رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1228

عبدالله النعمة بجامع الإمام: ترك المحرمات دلالة على تقوى المسلم

19 فبراير 2022 , 07:00ص
alsharq
الشيخ عبدالله النعمة
الدوحة - الشرق

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن ترك المحرمات فيه دلالة على التقوى والقرب من الله، والسلامة والنجاة من المهالك، وإنما يؤجر العبد على اجتنابه للحرام إذا تركه امتثالا لنهي الشرع عنه.

وقال النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن حكمة الله ورحمته بعباده اقتضت أن يبين لهم أمور دينهم حلالها وحرامها ومباحها ومكروهها، ذلك أن الله تعالى أنزل على نبيه الكتاب تبيانا لكل شيء وتفضيلا لكل أمر وحجة على الخلق أجمعين، "وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم"، ووكل بيان ما أشكل من الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينتقل إلى الرفيق الأعلى حتى ترك السبيل نهجا واضحا، فأحل الحلال وحرم الحرام، وترك الناس على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، يقول أبو ذر رضي الله عنه توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يحرك جناحيه في السماء إلا وقد ذكر لنا منه علما، فالحلال في الشرع بين ظاهر لا حرج في فعله والحرام في الشرع بين ظاهر لا رخصة في إتيانه حال السعة والاختيار، وهو ضد الحلال، وإنما يؤجر العبد على اجتنابه للحرام إذا تركه امتثالا لنهي الشرع عنه، لا لخوف أو حياء أو عجز عن المحرم، وأما في حالات الضرورة فقد أجمع علماء الإسلام على أن الضرورات تبيح المحظورات، لقوله تعالى: "وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه".

التشريع المطلق حق رباني

وذكر عبدالله النعمة أن من المعلوم قطعا أن التشريع المطلق تحريما وتحليلا وتشريعا إنما هو حق خالص لله تعالى، قال تعالى: "قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون"، وقال سبحانه: "إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه"، يقول الإمام الشاطبي: الكتاب كل الشريعة وعمدة الملة وينبوع الحكمة وآية الرسالة ونور البصائر والأبصار لا طريق إلى الله سواه ولا نجاة إلا لمن استضاء بهداه".

وأوضح الخطيب أن أصل الدين أن الحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله، فسنة النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته هي المفسرة للقرآن الدالة عليه، المبينة المجملة المفصلة لأحكامه، فرض اتباعها وحرام مخالفتها، "من يطع الرسول فقد اطاع الله"، "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا".

ونوه بأن ديننا لم يحرم إلا كل خبيث مضر، قال تعالى: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن"، فالشريعة كما قال ابن القيم: "مبناها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد عدل كلها رحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة".

وقال الخطيب: إن في الحلال الذي أباحه الله تعالى لعباده غنية عن الحرام وما عبد العابدون بشيء أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه، فترك المحرمات من أعلى مراتب الإيمان وافضل درجات الإحسان، يحقق للمرء راحة البال، وطمأنينة النفس والبعد عن الحرام ويشيع في المجتمع النظافة والإصلاح والسعادة والفلاح وكلما كان العبد أبعد عن المحرمات كان أطهر لقلبه وأسلم لدينه ففي الحديث المتفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه"، فإن كان هذا في الشبهات فما بالك بمن يترك المحرمات؟.

وأردف: ترك المحرمات فيه دلالة على التقوى والقرب من الله، والسلامة والنجاة من المهالك، ثبت عند الترمذي بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس"، ويقول أبو الدرداء رضي الله عنه: "تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه في مثقال ذرة وحى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما، حجابا بينه وبين الحرام"، ويقول الحسن البصري رحمه الله ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام، في ترك المحرمات كثيرا من البشريات، قال تعالى: "والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى"، قال المفسرون: "لهم البشرى في الدنيا بالثناء عليهم بصالح أعمالهم، وعند نزول الموت بهم وعند وضعهم في القبر وفي الآخرة عند الخروج من القبر، وعند الوقوف للحساب وعند جواز الصراط وعند دخول الجنة، كل ذلك باجتنابهم لما حرم الله عليهم، والمفلح بحق هو من اجتنب المحرمات، "فاجتنبوه لعلكم تفلحون" بعد ما ذكر الخمر والميسر والأنصاب جعل الله اجتناب هذه المحرمات دليلا للفلاح.

مساحة إعلانية