رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1022

بشرتنا بالعز والخير وصدقت الوعد.. بقلم: د. أحمد القديدي

22 يناير 2021 , 08:56ص
alsharq

كلمة حق وفخر إلى أمير العز والخير صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله ورعاه، أقولها، لأن من لم يشكر الذين يستحقون الشكر كأنه لم يحمد الله، وأنا تربيت على قيم العرفان وعدم كتمان كلمة الحق، فمنذ شهر يونيو 2017، كنت كلما مررت يوميا من إشارة تويوتا الجديدة، صادفتني تلك المعلقة الكبرى المنشورة على طول عمارة عبد الغني، التي يهل فيها وجه سمو الأمير، مبتسماً تلك الابتسامة التي يعرفها مواطنوه الكرماء والمقيمون على أرض الوفاء ويحبونها، ترافقها تلك العبارة التي طالما بعثت الأمل في القلوب وهي (أبشروا بالعز والخير) وكنت أقود سيارتي ولا أملك إلا النظر الخاطف إلى المعلقة العملاقة وترديد العبارة المعبرة بصوت عال وفي قرارة نفسي أشعر بالاطمئنان وعودة الأمل بأن الصبح قريب مهما طال الليل.

واليوم صدق سمو الأمير وعده وعاد للخليج ما كاد يفتقده من تضامن، وندرك بأن الغاية النبيلة التي سعت قطر إلى بلوغها هي كما قال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية، أن يكون مجلس التعاون لدول الخليج هو المنتصر الأول بالمصالحة المباركة التي حققها قادة المجلس جميعا يوم الخامس من يناير بالتوقيع على بيان العلا التاريخي، ونعلم منذ زمن بعيد بأن عقيدة السياسة الخارجية القطرية الأساسية التي يؤمن بها صاحب السمو هي الحفاظ على وحدة دول المجلس، لأنها تضم أسرة واحدة متجانسة ؛ عرقيا وتاريخيا وجغرافيا وإسلاميا إلى جانب كون المصير المشترك هو الذي يجمع بين شعوبها ويوحد راياتها، ويعرف العالم بأن مجلس التعاون الذي نشأ بإرادة جماعية عام 1981 يبقى هو التكتل الأنجح والأكثر تكاملا والأوفر حظوظا للبقاء في إقليم غير مستقر؛ لأسباب يطول شرحها، ولكونه منطقة مطبات جيوستراتيجية كبرى بالنظر إلى تدافع دوله التقليدية للحفاظ على ثرواتها وسيادة قراراتها ولوجود مضيق هرمز في قلبه وهو المضيق الذي تعبر منه 30 % من حاملات النفط والغاز في العالم.

وتقع دول مجلس التعاون أيضا في عالم يطمح إلى الأمن والسلام، ولكنه يظل مهددا بالتدخلات الأجنبية والصراعات حول مواقع القوة والتأثير بين قوى عالمية وإقليمية ليست على اتفاق دائم ولا تهمها سوى مصالحها الأنية المتناقضة.

عندما أقول: إن صاحب السمو حفظه الله، وعدنا جميعا بالعز والخير فإنني واثق من أنه يوم وعد إلى يوم تحقيق المصالحة الكبرى، لم يركن إلى الانتظار بل كان سموه دائم النضال من أجل تحقيق الوعد بفضل الدبلوماسية القطرية التي يوجهها سموه نحو التمسك بالمبادئ والقيم الثابتة مهما كانت الظروف المعوقة، وكأني بصاحب السمو يستلهم من أبيات شعرية أصيلة خطها بقلمه مؤسس الدولة الشيخ جاسم رحمه الله تعالى حين قال (نحمدك يا ذا العرش) التي رفعتها الدولة هذه السنة شعارا لإحياء اليوم الوطني يوم 18 ديسمبر، قبيل الإعلان المبارك عن انفراج الأزمة بوساطات كويتية شقيقة وأمريكية صديقة لا ترضى هذه ولا تلك بتصدع الصف الخليجي وانفراط عقده بعد أربعين عاما من التلاحم والعمل المشترك وتحدي العراقيل وتجاوز الصعوبات، وكأنما كان الشيخ المؤسس بحدسه السياسي والإنساني مستشرفا ذلك المصير المشترك لأبناء الخليج، وهو يقول (سبحان المجمع الميسر لرجال القبايل وأهل الجود والكرم والفضايل)، فكأنما كان الشيخ من خلال القصيدة المؤسسة يمهد لتوحيد الكلمة الخليجية بين قبائله بالأمس وبين دوله اليوم على أيدي أحفاده الكرام جيلاً بعد جيل، وهو الزعيم الأديب الذي قال فيه عبد الله بن خميس: "هو العالم الجليل، والموقف نفسه وماله لخدمة العلم والعلماء". وقال عنه عثمان القاضي: "كان رجلاً من فحول الرجال علماً وحلماً ورأياً ثاقباً وكرماً حاتمياً" وقال أيضاً: تحت عنوان: فصل فيمن اشتهر من الأدباء المتأخرين رحمهم الله: "جاسم بن ثاني أمير قطر، أديب بارع، وجواد سخي".

وقال عنه سليمان الدخيل "هو من النابغين في الأمة العربية، العاملين لسعادة الدين والوطن، وقد آتاه الله من فضله خيراً كثيراً، ومن العلم والمال والولد" بهذه الشهادات في الجد المؤسس، والتي تنطبق تماماً في صاحب السمو الأمير المفدى، نوشح صدر صاحب السمو اليوم بالمكاسب الكبرى التي تتحقق يوميا في عهده، آخرها شهادة دولية: إن قطر هي الدولة الأولى في حفظ صحة شعبها عالميا، ونالت القطرية للطيران الشهادة الأولى هذه السنة أيضا درجة الشركة الأولى في الخدمات والصيانة واحترام المواعيد، وعلى الصعيد السياسة الخارجية تضاعف الدبلوماسية القطرية جهودها لإنجاح الحوار بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، كما تقدم اليوم اقتراحا بشأن وساطة خير بين الولايات المتحدة والغرب عموماً والجمهورية الإيرانية، وهي عقيدة حضرة صاحب السمو في إرساء دعائم السلام بين أمم العالم.

 

كاتب تونسي

[email protected]

مساحة إعلانية