رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1663

قرار أمريكي مفاجئ بشأن وزير الخارجية الإيراني قبل زيارته للولايات المتحدة

12 يوليو 2019 , 10:44ص
alsharq
الدوحة – بوابة الشرق

قبل أسبوع من زيارته المتوقعة للولايات المتحدة الأمريكية لحضور اجتماعاً وزارياً في الأمم المتحدة، كشف مصدران مطلعان لوكالة رويترز عن قرار أمريكي مفاجئ بشأن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وذكر مصدران مطلعان، أمس، أن الولايات المتحدة قررت ألا تفرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الوقت الحالي، وذلك في علامة على أن واشنطن ربما تترك الباب مفتوحاً أمام الدبلوماسية.

ولم يعط المصدران أسباباً معينة للقرار الذي جاء بعد شهرين من زيادة التوتر بين البلدين بسبب هجمات على ناقلات نفط في الخليج تنحي واشنطن باللائمة فيها على طهران، وإسقاط إيران طائرة أمريكية مسيرة مما دفع الرئيس دونالد ترامب إلى إصدار أوامر بتوجيه ضربات جوية انتقامية قبل أن يتراجع عنها في اللحظات الأخيرة.

ومن المتوقع أن يحضر ظريف اجتماعاً وزارياً في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل بشأن أهداف التنمية المستدامة، والذي يهدف للتصدي لقضايا منها الصراع والجوع والمساواة بين الجنسين والتغير المناخي بحلول 2030.

ولكي يقوم ظريف بالزيارة فإنه سيتعين على الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول، وهي علامة أخرى على أن واشنطن ترجئ العقوبات في الوقت الحالي.

وكان وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين قال في 24 يونيو أن ظريف سيوضع على قائمة سوداء في ذلك الأسبوع، وهو موقف علني غير مألوف لأن الولايات المتحدة عادة لا تكشف مسبقاً عن تلك القرارات لمنع أهدافها من نقل أصول خارج الاختصاص القضائي الأمريكي.

ومن شأن إدراج كبير المفاوضين الإيرانيين على القائمة السوداء أن يكون أيضاً خطوة غريبة لأنه قد يعرقل أي مسعى أمريكي لاستخدام الدبلوماسية لحل خلافاتها مع طهران بشأن برنامج إيران النووي واختباراتها الصاروخية وأنشطتها في المنطقة.

وأمس أعلنت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن بلادها تبحث عن حل سلمي مع إيران، مضيفة في تصريح لها اليوم بثه راديو "سوا" الأمريكي، إن واشنطن طلبت من إيران عبر "أصدقائها" وقف ما أسمته "استفزازاتها وأعمالها الترهيبية".

    

وكانت أوساط الرئاسة الفرنسية كشفت اليوم أن المستشار الدبلوماسي للرئيس إيمانويل ماكرون الذي التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني،الأربعاء، يسعى للتوصل إلى "تهدئة" سياسية في غمرة التصعيد بين طهران وواشنطن، مشيرة إلى أن "فرنسا تريد استطلاع سبل حوار حول مجمل المسائل، بينها مستقبل الاتفاق النووي الإيراني بعد 2025"، فيما اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران أمس بتخصيب اليورانيوم سراً ولفترة طويلة، محذراً من أن العقوبات الأمريكية ستزيد قريباً.

وقال أحد المصدرين المطلعين لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته "الحكمة سادت. نرى.. الأمر ليس مفيداً بالضرورة"، مضيفاً أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو كان قد عارض إدراج ظريف على القائمة "في الوقت الحالي".

وفي مؤشر على مدى اقتراب واشنطن من اتخاذ إجراء ضد ظريف، وزعت وزارة الخزانة الأمريكية في أروقتها مسودة بيان صحفي يعلن العقوبات على الوزير الإيراني.

وسئل متحدث باسم وزارة الخزانة عن سبب عدم فرض عقوبات على ظريف حتى الآن فأشار إلى قول مسؤول كبير بإدارة ترامب للصحفيين يوم الثلاثاء "نبحث قطعا سبلا مختلفة لفرض عقوبات إضافية على طهران. وزير الخارجية ظريف شخصية مهمة بالتأكيد وسنطلعكم على المستجدات... عندما تتوفر لدينا معلومات أخرى".

ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلب للتعليق على القرار.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة مورجان أورتاجوس اليوم الخميس إن واشنطن تريد حلاً دبلوماسياً وكررت تعليق ترامب بأنه مستعد للقاء إيران "دون شروط مسبقة".

وأضافت للصحفيين "نسعى لحل دبلوماسي... طلبنا من حلفائنا أن يطلبوا من إيران تهدئة الوضع لا أن تتحرش بحلفاء أمريكا أو بمصالحهم ولا أن ترهب المنطقة."

ولم يفصح منوتشين عن العقوبات التي ستفرض على ظريف. وكان في اليوم الذي تحدث فيه يدلي بإفادة للصحفيين بشأن العقوبات الأمريكية التي استهدفت منع الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي من الوصول إلى النظام المالي الأمريكي أو الأصول الخاضعة لاختصاص الولايات المتحدة القضائي.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت في الرابع من يوليو عن ظريف قوله في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه ليس لديه أي ممتلكات أو حسابات مصرفية خارج إيران. وقال "لذلك ليس لدي مشكلة شخصية مع العقوبات المحتملة".

وقال ترامب إنه منفتح على التفاوض مع إيران. بيد أن مسؤولين أمريكيين سابقين قالوا إنه لا يوجد مؤشر على اهتمام إدارته بالمحادثات إلا بعد قبول إيران بالشروط الأمريكية.

وتشمل تلك الشروط مثلما أوضح بومبيو العام الماضي إنهاء طهران تخصيب اليورانيوم، وهو عملية يمكن من خلالها إنتاج مادة انشطارية لصنع قنابل نووية، وتمكين مفتشي الأمم المتحدة من الوصول الكامل إلى مواقع في أنحاء البلاد وإطلاق سراح مواطنين أمريكيين محتجزين في إيران وانسحاب القوات الإيرانية من سوريا.

وقال المسؤولون السابقون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن قرارا بعدم معاقبة ظريف قد يلمح إلى رغبة واشنطن في الحفاظ على خيار الدبلوماسية وإن كان بعيد الاحتمال في الوقت الحالي.

مساحة إعلانية