رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

608

عكرمة صبري: لن نسمح بإشراف دولي على الأقصى

21 أبريل 2022 , 07:00ص
alsharq
المستوطنون وقوات الاحتلال يستبيحون المسجد الاقصى
القدس المحتلة - واشنطن - قنا

واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الاقصى المبارك لليوم الرابع على التوالي، وسط اجواء تصعيدية، حيث أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أن 1180 مستوطنًا إسرائيليا اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك صباح امس، وذلك غداة اقتحام نحو 650 مستوطنا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتنفيذ جولات استفزازية، وأداء طقوس "تلمودية" في ساحاته.

واقتحم المستوطنون المسجد عبر مجموعات متتالية، وسط تكبيرات من المرابطات والمرابطين المحاصرين داخل المصلى القبلي، والطرق على الأبواب من أجل إرباك المستوطنين وقوات الاحتلال.

وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد اقتحمت المسجد الأقصى المبارك صباح امس لتوفير الحماية للمستوطنين، وعمدت إلى إفراغه من المعتكفين ودفعتهم إلى خارج أبوابه، ولم تسمح للعديد من النساء بالبقاء بداخله، فيما نجحت العديد منهن بالبقاء داخل مصلى قبة الصخرة، والعشرات من المصلين داخل المصلى القبلي.

    وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي ورشت غاز الفلفل تجاه المعتكفين داخل المصلى القبلي، كما اعتدى جيش الاحتلال على النساء عند قبة الصخرة وأبعدهن لمسافة كبيرة عن المستوطنين المقتحمين لمنع التشويش عليهم، فيما اعتقلت شابًا من باحات المسجد.

     وفي سياق متصل، اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين موقعاً أثرياً على قمة جبل عيبال بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. وأفاد شهود عيان بأن مجموعات المستوطنين اقتحمت موقع برناط الأثري القريب من بلدة عصيرة الشمالية، وشرعوا بأداء طقوس تلمودية فيه بدعوى أنه /مذبح يوشع بن نون/. وانتشرت قوات الاحتلال في المنطقة، وعرقلت حركة المركبات الفلسطينية على حاجز الـ17، ودققت في هويات الركاب.

* خطيب الأقصى

من جهته، رفض الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك، بشدة أي إشراف دولي على المسجد الأقصى المبارك. وقال الشيخ عكرمة في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ "لا يجوز تحويل إدارة المسجد الاقصى إلى الإشراف الدولي، ولن نسمح على الإطلاق بأي إشراف دولي على المسجد الأقصى.. علينا نحن أن ندير أنفسنا بأنفسنا، لأن الإشراف الدولي لو تم، فلن نستطيع أن نرفعه فيما بعد". وأكد الشيخ عكرمة أن الاحتلال الإسرائيلي حوّل مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية مغلقة، محاطة بحواجز متعددة، ومنع المسلمين والمصلين من الدخول إليها. كما أشار إلى أن ما تقوم به إسرائيل من أعمال داخل المسجد الأقصى يتعارض مع القانون الدولي ومع جميع الأديان.

    وأضاف الشيخ صبري، أن المسجد الأقصى خال من المسلمين في هذه الأيام الفضيلة من شهر رمضان المبارك، بسبب الأعمال الشرسة الخارجة عن القانون التي يقوم بها الاحتلال، والاقتحامات الإسرائيلية المستمرة والتي كان آخرها صباح اليوم.

    وأشار إلى أن قوات الاحتلال تجبر المصلين على مغادرة باحات المسجد الأقصى المبارك، وتمارس معهم الإرهاب والعنف، فتقوم بشكل خارج عن القانون بفرض قيود عديدة في محيط المسجد الأقصى المبارك، وتغلق بوابات الأقصى وتحتجز هوية أي شاب يقترب من المسجد الأقصى المبارك حتى لا يعود مرة أخرى.

