رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

3714

عبد العزيز الحمادي لـ الشرق: تطبيق قطري ينافس عالميا في التعليم عن بعد

26 نوفمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
د.عبد العزيز الحمادي
حوار : عوض التوم

كشف د.عبد العزيز الحمادي الرئيس التنفيذي لشركة دلالة القابضة عن نمو غير مسبوق في تطبيق مدرس الرقمي للتعليم عن بعد الذي اطلقته الشركة مؤخرا، حيث قفز عدد المدرسين في البرنامج من 135 مدرساً فقط الى 16 الف مدرس وأكثر من 40 لغة و12 الف مادة تعليمية ومن 60 مستخدم في الشهري إلى 30 الف مستخدم، فضلا عن اكثر من 100 مهارة، بينما قفزت قيمته من مليون ريال الى 13 مليون دولار "40 مليون ريال"، والذي يتوقع ان يرتفع الى المليار دولارخلال العام القادم. وقال الحمادي في حديث لـ الشرق إن الاستثمار في التعليم يعزز مشاريع التحول نحو اقتصاد المعرفة بما يتماشى مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030. واضاف ان التطبيق يؤكد جدارة قطر وقدرتها على المضي قدما لتكون في مصاف الدول الكبرى في المجال الرقمي. وأضاف ان قطر تمضي بخطى سريعة في تحقيق استراتيجيتها في التحول الى دولة رقمية، مشيرا للمدن الذكية التي بدأت تنمو بازياد مضطرد في قطر. وعلى صعيد النمو الذي تحققه المجموعة في القطاع العقاري كشف د. الحمادي عن اكتمال الاجراءات لطرح مبنى جديد في مدينة لوسيل للبيع تفوق قيمته المليون و600 الف ريال، يشتمل على 56 شقة مفروشة بالكامل ويقع في منطقة استراتيجية تتوافر فيها كافة الخدمات، مشيرا لاكتمال عمليات بيع لمبنى مشابه في وقت سابق. وقال إن للشركة خططا توسعية ولكننا دائما ما نعمل على انجاز مابين ايدينا بكل جودة قبل الشروع في اي مشروع آخر.

وثمن الرئيس التنفيذي لشركة دلالة الجهود الكبيرة التي تقوم بها هيئة قطر للمال في تطوير سوق المال من خلال القوانين والتشريعات والادوات التي اطلقتها والتي يتوقع اطلاقها في اطار حرصها على تطوير السوق ودعم الشركات المدرجة فيه، كما اشاد بالجهود التي تقوم بها ادارة البورصة برئاسة السيد راشد بن علي المنصوري. واستعرض الدكتور الحمادي عددا من مؤشرات نمو الاقتصاد وتماسك قطاعاته في ظل التحديات والمستجدات، وذلك في الحوار التالي:

المنصة الالكترونية

منصة مدرس التي أطلقتموها مؤخرا.. متى بدأت الفكرة وكيف تنظرون لمستقبل التجربة؟

أطلقنا المنصة الالكترونية العالمية"مدرس" لتوفير خدمات التدريس والتدريب الخاص عبر الانترنت، وذلك في اطار مواكبة الشركة للتعليم عن بعد نظرا للاوضاع الحالية لتأثيرات كورونا، وهو برنامج عالمي اطلقته دلالة سمارت عام 2018 بعد ان اثبت نجاحة في عدة دول.

اليوم بلغ سعر البرنامج من خلال تقييم احدى الشركات العالمية بقيمة 13 مليون دولار (40 مليون ريال)،هذا مع التحفظ على الرقم لانه تقييم شبه مبدئي وقد تزيد القيمة بعد زيادة المدرسين والمستخدمين ودخول مستثمرين استراتيجيين جدد. الاقبال على البرنامج والتطورالسريع الذي صاحبه قفز بالمشروع فأصبحنا نتكلم عن 56 دولة في البرنامج بعد ان كان دولة واحدة وارتفع عدد المدرسين من 4 مدرسين الى 16 الف مدرس وأكثر من 40 لغة و12 الف مادة تعليمية ومن 60 مستخدم شهرياً في البداية إلى 30 الف مستخدم في الشهر، واكثر من 100 مهارة، وكل ذلك خلال عامين فقط. ومن مليون ريال الى 40 مليون ريال(13 مليون دولار) هو حجم البرنامج.

