رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

2803

الفنان محمد حسن المحمدي لـ الشرق: حبي للتراث انعكس على اختياري لأدواري

21 أبريل 2021 , 07:00ص
alsharq
حوار: طه عبدالرحمن

من الفنانين الذين ترتبط بهم الأعمال التراثية الفنان محمد حسن المحمدي، والذي اشتهر بشخصية "المطوع" في أداء العمل الفني، وهي الشخصية التي يقبل عليها، وينطلق في تجسيدها من خلال حبه للتراث، وهو الأمر الذي ترجمه في أعمال فنية.

من هنا، كان لقاء الشرق مع الفنان محمد حسن المحمدي للحديث عن سر ارتباطه بهذه الشخصية، وما إذا كان يحرص على التقوقع داخلها، أم إنه يحرص على الخروج منها، والانطلاق إلى أعمال فنية أخرى، وهو ما يجيب عنه بأنه يسعى دائماً إلى التنوع في تقديم الأدوار الفنية، دون الانغلاق في أداء عمل فني محدد.

وينطلق المحمدي في حديثه إلى كيفية تمييز الفنان بين تقديمه لروح الأعمال التراثية، وبين جنوحه للخيال، مؤكداً أنه يسعى إلى إعادة صياغة الجوانب التراثية في أعمال فنية، بطرق تربوية وعصرية جديدة، تعمل على استقطابهم، وتقديم جرعة ثقافية تراثية توعوية. كما تناول في حديثه جوانب فنية أخرى، جاءت على النحو التالي:

* ترتبط دائما بالأعمال الفنية التراثية، فما تفسيرك لذلك؟

**أحب الأعمال التراثية، وأجد فيها ضالتي الفنية، فقد عشت في قرية "مريخ"، وهي قرية تراثية جميلة، ومعروفة بمعالمها التراثية. ومن هنا، فقد ارتبطت بتراث هذه القرية بشكل كبير، كارتباطي بأهلها، بكل ما يتصفون به من صفات طيبة، فضلاً عما تزخر به من موروث ثقافي، حببني كثيراً في الأعمال التراثية، ما جعلها تلازمني في تقديم الأعمال الفنية.

شخصية المطوع

* وهل لهذا السبب، ترتبط بك أيضاً شخصية "المطوع"، والتي تحرص على تقديمها في أداء فني؟

**صحيح، شخصية "المطوع" ترتبط بي كثيراً، إذ كنت أول من أنجزها في المشهد الفني المحلي، إذ لم يقم بها أحد من قبلي من الفنانين، لذلك، أرتبط بهذه الشخصية ارتباطاً وثيقاً، وهنا أذكر مدى ارتباطي بإنجاز شخصية "المطوع" في القرية التراثية، والتي كانت تقع على كورونيش الدوحة، فكنت أقوم بأداء دور "المطوع"، خلال ما تقيمه من فعاليات تراثية.

وخلال قيامي بتقديم دور "المطوع"، أقوم بتعليم الأطفال العديد من الجوانب التراثية العريقة لهم، وكذلك تعليمهم "التحميدة"، و"الختمة"، والتي كانت آخر ما ظهرت في عقد الأربعينات وحتى عقد الخمسينات من القرن الماضي، إلى أن اندثرت حالياً، وذلك في محاولة مني لربطهم بهذه الأركان التراثية، والتي تمتد إلى جذور تراثنا العريق.

صياغات فنية

*كيف يمكن للفنان أن يحافظ على ما يقدمه من أعمال تراثية، وبين جنوحه إلى عالم الخيال في أعماله الفنية؟

** في الحقيقة، أسعى إلى إعادة صياغة سياق هذه الجوانب التراثية مرة أخرى، وتقديمها للأطفال بطرق تربوية وعصرية جديدة، تعمل على استقطابهم، وتأخذ بأيديهم لتعريفهم بإرثنا الكبير، ومن ثم تقديم جرعة ثقافية تراثية توعوية لهم، ولذلك، فإنه مهما كان الخيال حاضراً فيها، فإنه لا يؤثر على جوهر المعلومة التراثية، بقدر حرصي على تغليفها بأداء فني.

وعادة ما أقوم بتقديم هذه الشخصية، خلال احتفالات اليوم الوطني للدولة، وذلك بالتعاون مع جهات مختلفة بالدولة، ومن بينها المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، وذلك حتى أقدم للجمهور هذه الذاكرة التراثية الطيبة، بكل ما تحمله من دلالات، تسهم في التوعية بقيمة وعراقة تراثنا المحلي، بما يمكننا من البناء عليه، للإسهام في تطور دولتنا الحبيبة.