    وتابع: "يغلق الاحتلال الإسرائيلي الأبواب على من يعتكف داخل المسجد الأقصى المبارك، ويحاصر النساء داخل مسجد قبة الصخرة، ويطرد بكل عنف وقوة كل من تبقى من المصلين خارج المسجد الأقصى وفي باحاته".

    وعن مطالبهم لحماية القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية، قال خطيب المسجد الأقصى "نطالب بتوقف الاقتحامات الإسرائيلية بشكل فوري، وإعادة السيادة الإسلامية على إدارة المسجد الأقصى المبارك، وعدم تدخل قوات الاحتلال في إدارة الأقصى، ورفع القيود عن بوابات المسجد الأقصى الخارجية لأن هناك قوات كبيرة من جيش الاحتلال تتحكم بدخول وخروج المصلين إلى المسجد الأقصى عبر بواباته".

    وحول ما يقوله اليهود بأن لهم حق بالتجول داخل المسجد الأقصى وممارسة طقوسهم الدينية قال الشيخ عكرمة صبري، "إن ما يدعونه هو مجرد أوهام، ولا يوجد أي دليل لديهم يثبت وجود أي حق لهم، فهم لم يجدوا حجرا واحدا من الناحية التاريخية يمت للتاريخ العبري بصلة، لذلك فإن ما يروج له الاحتلال هو عبارة عن خرافات وأوهام، ولا حق لهم بالقدس، هذا قرار رباني إلهي، ليس هو قرار من مجلس أمن أو من أي دول، ونحن كمسلمين ملزمون بأن نطيع الله ونتقيد بقراراته".

    وحذر سماحة الشيخ بشدة من ذبح القرابين في المسجد الأقصى المبارك في أي وقت، مطالبا بعدم ترك المقدسيين لوحدهم. وقال "يريدون أن يذبحوا القرابين لإدخال مظهر جديد من مظاهر السيادة والسيطرة على الأقصى، فذبح القرابين بالنسبة لهم عبادة من العبادات". وطالب الشيخ صبري بعدم ترك المقدسيين وحدهم في هذه المواجهة، ومساندتهم من جميع الفلسطينيين وخاصة من أهالي الداخل المحتل. وشدد على ضرورة أن يتحمل العرب والمسلمون مسؤولياتهم، والتدخل لأن المسجد الأقصى ليس لأهل فلسطين وحدهم بل لكل المسلمين في العالم. وطالب الدول المجتمعة في المملكة الأردنية اليوم /الخميس/ لبحث مواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطير في القدس، بالتأكيد على حق الفلسطينيين في إدارة المسجد الأقصى وأن يكون للمسلمين الحرية المطلقة في ذلك فيما لا يحق لليهود انتهاك هذه الحريات.

*العفو الدولية

وصفت منظمة العفو الدولية، الكيان الإسرائيلي بأنه دولة "فصل عنصري"، مشيرةً إلى أن اعتداءاته المتواصلة على الشعب الفلسطيني تعد "جريمة ضد الإنسانية".

وقالت المنظمة، في تغريدة على حسابها الرسمي في "تويتر" بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية، امس، إن "الفصل العنصري ليس مجرد أثر من الماضي، إنه واقع يعيشه الفلسطينيون.. إنه يحدث حتى يومنا هذا".

وأشارت العفو إلى أنها كمنظمة حقوقية دولية "ترصد تقارير عن أعمال قتل غير قانونية، واعتقالات تعسفية، وتعذيب، وعقاب جماعي في الأراضي الفلسطينية". ونوهت إلى أن "سياسة الفصل العنصري الإسرائيلي تستمر من خلال القتل والتعذيب وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية"، موضحةً أن أعمال العنف التي تمارس بحق الفلسطينيين "جريمة ضد الإنسانية يجب أن تنتهي".