وأذكر للتاريخ أن ياهو كانت قد رفضت في العام 1998 عرضا لشراء قوقل بمبلغ مليون دولار، باعتبار ان المبلغ الذي عرضته قوقل مبالغ فيه، واليوم وصل سعر قوقل الى ترليون دولار، ومايكروسوفت وامازون ترليون وستمائة مليار دولار لكل منهما، وآبل 2 ترليون، وفيس بوك 800 مليار دولار وياهو 200 مليار دولار وعلى بابا 200 مليار دولار وسيلس فورس 190 مليار دولار.. انظر كم هذه الارقام كبيرة وخيالية، وهذا الأمر يشير الى أن التطبيقات الرقمية "الديجتال" هي مستقبل العالم القادم. فماذا ينقصنا نحن في العالم العربي حتى نصل إلى ما وصلوا إليه؟

"وتطبيق مدرس" لا يقل عن هذه البرامج وهو يحمل المستقبل وستثبت لكم الأيام القادمة تحقيق طموحنا من خلال هذا التطبيق، ولذلك نحن نخطط لتحقيق النمو و مضاعفة الاستثمار فيه، من خلال خطوات عملية، حيث شرعنا في التفاوض مع عدد من الشركات ذات الثقل بحثا عن شريك استراتيجي يدخل بنسبة 10%، وذلك لزيادة المحفظة الاستثمارية حتى نحقق الطموح ويكون التطبيق عالمياً كما هي التطبيقات التي ذكرناها عاليه وطموحنا بلوغ المليار دولار.

التنافسية عالميا

البحث عن شريك أجنبي هل سيعزز مكانة قطر التنافسية عالميا في هذا المجال؟

نحن نفضل ان يكون الشريك وطنيا باعتبار ان البرنامج قطري خالص ويتماشى مع اهدافنا الرامية لدعم خطط الدولة ورؤية سمو الأمير في 2030 ان تكون قطر في مصاف الدول عالميا، وأشير هنا الى ان هناك 5 شركات على مستوى العالم تمتلك هذا البرنامج ونحن من ضمنها، بل نتفوق عليها في عددية المواد واللغات وفي الزيادة المضطردة في اعداد المدرسين، الى جانب ذلك نجهز الان لتسجيل الشركة خلال العام المقبل في وادي السيلكون بالولايات المتحدة الامريكية كدولة متطورة ورائدة في هذا المجال وتمثل المقر الرئيسي للشركات العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا خلال العام المقبل. ومجلس الادارة الموقر يدعمنا ويقدم كل ما يمكننا من تحقيق هذه الاهداف.

لدينا برامج أخرى يمكن اطلاقها بعد اكتمال هذا المشروع الذي نراه في غاية الاهمية بالنسبة لنا و لرؤية الدولة في النمو الاقتصادي والتحول نحو اقتصاد المعرفة. وتركيزنا على هذا البرنامج بوصفه من البرامج الملحة ليس على مستوى قطر، وإنما على مستوى العالم لاهميته ومواكبته لاحتياجات الدول، خاصة مع ازمة كورونا.

وتركيزنا على هذا التطبيق يأتي من حرصنا على نجاحه والحمد لله، لأننا عندما ننظر للبداية قبل عامين اي 2018 كانت قيمة البرنامج في حدود مليون ريال، وقفز اليوم الى 13 مليون دولار اي 40 مليون ريال.

وبالتالي فان خطتنا للعامين القادمين ستشهد بالضرورة نموا كبيرا، ومع زيادة الاستثمار يلامس المليار دولار. اذا التطلع نحو المستقبل بخطة واضحة ورؤية سديدة من المؤكد سنحقق المراد وهذا ما نعمل عليه باذن الله طالما وصلنا لهذه المرحلة المتقدمة بفضل التخطيط السليم والجهد الأكيد.

