رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1265

أكد أن حملة باطل أوجعت النظام الفاشي

د. سيف الدين عبدالفتاح: التعديلات الدستورية تجعل السيسي أكبر فاشي في تاريخ العسكر

25 أبريل 2019 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

 

نظام السيسي وصل لأعلى مراحل طغيانه وتوج مسيرته بتزوير فاضح

التعديلات ليست إلا تزويراً على دستور مزور من بطانة مزورة

رئيس البرلمان لا يعرف أي معنى حقيقي للدستور ووظيفته ودوره

النظام مارس البلطجة على أصحاب المحلات ليكتبوا لافتات نعم

السيسي لم يلتزم يوماً بأي دستور ولا بأي نصوص

أكاديمي فرنسي: التعديلات الدستورية تؤذن بعودة القوى الرجعية

معركة السيسي ضد الإرهاب لم تنجح رغم حشد 60 ألف مقاتل و335 طائرة

قال الدكتور سيف الدين عبدالفتاح ان معركة التعديلات الدستورية "التعديات" بحسب وصفه، التي خاضها بعض الشباب من خلال حملات عدة توجت بحملة "باطل" أوجعت نظام السيسي الفاشي، ما أدى إلى ملاحقة هذه الحملة، حتى حجبت المواقع التي يتم عليها التصويت فيما يقرب من عشر مرات، مؤكداً أن النظام لم يكن في حالة سعة؛ وكأنه يصول ويجول في ملعب استخفافه بعموم الناس، خاصة بعد أن قام بـ"تعدياته الدستورية"، وعلى رأسه طاغيته الذي لم يلتزم يوما بأي دستور ولا بأي نصوص، بل كانت دائما مهمته وحرفته العبث بالدستور، لتصوره أن طغيانه لا يقوم إلا عليه.

وأوضح في مقال له نشر في موقع "عربي 21" ان النظام الانقلابي ظل يعبر عن هذا الحال من التزييف بما قام به من عمليات تزوير متراكمة لإرادة الشعب بما يتفق مع تورم استبداده وامتداد استخفافه، لافتاً إلى ان نظام السيسي يتوج مسيرته بعمليات تزوير متتابعة فاجعة فاضحة؛ توضح كيف أنه قد وصل إلى أعلى مراحل طغيانه وأقصى حالات استخفافه.

*عملية تزوير كبرى

واشار د. سيف عبد الفتاح إلى أن القاصي والداني قد شهد بضعف الإقبال في العملية الاستفتائية، رغم تلك المهرجانات الزائفة من رقص وطبل وزمر أريد بها تزييف مجمل المشهد الاستفتائي ليواصل النظام الفاشي عمليات تغريره وتمريره وتزويره، مؤكداً أن التعديلات في ذاتها تشكل عملية تزوير كبرى، سواء في النصوص والصياغات، أو في دور المؤسسات، وكذلك تزوير لكل العمليات التي صاحبت هذه "التعديات الدستورية"، والتي تجعل من السيسي أكبر فاشي في تاريخ العسكر، وانه يعبر عن حالة من الاستخفاف منقطعة النظير؛ ومن إخراج عبثي للمشهد الذي يتعلق بالتأبيد والتمديد على نحو فج، لا يقبله عقل أو منطق، ولا يمكن أن تقبله المبادئ الدستورية والقواعد الحاكمة لأي نصوص.

وشدد د. سيف عبد الفتاح على أن السيسي واصل عمليات التزوير المستمرة والمتراكمة، بعد انتخابات رئاسية هزلية جاءت به إلى سدة الحكم، مضيفا: رغم أن التزوير الذي طال تلك الانتخابات الرئاسية، إلا أنه اصر على ان يجعل مدته تطول لمدة عامين آخرين، فتصير المدة ست سنوات بعد أن كانت أربعا، ويطبق ذلك بأثر رجعي، في انتهاك خطير وفاضح لمبدأ قانوني معتبر وأكيد يؤكد على عدم رجعية القوانين، فما بالك بالدستور!.

