رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1333

د. عبدالله النعمة: الأمراض المزمنة لها تبعات اقتصادية ومجتمعية خطيرة

04 أغسطس 2020 , 06:20ص
alsharq
الدوحة - الشرق

 الأمراض المزمنة هي التي تكون في اغلبها صامتة لا يعرف أصحابها ان الداء قد اصابهم ولا ينتبه المريض لها إلا بعد بدء حدوث المضاعفات، حيث ان الأمراض المزمنة تعد مشكلة عالمية، وهي سبب وفاة عشرات الملايين سنويا، وما زالت الأرقام في تصاعد بسبب التغيير في أنماط السلوك الغذائي والنشاط الحركي لجسم الا نسان.

وتشكل الأمراض المزمنة في العالم تحديا لصناع القرار وواضعي الاستراتيجيات الصحية والطبية، لأن علاجها عادة يمتد طوال عمر الشخص وليس لفترة معينة، فمثلا عادة يحتاج مريض ارتفاع ضغط الدم إلى المواظبة على العلاج إلى آخر عمره.

وقال الدكتور عبدالله النعمة مدير مركز روضة الخيل الصحي واستشاري اول طب الاسرة عن تعريف الامراض المزمنة انها مجموعة من الأمراض التي تسمى أيضاً الأمراض غير المعدية، وهي أمراض لا تنتقل بالعدوى من شخص لآخر وتأخذ في العادة إصابة الشخص بها وتطورها فترة طويلة ضمن عملية بطيئة نسبياً، وتشمل الأمراض المزمنة أربع مجموعات رئيسية، وهي: أمراض القلب مثل السكتات القلبية والدماغية، وارتفاع ضغط الدم والسرطان بأنواعه، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الأزمة والانسداد الرئوي المزمن وكذلك داء السكري، والامراض المزمنة تكون في جزءا منها وراثية، والجزء الاخر يتعلق بنمط الحياة عند المصاب او الأقرب عرضة للإصابة مثل قلة الحركة والنشاط والغذاء الصحي والسمنة.

واضاف ان اهم أساليب الوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة هو الوعي الصحي والثقافة الصحية والسلوك والعادات الغذائية ومدى النشاط البدني والحركة وهي كلها مجتمعة ان التزمنا بها حافظنا على سلامة أبداننا وان اهملناها نكون عرضة لهذه الامراض المزمنة الوراثية وغير المعدية.

واكد على ان علاج الامراض المزمنة مكلف جدا خاصة امراض السرطانات وتكون في أوقات كثيرة عبئاً على المنظومة الصحية التي توفر هذه العلاجات للمرضى والمصابين برسوم منخفضة ورمزية أو تكون بدون مقابل مادي في الكثير من الاحيان.

مصدر الخطر الحقيقي

وأضاف الدكتور عبدالله عبدالرحمن النعمة مدير مركز روضة الخيل الصحي ان العوامل التي تشكل خطرا حقيقيا على أصحاب الامراض المزمنة تكمن في عدم الالتزام بالتعليمات الصادرة عن طريق المستشفى او الطبيب المسؤول عن المريض، وذلك بالابتعاد عن بعض الأمور مثل التدخين، الشيشة والسويكة وغيرها، وعدم الانتظام بأخذ العلاج والخطة العلاجية أو الالتزام بالجرعات المناسبة وعدم حضور المواعيد الخاصة للطبيب وكذلك عدم ممارسة الرياضة بانتظام وعدم التقيد بالغذاء الصحي المناسب وأيضا ارتفاع مستوى السكر في الدم، ارتفاع ضغط الدم وايضا ما يحدث من تململ المريض من أخذ العلاج لفترات طويلة مما يؤدي إلى ترك العلاج أو عدم أخذ العلاج بانتظام وهناك عامل مهم أيضا وهو زيادة الوزن او السمنة أو البدانة واخر العوامل الرئيسية ارتفاع مستوى الدهنيات في الدم.

الآثار السلبية على المجتمع

وحول الاثار السلبية المترتبة على أصحاب الامراض المزمنة وعلى المجتمع نفسه قال الدكتور النعمة انها تكمن في خسارة الأمة للأيدي العاملة نتيجة الوفيات المبكرة والاعاقة الناجمة عن الأمراض. ولا يمكن تجاهل تكاليف الرعاية الصحية للأمراض المزمنة حيث تضع ضغوطاً على ميزانيات الدول خاصة مع استفحال المرض وتطور مضاعفاته وهناك امر هام جدا وهو خسارة الأسرة المعيل، مما يؤدي إلى آثار سيئة على الأسرة اقتصادياً وتربوياً.

واوضح حول نفس الموضوع ان استراتيجية المؤسسة للترصد للأمراض المزمنة هو الكشف المبكر عنها في مراحلها المبكرة قبل تطورها، وكذلك علاجها، وذلك بإنشاء عيادات للأمراض المزمنة وطب الأسرة والفحص المبكر عن سرطان الثدي والأمعاء، وعيادات الإقلاع عن التدخين، وعيادات تغيير نمط الحياة، وكذلك توفير قسم للمعافاة بحيث يتم تشجيع المرضى على الحركة والنشاط.

رعاية كاملة للأمراض المزمنة

وعن الخدمات النوعية او الرعاية الخاصة التي تقدمها مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لهذه الفئة قال ان الخدمات موجودة وتقدم لهم بشكل دوري مبرمج وعلى اعلى المستويات مثل اخصائية التغذية التي تقدم خدمة الغذاء الصحي المناسب لكل مريض، وكذلك وجود المثقف الصحي الذي يوجه المريض ويزوده بالأوراق والكتيبات المناسبة، وكذلك إمكانية تحويل المريض لبعض التخصصات الطبية الموجودة في المركز مثل العيون، الجلدية، أذن وأنف وحنجرة، الفحص المبكر لسرطان القولون والثدي، والدعم النفسي، وذلك ضمن خطة العلاج التي يتلقاها المريض في المراكز الصحية.

وحول النصيحة التي يمكن تقديمها للمرضى وأخرى لمن هم معرضون لمثل هذه الامراض قال انه من المهم جداً لكل مريض وكذلك للمعرضين لهذه الأمراض التثقيف الصحي، وكذلك الاهتمام بالغذاء الصحي المتوازن وممارسة الرياضة بانتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميا. والحرص على الفحص المبكر وخاصة من يمتلكون تاريخا عائليا مع المرض مثل السكر ونكرر التحذير والابتعاد عن كل ما يضر الجسد مثل التدخين والشيشة وغيرهما.

مساحة إعلانية