وفي اطار المشاريع المستقبلية لدينا خطة استراتيجية في الشركة نتبع فيها سياسة واقعية وعقلانية، وهي كما أسلفت لك سابقا ترتكز على التجويد وعدم التشتت او الانتشار في اكثر من مشروع، والغرض من ذلك هو تجميع كل الجهد في المشروع الذي بين يديك ثم الانطلاق لاخر، وبحمد الله هذه السياسة ناجحة وموفقة وذات جدوى وحققت لنا الكثير من الفوائد. ومن المؤكد انطلاقا من هذا المبدأ، وهو مبدأ او سياسة اي شركة عقارية في تقديري -سيكون لنا في القريب العاجل فيها مشاريع جديدة.

وفي اطار خطط التطوير تم انشاء ادارة جديدة للاستثمار بعد موافقة هيئة قطر للاسواق المالية، من اختصاصاتها ادارة محافظ العملاء بالنيابة عنهم واصدار اوامر الشراء والبيع من قبل ادارة الاستثمار بموجب الاتفاقية بين العميل وادارة الاستثمار.

مواجهة التحديات

كيف تمكنتم من تخطي تحديات أزمة كورنا؟

كنا ندرك تماما خلال ازمة كورونا ما يجب علينا عمله لمواجهة التحديات التي افرزتها الازمة، وبالتالي فقد كنا موفقين في خطتنا للتصدي لهذا التحدي الكبير الذي واجه العالم كله بلا استثناء. وفي ظل الاجراءات المتبعة في قطر للوقاية والحد من انتشار فيروس "كوفيد19" نظرنا في انجع الوسائل وافضلها في تقديم الخدمات المطلوبة للزبائن او المستهلكين دون توقف اوتعطيل، فاتجهنا للعمل بكثافة عبر النت، الأمر الذي مكننا من الدخول الى الفضاء العالمي بنجاح، وكما قال سمو الأمير "رب ضارة نافعة" فقد عززت الجائحة من قدراتنا واستنهضت الطاقات الكامنة وساعدتنا في تفجير الطاقات الابداعية وتحقيق نجاحات كبيرة، الى جانب التوسع والانتشار وفي وقت اقل، قفز عدد المدرسين في تطبيق مدرس من 135 مدرسا الى 16 الف، وهكذا في بقية الحزم. وبشكل عام فان العمل على الانترنت ساعد الجميع في الانفتاح على فضاءات واسعة واصبح من الممكن ان يتم التعامل بين طالب ومعلم وهما في اماكن بعيدة وليس في دولة واحدة، وهكذا وكل ذلك، يتم وفقا لمعايير سليمة في المتابعة والتقييم وفي الخدمات التعليمية المطلوبة وغيرها. وهذا التطبيق او برنامج "مدرس" للتعليم عن بعد الذي اعلناه عبر شركة دلالة سمارت التابعة لشركة دلالة للاستثمار القابضة، هو ضمن خمس شركات فقط على مستوى العالم ككل.

وعندما يتحدث الشخص عن اي ازمة ولديه الامكانية والقدرة في تحويل الازمة لصالحه، يكون قد حقق المبتغى، وبالتالي هذا ما انطبق علينا بكل تواضع في الشركة، حيث كانت لدينا القدرة والامكانات عندما حلت الازمة فتعاملنا معها باحترافية وكان من السهل بالنسبة لنا تعديل البرامج او اضافة اي خدمات جديدة ومواكبة المستجدات بكل يسر، وفي اقل من شهر كنا قد وصلنا لهذه المرحلة المتقدمة جدا في العمل، واصبح من الميسور جدا امام المستخدمين القيام بكل العمليات من دراسة او دفع رسوم، و يمكن القول بأن هذا النظام عالمي في كل شيء.

