رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4138

وفد سعودي إماراتي في السودان والسيسي يتصل بالبرهان وبن زايد في المملكة.. ماذا يحدث؟!

17 أبريل 2019 , 03:17م
alsharq
الدوحة – بوابة الشرق

يبدو أن خطة السعودية والإمارات ومصر لدعم ثورة مضادة في السودان قد بدأت فعلياً على أرض الواقع، حيث توحي التطورات في الساعات الأخيرة بعزمهم على الإسراع في تنفيذ مخطط الإنقلاب على إرادة السودانيين في أسرع وقت ممكن، وقطع الطريق على تقديم المزيد من التنازلات أمام ضغط ووعي الشارع السوداني.

أبرز هذه التطورات، ما أعلنه المجلس العسكري الانتقالي في السودان عن استقبال رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان لوفد سعودي إماراتي مشترك رفيع المستوى، وبالتوازي مع ذلك التقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في الرياض، بينما أجرى الرئيس المصري اتصالاً هاتفياً مع البرهان.

بيد أن اللافت في زيارة الوفد السعودي الإماراتي المشترك إلى السودان، هو التكتم على أسماء وصفات أعضائه، كما أن البيان الذي أصدره الوفد كان بروتوكوليا للغاية وافتقد لأية تفاصيل عن أبرز القضايا التي نوقشت مع الجانب السوداني.

واكتفى المجلس العسكري في السودانبالقول إن الوفد المشترك أعرب عن استعداده لدعم ومساندة السودان وشعبه في هذه المرحلة التاريخية المهمة.

وذكر أن الوفد التقى كذلك الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري وقائد قوات الدعم السريع الذي بحث مع الوفد ما وصفها بالعلاقات المتميزة بين السودان والسعودية والإمارات.

وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان قد كشف أمس الأول عن موقفه تجاه استمرار مشاركة قوات سودانية بالحرب اليمنية التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي، وأكد المجلس الانتقالي أن القوات السودانية المشاركة في الحرب "ستبقى حتى يحقق التحالف أهدافه"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).

وتشير تقارير إلى أن الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان تولى عملية تنسيق إرسال الجنود السودانيين، وأشرف على القوات التي حاربت في صفوف التحالف السعودي الإماراتي، وهو على صلات وثيقة بكبار القادة العسكريين في التحالف بحكم مسؤوليته عن تنسيق الدور العسكري للسودان بالحرب. وفق الجزيرة نت.

** بن زايد في المملكة

وبالتزامن مع زيارة الوفد السعودي الإماراتي المشترك للسودان، استقبل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

وذكرت الوكالة أن بن زايد ناقش "مستجدات الأحداث في المنطقة" مع الملك السعودي بحضور ولي العهد محمد بن سلمان.

وبعد أسابيع من الصمت حيال التطورات السياسية السودانية، أعربت السعودية والإمارات يوم الأحد عن أول موقف لهما بشأن الإطاحة بالبشير، حيث أكدتا دعمها للمجلس العسكري وطالبتا بالمحافظة على "الاستقرار" وتعهدتا بحزمة مساعدات للشعب السوداني.

ومن اللافت أن كل من الإمارات والسعودية سارعتا إلى إعلان دعمهما لحكومة ال رغم أن  معظم دول العالم  ظلت تتابع الأوضاع في السودان  عن كثب وتدعو إلى تسليم السلطة إلى حكومة مدنية تقود الفترة الانتقالية.

** اتصال السيسي

من جهة أخرى، أجرى عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا مع رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن السيسي عبر للبرهان عن دعم القاهرة الكامل لأمن واستقرار السودان، ومساندتها إرادة وخيارات الشعب السوداني في صياغة مستقبل بلاده.

والاتصال المذكور هو أول اتصال هاتفي يجريه السيسي مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني منذ توليه منصبه في 12 أبريل الجاري، حسبما أفاد بيان صادر عن الرئاسة المصرية.

كما أعقب الاتصال الهاتفي،زيارة وفد مصري رفيع المستوى إلى السودان، اليوم الأربعاء، للوقوف على تطورات الأوضاع التي تشهدها البلاد، وفق ما ذكرت وسائل إعلام مصرية.

** خطة تلو الأخرى.. والهدف واحد

ويرى مراقبون أن التنسيق بين العواصم الثلاث "القاهرة والرياض وأبوظبي" يجري على قدم وساق للسيطرة على القرار في السودان، ومن  ثم تكرار نفس النموذج المصري الذي أفضى إلى ديكتاتورية العسكر بقيادة السيسي، حيث تسعى الدول الثلاث إلى تثبيت أركان الجيش في السلطة أملاً في قطع الطريق على قوى المعارضة التي تعارض التدخلات الإماراتية والسعودية والمصرية في مستقبل اليلد التي عانى على مدى عقود من تردي الاوضاع الاقتصادية والسياسية.

كما يرى مراقبون أن نظام أبوظبي هو من يقود خطة الثورة المضادة في السودان، بعد أن أزعجه الحراك الشعبي، فقد كانت في حاجة إلى إلى دعم قوات البشير في اليمن، ولعل زيارته الأخيرة لدمشق تندرج ضمن الأدوار التي يُراد للبشير أن يلعبها، لإعادة صياغة المشهد السياسي بالمنطقة.

وحينما أصبح من المستحيل بقاء البشير في السلطة، حاولت أبوظبي تسويق رجل المخابرات السودانية صلاح قوش لخلافة البشير، حيث كشفت تقارير إعلامية أن الإمارات رتبت لقاءً جمع "قوش" برئيس الموساد الإسرائيلي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، وسعت الإمارات إلى الاستفادة من حالة الزخم الشعبي السوداني المعارض لـ"البشير" واستغلالها للإطاحة به، شريطة أن يكون "قوش" هو البديل.

لكن الشارع السوداني فوت الفرصة على الإمارات وحلفائها حيث أسقط المتظاهرون قوش رجل الإمارات والموساد ومن بعده عوض بن عوف وزير الدفاع السابق الذي تربطه علاقات وثيقة بنظام أبوظبي.

والآن وبعد فشل الخطة الأولى والثانية، تلجأ الإمارات إلى الخطة الأخيرة وهو الالتفاف على إرادة السودانيين ودعم المجلس العسكري الانتقالي في السودان للبقاء في الواجهة ومن ثم تبدأ مرحلة الإنقلاب المضاد على ثورة السودانيين.

مساحة إعلانية