رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

11643

غادة عويس لـ الشرق: هذا ما حدث في برنامج الاتجاه المعاكس

01 مارس 2019 , 01:45ص
alsharq
هاجر بوغانمي

لا أفهم لماذا كل هذه الضجة حول تقديمي للحلقة

وجودي كان محفزاً لممارسة الحدية في الحوار ومشجعاً للمشكل

أشكر المشاهدين الذين لفتهم التغيير وهذا يعني أن الجزيرة في أفضل حالها

عندما علا صراخ الضيفين شعرت بالحسرة لأنني لا أريد للمشاهد أن يسمع صراخاً فقط

الناس تفاجأوا بتقديمي للاتجاه المعاكس وأنا فوجئت بردود الأفعال

الإدارة لا تفرض علينا شيئاً ومصلحة المشاهد دائماً تنتصر

أشعلت تغريدات للإعلامية غادة عويس عقب تقديمها للحلقة الأخيرة من برنامج "الاتجاه المعاكس" موقع تويتر، في غياب صاحبه الدكتور فيصل القاسم، وضجت المنصة بتعليقات بعضها انتقد خوض غادة عويس لهذه التجربة، بينما اعتبرها البعض الآخر موائمة لشخصيتها القوية، فيما وصفها آخرون بالجرئية والشجاعة، وقال ناشطون إن غادة عويس رسمت الابتسامة على الوجوه عندما اختارت أن توقف حدة التوتر والصراخ بأن قدمت للضيفين قارورتي ماء وشربا، فهدأت الأجواء.

الحلقة ناقشت موضوع "تنفيذ أحكام الإعدامات في مصر وحالات التعذيب في السجون المصرية"، واستضافت للحديث في هذا الموضوع كلا من الكاتب الصحفي محمد القدوسي، المعارض للانقلاب العسكري، والمحامي محمود إبراهيم، المقرب من السلطات المصرية. شهدت الحلقة حالة من التشنج والصراخ الذي لا يخلو منه البرنامج في العديد من حلقاته، خاصة تلك التي تطرح مواضيع حساسة، لكن غادة عويس لم تتحمل صراخ ضيفيها، وعبرت عن ذلك على الهواء مباشرة، مهددة بالانسحاب من البرنامج إذا لم يكفا عن الصراخ.

في لقاء خاص مع (الشرق) أبدت غادة عويس استغرابها لما أثير حول الحلقة، وقالت: أنا لم أفهم لماذا هذه الضجة حول تقديمي للحلقة. البرنامج قدمه زملاء آخرون عندما كانت للدكتور فيصل القاسم ظروف طارئة أو كان في إجازة، وأنا مثلي مثل هؤلاء الزملاء. لم تكن فكرة استبدال د. فيصل بي، بل كان اختياري صدفة مثلما جرى في السابق اختيار زملاء آخرين. الناس تفاجأوا بتقديمي للاتجاه المعاكس، وأنا فوجئت بردود الأفعال، فكان شعورا متبادلا. ربما رأوا غادة في شكل آخر. ربما تغيير الأسلوب أو الشكل يلفت المشاهد الكريم، وبكل الأحوال أنا شاكرة لوفاء المشاهدين الذين لاحظوا ولفتهم التغيير وهذا يعني أن الجزيرة في أفضل حالها، وأن المشاهد وفيٌّ للجزيرة والحمد لله.

وأشارت غادة عويس إلى أن إدارة الجزيرة لا تفرض على مذيعيها شيئا كما أنهم لا يفرضون عليها شيئا، وقالت في هذا الإطار: نحن نتشاور، ويجري اختيار الحل الأنسب حتى لو كنت أنا من طرحته أو أي موظف آخر. نحن ندعم حرية التعبير، وهي موجودة داخل الجزيرة ذاتها، ودائما ما تنتصر مصلحة المشاهد، فإذا كان من مصلحة المشاهد أن أقدمها سأقدمها، وإذا كان من مصلحته ألا أقدمها فلن أقدمها. هكذا نفكر في الجزيرة.

وحول ما إذا كان تقديم البرنامج اختيارا منها أم من إدارة القناة قالت عويس: أنا موظفة في قناة الجزيرة، وإدارتي هي المسؤولة عن توزيع المهمات والأدوار والبرامج والنشرات، وبالتالي الإدارة طلبت أن أقدم الحلقة في غياب الزميل الدكتور فيصل القاسم، لظروف طارئة، فاضطررت لتقديم الحلقة لأول مرة، والبرنامج للزميل فيصل ولديه بصمته فيه، وسيعود إليه، لكن كتجربة كانت صعبة بالنسبة الي لأن الضيفين الكريمين كانا يصرخان طوال الوقت، وهما مصممان من البداية على إثارة مشكل، وكانا يتصرفان بأريحية باعتبار أن البرنامج يسمح بهذا الأداء العنيف.