الخدمات الاساسية

دلالة العقارية باعتبارها إحدى الشركات الاستثمارية الرائدة بالسوق المالي.. ماهي أبرز انجازاتها حاليا؟

دلالة العقارية من الشركات التابعة والداعمة للشركة الام وتحقق انجازات مقدرة، وفي هذا الخصوص لدينا استثمارات محسوبة في مدينة لوسيل، حيث تم قبل فترة وجيزة بيع عمارة كنا نملكها، وحاليا اعلنا عن طرح مبنى جديد في المدينة للبيع بعد موافقة مجلس الادارة الموقر كشقق تمليك كامل للمقيمين، وهي عمارة متكاملة بمواصفات مميزة، وذات موقع استراتيجي تتوفر بجانبها كافة الخدمات الاساسية والترفيهية، بها 56 شقة مفروشة بالكامل وتفوق تكلفتها تقريباً المليون و600 الف ريال، وذلك حسب المساحات الموجودة فيها، ويشمل العرض عمليات تقسيط مريح بالنسبة للمشتري يتراوح من 6 الى 9 سنوات والتسليم قبل كأس العالم 2022.

+هل في الخطة أي مشاريع أخرى في المجال العقاري؟

بالتاكيد لأي شركة عقارية خطة، ولكننا في دلالة دائما ما نعمل على انجاز مابين ايدينا أولاً بكل الجودة والاتقان المطلوبين ثم الانتقال لاي مشاريع اخرى او فكرة جديدة، وهذا المنهج او الاسلوب اثبت لدينا نجاحه ونسير عليه الآن. ومتى ما استكملنا المشروع الذي نعمل فيه انتقلنا لغيره وفق خطة وبرنامج واضحين.

ألا توجد للمجموعة خطة لتوسيع محفظتها الاستثمارية خارجيا؟

مجموعة دلالة بحمدالله مؤهلة ومستعدة للقيام بأي مشاريع استثمارية داخليا او خارجيا، ولكن فلسفتها قائمة على تعزيز الاستثمارات في الداخل، انطلاقا من مبادئها الراسخة في دعم توجهات الدولة ورؤيتها والتوجيهات السديدة لسمو الأمير للقطاع الخاص كونه شريكا اساسيا في تحقيق التنمية المستدامة التي تمضي فيها الدولة حاليا، وثانيا للنجاحات التي حققتها المجموعة وأينعت ثمارها، وفي هذا الخصوص لابد من تثمين الدعم اللامحدود الذي يقدمة مجلس الادارة الموقرون ووقفتهم والذي كان له الاثر الكبير في الاداء الجيد للشركة والمرضي لنا جميعا ورفع من سقف طموحاتنا وامالنا في التوسع مستقبلا. وثالثا فإن الاستثمار في قطر الان اكثر جاذبية من اي وقت مضى ليس للشركات المحلية فقط، بل حتى لرؤوس الاموال الخارجية التي بدأت تتدفق على قطر، ويعود ذلك طبعا كما تعلم للتشريعات والقوانين المحفزة التي تصدرها الدولة بين الحين والآخر، الى جانب وجود بيئة امنة تمثل ملاذا آمنا للمستثمر الاجنبي، وكما يقول المثل الشعبي (وش لك بالبحر وأهواله ورزق الله على السيف)، فضلا عن عدم وجود اي ضرائب تثقل كاهل المستثمر. والفت هنا لمشاريع كأس العالم التي استقطبت الكثير من الشركات الراغبة في الاستثمار في قطر، فضلا عن مشاريع التنمية المستمرة. وهناك ايضا الكثير من الفعاليات والمناسبات في قطر الذي تمثل فرصا استثمارية جيدة للصناديق الخارجية فما بالك بالشركات الوطنية، ومثال لتلك الفعاليات والمناسبات استضافة قطر الى جانب مونديال 2022 البطولة الاسيوية في 2021 والاولمبيات في 2030 وغيرها من المشاريع والفعاليات.