*برلمان مزور

ووصف د. سيف عبد الفتاح، البرلمان بالمزوَر ورئيسه علي عبدالعال بالشخص المزوِر، وانه لا يمكن أن يمت للعمل القانوني بصلة ولا القواعد الدستورية بأي معنى يشي بالفهم لماهية الدستور أو أهمية نصوصه، حيث إنه يتحرى الكذب ليتناقض في كلامه وتصريحاته ما بين التعديل أو عدم التعديل، ويعود ليقود بعد ذلك مهزلة "التعديات الدستورية"، وكأنه لا يمت لمجال القانون بصلة، ولا يعرف أي معنى حقيقي للدستور ووظيفته ودوره، وربما لا يملك إلا أن ينافق سيده، فهو يعلن، بل ويقسم أن تلك التعديات كانت باقتراح من البرلمان من غير معرفة أو طلب من السيسي الفاشي.

وأكد د. عبد الفتاح أن تلك التعديات تعبر عن حالة خطيرة في تزييف وتزوير كل شيء، معتبرًا التعديلات ليست إلا تزويرا على دستور مزور من بطانة مزورة؛ حيث حشدت الأمور كلها في مجال تعديات وتعديلات مزورة، ولمَ لا وقد عبث قائد الانقلاب بكل مقدرات الوطن، وتنازل عن أرضه، وفرط في موارده، واستخف بعموم الناس، فقتل واعتقل وطارد.

ورأى عبد الفتاح أن النظام مارس البلطجة على كل صاحب عمل أو محل ليكتب لافتة تقول لتعدياته "نعم"، ضمن عمليات تزوير إجبارية فاضحة وتزييف قسري فاضح؛ وهو ما يعتبر مؤشرا على كيف يمكن أن تجري أنظمة فاشية واستبدادية ودولة بوليسية فاشلة عمليات انتخابية أو استفتائية، مشيراً إلى أن الاستفتاء الذي استمر لمدة ثلاثة أيام قد حفل بمشاهد فاضحة في عمليات التصويت.

*فشل النظام

في السياق ذاته، قال موقع المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والإستراتيجية (إيريس) إن "الحياة السياسية في مصر ليست استثناء من الحالة الاستبدادية التي تميز الأنظمة السياسية في العالم العربي والتي أثرت فيها الأجهزة الأمنية بعمق على ممارسة السلطة، مما جعل المؤسسة العسكرية تكتسب أهمية مضطردة حتى أصبحت في قلب اللعبة السياسية وعملية صنع القرار".

وفي تحليل مطول نشره موقع الجزيرة، قال ديديه بيون مدير الدراسات بالمعهد، إن الجيش المصري في السنوات الأخيرة يبدو كسلطة مركزية في صنع القرار، مشيرا إلى أن الحقوق الديمقراطية الفردية والجماعية لم تزل في تقهقر منذ انقلاب 2013.

وخلص بيون إلى أن الإصلاحات الدستورية التي تعزز صلاحيات السيسي والتي لن تسمح لمصر بالتغلب على التحديات الهيكلية التي تواجه البلاد، ربما تقود الى موجة جديدة من الاحتجاج في البلاد.

وقال بيون إن هذا الوضع يعني عودة ما سماها القوى الرجعية التي يمتزج فيها الجيش والعديد من مؤيدي نظام مبارك.

ولاحظ الكاتب الفرنسي أن معركة السيسي ضد الإرهاب لم تكن ناجحة للغاية، واستشهد على ذلك بتدهور الوضع الأمني ​​في سيناء على نطاق أوسع والهجمات الإرهابية المتكررة التي تظهر عجزا نسبيا في أجهزة الأمن، خاصة أن عملية "سيناء 2018" التي بدأت في فبراير 2018 لم تعط النتائج المتوقعة منها على الرغم من الحملة الإعلامية والسياسية القوية ومن حشد 60 ألف عسكري و335 طائرة مقاتلة.

ورأى بيون أن الوضع السياسي يثير عددا من المخاوف وانه لابد من الاعتراف بأن الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالمجتمع المصري والتي كانت هي الأسباب الرئيسية لثورة يناير 2011 لم يتم حلها، إذ يواجه الاقتصاد المصري مشاكل وتناقضات ضخمة لم يعد من الممكن التغلب عليها إلا بإصلاحات هيكلية.

ونبه بيون إلى أن الوضع يزداد سوءا باضطراد، لأن الجهات الأربع التي توفر مداخيل مالية أساسية تقليديا لاقتصاد مصر في أزمة، وذلك بتناقص ما يرسله العمال المهاجرون من السعودية وليبيا، وانخفاض إيرادات قناة السويس بسبب انخفاض الحركة الدولية، إضافة إلى تقهقر عائدات السياحة بشكل كبير وضعف موارد النفط التي لم تعد تفي بالاكتفاء الذاتي من الطاقة.

مساحة إعلانية