وأصدرت العفو الدولية في فبراير الماضي تقريرا اتهمت فيه إسرائيل بارتكاب جريمة الفصل العنصري (الأبارتهايد) والقهر والهيمنة والاضطهاد، وإنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

* التعاون الإسلامي

من جهة أخرى، وجهت منظمة التعاون الإسلامي، امس، رسائل لعدة أطراف دولية فاعلة، بشأن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد المسجد الأقصى في مدينة القدس، أكدت فيها أن "هذا التصعيد الخطير في وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، يشكل اعتداء على الحقوق والمشاعر الدينية للأمة الإسلامية جمعاء، وانتهاكا صارخاً للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة".

وأفاد بيان صادر من المنظمة بأن الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، وجه رسائل إلى وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي".وأشارت الرسائل إلى أن "اقتحام المسجد الأقصى، وإغلاق بواباته والاعتداءات الوحشية على المصلين العزل داخله، من شأنه أن يؤدي إلى إشعال حرب دينية وتأجيج العنف في المنطقة وخارجها".

ودعا الأمين العام للمنظمة، جميع الأطراف الدولية إلى التحرك العاجل لضمان حق المسلمين في الصلاة في المسجد الأقصى بحرية، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم للأماكن المقدسة في القدس المحتلة. كما جدد دعوته إلى تكثيف الجهود الدولية لإحياء مسار سياسي يقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة وذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، حسب البيان ذاته.

*الأمم المتحدة

ومن نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، امس، إلى الوقف الفوري للاستفزازات في القدس، مجددا تأكيده على ضرورة المحافظة على الوضع الراهن للأماكن المقدسة.

جاء ذلك في بيان أصدره ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة تلقت الأناضول نسخة منه. وقال البيان: "لا يزال الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع في القدس، ولا سيما الحوادث في الأماكن المقدسة وحولها". وأضاف: "الأمين العام منخرط بشدة مع القادة لفعل كل ما في وسعهم لخفض التوترات وتجنب الأعمال والخطابات التحريضية واستعادة الهدوء". وتابع البيان: "يجب أن تتوقف الاستفزازات على الفور، ويجب أن تكون الأيام المقدسة للمسلمين واليهود والمسيحيين فترة سلام وتأمل وليس فترة تحريض وعنف".وجدد الأمين العام التأكيد على أن "الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس يجب احترامه". وأكد غوتيريش، بحسب البيان، "الالتزام بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لحل النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية".كما أكد على "الحاجة إلى تجنب الاستخدام المفرط للقوة ووقف جميع الإجراءات الأحادية الجانب، كالمستوطنات وعمليات إجلاء الفلسطينيين من منازلهم، التي يمكن أن تقوض حل الدولتين".

* مسيرة الأعلام

منعت سلطات الاحتلال متطرفين يهود حاولوا الوصول إلى منطقة "باب العامود" في القدس الشرقية المحتلة ضمن "مسيرة الأعلام" الاستفزازية، فيما "اعتدت" على عشرات الفلسطينيين في المنطقة.

وانطلقت "مسيرة الأعلام" بمشاركة عضو الكنيست (البرلمان) المتطرف إيتمار بن غفير من ميدان صفرا بالقدس الغربية في طريقها إلى منطقة باب العامود والحي الإسلامي بالقدس، لكن شرطة الإحتلال أغلقت الطريق أمام نحو ألف متطرف بعد دقائق من انطلاق المسيرة لمنعهم من المرور تجاه القدس الشرقية.

وبالتزامن مع منع "مسيرة الأعلام" اعتدت الشرطة الإسرائيلية، اعتدت بالضرب" على عشرات الفلسطينيين في منطقة باب العامود، وحاولت إفراغ المنطقة منهم تزامنًا مع محاولة متطرفين يهود تنظيم مسيرة استفزازية.

ومساء الثلاثاء، قالت وسائل اعلام إسرائيلية ان السلطات قررت عدم تأمين "مسيرة الأعلام"، بعد تهديدات حركة حماس والفصائل الفلسطينية والتي حذرت في بيان: "من دعوات اليمين الإرهابي المتطرف لتنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية، التي كانت أحد الدوافع لمعركة سيف القدس في العام الماضي".

مساحة إعلانية