رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2909

بعد أن أطاح به ملف حصار قطر.. عادل الجبير يعود بلاءات الاستهلاك الإعلامي

20 مايو 2019 , 12:50ص
alsharq
أحمد إبراهيم

غاب المتلعثم المرتبك وعاد من جديد بمجموعة من اللاءات المزيفة في مضمونها والباطلة في أصلها والمستهدِفة قطر أصلاً منذ أكثر من عامين، عاد عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي ليذكر بنفسه ربما لمن نسي وجوده في عالم السياسة، وليخلط الأوراق بشكل أو بآخر في وقت تشهد فيه الرياض تخبطاً عسكرياً وسياسياً..

كضرب الماء بالماء جاءت لاءات الجبير اتجاه الدوحة بلا جديد ولاودليل، بيد أن توقيتها أتى في مرحلة حرجة من عمر منطقة الخليج الأمر الذي استدعى موقفاً قطرياً قوياً ومباشراً..

يقول وزير الخارجية السعودي السابق: لا نسمح لقطر أن تتدخل في شؤوننا الداخلية، ولا نسمح لقطر بأن تقوم بأعمال تخريبية في بلداننا، ولا نسمح لقطر بأن تدعم التطرف والإرهاب، ولا نريد لقطر أن تجمع الأموال وإرسالها لجماعات إرهابية، ولا تستطيع قطر ان تستمر في السياسات التي تبنتها خلال الـ20 سنة الماضية.. يقول الجبير بعد كل هذه اللاءات: لا نريد ألا الخير لقطر، ونريد لقطر أن تكون دولة مجاورة تعيش معنا في أمن وسلام فتاريخنا واحد ومستقبلنا واحد.

الرد القطري لم يأتي متأخراً فقد أعربت سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، عن استغرابها للاتهامات التي وجهها عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي لدولة قطر.

وقالت سعادة السيدة لولوة الخاطر في تصريح صحفي، إن فحوى تصريحات الجبير كانت من المفارقات المؤسفة، حيث بدأ حديثه بضرورة لم الشمل وتوحيد الرؤى والصف العربي والخليجي، ثم هاجم دولة قطر متسائلة كيف يستقيم الأمران.

وأشارت إلى أن الجبير نسي أو تناسى أن السياسات التي تمارسها الدول الأربع التي تفرض حصارا على دولة قطر منذ أكثر من سنتين هي السياسات التي مزقت الشمل الخليجي، وأحدثت شرخا في العمل العربي والخليجي المشترك، وهي التي تمارس ضغوطا لا على دولة قطر فقط بل على عدد من الدول العربية.

ورأت الخاطر أن الاتهامات التي كالها الجبير لا تعدو أن تكون مفصلة للاستهلاك الإعلامي ولا تستحق الرد.

ولكن لماذا جاءت تصريحات الجبير في هذا الوقت تحديداً؟ فالوزير السابق والذي أطاح به ملف الحصار على قطر وعدم قدرته على تشيكل أي رد فعل قوي اتجاه الدوحة، أتت تصريحاته في ظل مرحلة حرجة تمر بها منطقة الخليج تشير فيها التحركات العسكرية إلى أن شيء ما سيحدث، قبيل استمرار التصعيد على إيران، وهذه جاءت تأثيراتها عكسية على الإمارات والسعودية بتخريب السفن في ميناء الفجيرة وقصف العمق السعودي بطائرات الحوثي المفخخة والمسيرة الأمر الذي جعل الرياض في زاوية الاتهام الشعبي لعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها من مجموعة مسلحة تقبع في خاصرتها الرخوة (اليمن).

وهذه ربما سياسة المملكة المعتادة وخاصة بعد أزمة حصار قطر، حيث صنعت الدبلوماسية السعودية من قطر غول لتشتيت الشارع السعودي عن أزماته الداخلية  فلا قطر إرهابية ولا هي من يزعزع استقرار المنطقة، ولا هي الدولة التي تشكل تهديداً للأمن القومي لجيرانها، ولا لقطر علاقة بهجرة الدلافين الزرقاء من شواطئ الواق الواق.

فمن أخرج أزمة الحصار وما يتلوها من تصريحات مثيرة في مواقيت معينة، يعلم دائماً أن اختيار توقيت هذه التصريحات مدروس بشكل يتوافق مع الأزمات الداخلية السعودية الأمر الذي  يتطلب وجود "جار" يشغل الناس والدنيا ويفرغ عقولهم وأوقاتهم لمتابعة قضية الحصار ومنع حجاج قطر من الحج بإسلوب النفخ والتكبير والتعظيم للقضية، ليلتف هو أي صانع التصريحات النارية على شعبه وإعلامه لينشغل بها الناس والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

مساحة إعلانية