رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3051

إقبال غير مسبوق على الاصطياف بعد القضاء على التلوث

حلول قطرية جذرية أعادت الحياة إلى بحر غزة

17 يونيو 2019 , 07:30ص
alsharq
غزة – محمد النعامي

تكتظ سواحل قطاع غزة هذه الأيام بالمصطافين من أهالي القطاع، بعد أن عزفوا عنه خلال الأعوام الأخيرة ، حيث عانى الغزيون طويلا من تلوث بحر غزة ، في الوقت الذي يمثل فيه هذا البحر المتنفس الوحيد لأهالي القطاع المحاصر، وتسببت أزمة الكهرباء الخانقة في زيادة نسبة التلوث في البحر لـ  70% نتيجة لضخ مياه الصرف الصحي دون معالجتها في مياه البحر، واشتدت أزمة التلوث بشكل كبير خلال العامين الماضيين مع العقوبات المفروضة على غزة، حيث اكتظت المشافي بالعديد من الحالات المرضية، وبالأخص الأمراض الجلدية نتيجة الاصطياف في المياه الملوثة والمليئة بالجراثيم.

وفي ظل هذه الأزمة الخانقة التي تزيد من معاناة أهل القطاع تدخلت دولة قطر  لوضع حلول جذرية والتخفيف على سكان القطاع، فقامت بخطوات كبيرة لحل أزمة الكهرباء، وخصصت ما قيمته 120 مليون دولار لتشغيل محطة الكهرباء، وبالتالي تشغيل محطات التحلية والمعالجة المسؤولة عن معالجة مياه البحر ، حيث أثرت المنحة التي بدأت خلال شهر نوفمبر الماضي وحتى اليوم بمعالجة مياه الصرف الصحي وتخليص الشواطئ من التلوث جزئيا.

وأنجزت بلدية غزة مشروع مد محطات معالجة مياه الصرف الصحي على شاطئ بحر بغزة بخط كهربائي دائم، بدعم من دولة قطر، حيث قامت اللجنة القطرية بمنح تمويل لمد خط ضغط عال من الكهرباء على طول شارع رقم 10 وشارع الرشيد، لتزويد محطات المعالجة على البحر بكهرباء دائمة إضافة لمصدر الكهرباء من الشركة، وهو ما مكن البلدية من معالجة مياه الصرف الصحي ومنع وصول المياه عادمة إلى الشاطئ والتي تعمل على تلويثه.

ومن جهته، يقول مراقب سواحل المنطقة الوسطى في قطاع غزة، عبد الله أبو مزيد في حديث لـ "الشرق": إن موسم الاصطياف لهذا العام هو الأكثر إقبالا خلال السنين الأخيرة، حيث سجلت الأيام الأولى للموسم إقبالا غير مسبوق من سكان القطاع على القدوم للبحر وهو مؤشر إيجابي لموسم ناجح هذا العام.

ويرى أبو مزيد أن سبب الإقبال الكبير على بحر غزة هو اقتناع سكان القطاع بانخفاض نسبة التلوث في البحر بعد عودة الطاقة الكهربائية لطبيعتها منذ عدة أشهر، وتشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي الواردة للبحر، وهو الأمر الذي لم تكن عليه الشواطئ خلال الأعوام الماضية، ولم يحصل إلا بعد المنح القطرية التي أعادت انتظام الكهرباء.

ويضيف :" هذا العام لاحظنا ازدياداً في عدد الاستراحات البحرية التي فتحت أبوابها للمصطافين، وهو على خلاف الأعوام الماضية، حيث تسبب التلوث في الأعوام الماضية في انخفاض عدد المصطافين بشكل حاد، وهو ما نتج عنه خسارة هذه الاستراحات وامتناعها عن فتح أبوابها، ولكن هذا العام مختلف تماما، حيث عادت الاستراحات للعمل، ونأمل أن تستمر جهود مكافحة التلوث البحري سارية حتى يستمر أهالي القطاع في الاستمتاع بالمتنفس الوحيد بالنسبة لهم ".      

ولا يعتبر هذا هو الجهد القطري الوحيد في مواجهة أزمة تلوث البحر، حيث أجرى الهلال الأحمر القطري عددا من المشاريع الكبرى الهادفة لإنهاء التلوث في بحر غزة، وأتت هذه المشاريع على شكل دعم لمحطات المعالجة والتحلية ودعمها بما تحتاجه من أجهزة ومعدات.

وخلال الأعوام الماضية حرمت أزمة التلوث معظم سكان القطاع من الاصطياف،  واقتصر على الأغنياء منهم، الذين يستطيعون استئجار الشاليهات وزيارة المنتجعات، وهو الأمر الذي يستعصي على أغلب سكان القطاع في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها القطاع، ولكن مع التدخل القطري بات الاصطياف متاحاً لكافة سكان القطاع.           

مساحة إعلانية