رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1969

أردوغان: قطر وتركيا ترتبطان بعلاقات استراتيجية ونشعر بسعادة كبيرة لتجاوز الدوحة للحصار

08 أكتوبر 2020 , 08:30م
alsharq
الدوحة - قنا

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قطر وتركيا ترتبطان بعلاقات استراتيجية تاريخية ومتجذرة، في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية، وفي مجال الصناعة والدفاع والأمن.

وقال الرئيس التركي، في مقابلة شاملة مع صحيفة "بنينسولا" القطرية الناطقة باللغة الإنجليزية نشرت اليوم، إن دولة قطر والجمهورية التركية بلدان شقيقان، وتربطهما علاقات تاريخية متميزة، مضيفاً: "لدينا علاقات استراتيجية في مجموعة واسعة من المجالات، تمتد من الاقتصاد والصناعة والدفاع والأمن إلى الاستثمار والطاقة. لقد وقعنا حتى الآن أكثر من 50 اتفاقية ضمن عمل اللجنة الاستراتيجية العليا التي تأسست عام 2014. وعقدنا الاجتماع الخامس للجنة بتاريخ 25 نوفمبر 2019 في الدوحة".

كما تحدث الرئيس التركي عن القوة المشتركة بين تركيا وقطر قائلاً إنها تمثل رمزاً للأخوة والصداقة والتضامن والإخلاص بين البلدين، مشيراً إلى "الدعاية السلبية" عن القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، قائلاً إن تلك المزاعم لا أساس لها من الصحة، وإن "الوجود العسكري التركي يخدم الاستقرار والسلام ليس فقط في قطر بل في الخليج كله".

وفي الشأن الاقتصادي، قال الرئيس أردوغان إن تركيا توفر للمستثمرين القطريين فرصاً جذابة في مجالات استثمارية كثيرة مثل العقارات والتكنولوجيا والدفاع والاتصالات، مشيراً إلى أن الصادرات التركية إلى قطر ارتفعت بنسبة 10 في المئة خلال العام الماضي. وقال: "هناك 500 شركة تركية تعمل في قطر حاليا، وشركات المقاولات التركية تولت تنفيذ مشاريع في قطر قيمتها الإجمالية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار".

وشدد أردوغان على أن تركيا وقطر تقدمان أفضل نموذج للتعاون القائم على المنفعة المتبادلة، قائلا إن البلدين سيعمقان التعاون بينهما من خلال المشاريع المشتركة قبيل فعاليات كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في قطر عام 2022، معرباً عن قناعته بأن دولة قطر ستنجح في تنظيم هذه الفعالية الكبيرة، كما أن تركيا ستقدم الدعم لقطر، وبشكل خاص في مجال الأمن والبنية التحتية.

ورداً على سؤال عن الأزمة الخليجية ونظرة بعض الأطراف للعلاقة بين تركيا وقطر والوجود العسكري التركي في قطر على أنه عقبة إضافية أمام مساعي حل الأزمة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "المشاريع المشتركة مع قطر في مجال الصناعة العسكرية والأمنية والدفاعية تشكل العمود الفقري للعلاقات الثنائية"، مضيفاً أن قيادة القوات التركية - القطرية المشتركة تجسد الأخوة والصداقة والتضامن والإخلاص بين البلدين، وإن الجهات التي تشن دعاية سوداء حول القاعدة التركية في قطر "لا تحمل نيات حسنة".

وتابع: "تركيا من خلال وجودها العسكري تخدم الاستقرار والسلام في منطقة الخليج برمتها، وليس في قطر الشقيقة فحسب. يجب ألا ينزعج أحد من وجود تركيا وجنودها في الخليج، باستثناء الأطراف الساعية لنشر الفوضى".

كما شدد أردوغان على أن تركيا لن تنسى على الإطلاق التضامن القطري معها أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في صيف عام 2016، مشيراً إلى أن بلاده بذلت جهودا حثيثة من أجل إحباط الحصار الجائر على دولة قطر.