التملك العقاري

على ذكر هذا المناخ الجاذب.. كيف تنظرون لقرار مجلس الوزراء الموقر الخاص بتملك الأجانب للعقار في قطر؟

قرار مجلس الوزراء الصادر كان قرارا حكيما، وجاء في وقت مناسب جدا مع النهضة الشاملة التي انتظمت في دولتنا الحبيبة، حيث اتسعت رقعة المشاريع المنجزة في اطار التنمية المستدامة، كما اتسعت ايضا الخطط والبرامج المتعلقة باقامة مشاريع تنموية اخرى في المستقبل بما يجعل قطر في مصاف الدول العالمية بفضل الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. وقرار تملك الأجانب للعقار ينعكس ايجابا على كافة القطاعات الاقتصادية والمالية والعقارية وغيرها وليس على قطاع واحد، وتملك الاجنبي للعقار في قطر يعطيه مزيدا من الراحة النفسية والحرية والامان. ومن ايجابيات القرار ايضا انه يزيد من معدلات النمو في القطاع العقاري بقطر بيعا وشراء ويشجع الاستثمار. ونحن نثمن القرار وندعمة بشدة من خلال دورنا المنوط كقطاع خاص وشركات او رجال اعمال ومستثمرين محليين، ويؤكد القرار ان هناك مزيدا من التشريعات والادوات التي تعزز النمو الذي يشهده اقتصادنا والخطوات التي يسير عليها نحو اقتصاد رقمي متطور ومواكب للمستجدات العالمية.

اما التشريعات والقوانين الجديدة او التعديلات فيها والتي تصدر في قطر باستمرار فإنها تصدر بعد دراسات متأنية ومعمقة، وتمحيص دقيق واستقراء للمستقبل من كافة الجوانب،

مستفيدة من الخبرات الداخلية والخارجية بما يكفل تحقيق المصلحة العليا المرجوة منه سواء في زيادة معدلات النمو في الاقتصاد الوطني او في زيادة الامن والامان عند المواطن او المقيم. وهذا ما نراه، حيث تصدر القوانين بعد دراسة متأنية تمر على العديد من الاجهزة من خبراء ولجان وقطاع خاص ومجلس شورى وغيره لتمحيصه ثم اخراجه بالشكل الذي يعود بالنفع على البلاد.

نقاط خضراء

استطاع الاقتصاد القطري أن يسجل نقاطا خضراء لصالحه في عز العديد من الازمات والتحديات، واثبت قدرة فائقة على تخطيها، بل وتحقيق معدلات نمو قياسية غير مسبوقة.. كيف تم ذلك من وجه نظرك كخبير ومتابع لصيق لنبض الاقتصاد القطري وحركتة الاسواق ؟

الاقتصاد القطري يقوم على أسس متينة ويستند على ركائز قوية ويخضع لمراجعة مستمرة بما يمكن من معالجة اي خلل او معوقات قد تواجهه، فمثلا عندما انشأ جهاز قطر للاستثمار في وقت سابق من عمر البلاد كان منطلقا من حكمة ورؤية مستقبلية واعدة ويقوم على فكرة المعية ويستند الى رؤية واضحة. وكان من ضمن اهدافه العديدة التي انبنت عليها رؤية الجهاز ان يحول جزءاً من عوائده التي يحققها للداخل لدعم الانتعاش الذي يحققه الاقتصاد القطري. و كان من أهم سياسات جهاز الاستثمار الواعية تنويع الاستثمار من خلال اقامة مشاريع في قارات و بلدان مختلفة بل وتشكيل القطاعات الاستثمارية نفسها، فلعبت دورا كبيرا في التطور الذي يشهده اقتصادنا وفي قدرته على التصدي لكافة التحديات التي واجهته مثل الازمة المالية العالمية في 2008 وازمة الحصار المفاجئ وجائحة فيروس "كوفيد19" الحالية. ان وضع المبالغ المالية في اماكن مختلفة ومشاريع متنوعة يقلل المخاطر، فان حدث اي عجز في جهة ما فإن انتعاش الجهة الاخرى يساعد في احتواء المخاطر. ونشاهد الان مع ازمة كورونا كيف ان كثيرا من شركات الطيران واجهت خطر التلاشي التام، بينما خطوطنا الوطنية في القطرية اعلنت عن ارباح، واذا سأل سائل لماذا كان ذلك؟ فان الاجابة سهلة وبسيطة وهي ان الخطوط القطرية كانت متوافرة على الاحتاطات الامنية وخططهم الصحية بالكامل، وكانوا من القلائل المحلقين في الاجواء العالمية.

