رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1602

عبدالله النعمة في جامع الشيوخ: أعظم الأعمال عند الله في أيام عشر ذي الحجة

09 يوليو 2021 , 08:34م
alsharq
الدوحة - الشرق

أكد فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد النعمة أن العشر من ذي الحجة من المواسم الجليلة والأيام الفضيلة التي تتخللهما عبادات عظيمة وطاعات جليلة، وقد كان سلف هذه الأمة رحمهم الله من الصحابة والتابعين يجتهدون في هذه العشر في الأعمال الصالحة اجتهادا عظيما، وكانوا يعظمون هذه العشر تعظيما ظاهرا.

وقال الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الشيوخ: من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين أن جعل لهم من الأعمال الفاضلة والطاعات المتتالية والمواسم المباركة ما تقر به النفوس وتهنأ به الصدور ويتسابق فيه المتسابقون، طمعا في ثواب الله ورحمته ورجاء لرضوانه وجنته وخوفا من عقابه وسخطه.

وبيّن الخطيب أن من المواسم الجليلة والأيام الفضيلة التي تتخللهما عبادات عظيمة وطاعات جليلة هي العشر من ذي الحجة، واعلموا رحمكم الله أنكم تستقبلون أيام عشر ذي الحجة المباركات التي أقسم الله تعالى بها في كتابه حين قال: "والفجر وليالٍ عشر"، قال ابن كثير رحمه الله المراد بها عشر ذي الحجة، وقال سبحانه: "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير"، قال ابن عباس رضي الله عنه هي أيام العشر.

أفضل الأيام

وأضاف: وعند البخاري من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء"، وفي رواية لأحد قال: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"، قال الحافظ بن كثير رحمه الله: وبالجملة فهذه العشر قد قيل أنها أفضل أيام السنة، كما نطق بذلك الحديث، وفضله كثير على فضل عشر رمضان الأخير، لأن هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك من صيام وصدقة وغيرها، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه، وقال الحافظ بن حجر رحمه الله: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي: الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره.

تعظيم العشر من ذي الحجة

وأردف: وقد كان سلف هذه الأمة رحمهم الله من الصحابة والتابعين يجتهدون في هذه العشر في الأعمال الصالحة اجتهادا عظيما، وكانوا يعظمون هذه العشر تعظيما ظاهرا، فينبغي لك أخي المسلم إذا دخلت عليك عشر ذي الحجة أن تغتنم شرف الزمان والمكان وأن تسارع في الأعمال الصالحات من تلاوة القرآن والذكر والصدقة والصلاة والصيام والحج والعمرة، فقد ثبت عند أحمد وأبي داود وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، قال الإمام النووي رحمه الله عن صوم أيام تسع ذي الحجة: إنه مستحب استحبابا شديدا، وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يصومها، وأكثر العلماء على القول بصيامها.

التهليل والتكبير والتحميد

وأوضح الشيخ عبدالله النعمة أن الذكر فيها أفضل من الذكر في غيرها قال تعالى: "ويذكروا اسم الله في أيام معلومات" فإن الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء، أخرج أحمد عن ابن عمر رضي عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"، ويشرع في هذه العشر الجهر بالتكبير المطلق في جميع الأوقات من دخول ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق، ويشرع فيها كذلك التكبير المقيد بأدبار الصلاة المفروضة من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، قال الإمام البخاري رحمه الله كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

سنة الخليلين

وبين الخطيب أن من الأعمال الفاضلة المشروعة في هذه العشر الأضاحي وهي سنة الخليلين أبي الأنبياء وخاتم المرسلين عليهما الصلاة والسلام، يكره للقادر عليها تركها وأفضلها أسمنها وأغلاها، ومن أراد أن يضحي فإن الواجب يجب عليه أن يمسك عن الأخذ من شعره وأظفاره وبشرته في هذه العشر، حتى يضحي ويأكل من أضحيته، لما ثبت عند مسلم وغيره من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا"، وفي رواية للنسائي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي، وهذا الحكم خاص بمن أراد أن يضحي عن نفسه وعن غيره، أما الأولاد والنساء الذين يضحى عنهم فلا يلزمهم من ذلك شيء.

أعدوا لهذه الأيام العدة، واستقبلوها بالتوبة وعظموها كما عظمها الله تعالى، واقضوها في أنواع الطاعات واستباق الخيرات، وأحسنوا بها ختام هذا العام فلعل ذلك يمحو ما سبق فيه من الذنوب والآثام.

مساحة إعلانية