع قليل من الدموع والتأثر وضبط "المكياج" في الحالتين.. تقول وزيرة التضامن المصرية غادة والي: "مفيش حاجة في الدنيا بتعوض حياة إنسان"، مطالبة باعتبار "التعويض" الذي وصفته بـ "الرمزي" مساندة ودعم في توقيت شديد الدقة والصعوبة. . مضيفة: "محدش عارف ظروف الناس إيه، الدولة حاضرة وبتقدم المساندة الرمزية اللي دايما بتكون موجودة ضمن نظام عمل النكبات العامة والفردية".

وفي الليل، يخرج الإعلامي على القناة السعودية المصرية بصيغة عنترية ليحاكم الضحايا ويبعد أية اتهامات عن الزعيم الملهم والقائد الضرورة، قائلاً : "يعنى السيسي هو اللى كان سايق القطر ياظلمة بطلوا افترا وبعدين الرئيس أدى الضحايا تعويضات كويسة لزومها اية بقى الدوشة دى".

لم يكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو من يقود القطار بالفعل .. لكنه أنفق موارد البلاد والمساعدات المليارية الخليجية – بحسب الناشطين – على ما لا ينفع ولا يضرّ، مهملاً تطوير مرافق السكك الحديدية، ومرجعاً ذلك إلى : "ارتفاع قيمة تطويرها".

وما بين الصباح والليل، يستحضر المصريون الوعود البراقة التي بدأت بـ 80 ألفاً وستتلاشى – كالعادة – إلى أقل فأقل فأقل، فالأمر – كما تقول الحكومة – يحتاج إلى إجراء أبحاث لبدء صرف التعويضات التي أقرتها 80 ألفاً للقتلى احتراقاً إن تعرفوا على جثثهم أصلاً و25 ألفاً للمصابين.

وقال رئيس الإتحاد المصرى لشركات التأمين "علاء زهيري"، اليوم، إن غرفة طوارىء "مجمعة التأمين من أخطار حوادث القطارات و المترو و الطرق السريعة " تقوم بحصر ضحايا حادث حريق محطة مصر،  لصرف تعويض فورى قدره 30 الف جنيه لصالح أسرهم والتى يقوم بسدادها شركات التأمين .

ونشب حريق هائل داخل محطة مصر، إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "تنك البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.

وأعلنت وزارة الصحة، عن وفاة 20 مواطنًا وإصابة 43 آخرين في حريق محطة مصر.

ومن 80 ألفاً إلى 30 تختلف المبالغ والوعود التي لن تعوض ذوو الضحايا أبدأ، وشن مغردون مصريون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هجوماً على ما وصفوه بإهمال حكومتهم الذي أدى إلى الكارثة، والتعويضات المخجلة التي أقرتها، مطالبين بمحاسبة المتسبب الحقيقي في الكارثة ممن رفض تطوير السكك الحديدية .

وقال أحد المغردين : " طب تاخدوا انتوا ٨٠ الف و تعيشونا في امان ؟؟" .. وقالت مغردة : "وف الاخر الدوله تطلع لعيلة الضحايا تعويضات ماديه ! هتعمل ايه الفلوس؟ ..هتعوضهم حنان أب ولا اخ ! هتعوضهم وجود الام ! هتعوضهم عن الأذى اللي اتعرضوله.. ازاي بجد؟ حياة الإنسان بقت مقابل شوية فلوس "..!

وقالت زميلتها معلقة : "ده مش العدل ولا القانون .. بكرة أهالى الضحايا يرفعوا قضايا على الحكومة وياخدوا تعويضات بناء على المسئولية التقصيرية للهيئة"..

وقال مغرد : "هي الفلوس بتاعه البلد دي مبتطلعش غير ف تعويضات الضحايا! الالفات دي جت منين ومطلعتش ليه قبل كدا يمكن كانت تحميهم و تعيشهم مستورين"..

وقال مغرد ساخراً : "حادثه حصلت عادى يا جماعه و دا بيحصل فى دول العالم عادى روحوا ناموا و احنا هنصرف تعويضات لأسر الضحايا احنا عارفين انها مش هتعوض وجودهم بس يلا معلش و تحيا مصر 3  مرات"..

ودعا آخر لفتح حساب للجمع تعويضات لأهالي الضحايا .. قائلاً : "أنا شايف أننا المفروض نقيم صوان عزاء كبير لأمواتنا و شهدائنا فى كل محافظة وممنوع أستقبال رئيس الدولة أو أى وزير و مسئول فيه و أن الشعب بس هو اللى ياخد العزاء فى ولاده ويكرمهم ويقدر قيمة دمائهم ويتم فتح حساب لجمع تعويضات مننا بطريقة مباشرة لأهالى الضحايا اللهم ارحمهم"

وقال أحد المغردين : "80 ألف للمتوفى و٢٥ الف للمصاب يا بلاش دول طبعا من فوائد ال ١٠ مليار اللى البيه قالك نحطهم فى البنك بدل منطور السكة الحديد لا بجد بيعة كسبانه يا ريس هندفع بتاع ٥ أو ٦ مليون تعويضات وباقى الفوايد نعمل بيها كنيسة وجامع فى الصحراء علشان نصلى على الضحايا".

وقال آخر : "هتدفعوا تعويضات لمين اذا كان مش عارفين تتعرفوا علي هوية الكثير من الضحايا والمصابين" .. وأشار مغرد إلى كذب الحكومة المصرية وإعلامها قائلا: "هندفع تعويضات لأهالي الضحايا والخبر هيطلع عليه الصبح هيكون اتنسى".

مساحة إعلانية