وأكدت عويس أنها شعرت بأنهما بالغا، حيث قاطعا بعضهما البعض. مضيفة: كل ما يمكن أن يزعج المذيع في أي برنامج، كان مضاعفا عشر مرات أكثر في هذا البرنامج. ولفتت غادة عويس إلى أن د. فيصل القاسم له أسلوبه وطريقته، وخبرته الطويلة في إدارة هذا النوع من البرامج، وقالت: البرنامج هكذا هي صيغته فلا أستطيع أن أعترض، لكنّ همّي كان أن يعرف المشاهد ماذا يحدث، وعندما علا صراخهما شعرت بالحسرة لأنني لا أريد للمشاهد أن يسمع فقط صراخا بل أن يفهم ماذا يحدث. كان عتبي عليهما أنني سأرحل إن لم يتوقفا عن الصراخ بهذه الطريقة لأن المشاهد سينزعج. وأردفت: التجربة كانت مضنية لأن همي كان المشاهد.

 

عناصر أساسية

أشارت الإعلامية غادة عويس الى أن ما يميز "الاتجاه المعاكس" هو أنه مرتبط جدا بمقدمه الذي هو الدكتور فيصل القاسم، والأخير مرتبط أيضا بهذا البرنامج، فهما يتماهيان وأي ضيف يدخل الاستوديو سيتخيل الدكتور فيصل مهما كان المذيع. مضيفة: هناك عدة عناصر تلعب دورا، وموضوع الحلقة كان حساسا جدا، والضيف ليس ضيفا هادئا، فمحمد القدوسي معروف عنه أنه حاد بتعبيره، ومحمود إبراهيم يدافع عن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مهما كلف الأمر، وبالتالي كانت كل عناصر الحدية في النقاش موجودة، وحتى وجودي بالنسبة الى الضيفين هو وجود محفّز لممارسة الحدية في الحوار، وبالتالي كان وجودي مشجعا للمشكل.

وقالت غادة: حاولت أن أقول (انسوا أنني غادة، وانسوا الدكتور فيصل ! ). دعونا هذه الليلة نخفف من حدة الحوار ليس بهدف التخفيف في حد ذاته، ولكن حتى يفهم المشاهد ماذا تقولان، لأن الفكرة لن تصل ولن يفهموا شيئا. أنا شخصيا في أكثر من مرة لم أفهم ما الذي يقوله القدوسي لأن محمود إبراهيم أتى بنية المقاطعة وبالتالي لم يستطع القدوسي أن يثبت فكرته، والعكس صحيح. مشيرة إلى أنها لا تستطيع أن تحجر على الضيف أو أن تلقنه أو تطلب منه شيئا معينا، بل هو لديه كامل الحرية. مضيفة: نحن هدفنا حرية التعبير والرأي والرأي الآخر لكن بطريقة واضحة، وبأسلوب يصل الى المشاهد. لم يكن طلبي أكثر من أن يكون الجواب واضحا وأن يجري الرد على السؤال.

وحول إمكانية تكرار التجربة من عدمه قالت: إدارة الجزيرة تقرر ما يناسبها وعقدي مع الجزيرة يقول إن هذا عمل سواء كان الاتجاه المعاكس أو نشرة أو مقابلة أو حوار.. في النهاية هذا عمل مثل غيره. مضيفة: بالنسبة الي إذا تصرف الضيوف دائما بنفس هذا الأسلوب فإنني لن أكرر التجربة بهذا الشكل لأنه لا يفيد المشاهد. أنا مستعدة أن أشارك بأي أسلوب يفيد المشاهد وكل ما لا يفيد المشاهد إن كنت أستطيع تجنبه سأتجنبه. هذا هو الهدف من كلامي، لكن لو ارتأت إدارة الجزيرة الكريمة أن أكون في هذا البرنامج بهذا الشكل فإنني سأحاول جهدي، ودائما هدفي خدمة المشاهد، وأنا كموظفة في الجزيرة تحت أمر إدارتي التحريرية، وتحت خدمة المشاهد، فإذا رأيت أن المشاهد لم يستفد من عملي أقدم اعتراضي للإدارة وأعرض رأيي وأقول أنتم تكلفونني بمهمة لا تخدم المشاهد فما رأيكم لو نتناقش حولها؟ نحن دائما نتناقش ونتشاور ولا أحد يفرض رأيا على أحد. مؤكدا أنها تحترم رأي الإدارة والإدارة تحترم رأيها.

 

 

 

مساحة إعلانية