وقال: "إن تركيا تشعر بسعادة كبيرة لرؤية قطر تتجاوز الحصار، وتزداد قوة رغم الظلم الذي تعرضت له"، معرباً عن أمله في التوصل إلى حل للأزمة الخليجية المتواصلة منذ 3 سنوات في أقرب وقت ممكن.

وبشأن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مقابلة شاملة مع صحيفة "بنينسولا" القطرية الناطقة باللغة الإنجليزية إن لدى تركيا تعاونا استراتيجيا متجذرا ومتعدد الأبعاد مع الولايات المتحدة، وإنها تسعى للحفاظ على ذلك التعاون، على الرغم من الخلافات في الرأي في بعض الأحيان.

وقال إن تركيا تولي أهمية كبيرة لشراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ولكنها واجهت بعض الصعوبات في السنوات الأخيرة مع الإدارة الأمريكية بسبب دعم واشنطن لتنظيم "/بي كا كا/ي ب د/"، فرع منظمة حزب العمال الكردستاني في سوريا، ورفضها تسليم زعيم جماعة /غولن/ فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا عام 2016.

كما أشار أردوغان، من جهة أخرى، إلى أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن رغم ذلك، اكتسبت أجواء إيجابية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، قائلا "تتداخل مواقفنا بشكل متزايد، سواء في القضايا الإقليمية أو في العديد من القضايا الأخرى التي تمتد من التجارة إلى الاستثمارات. نحن نركز على مصالحنا المشتركة بدلا من الخلافات. لقد حددت أنا والسيد ترامب هدفا يتمثل في زيادة التجارة الثنائية إلى 100 مليار دولار، ونحن ملتزمون بتحقيق هذا الهدف. سنواصل العمل مع الولايات المتحدة في جميع المنصات، بما في ذلك منظمة حلف شمال الأطلسي /الناتو/، بشأن قضايا مثل مكافحة الإرهاب والديمقراطية وإنهاء النزاعات".

وردا على سؤال عن العمليات التركية في شمال سوريا، قال الرئيس أردوغان إن لدى بلاده حدودا يبلغ طولها قرابة 911 كيلومترا مع سوريا، وهي أكثر البلدان تضررا من النزاعات التي بدأت هناك عام 2011.

وأضاف: "لقد خضنا معركة حازمة ضد كل من /داعش/ ومنظمة /بي كا كا/ الإرهابية. نحن الدولة الوحيدة التي خاضت قتالا عنيفا مع /داعش/ واستشهد جنودها من أجل هذه القضية. من خلال عمليتي /غصن الزيتون/ و/نبع السلام/، أزلنا تنظيم "ي ب ك - ب ي د"، امتداد منظمة /بي كا كا/، عن الحدود التركية، وطهرنا مساحة قدرها 8300 كيلومتر مربع كانت تحت سيطرة /داعش/ وحزب العمال الكردستاني وسلمنا هذه الأراضي لأصحابها الحقيقيين".

وتابع: "بفضل الجهود التي تبذلها تركيا والجيش السوري الحر، تمت استعادة الاستقرار والسلام في مناطق كانت مرتبطة بالإرهاب والقسوة والقمع. عاد 411 ألف لاجئ سوري إلى المنطقة حتى الآن. تركيا ليست باقية في الأراضي السورية إلى الأبد، وستنهي وجودها في هذا البلد بمجرد إيجاد حل دائم للأزمة".

وحول ما يعرف بـ"صفقة القرن"، قال الرئيس أردوغان إنه من المستحيل قبول خطة لم يوافق عليها الفلسطينيون، لا سيما أن الخطة تتجاهل الحقوق المكتسبة للفلسطينيين وترفض حل الدولتين على أساس حدود 1967 وتشرعن سياسات الاحتلال وليس لها أي فرصة للنجاح في الواقع، مشيرا إلى أنها كانت خطة ميتة منذ لحظة الإعلان عنها.

وفي الشأن الليبي، قال الرئيس التركي إن "الشرعية"، ممثلة في حكومة الوفاق الوطني (المعترف بها دوليا) ستنجح في نهاية المطاف.. مشيرا إلى أن الفرصة التي نشأت بفضل السلام الذي تأسس على الأرض نتيجة المبادرات التركية لا يجب إهدارها.

