محليات

6575

علي الهاجري يروي تجربته مع الإرادة والتحدي في صالون سعد الرميحي الثقافي

طموح الإنسان لا يتوقف عند مرحلة عمرية محددة

أشكر الأستاذ شاهين بن عبد الرحمن الكواري لأنه أيقظني من نومي           

اقرأ أيضاً

وفد قطري يشارك في مفاوضات القاهرة بين الاحتلال وحماس 

Emerald Maldives Resort & Spa… ملاذ الباحثين عن الرفاهية المطلقة

بريطانيا تفرض عقوبات على مستوطنين وجماعات إسرائيلية بسبب عنفهما غير المسبوق على الفلسطينيين

استضاف الصالون الثقافي للإعلامي سعد الرميحي رئيس المركز القطري للصحافة، مؤخرا، علي بن سلطان الهاجري، قاهر المستحيل، بعد أن بلغ 21 عاما ولم يكن دخل المدرسة قط، فقد تحول من راع للإبل الى كبير مدققي الحسابات المالية في الشركات والمؤسسات، وأصبح أول قطري ينال شهادة المحاسب القانوني من CPA جامعة إلينوي، حيث حصل على بكالوريوس في المحاسبة من جامعة تكساس اوستين الأمريكية.

 حكى علي بن سلطان الهاجري تجربته بزهو أمام الحاضرين حيث قال: "كنت راعيا للإبل مع خالي الشاعر سلطان بن علي الهاجري حتى بلغت من العمر 21 عاما، فطلب مني خالي أن أبحث عن وظيفة، وأبتعد عن رعاية الإبل والأنعام، وكانت هذه الشرارة التي ألهبت خيالي نحو عمل آخر يواكب المدنية والتطور". مضيفا: "ذهبت الى مؤسسة قطر للبترول، وأُلحقت بوظيفة عامل في رأس أبوعبود، ثم جزيرة حالول. كنت أعمل يوميا حتى أصابني دوار البحر والإرهاق الشديد، فذهبت الى الأستاذ شاهين بن عبد الرحمن الكواري وكان وكيلا مساعدا في وزارة الإعلام، وطلبت منه وظيفة، لكنه سألني قائلا: ما شهاداتك ومؤهلاتك الدراسية؟ أحسست بأن الأرض انشقت وابتلعتني، لأني كنت أبلغ من العمر 21 عاما ولم أذهب الى المدرسة أبدا. وأشكر الأستاذ شاهين الكواري لأنه أيقظني من نومي.

 ويرى علي الهاجري أن طموح الانسان لا يتوقف عند مرحلة عمرية محددة، فقد خرج من مكتب الوكيل المساعد لوزارة الإعلام لا يندب حظه، بل متشبعا بروح التحدي التي غرسها فيها شاهين بن عبدالرحمن: البحث عن المؤهلات بالجهد الذاتي والمثابرة.

وتابع: كان لابد من الالتحاق بفصول محو الأمية (للكبار الذين فاتهم قطار التعليم في الصغر)، وبالفعل دخلت اختبارات محو الأمية، بنظام السنوات الأربع ابتدائي ونجحت، ثم واصلت تعليمي في الإعدادية، وانتقلت بعدها الى الثانوية حيث درست الصف الأول والثاني والثالث ثانوي في ابوظبي، وحينما أردت الالتحاق بجامعة قطر بشهادة الثانوية أُبلغت بأن ثانوية أبوظبي للعمل والتوظيف وليست للدراسة في الجامعة، فالتحقت بالصف الثالث الثانوي في قطر بعد مقابلة مع عبد العزيز بن تركي وزير التربية والتعليم حينذاك، وكان بين الالتحاق ببرنامج محو الأمية وامتحان الشهادة قرابة الشهرين و13 يوما فقط، وبحمد الله نجحت.

وأضاف الهاجري قائلا: الطريف أن الكثيرين في قطر للبترول يطلقون علي (البدوي الفاشل)، توصيفا لكوني لم أدخل المدرسة إطلاقا، ويشاء السميع العليم أن يكون في قطر للبترول شخص أمريكي اسمه جون شناوتز استقدمه علي الجيدة ليؤسس مركز تدريب، وعرض علي البعثة في أمريكا، وقال لي إنه غير مسموح لي بالالتحاق بالجامعة في أمريكا إلا إذا كنت أجيد اللغة الإنجليزية. دخلت في تحد، وتعلمت الإنجليزية لأني كنت أسابق الزمن لقهر ظروف التعليم في عمر متأخر.

 يضيف علي بن سلطان الهاجري قائلا: "حصلت على شهادة التخرج من جامعة تكساس اوستين في المحاسبة، ثم على الزمالة لأكون أول قطري يحصل على صفة المحاسب القانوني، ثم عملت مع شركة برايس وواترهاوس في أمريكا لمدة سنتين وهي احدى أكبر أربع شركات التدقيق في العالم. عندما عدت الى قطر طلبوا مني في مؤسسة قطر للبترول العمل كمتدرب في تدقيق الحساب الداخلي لمدة خمس سنوات، وكانت صدمة بالنسبة لي بعد الحصول على زمالة المحاسبين القانونيين، لكني توجهت للعمل مع اكسون موبيل لمدة ثلاث سنوات. ثم جاءت المكرمة الكبرى من الوالد حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهي تاج فوق الرؤوس، للعمل كمدقق عام لوزارة الدفاع. وقد كنت وما زلت سعيدا بهذه المكرمة.

 ويرى علي بن سلطان الهاجري أن مفهوم مدقق الحسابات ليس واضحا عند كثير من قيادات الشركات والمؤسسات، لأن المدقق لابد أن يكون خارج سلطة القيادة، لأنه يحاول اكتشاف خفايا التحايل واللعب بالموازنة، ومن هنا كان عليه عدم الاستجابة لتلك الوصاية، والاستقلالية، خاصة مع الحساب الختامي أمام الجمعية العمومية والرأي العام.

تحدث علي بن سلطان الهاجري عن قصة تخليه عن راتب كبير ومغر مقابل مبدأ في الحياة حين كان يعمل في إحدى الشركات المساهمة في قطر بوظيفة رئيس التدقيق الداخلي للشركة، حيث اصطدم بمبدأ مضاد فقدم استقالته، وألف هذه الأبيات:

قالوا علامة ما جلس بالوظيفة:

 راتب كبير وجاه وشبه يخليه.

وجوابنا لأهل النفوس الضعيفة:

 اللي مبادئها على المال تبنيه.

رجل بلا مبدأ حياته كسيفة:

 ولا خير في شخصٍ يخلي مباديه.

 (سواء رجل أو امرأة)

وكان علي بن سلطان الهاجري احتفى مؤخرا بكتاب قيّم له يحمل عنوان "في وجه الشمس"، صدر مؤخرا، ويتناول تجربته التي تحدث عنها.             

أخبار ذات صلة

مجلس رؤساء الأمم المتحدة يعرب عن امتنانه لسمو الأمير ويشيد بجهود الوساطة القطرية

فعالية ثقافية واجتماعية وترفيهية احتفاء بالعمال في يومهم العالمي