اذا جهاز قطر للاستثمار كواحد من الاذرع الداعمة للاقتصاد قادر على تحقيق هدفه في دفع معدلات النمو للامام طالما لقطر استثمارات في معظم دول العالم.

كيف تقيمون اداء عمل دلالة القابضة بعد عامين تقريبا من الدمج لـ"دلالة للوساطة" و"دلالة للوساطة الاسلامية"؟

أولا لابد من الاشارة للهدف الرئيسي من عملية الدمج، فقد راينا اولا أن العمل في كلا الشركتين واحد، بينما المنصرفات مضاعفة، وعندما تمت عملية الدمج تقلصت المنصرفات، ومن ثم تميز العمل وشهد تحسنا و نقلات نوعية.

ودلالة للوساطة تؤدي الآن عملا مقدرا، ونسبة ادائها حسب حركة السوق مرضية تترواح مابين 01 الى 21% يوميا، ومعلوم بالضرورة ارتفاع النسبة كلما ارتفعت حصة السوق.

وقد كان للتشريعات والادوات الصادرة من قبل هيئة قطر للمال دور واضح في التحسن المضطرد الذي يشهدة السوق حاليا. وضاعفت ارباح الشركات.

انطلاقا من هذه الرؤية ما هي المطلوبات الممكنة التي تنادون بها من أجل تطوير السوق أو زيادة معدلات النمو؟

هيئة قطر للمال وضعت تشريعات صبت في مصلحة شركات المساهمة و المستثمرين، كما كان فيها حماية أكيدة لكافة الاطراف. ومن القوانين والتشريعات العديدة التي صدرت على سبيل المثال قوانين غسيل الاموال ومكافحة الارهاب، والتي تشير الى ان قطر ضمن منظومة عالمية تكافح مثل تلك الجرائم. وشكرنا لهيئة قطر للاسواق المالية ليس له حدود لان في اشرافها و مراقبتها لاداء الشركات مصالح جمة للشركات نفسها اولا وللاقتصاد الوطني والمستثمر ثانيا. وشعور

الشركات بالامن والامان نتيجة المراقبة من قبل هيئة قطر للاسواق المالية قوية لانها تبصرها بكل خطأ محتمل او خطر قادم وتساهم في حله او احتوائة قبل ان يقع. ومن هنا نجدد خالص الشكر والتقدير لهيئة قطرللاسواق المالية ولجهودها المخلصة لتواصلها المستمر مع شركات الوساطة وتنويرهم بالاخطاء والملاحظات التي يمكن ان ترد اثناء العمل، لتداركها مستقبلا وعدم الانخراط فيها، والشكر موصول لادارة البورصة. والهيئة بهذا الدور تقدم دعما ومساهمة كبيرة للشركات في تفادي اي اخطاء بل وتمكنها من تقديم اداء جيد.

دلالة كشركة وهي جزء من السوق.. كيف تنظرون للدعوات المنادية بإدراج شركات جديدة؟

أتوقع أن يتم في العام المقبل 2021 ادراج شركات جديدة في البورصة، في ظل الحركة الايجابية للاقتصاد القطري وللقطاعات المالية، هذا على الصعيد الداخلي ومع المتغيرات الدولية، وهدوء الاحوال وزيادة عمليات الامن والامان وانعكاساتها على الحركة الاقتصادية والتجارية الدوليين. واستقرار الاوضاع في اي مكان من العوامل المشجعة جدا للشركات وللمستثمرين لابتكار وتنفيذ مشاريع جديدة. واتوقع ان تعود الاوضاع على الصعيد العالمي للافضل، كما شهدنا ذلك بعد الأزمة المالية العالمية في 2008.

مساحة إعلانية