ومن هنا، فقد تأثرت بشخصية "المطوع" للغاية، وأصبح مرتبطاً بي كثيراً. وأذكر أنني حصلت نتيجة أدائي لهذا الدور على المركز الأول عام 1999 في سلطنة عمان، على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. كما ذهبنا بهذا الدور إلى مصر، وشاركنا هناك العشرات من دول العالم، في إحدى دورات مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي.

تنوع الأعمال

*يلاحظ أنه مع قيامك بأداء هذه الشخصية، حضورك في أعمال كوميدية، فهل هذا يعكس حرصك على تقديم أعمال متنوعة؟

**بالفعل، أحرص على تحقيق التنوع في القيام بأداء أعمالي الفنية، ولذلك لم أتقوقع بالكلية في شخصية "المطوع"، وخرجت من هذا الدور، لأداء أدوار فنية أخرى.

ولذلك، أحرص على المشاركة في جميع المناسبات، ومنها الاشتراك في أدوار ثنائية، التي يتم عرضها عليَّ، سواء كانت أدواراً كوميدية، أو غيرها من الأدوار الاجتماعية، بما يؤدي إلى تقديم أعمال تعالج القضايا الاجتماعية.

وفي إطار حرصي على التنوع، فقد انطلقت إلى كتابة أغاني، انطلاقاً من تمتعي بموهبة شعرية، فكنت أغني بنفسي، لتقديم رسائل توعوية عبر هذه الأغاني، بالدعوة للتبرع بالدم، أو غير ذلك من تقديم رسائل توعوية، عبر مركز قطر التطوعي، ومن خلال فريق محب لأداء هذه الأعمال، ونقوم بتقديم هذه الأعمال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولقيت إقبالاً واسعاً من روادها.

*وأي هذه الأدوار تنحاز إليها؟

**حقيقة أنحاز إلى تقديم الأعمال الكوميدية، دون أن أغفل الأعمال الفنية التي أقوم بتقديمها للأطفال، مثل برنامج "حزاوي"، وهو من البرامج التي أستمتع بها كثيراً،، وحققت نجاحاً كبيراً.

وهذا الناجح إلى أساتذة أجلاء تعلمت منهم، من بينهم فنانون مصريون كبار، منهم من رحل عن دنيانا، ومنهم من هم على قيد الحياة، فقد تعلمنا منهم الكثير من الفنون الدرامية، فضلاً عن الأدوار الكوميدية، وهذا الأمر يمتد إلى مرحلة الطفولة المبكرة، عندما كنا نشاهد الأعمال الفنية.

ولا أنسى ما دعمني به الأستاذ حسن حسين، عندما ضمني إلى فرقة الأضواء في بداية عقد الثمانينات من القرن الفائت، وما شهدته من دمج بعد ذلك، استمررت على إثره عضواً في فرقة الدوحة المسرحية، والتي يقوم عليها فنانون على مستوى عال من الاحتراف الفني.

استقطاب المشاهدين

*وهل شكلت لك آثار كورونا هذا العام، وما قبله تحديا في القيام بأعمالك الفنية؟

** إطلاقاً، فلم أتوقف، حتى في أثناء تداعيات كورونا، ولذلك أحرص على العمل طوال السنة، حتى لو كان الأمر على حساب ميزانيتي الخاصة، سواء بإنجاز أعمال فنية عن كورونا، تحمل رسائل توعوية للوقاية من كورونا، والحد من الإصابة بها، أو غيرها من الأعمال الفنية، فالمهم أن أحرص على أن يكون لي ثمة إنتاج فني على مدار العام، أعمل خلاله على استقطاب المشاهدين، متبعاً في ذلك كافة الإجراءات الاحترازية.

ومن بين فترة، وأخرى أحرص على الاشتراك في تقديم أعمال فنية متنوعة. وهنا أتوقف عند تقديمي للأعمال التطوعية، وهو المجال الذي أحبه كثيراً، حيث أعمل فيه منذ عام 1976، وحتى اليوم، وطوال هذه الفترة، أقوم بأداء أعمال تطوعية، أجد نفسي كثيراً فيها، محاولاً إضفاء البسمة والسعادة على وجوه الناس.

مساحة إعلانية