رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1113

عبدالله النعمة في جامع الإمام: تفويض الأمور لله من أعلى درجات الإيمان

29 مايو 2021 , 07:00ص
alsharq
عبدالله النعمة
الدوحة - الشرق

قال فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة إنه يتوجب على المسلم أن يحسن الظن بالله، فهو من آكد درجات التوحيد، ومنزلة من أوسع المنازل في الإسلام وأجمعها فإن الدين توكل واستعانة وثقة بالله ويقين بموعوده وحسن ظن بعفوه ورحمته ومغفرته، وانه من أعظم صور حسن الظن بالله أن يتوقع المرء الشفاء عند المرض والنجاح عند الفشل والفرج عند الكرب والنصر عند الهزيمة ودفع المصائب والبلاء عند حلولها، فمن ظن بالله ظنا حسنا علم أن الأمر كله لله، وله الحكمة البالغة في ذلك.

وقال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن في واقع الناس اليوم مآسي مؤلمة وبلايا موجعة وهموما وغموما تفتك بنفوسهم ومجتمعاتهم، وما لم يقابلها المرء بإيمان صادق بالله وتوحيد خالص مقرون بالتوكل على الله وتفويض الأمر إليه وحسن الظن به والتفاؤل والعمل، ولن يعيش أبدا إلا بحالة حرجة من اليأس والقنوط الذي يقتل النفوس، ويحبط العزائم ويحطم الأماني ويقضي على المجتمعات.

ما أعلى درجات التوحيد؟

وأوضح الخطيب أنه يتوجب على المسلم أن يحسن الظن بالله فهو من آكد درجات التوحيد، ومنزلة من أوسع المنازل في الإسلام وأجمعها، فإن الدين توكل واستعانة وثقة بالله ويقين بموعوده وحسن ظن بعفوه ورحمته ومغفرته.

وأضاف: فحسن الظن بالله هو قوة اليقين بما وعد الله عباده من سعة كرمه ورحمته ورجاء حصول ذلك، جاء في الحديث القدسي المتفق عليه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يقول الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي"، قال القاضي عياض – رحمه الله- قيل معناه: بالغفران إذا استغفرني والقبول إذا أناب إلي والإجابة إذا دعاني والكفاية إذا استكفاني، لأن هذه الصفات لا تظهر في العبد إلا إذا أحسن ظنه بالله وقوي يقينه"، فجزاء الظن من الله تعالى للعبد على حسبه، فإن ظن ظنا حسنا مع الإيمان والعمل كان الجزاء حسنا، وإن ظن ظنا سيئا كان الجزاء سيئا، ففي الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيراً فله، وإن ظن بي شراً فله" أخرجه الشيخان.

وبين الخطيب أن لبالغ أهمية إحسان الظن بالله تعالى فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى به قبل موته، فعن جابر رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل".

أعظم صور حسن الظن

ولفت النعمة إلى أن من أعظم صور حسن الظن بالله أن يتوقع المرء الشفاء عند المرض والنجاح عند الفشل والفرج عند الكرب والنصر عند الهزيمة ودفع المصائب والبلاء عند حلولها، فمن ظن بالله ظنا حسنا علم أن الأمر كله لله، وله الحكمة البالغة في ذلك، ونحن نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بحسن ظننا به وبنزول قضائه وقدره، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن حسن الظن بالله من العبادة فقد روى أبو داود والترمذي والحديث حسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة"، بل بين النبي صلى الله عليه وسلم أن حسن الظن بالله ينفع في الآخرة وقد يكون سببا وبابا لدخول الله لمن أراد الله به خيرا، أخرج مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج رجلان من النار فيعرضان على الله ثم يؤمر بهما إلى النار فيلتفت أحدهما فيقول يا رب ما كان هذا رجائي، قال وما كان رجاؤك؟ قال كان رجائي إذ أخرجتني منها ألا تعيدني فيرحمه الله فيدخله الجنة".

التوكل يقود للهداية

وشدد الشيخ عبدالله النعمة على أنه من آمن بالله تعالى وسلم الأمر إليه وتوكل عليه وأحسن الظن به مع حسن العمل فلن يزيغ أو يضل بل سيكون من المهتدين الفائزين، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه، ذلك بأن الخير في يده.

ومع ذلك كله ينبغي أن يعلم أنه لابد أن يجتمع العمل مع حسن الظن، ويقترن الخوف بالرجاء لأنه إن ترك العمل اعتمادا على حسن الظن فقد أساء الظن بالله، يقول الحسن البصري رضي الله عنه إن قوما غرهم حسن الظن بالله حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم يقولون نحسن الظن بالله، كذبوا والله لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.

مساحة إعلانية