رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2039

عبدالله النعمة في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ: راحة النفس في صلاح الزوجة والأبناء

05 مارس 2022 , 07:00ص
alsharq
عبدالله النعمة
الدوحة - الشرق

أكد فضيلة الشيخ عبد الله النعمة أن السعادة الحقيقية والراحة النفسية هي في الرضا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، كما أكد أن من أهم أسباب قرة العين وصلاح الحال واستقرار النفس وطمأنينة القلب هو طاعة الله وامتثال أمره، وفي مقدمة هذه الطاعة والعبادة الصلاة التي هي قرة عين المؤمن.

وقال الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن الحياة الطيبة السعيدة والعيشة الهنية الرضية، والاستقرار والطمأنينة النفسية مطلب مهم ومقصد أسمى وغاية عظمى يسعى إلى تحقيقها البشر، وتشرئب إلى سماعها النفوس وتطمح إلى تحقيقها وبلوغها الأفئدة، ولا شك أن السعادة الحقيقية والراحة النفسية هي في الرضا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، فمن رضي بهم ذاق طعم السعادة وعرف حياة الطمأنينة والراحة، روى مسلم عن العباس رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا".

وأوضح أن من السعادة والراحة والطمأنينة هو قرة العين وثباتها وسكونها بعد سكون القلب والطمأنينة، هو السرور الحاصل في النفس مع الرضا التام وعدم النظر إلى ما سواه، وقد وردت قرة العين في القرآن الكريم في عدة مواضع ولعلنا نقف على بعض منها كقوله سبحانه: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"، قرة العين في صلاح الزوج والولد، سئل الحسن البصري رحمه الله في قوله تعالى: "هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ" أهي الدنيا أم في الآخرة؟ فقال: لا بل في الدنيا، قيل: وما ذاك؟ قال: "المؤمن يرى زوجته وولده يطيعون الله"، فما أجملها من حياة أن يرى الرجل زوجته وأولاده في صلاح وفلاح وما أجملها من لحظات عندما يعيش الرجل مع امرأة عفيفة مطيعة صالحة، وينعم بذرية بارة وديعة، لا يرى منهم إلا الحسن من الأفعال، ولا يسمع منهم إلا الجميل من الأقوال، فيعيش في جنة الدنيا قبل أن يجتمع بهم في جنة الآخرة، هذه هي قرة العين وراحة النفس في صلاح الزوج والولد.

وأردف: وجاء ذكر قرة العين في رؤية من نحب ونرحم فها هي زوجة فرعون تقول في شأن موسى عليه السلام حين ألقي بالتابوت في اليم فألقاه اليم بقصر فرعون قالت: "قُرَّتُ عَيْنٍۢ لِّى وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ"، وما ذاك إلا أن جعل الله محبة موسى في قلوب عباده، قال سبحانه: "وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي"، ثم قرت عين أم موسى بردته ورجوعه لأمه فقرت عينها، عين الأم برضيعها وصغيرها ووليدها، قرت عينها برؤيته وقرت عينها بسلامته وقرت عينها بنجاته من القتل على يد فرعون وقرت عينها بنجاته من الغرق في البحر، فارتاحت النفس واطمأن القلب واستقر وسكن، "فَرَدَدْنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ".

وذكر الخطيب أن من قرة العين، قرة عين المؤمن في الجنة، قال سبحانه: "فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، فالله سبحانه يجازي عباده بأعمالهم الصالحة فيفرحون بذلك، وتقر أعينهم من الخير الكثير والنعيم الغزير، والفرح والسرور واللذة والحبور فيقر الله أعينهم بما لا يخطر على بال بشر ولا يعلم به نبي ولا ملك.

مساحة إعلانية