رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1298

عبد الله النعمة في جامع الإمام: إهمال تربية وتعليم الأجيال ضياع للأمة

04 سبتمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

قال فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة إن العلم صمام الأمان للنهوض بالأمة إلى أعلى درجات المكارم والفضائل والرقي والتمدن والصلاح والسعادة والفلاح والنجاح، وأنه قد أظلنا عام دراسي جديد، متعدد العلوم متنوع المعارف، فرصة للتزود من العلم والنهل من معينه الذي لا ينضب، وقد استعد الأبناء لاستقبال هذا العام الدراسي الجديد يقضونه بين أروقة المدارس والمعاهد والجامعات، لينهلوا من مناهل العلم والمعرفة على حسب مستوياتهم واتجاهاتهم، يشجعهم على ذلك ويدفعهم أولياء أمورهم والقائمون على تدريسهم من مربين ومدرسين.

وقال النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الله رفع شأن العلم وأهله، وأعلى قدرهم، وحث على الازدياد من العلم، والحرص على طلبه وتحصيله، ولما للعلم والمعرفة من أثر في حياة البشر على الأفراد والمجتمعات والدول والأمم والجماعات، ومنع الله سبحانه من المساواة بين العالم وغيره وبين أهل العلم والمعرفة وغيرهم، لما يختص به العالم وأهل العلم من فضيلة العلم ونور المعرفة "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ".

الكتاب والسنة نصا على العلم

وأضاف الخطيب: جاءت نصوص الكتاب والسنة منوهة بفضل العلم وأهله، والحث على تعلمه وكسبه وأنه الخاصية المميزة لأمة الإسلام عبر العصور والقرون، فهي أمة العلم والمعرفة وحاملة القرطاس والقلم، حيث دوّت صيحة التعلم وصدحت في آذان المسلمين مع بزوغ فجر الرسالة وظهور دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"، وفي قوله: "الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآَنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ"، بل أقسم سبحانه بالقلم الذي يعد من أركان وأعمدة العلم والتعليم والكتابة والمعرفة فقال سبحان: "ن والقلم وما يسطرون"، جاءت هذه النصوص وغيرها في صدر الإسلام لتنوه بقيمة العلم والعلماء، والتعليم والمعرفة، وتسمو بقدرهم وتجعل أول لبنة في بناء الأفراد والشعوب وكيان الأمم والمجتمعات القراءة والكتابة.

التفقه في الدين نعمة

وأردف: وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه قال: "من يُرد الله به خيرا يفقه في الدين، وإنما اعلم بالتعلم"، وعند ابن ماجه عن جابر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "سلوا الله علما نافعا، وتعوّذوا بالله من علم لا ينفع"، وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "اغد عالما أو متعلما، ولا تغد بين ذلك، إن أحدا لا يولد عالما، والعلم بالتعلم".

وذكر فضيلة الشيخ عبدالله النعمة أن الإمام ابن القيم الجوزية قد بين أنواع العلوم وحاجة الناس إليها فقال: "وهذا العلم المفروض ينقسم إلى قسمين: فرض عين، وهو ما يتعيّن وجوبه على الشخص من توحيد الله ومعرفة أوامره وحدوده في العبادات والمعاملات التي يحتاج إليها، وفرض كفاية، وهو كل علم لا يُستغنى عنه في قوام الدنيا، كالطب والحساب وأصول الصناعات، كالفلاحة والحياكة، فلو خلا البلد عمّن يقوم بهذه العلوم والصناعات أثم أهل البلد جميعا، وإذا قام بها واحد فقط وكفاهم سقط الإثم عن الباقين".

هكذا تضيع أمة الإسلام

لفت الخطيب إلى أنه قد أظلنا عام دراسي جديد، متعدد العلوم متنوع المعارف، فرصة للتزود من العلم والنهل من معينه الذي لا ينضب، وقد استعد الأبناء لاستقبال هذا العام الدراسي الجديد يقضونه بين أروقة المدارس والمعاهد والجامعات، لينهلوا من مناهل العلم والمعرفة على حسب مستوياتهم واتجاهاتهم، يشجعهم على ذلك ويدفعهم أولياء أمورهم والقائمون على تدريسهم من مربين ومدرسين، والذين يقع عليهم العبء الأكبر في تربية الناشئة وتعليمهم على ما يعود عليهم بالنفع في دنياهم وآخرتهم، ولا يتم ذلك إلا بالتعاون الجاد بين البيت والمدرسة، وقيام كل منهما بما له وما عليه تجاه أبناء هذه الأمة وهذا الوطن.

وأكد النعمة أنه ما اختلت موازين الأمة وفسد أبناؤها إلا حينما ضاع الأبناء بين أبٍ مفرّط لا يعلم عن حال أبنائه، ولا في أي مرحلة يدرسون، وبين مدرس ضيّع الأمانة وتهاون في واجبه، ولم يدرك مسؤوليته.

وقال إن المدارس ودور التعليم في كافة مستوياتها هي محاضن الجيل وهي الحصن الحصين، تكمن فيها حماية الأمة، والحفاظ على أصالتها وبقائها ونقائها، إن هذه الدور والمدارس والمؤسسات والجامعات تحوي أثمن ما تملكه الأمة والوطن، تحتضن الثروة البشرية رجال الغد وجيل المستقبل، ثروة تتضاءل أمامها كنوز الأرض جميعها فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله يا رجال التربية وأصحاب التعليم، واعلموا أنه إذا حُفظت العقول والأخلاق وأُحيطت بسياج الدين وربطت برباط العقيدة الوثيق، فلسوف تصح المناهج وينفع التعليم وتثبت الأصالة ويتضح السبيل وترتفع الراية ويحصل التمكين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مساحة إعلانية