كما أشار إلى أن حكومة الوفاق الوطني هي "الهيكل الشرعي الوحيد في ليبيا المعترف به من قبل المجتمع الدولي"، وأن تسجيل مذكرة التفاهم بشأن ترسيم الحدود البحرية مع تركيا لدى الأمم المتحدة أظهر أن تلك الخطوة لم تطرح أي مشكلة فيما يخص القانون الدولي والممارسات المتبعة.

وأضاف أردوغان أن القوات المسلحة التركية تقوم، تماشيا مع طلب من الحكومة الشرعية الليبية، بتنفيذ أنشطة تدريب ودعم في ليبيا.. مشيرا إلى أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر لا يتمتع بشرعية ولا اعتراف دولي.

وفيما يتعلق بآخر التطورات في شرق البحر المتوسط، قال الرئيس التركي إن بلاده دعمت دائما التوزيع العادل لثروات شرق البحر المتوسط من قبل الدول المطلة على البحر.. مشيرا إلى أن تركيا أكدت على ذلك في جميع مبادراتها الدبلوماسية، إلا أن الدول المنزعجة من الوجود التركي، ولا سيما اليونان، تبنت موقفا يسبب التوتر من خلال اتخاذ إجراءات أحادية الجانب.

وأضاف أن تركيا أعلنت بصوت عال في جميع المنصات أنها لن تقبل بأي حل يتجاهل حقوقها ويقتصر على الشواطئ، وستواصل القيام بذلك بكل حزم لحماية حقوقها ومصالحها والدفاع عنها في جميع الأوقات وكل الظروف.

وقال: "أولئك الذين يرون تصميمنا في شرق البحر المتوسط وأدركوا أنهم لا يستطيعون جعل بلادنا تتراجع بتهديدات فارغة وابتزاز قد استجابوا في النهاية لدعواتنا للحوار. ومع ذلك، فقد أبقينا القنوات الدبلوماسية مفتوحة منذ البداية".

وبشأن الأوضاع المتوترة حاليا بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم /كاراباخ/، قال الرئيس التركي إن بلاده "ستقف إلى جانب أذربيجان في قضيتها العادلة كما فعلت دائما وبكل الوسائل".. مشيرا إلى أن حل المشكلة بين أذربيجان وأرمينيا بشكل دائم يقتضي تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والوفاء بمتطلبات القانون الدولي.

وفيما يتعلق بالتقدم الذي حققه العالم وتركيا في مكافحة فيروس كورونا /كوفيد - 19/، قال أردوغان إن وباء /كورونا/ أصبح يمثل أزمة ذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية للعالم بأسره، وبات ينظر إليه على أنه اختبار كبير للبشرية.. مشيرا إلى أن تركيا تعي ذلك جيدا وبناء عليه فقد قدمت معدات طبية لأكثر من 150 دولة حول العالم بدون أي تمييز، ولم تتردد في مشاركة أصدقائها بإمدادات الرعاية الصحية الضرورية، ولا سيما أجهزة التنفس الصناعي والكمامات المنتجة محليا.

ونوه أردوغان بأن تركيا حققت تقدما محمودا خلال فترة الوباء بفضل بنيتها الطبية الجيدة ونظام الرعاية الصحية الجيد، وكذلك بفضل التشخيص المتقدم وبروتوكولات العلاج، لتصبح واحدة من الدول الأسرع استجابة للوباء في العالم.

وردا على سؤال عن التطورات الأخيرة التي أثارت القلق داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، قال الرئيس أردوغان إن الحزب، الذي تأسس عام 2001 وتولى السلطة بعد 15 شهرا فقط من تأسيسه، حقق إنجازات وإصلاحات كبيرة.. مضيفا "واليوم يحافظ حزب العدالة والتنمية على حماسه منذ اليوم الأول لتأسيسه وبأعضائه البالغ عددهم نحو 10.5 مليون عضو، وعلى حيويته ورؤيته وشغفه بخدمة الأمة.. وليس هناك جمود أو ضعف في كوادر حزبنا وأفقه".

مساحة إعلانية